مقصد الطالبين
لله تعالى
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحيه الطيبين الطاهرين.
وبعد،
فَصْلٌ في صفاتِ الله الواجبةِ لهُ
ويتضمن ثلاثين سؤالا [77]
س: اذكرْ صفاتِ الله الثلاثَ عَشْرةَ الواجبةَ له تعالى.
ج: جرَتْ عادَةُ العُلماءِ المؤلفينَ في العَقيدةِ منَ المتأخّرينَ على قَوْلِهم: إِنّ الوَاجِبَ العَيْنِيَّ المَفْرُوْضَ علَى كُلّ مُكَلَّفٍ «أَي البَالغِ العَاقِلِ» أَنْ يَعْرِفَ مِن صِفاتِ الله ثلاثَ عَشْرةَ صِفَةً
يعني يجب على كل مكلف وهو البالغ العاقل الذي بلغته دعوة الإسلام أن يعرف الصفات الواجبة لله تبارك وتعالى ثلاث عشرة صفة لا يجب أن يحفظ أعيان ألفاظها إنما هذا فرض كفاية إنما يجب عليه أن يعرفها لأن معرفة الله ليست معرفة إحاطة العبد لا يحيط معرفة بخالقه إنما يعرف ما يجب لله ما يستحيل على الله ما يجوز في حق الله يعني يجب عليه أن يعلم أن الله موجود لا بداية له ولا نهاية قادر عالم خالق بصير سميع متكلم لكن ليس كالعالمين ليس كالبشر كلامه ليس بلغة وحرف وصوت لأن هذه الأشياء مخلوقة والله خالقها ويجب أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى يستحيل عليه صفات النقص العجز التغير الجهل الإنفعال المكان الجهة الجلوس القعود الاستقرار.
وما يجوز في حقه تعالى كخلق شىء وتركه.
الوجودَ، والقِدَمَ، والمخالفةَ للحوادثِ، والوَحدانيّةَ، والقيامَ بنَفْسِه أي أنه مستغن عن كل ما سواه، والبقاءَ، والقُدْرةَ، والإرادةَ، والحياةَ، والعِلْمَ، والكَلامَ، والسَّمْعَ، والبَصرَ ، وأنَّه يَستحيلُ على الله ما ينافي هذِه الصّفاتِ. كالجهل والعجز والتغير واللون والكون في جهة والكون في مكان كل وكان من صفات النقص وهو مستحيل على الله وتكرر ذكر هذه الصفات تكرر ذكرها في النصوص الشريعة إما بلفظها وإما بالمعنى الله تعالى قال: {أَفِي اللَّهِ شَكّ} الله تعالى قال: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ} الموجود الذي لا بداية لوجوده ولا نهاية لوجوده الله تعالى قال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ} المخالفة للحوادث هذا يدل عليها الله تعالى قال:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} الله قال:{غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} مستغن عن كل شىء الله قال:{هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ} } تدل على البقاء وقال: {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ} تدل على القدرة {وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} تدل على الإرادة { اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ} تدل على الحياة وهي صفة لله ليست بروح ولا دم ولا عصب ولا جسم والعلم {وَهُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ } لا تخفى عليه خافية علمه واحد ليس بمتجدد ليس له بداية وليس له نهاية لا يطرأ على علمه زيادة ولا نقصان ليس كعلم المخلوقين والكلام {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} أي أزال الله الحجاب المعنوي المانع من سماع كلامه فسمع موسى كلام الله الذي ليس بحرف ولا صوت ولا لغة وليس بمبتدإ ولا مختتم ولا يقال حل كلام الله في أُذن موسى لا إنما أزال الله عن سمع موسى الحجاب المعنوي المانع من كلام فسمع موسى كلام الله الذي ليس ككلام العالمين والسمع والبصر سمع الله صفته في الأزل الله يسمع كل مسموع بصفته لا يحدث في ذاته سمع لا يحدث في ذاته بصر نحن حين نسمع يحدث فينا سمع حين نبصر يحدث فينا بصر الله تعالى صفته أزلية ذاته أزلي وصفاته أزلية نحن ذواتنا حادثة مخلوقة وصفاتنا مخلوقة يحدث فينا كلام كلامنا حرف وصوت ولغة مبتدأ ومختتم ويدخله اللحن كلام الله ليس كذلك نحن يحدث فينا بصر حين نرى ما نرى أما الله لا يحدث في ذاته صفة.
وهذه الصفات الثلاث عشرة هي الصفات القائمة بذات الله بالاتفاق.
أي هي صفات ثابتة لله تبارك وتعالى بلا خلاف.
[78] س: ما حكمُ معرفةِ هذهِ الصفاتِ الثلاثَ عشرة؟
ج: لَمَّا كَانَت هَذِهِ الصّفَاتُ ذُكِرَتْ كَثيرًا في النُّصُوص الشَّرْعيَّة قَالَ العلماءُ: يَجبُ مَعْرِفَتُها وُجُوبًا عَيْنِيًّا – أي على كلّ مكلّفٍ بعَيْنه.
[79] س: تكلمْ عن صفةِ الوجودِ لله.
ج: الله تعالى مَوْجُودٌ أزَلا وأبَدًا فَلَيْسَ وجُودُه تَعالى بإيجادِ موجِدٍ.
الله تعالى وجوده لا بداية له ولا يقال عن الله دخل في الوجود المخلوق دخل في الوجود الله موجود ووجوده أزلي لا يجري عليه زمان ولا يحويه مكان سبحانه وتعالى فإذًا لا يقال من خلق الله هذه كلمة كفرية لأن المخلوق يحتاج إلى من خلقه والمحتاج لغيره لا يكون ءالهًا الله خالق وليس بمخلوق لأن بعض الناس يقول من خلق الله هذا كفر لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق السماء من خلق الأرض فيقول الله فيقول الشيطان من خلق الله قال عليه الصلاة والسلام فمن وجد شيئًا من ذلك فليقل أمنت بالله وبرسوله ولينتهي يعني ليثبت على الإيمان بالله والرسول على الإيمان بأن الله موجود لا بداية لوجوده ليس مخلوقًا بل هو الخالق ولينتهي أي لا يقف عند هذا الخاطر الشيطان يريد أن يسقوك إلى الكفر أنت لا تلفت له الشيطان يريد أن يعكر عليك يقول لك ما هنأت لك العبادة لِمَ تتعلم علم الدين لِمَ تصل لِمَ تصوم لِمَ تزك يقول لك حين أقبلت إلى علم الدين وإلى الطاعة ما هنأت حياتك ما هنأت عيشتك اترك يريد منك أن تبتعد من طاعة الله يريد يسوقك لتغرق في معصية الله يريد أن يسوقك لتكفر أنت ماذا تفعل كما قال الرسول أمنت بالله ورسوله ولينتهي لا تقف عند الخاطر لا تلتفت إليه مهما قوي عليك واقرأ في كل صلاة المعوذتين روى ابن حبان أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لرجل:” إن استطعت أن تقرأ بهما في كل صلاة ففعل” أي بالمعوذتين هذا يبعد عنك الوسواس واقرأها صباحًا مساء واقرأها دبر كل قال عليه الصلاة والسلام:”ما تعوذ المتعوذون بمثلهما”عن سور الفلق وسورة الناس.
[80] س: بماذا ترد على من استنكر قول «الله موجود» لكونه على وزن مفعول؟
ج: كثر المتحلقون في هذا العصر فصار بعضهم ينكر أن تقول الله موجود يقول لك هذا على وزن مفعول يعني وقع عليه فعل الغير يعني هكذا يريد يُقالُ لَهُم إنَّ مفعولا أي في لغة العرب قد يُطلَقُ على مَن لم يقعْ عليه فِعلُ الغَيرِ كما نَقولُ الله معبودٌ وهؤلاء ظنُّوا بأنفُسِهِم أنَّ لهُم نَصِيبًا في عِلمِ اللغةِ وليسُوا كما ظنُّوا قَالَ اللُّغَويُّ الكَبِيرُ شَارحُ القَامُوسِ الزَّبيديُّ خاتمة اللغويين في شَرْح الإحياءِ مَا نَصُّه: «والبَارِئ تَعالى مَوْجودٌ فصَحَّ أَن يُرَى”.
وقَالَ الفَيُّومِيُّ اللُّغَوِيُّ صَاحِبُ المِصْبَاحِ: «المَوْجُودُ خِلافُ المَعْدُوْمِ”. الله ليس معدومًا الله موجود ليس معناه وقع عليه فعل الغير الله موجود ووجوده ذاتي أي ثابت له ليس أحد له أعطاه ذلك الله سبحانه وتعالى غني عن العالمين وفي لغة العرب قد تأتي كلمة على وزن مفعول بمعنى اسم الفاعل يقال في لغة العرب عني الرجل بالشىء فهو معني به أي معتن به على وزن مفعول هو الذي اعتنى هو الفاعل ويقال في لغة العرب أيضًا زُهوي الرجل فهو مزهو على وزن مفعول تكبر فهو متكبر زُهوي فهو مزهو مفعول وليس معناه أنه وقع عليه فعل الغير اللغة العربية واسعة وكثير من الناس متطفلون جهال يريدون أن يذكروا غريبًا شاذًا حتى يلتفت إليهم الناس.
[81] س: تكلمْ عن صفةِ القِدَم لله.
ج: يَجِبُ لله القِدَمُ بمَعنَى الأزَلِيَّةِ لا بِمَعْنَى تَقَادُمِ العَهْدِ والزَّمَنِ لأَنَّ لَفْظَ القَدِيمِ والأَزَليّ إِذَا أُطْلِقَا علَى الله كَانَ المَعْنَى أنَّهُ لا بِدَايَةَ لِوجُودِهِ، فَيُقَالُ الله أزليٌّ الله قَدِيمٌ، وإذَا أُطلِقَا على المَخْلُوقِ كَانَا بِمَعْنَى تَقَادُمِ العَهْدِ والزّمَنِ، قالَ الله تعَالى في القَمرِ: {حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} (سورة يس) ، وقَالَ صَاحِبُ القاموس (الفَيروزءابادى): “الهَرَمَانِ بِناءَانِ أَزَلِيَّانِ بِمصْرَ”.
وأَمَّا بُرهَانُ قِدَمِه تَعَالى أي من حيث العقل فَهُو أنَّه لَو لَم يكنْ قَدِيمًا لَلَزمَ حُدُوْثُه فيفتَقِرُ إلى مُحْدِثٍ فيلزَمُ الدَّورُ أو التَّسَلْسُلُ وكلٌّ مِنهُما مُحَالٌ، فَثَبَتَ أنَّ حُدوثَه تعالى مُحالٌ وقِدَمَهُ ثابتٌ الله موجود لا ابتداء لوجوده مستحيل أن يكون قبل كل حادث حادث لا إلى أول كما يقول الفلاسفة وكما قال ابن تيمية قال نوع العالم أزلي لم يزل مع الله وهذا شرك ومعنى كلامه أن الله لم يخلق نوع العالم قال الأفراد المعينة أفراد الإنسان عين هذا الإنسان نوع هذه الشجرة قال هذه حادثة أما جنسها نوعها فقديم وهل يوجد النوع هل يوجد الجنس إلا في الفرد الإنسان هذا الفرد فيه الإنسانية فإذا كان الإنسان حادُثًا فالإنسانية حادثة قال بما هو مستحيل عقلا وتضمن كلامه تكذيب القرءان قل الله خالق كل شىء معنى كلام ابن تيمية أن الله لم يخلق نوع العالم لم يخلق جنس العالم كذب القرءان والعقل وكذب الرسول صلى الله عليه وسلم.
[82] س: تكلم عن صفةِ البقاء لله.
ج: يَجبُ البقاءُ لله تعالى بمعنَى أنّهُ لا يلحقُهُ فناءٌ، لأنّه لمّا ثبتَ وجوبُ قِدَمِه تعالى عَقلاً وجبَ لهُ البقاءُ، فهوَ تباركَ وتعالى الباقي لِذاتِهِ لا باقيَ لذاتِهِ غيرُهُ، وأمّا الجنّةُ والنارُ فبقاؤهما ليسَ بالذّاتِ بل لأنَّ الله شاءَ لهما البقاء، فالجنّةُ باعتبارِ ذاتِهَا يجوزُ عليها الفناءُ أي عقلا باعتبار ذاتها أما بالنظر إلى إخبار الله أنها لا تفنى فمستحيل أن تفنى وكذلكَ النّارُ باعتبارِ ذاتِها لأنها شىء حادث وما حدث بعد أن لم يكن يجوز عليه عقلا أن يعود بما كان عليه قبل الحدوث أن يعود معدومًا لكن بما أن الله أخبر ببقاء الجنة والنار مستحيل أن تفنى الجنة ومستحيل أن تفنى النار قال ابن تيمية بفناء النار كذب القرءان ومن كذب القرءان كفر {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لاَّ يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا} خالدين فيها أبدًا هم خالدون فيها وهي خالدة باقية لا فناء لها.
وكذلك النار باعتبار ذاتها يجوز عليها الفناء.
[83] س: تكلمْ عن صفةِ السمع لله.
ج: السَّمْعُ صِفَةٌ أزَليَّةٌ ثَابِتَةٌ لِذَاتِ الله، فَهُو يَسْمَعُ الأصوات بِسَمْعٍ أزَليّ أبدِيّ لا كسَمْعِنا وقلنا لا يحدث في ذاته سمع يسمع الله تعالى ما يُسمع بسمعه الذاتي الأزلي الأبدي المسموع الحادث حادث سمع الله أزلي الله تعالى يسمع الحوادث ويسمع كلامه الأزلي كلامه أزلي أبدي وهو يسمع بسمعه الأزلي الأبدي الأصوات الحادثة يسمعها الله تعالى بسمعه الأزلي لا يحدث في ذاته سمع نحن نسمع بسمعنا حادث وحين نسمع يحدث فينا سمع وحين نبصر يحدث غينا بصر وحين نتكلم يحدث فينا كلام بحرف وصوت ولغة بحروف متعاقبة، لَيْسَ بأُذُنٍ وصِمَاخٍ، فَهُو تَعالى لا يَعْزُبُ أي لا يَغيبُ عن سَمْعِهِ مَسْمُوعٌ وإنْ خَفِي – أي علينا – وبَعُدَ – أي عنّا -، كما يَعْلَمُ بِغيْرِ قلبٍ نحن نعلم بالقلب الله سبحانه وتعالى يعلم بلا قلب ولا جراحة.
ودَلِيلُ وجُوبِ السَّمْع لهُ عَقْلاً أنَّه لَو لَم يكن مُتَّصِفًا بالسَّمْع لَكانَ مُتَّصِفًا بالصَّمَم وهُو نَقْصٌ على الله، والنّقْصُ عليهِ مُحَالٌ، فمنْ قَال إنَّه يَسْمَعُ بأذُنٍ فَقَدْ أَلْحدَ وكَفَرَ.
[84] س: تكلمْ عن صفةِ البصرِ لله.
ج: يَجب لله تعالى عَقْلاً البَصَرُ أي الرُّؤْيةُ، فَهُو يَرى بِرُؤْيةٍ أزَلِيَّةٍ أبدِيّةٍ المَرئِيّاتِ جَمِيْعَها ويَرَى ذَاتَه بِغَيْرِ حَدَقَةٍ وجَارِحَةٍ نحن نحتاج للحدقة للجارحة أما الله تعالى لا يحتاج لهذا لأنه خالق المخلوقين وخالق أدوات المخلوقين وخالق جوارح المخلوقين وأعضاء المخلوقين فلا صفته كصفة المخلوقين لا يقال الله يرى بحدقة بعض الناس يقولون الله يحرسك بعينه التي لا تنام ما ورد هذا لا يقال هذا وبعض الناس يقولون قد نام وفدك حول البيت وعين الله لم تنم لا يقال هذا الله تعالى منزه عن الجوارح والأعضاء ومنزه عن السِّنة عن النعاس وعن النوم الله تبارك وتعالى قال في القرءان الكريم ولتصنع على عيني أي على حفظي ليس معناه الله له جارحة وقال تعالى:{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} أي تجري سفينة نوح بحفظ الله العظيم بأعيننا هذا اللفظ جاء بالجمع لتعظيم حفظ الله كما جاء في القرءان الكريم :{قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} كلمات ربي بالجمع مع أن كلام الله الذي هو صفته واحد أي ليس شيئًا متجزئًا ليس حرفًا ولا صوتًا ولا لغة ليس شيئًا متعاقبًا كلام الله واحد كما قال الحافظ البيهقي وأبو علي السكوني من علماء المغرب أي ليس شيئًا متجزئًا أي ليس حروفًا متعاقبة فما معنى كلمات ربي أي كلام الله العظيم أعوذ بكلمات الله التامات أي بكلام الله العظيم الذي لا نقص فيه الجمع هنا لتعظيم قال تعالى:{إِنَّا شَىْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} الله واحد وجاء ضمير الجمع هنا {إِنَّا شَىْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} الله واحد لا شريك له هنا الجمع للتعظيم الله أعظم من كل عظيم قدرًا سبحانه وتعالى.
لأن الحواس من صفات المخلوقين ولا يصف الله بالأذن كما قال بعض جهلة المتعاملين قال الله له أذن ليست كاذاننا الأذن جارحة ولم يرد إطلاق الأذن في القرءان ولا في الحديث والدليل على ثبوت البصر له عقلا انه لو لم يكن بصيرًا رائيًا لكان أعمى والأعمى أي عدم الرؤية نقص على الله والنقص عليه مستحيل.
والدليل على السمع والبصر الآيات والأحاديث كقوله تعالى:{وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} وقوله صلى الله عليه وسلم في تعداد أسماء الله الحسنى: “السميع البصير” وهو في حديث أخرجه الترمذي وحسنة أي قال عن إسناده حسن أي هو صحيح الله تبارك وتعالى سميع لا كالسّميعين وبصير لا كالمبصيرين تنزه عن صفات المحدثين لا يوصف بأوصاف المخلوقين لأنه خالق كل شىء لذلك جاء في الآية القرءانية في ءاية الشورى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} الله قدم التنزيه في هذه الآية: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} هو سميع بصير لكن {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ} أي ليس كالسميعين وليس كالمبصيرين.
هللوا وصلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستغفروا للمؤمنين والمؤمنات