ما أجمل الصبر
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وصحبه الطيبين الطاهرين
ما أجمل الصبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ما أُعطي أحد عطاء خيرا من الصبر” المؤمن الذي هو محقق الإيمان يكون بلاؤه على حسب قوته في دينه يعني يزداد بلاؤه على حسب ذلك فالصبر هو مدار النجاح والفلاح في الآخرة وما معنى الصبر؟
الصبر هو حبس النفس وقهرها على مكروه تتحمله أو لذيذ تفارقه والصبر أنواعه ثلاثة:
1 – صبر على أداء الواجبات على أداء الصلاة على أداء الصيام في رمضان،
2 – صبر عما حرم الله تعالى أن تُمسِك نفسك عن ارتكاب ما حرم الله وهو أشد أنواع الصبر.
3 – والنوع الثالث الصبر على البلاء من ذلك الصبر على الفقر على فقدان من يعز عليك من الأهل والأصحاب من اكتملت فيه أنواع الصبر الثلاثة يكون من أولياء الله يكون من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الله تعالى يجعلنا منهم وعن عطاء بن أبي رباح هذا التابعي الجليل رضي الله عنه هنا نذكر فائدة عن عطاء أبو حنيفة النعمان قال ما رأيت أفقه من عطاء، عطاء بن أبي رباح أخذ العلم عن ابن عباس ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم عطاء بن أبي رباح قال قال لي ابن عباس رضي الله عنه:”ألا أريك امرأة من أهل الجنة” يا سلام ابن عباس يقول لأبي عطاء ألا أريك امرأة من أهل الجنة فقلت: بلى قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أُصرَع وإني أتكشف يصيبها الصرع ثم تتكشف فادعُ الله تعالى لي، هذه المرأة أتت الرسول عليه الصلاة والسلام تطلب من الرسول الدعاء كانت تُصرع يصيبها ذلك وتتكشف فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام:”إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيكِ اسمعوا يا أحبابنا ماذا قالت تلك المرأة عندما سمعت رسول الله وهي تعتقد بصدق كلام رسول الله من غير شك ولا ريب قال لها: إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيكِ ققالت تلك المرأة: أصبر، إني أتكشف فادعُ الله أن لا أكتشف فدعا لها رسول الله هذا الأمر المهم وهو التسليم لكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم الله تعالى قال:{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} لا يتم أمر الإيمان إلا بالتسليم، ما معنى إلا بالتسليم؟
إلا بأن تقبل نفسك بكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير اعتراض ولا شك أن تقبل نفوسنا بكل ما جاء في شريعة الله تبارك وتعالى من تحليل أو تحريم من عرف أنه في شريعة الله هذا حرام فليقل هذا حرام ليس بالرأي ليس برأي فلان وفلان وفلان فلا يتم أمر الإيمان إلا بالتسليم لما جاء في شريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فنصبر على أداء ما أوجب الله ونصبر عما حرم الله تبارك وتعالى وقد روى البيهقى حديثا أن الناس يوم القيامة ما يناله من ابتلي من المسلمين في الدنيا فصبر من الأجر العظيم فيتمنون أن لو كانوا ابتلوا بمثلهم لينالوا مثل أجرهم هذه الدنيا دار بلاء فمن صبر فيها على أداء ما أوجب الله وعلى اجتناب ما حرم الله وعلى البلاء كان له منزلة عالية عند الله تبارك وتعالى كثير من الأولياء يصيبهم في آخر حياتهم فالج أحدهم كان من التابعين لم يلق رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن هذا الرجل من حسن ديانته قال له عبد الله بن مسعود وهو من الصحابة لكن هذا الرجل ليس من الصحابة، عبد الله بن مسعود رأى هذا الرجل فقال: له لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبّك من شدة ما أُعجب به يُقال له الربيع بن خثيمة هذا التابعي كان أصابه فالج فيسيل اللعاب من فمه وله من الدرجة في العلم والتقوى والزهد حظ كبير وكان آخر بعد الربيع يقال له عبد الواحد بن زيد رضي الله عنه من أولياء الله الصالحين كان أصابه فالج فدعا الله تعالى من شدة تعلق قلبه بالطهارة والصلاة أنه كل ما أراد الطهارة والصلاة أن يذهب الله عنه الفالج فكان هذا الرجل إذا أراد الطهارة والصلاة يذهب عنه الفالج ويقوم ويتوضأ ويصلي وبعد ذلك يعود إليه الفالج هذا عند أهل الفهم في الدين له درجة عالية عند الله تعالى ليس كما يظن كثير من الناس أن الإنسان إذا كان متقلبا في الراحات والنعيم ولا يمرض إلا القليل يظنون أن هذا علامة حب الله للعبد والحقيقة أن هذا غير صحيح، للمزيد عن التكلم في الصبر وعن الأولياء في الصبر نلتقي في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى كونوا معنا.