fbpx

20 :كلمات راقية – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

الصحة والفراغ … الحمد لله و صلى الله على رسول الله أما بعد، فقد قال رسول الله ﷺ: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ ” وأنشد محمد بن أحمد السجستاني بالبصرة بنفسه: “أنبأنا خير بني آدم وما على أحمد إلا البلاغ الناس مغبونون في نعمتين صحة أبدانهم والفراغ ” وقال أبو العتاهية: “إنّ الشباب والفراغ و الجدة مفسدة للمرء أيّ مفسدة ” الشباب على كثير من الناس مفسدة وكذلك الفراغ وكذلك الغنى فمن لم يحفظ نفسه في هذه الأحوال الثلاثة يهلك فليتصور الواحد منا أنّ شابا غنيا واجتمع معه مع هذين الفراغ مفسدة كبيرة شباب، غنى، فراغ الإنسان فليغتنم صحته بطاعة الله، فليغتنم شبابه بطاعة الله عزّ وجلّ هذا الشباب لن يدوم وهذه الصحة لن تدوم أليس نقول اخشوشنوا فإنّ النّعم لا تدوم الصحة لا تدوم، الشباب لا يدوم لذلك نذكر بأنّ الله تعالى قال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} إذا أردت أن تقتدي بالرسول ﷺ هناك طريقة واحدة أن تتعلم علم الدين إذا تعلمت علم الدين تعرف كيف كان رسول الله ﷺ في عباداته في طاعته لله تبارك وتعالى كيف كان رسول الله ﷺ يستعمل لسانه كيف كان رسول الله ﷺ يتكلم في النافع والمفيد عن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه أنه قال: ” كان رسول الله ﷺ طويل الصمت قليل الضحك ضحكه كان تبسمًا” كان رسول الله طويل الصمت قليل الضحك ضحكه كان تبسمًا حتى كلامه عليه الصلاة والسلام كان فصلاً ما معنى كان فصلاً ؟ لو أراد عادّ أن يعدّ كلماته لعدّها أما الضحك كان قليل الضحك ضحكه كان تبسما وهو ﷺ الذي قال: “إيّاك وكثرة الضحك فإنّ كثرة الضحك تميت القلب” معناه الذي يكثر الضحك هيبته تسقط وقلبه يكون فاسدًا لذلك كثرة الضحك لا خير فيها هو الشخص أحيانًا لا بد من أجل ملاطفة الأصدقاء لا بد أن يضحك بعض الأحيان لكن مع الاحتياط مع التذكير أنّ تقليل الكلام مطلوب يعين الشخص على أمر الدين شيطان الشخص إذا وجد الإنسان كثير الكلام يفرح يقول أوقعه هوي المحرمات أما إذا وجده قليل الكلام ينزعج وقد قال رسول الله ﷺ لأبي ذر: “ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان؟ قال: بلى يا رسول الله قال: حسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسه بيده ما إن تجمل الخلائق بمثلهما” ما إن تجمل الخلائق بمثلهما هنا إن زائدة في رواية “ما عمل الخلائق بمثلهما” فطول الصمت أن يترك الإنسان الكلام عن الشيء الذي لا يعنيه وإنّ الذي يكثر الكلام في ما لا يجب في ما لا خير فيه في المحرمات يكون مهلكًا لنفسه لا محال ينبغي توجيه اللسان في طريق الخير والفضيلة وتحسين الكلام بحيث يكون لائقًا لبقًا وهو ما يمكن أن يدعى باللياقة واللباقة في التحدث فلا ينبغي أن يضيع الإنسان وقته في الكلام غير النافع الرسول عليه الصلاة والسلام خير من يقتدى به وهنا نذكر ما روي في الموطأ أنّ عيسى عليه السلام رأى خنزيرًا فقال: “اذهب بسلام” وروي أنّ عيسى عليه السلام مرّ بكلب ميت فقال بعض أصحابه: “ما أشدّ نتن هذا الكلب! فقال: عيسى المسيح: “ما أشدّ بياض أسنانه!” الله أكبر ! ليعودهم الكلام الحسن وهنا أيضا نذكر هذا روي. أما تلك القصة المكذوبة التي ذكرها بعض الفاسدين وهي أنّ عيسى المسيح رأى خنزيرًا قال له: السلام عليكم يا أخي الخنزير ” فهذه القصة غير صحيحة لأنّ عيسى المسيح عليه السلام لا يقول للخنزير السلام عليكم و لا يقول للخنزير “يا أخي” فهذه القصة غير صحيحة وقد افتراها بعض الناس ونشرها في بعض المجالس. نعود إلى كلامنا ، فلذلك المطلوب منا أن نستعمل لساننا في طاعة الله تبارك وتعالى وأن نفكر في الكلام قبل أن نقوله هل هذا الكلام يؤذي أخي المسلم، هل فيه إيذاء؟ فلنتحرى اللطف في الكلام، فلنتحرى اللطف في المعاملة هذا اللسان من استعمله في طاعة الله تبارك وتعالى له أجر عظيم والكلمة الطيبة صدقة كلمة جزاك الله خيرًا فيها ثواب كبير كلمة بارك الله فيك فيها ثواب كبير كلمة أحسن الله إليك هذا الكلام الطيب الذي ينبغي أن يكون بيننا في كل وقت هذا الكلام الطيب الذي ينبغي أن يكون بيننا عند المعاملة من أسدى إليك معروفًا فقل له: “جزاك الله خيرًا” فقل له: “أحسن الله إليك” فقل له: “بارك الله فيك” فقد قال النبي ﷺ: “من لم يشكر الناس لم يشكر الله ” و من شكر الناس الدعاء لهم والمكافأة لهم يدخل أيضًا في شكر الناس. والله أعلم و أحكم. المنشور: 1 – قال رسول الله ﷺ: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ ” رواه البخاري 2 – قال الله تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} سورة الأحزاب