الكلمات الراقية
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”تصافحوا تذهب الشحناء وتهادوا تحابوا ويذهب الغل“.
كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إذا أُتي إليه بهدية قال:” أذهبوا بها إلى بيت فلانة فإنها كانت تحب خديجة“. عليك الصلاة والسلام يا سيدي يا رسول الله.
وقد أوصى شيخنا طلابه ومريديه فقال:” أوصيكم بالتحاب والتواد والتناصح والتزاور والتباذل ولو بشىء قليل يبذل هذا لأخيه سواكًا أو شيئًا سهلا ثم الآخر يبذل له ما تيسر له إن التباذل يقوي المحبة“.
إن في الحديث القدسي الله تعالى قال:”حقت محبتي للمتباذلين فيّ” ومعنى حقت ثبتت وليس من شرط التباذل أن يكون بالمثل لا بل لو أهدى آخر ألف دينار فمطلوب من الآخر أن يهديه بما في وسعه ولو سواكًا من أراك عملا بهذا الحديث وبحديث:” تهادوا تحابوا“.
وقد ورد في صحيح مسلم:”أن رجلا ترك قريته وقصد قرية أخرى فأرصد الله تعالى به ملكًا فالملك سأله: أين تريد فقال الرجل: أريد أخًا لي في تلك القرية فقال له الملك: هل لك من نعمة تردها عليه قال: لا غير أني أحببته في الله فقال له الملك: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحببك كما أحببته”.التزاور مهم جدًا لا سيما إذا طالت غيبة أخيك المسلم أو نزلت به مصيبة أو اشتد به مرض لا يمضي على الواحد مدة واسعة لم ير فيها أخاه ولا سأل عنه وإن استطاع أن يزوره زاره وإن لم يستطع فليرسل له سلامًا أو أن يكلمه بواسطة الهاتف وقد ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:”أن المؤمن إذا خرج لزيارة أخيه المؤمن يقول له الملك ملك من ملائكة الرحمة قد يسمعه وقد لا يسمعه طبت وطاب ممشاك وبوّاك الله نزلا في الجنة“. معناه مشيت لخير عظيم ولك في الجنة بيت والتواصل بالزيارة فيه خير عظيم زيارة الأخ المسلم لوجه الله تعالى ثوابها عظيم عند الله وكذلك عيادة المريض فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”من عادى مريضًا مصبحًا يستغفر له سبعون ألف ملك حتى يمسي وكان له مخرفة في الجنة ومن عادى مريضًا ممسيًا يستغفر له سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له مخرفة في الجنة”. ما معنى المخرفة المخرفة البستان يكون له بستان في الجنة. وفي رواية لهذا الحديث:” من عادى مريضًا في أي ساعات النهار بعث الله له سبعين ألف ملك يصلون عليه أي يدعون له يستغفرون له حتى يمسي ومن عادى مريضًا بأي ساعات الليل بعث الله له سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يصبح”.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا العمل بهذه النصائح العظيمة والوصايا الراقية والله تعالى أعلم وأحكم.