الكلمات الراقية
وهل يلد الإبل إلا النوق
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله
أما بعد،
روي أن بعض الصحابة جاءوا يطلبون من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يركبونه من الدواب قالوا له أحملنا يا رسول الله أعطنا مركوبًا نركبه فقال لهم عليه الصلاة والسلام:” أحملكم على ولد الناقة فقالوا يا رسول الله ولد الناقة ماذا يغنينا معناه ماذا ينفعنا هل يقضي حاجتنا فقال عليه الصلاة والسلام وهل تلد الإبل إلا النوق معناه البعير الكبير ولد الناقة والبعير الصغير ولد الناقة كل يكون ولد الناقة فالرسول عليه الصلاة والسلام ما كذب مثل هذا المزح ما فيه كذب ولافيه إيذاء لمسلم يجوز على الرسول صلى الله عليه وسلم بل فيه ثواب.
قال الصحابة يا رسول إنك لتداعبنا لما وجدوا منه من هذا المزح اللطيف الذي ما فيه ضرر ولا كذب فنبسطوا لذلك فقال عليه الصلاة والسلام:” إني لأمزح ولا أقول إلا حقًّا” صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله هكذا كان نبينا عليه الصلاة والسلام يضع الحسن والحسين أحيانًا على حضنه وأحيانًا يحملهما وكان يلاعب أولاده
لإدخال السرور إلى قلوبه.
ومن لذلك أيضًا أن نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض شوارع المدينة فرأى صاحبيًا اسمه زاهر زاهر بن حزام فأقترب من ورائه واحتضنه من خلفه من غير أنر يراه فقال صلى الله عليه وسلم:” من يشتري هذا العبد” هذا له تأويل أي صورته صورة عبد فلما انتبه له زاهد قال ما فرحت بشىء أكثر من التصاق جسدي بجسد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ورد أيضًا أن الرسول عليه الصلاة والسلام رأى صاحبية اسمها أم خالد تلبس ثوبًا جميلا فقال:” أم خالد سناه سناه” أي حسن حسن.
إن إدخال السرور على قلوب الناس من الأمور التي تكسب ودّهم حبهم فمن طبع الناس أنهم يرغبون فيمن يُدخل السرور إلى نفوسهم ويحبونه وإضافة إلى هذا فإن المداعبة والمتايضة والمفاكهة تعين على هذا إذا كانت في محلها المناسب فالمداعبة والمتايضة تدخلان على قلوب الناس السرور وتزيلان ما أصابها من ملل وضجر نبينا عليه الصلاة والسلام:”لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق” من الحسنات الخفيفة من الحسنات أن يلقى المسلم أخاه المسلم ووجه منبسط إليه وهذا من اسهل الحسنات ليس فيه كلفة ثبت عن رسول الله أنه قالك” كل معروف صدقة” أي كل عمل بر فيه ثواب صدقة ولما كانت أعمال المعروف كثيرة بعضها أعظم من بعض ذكر الرسول ما هو أسهل على النفس أن تلقى أخاك ووجهك منبسط إليه فطلاقة الوجه هي الهيئة التي تنبغي للمرء أن يقابل الناس عليها في معاملته لهم فلذلك لا تنسى الحسنة قال عليه الصلاة والسلام:” لاتحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق” لذلك من المطلوب أن نُقبل على الناس فينبغي لك أن تعرف أن نبينا عليه الصلاة والسلام قال:”حق المسلم على المسلم خمس “كما قال ذلك النبي عليه الصلاة والسلام:”رد السلام وعيادة المرضى وتشميط العاطس واتباع الجنائز وإجابة الدعوة”.
تشميط سنة وأدب وقد قال بعض العلماء تشميط العاطس واجب والتشميط كيف يكون التشميط يكون كما روى أبو هريرة عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أنه قال:”إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله وليقل له أخاه أو صاحبه يرحمك الله فإذا قال له يرحمك الله فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم“..
نسأل الله تعالى حسن الحال وأصلاح البال والله تعالى أعلم وأحكم.