الكلمات الراقية
الحياء المطلوب
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
عن ابن عمر رضي الله عنهما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”دعه فإنّ الحياء من الإيمان” الأحياء المطلوب هو الحياء الذي يبعث على تجنب الرذائل.
أما الحياء الذي يمنع الشخص من أن يسأل عم يحتاج إليه في أمر دينه فهذا ليس مطلوبا فقد جاء في الحديث أن امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله: هل على المرأة من غُسل إذا هي احتلمت فقال عليه الصلاة والسلام: نعم إذا رأت الماء” فقالت صحابية لهذه المرأة السائلة تربت يداك فضحت النساء معناه هذا السؤال يُستحى من ذكره أمام الرجال كيف تسألين هذا السؤال فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “بل أنت تربت يداك إن خيركن من تسأل عم يعنيها” ما معناه أن المرأة التي تسأل عم تحتاج إليه في أمر دينها تكون أفضل من المرأة التي لا تسأل بل تعيش على الجهل كذلك الرجل الذي يسأل عما يحتاج إليه في أمر دينه يكون أفضل من الرجل الذي لا يسأل بل يعيش على الجهل فعلامة الخير في الإنسان أن يسأل عم يحتاج إليه في أمر دينه وأن يزداد من علم الدين بل أن يكون منهومًا بطلب علم الدين فقد قال عليه الصلاة والسلام:” لا يشبع مؤمن من خير يسمعه حتى يكون منتهاه الجنة” أقبل إلى علم الدين أقبل إلى السؤال إلى معرفة جواب سؤال الذي تحتاج إليه.
فقد قال بعض العلماء:
من لم يكن يعلم ذا فليسأل من لم يجد معلمًا فليرحل
أي يجب على من يجهل أن يتعلم فإن لم يكن في بلده من يعلمه أمور دينه فليسافر إلى غير بلده وجوبًا عليه حتى لا يعيش على الجهل حتى يعرف ما فرض الله عليه من أمر دينه ومما يدخل في حسن التعامل مع الناس الانفتاح النافع والعيش معهم والصبر عليهم.
وهنا نذكر لكم قصة قصة من قصة يحيى بن أكتم هذا الرجل كان معروفًا بالحلم وحتى صار يضرب به المثل بالحلم فسئل ممن تعلمت الحلم من قيس بن عاصم.
قيس بن عاصم صحابي جليل الذي حصل أن قتل ابنُ أخيه ابنَه ابنُ أخيه قتل ابنه فؤتي إليه بالقاتل مكتوفًا فماذا فعل قيس بن عاصم رأى ابن أخيه مكتوفًا وابن أخيه قتل أبنه فقال فكوا عنه ثم قال للقاتل عصيت ربّك وقطعت رحمك وأعطى أم المقتول مائة ناقة لتصبر وصار يضرب به المثل في الحلم والصبر يعني الناس يتعلمون منه الصبر والحلم.
وما معنى الحلم؟ هو الصبر على أذى الناس وسوء معاملتهم بترك مقابلة المسيء بالإساءة حتى قال بعضهم:
في مدحه يرثه عليك سلام الله قيس بن عاصم ورحمته ما شاء أن يترحم
وما كان قيس هُلكه هُلك واحد ولكنه بُنيان قوم تهدما
معناه موته ليس كموت واحد بل كبنيان قوم تهدم نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الإتباع إنه على ما يشاء قدير وبعباده لطيف خبير.