مقصد الطالبين
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمّد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
وبعد،
لله تعالى
[85] س: تكلمْ عن صفةِ الكلامِ لله.
ج: أهم مسائل العقيدة تنزيه الله عن مشابهة الخلق وعلم العقيدة هو أهم العلوم لأن الإنسان إذا سلمت عقيدته مهما جرى عليه مهما حصل منه من المعاصي ولو مات عليها ولو كانت هذه المعاصي من الكبائر فإنه سيدخل الجنة أما إذا فسدت عقيدته فمهما فعل مهما عمل صورة الصلاة أو صورة الصوم لأنه لا يقبل منه مهما تصدق مهما عمل من صور الخيرات إن مات على عقيدة فاسدة فإن سيخلد في نار جهنم لذلك علم العقيدة الذي يسميه العلماء علم الكلام لأن أكثر ما كان يحصل من المخالفات من المبتدعين في مسئلة الكلام ويناظرهم أهل الحق بذلك فالعناية بهذا العلم واجبة:
عاب الكلامَ أُناسٌ لا عقول لهـــــــــــــــــــم وما عليه إذا عابوه مــــــــــــــــــن ضرر
ما ضر شمسَ الضحى في الأفق طالعة أن ليس يبصرها من ليس ذا بصر
حتى قال الإمام الشافعي:”اتقنا ذاك قبل هذا” رواه الحافظ ابن عساكر في كتابه تبيين كذب المفتري عن الإمام الشافعي معناه أتقنا علم العقيدة قبل علم الفروع أحكمنا ذاك قبل هذا أي أتقنا علم العقيدة قبل علم الفروع.
والإمام أبو حنيفة وهو الإمام الحافظ المجتهد سمى علم الكلام علم التوحيد الفقه الأكبر أما علم الفروع فهو الفقه الأصغر فالفقه الأكبر مقدم على الفقه الأصغر.
فإذًا أساس الدين علم التوحيد علم العقيدة أهم شىء في علم العقيدة تنزيه الله عن مشابهة الخلق ثم يلي ذلك توحيد الله في الفعل أي اعتقاد أن الله وحده خالق كل شىء هو وحده الذي يبرز الأشياء من العدم إلى الوجود إن كانت أجسامًا إن كانت أحجامًا إن كانت أجرامًا وإن كانت أعمالا طاعة أو معصية كفرًا أو إيمانًا كما قال الله تعالى:{قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ} وقال: {إِنَّا كلّ شَىْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} وقال: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} أي لا أحد يبرز شيئًا من العدم إلى الوجود إلا الله تعالى.
المسئلة الثالثة: إثبات الكلام لله تبارك وتعالى على ما يليق بهيب أن أي أي أن الله تعالى له كلام هو صفته في الأزل ليس حرفًا وليس صوتًا وليس لغة اللغات مخلوقة إن كانت عربية أو سريانية أو عبرانية أو غيرها والحروف يدخلها التعاقب بسم الله الرحمن الرحيم تعاقب نطقت بالباء ثم انتفت ثم السين ظهرت ثم ذهبت ثم الميم وهكذا وهذا لايجوز في صفة الله والأصوات مخلوقة وهو عبارة عن انسلال الهواء واصطكاك الأجرام فكلام الله الذي هو صفته هو ثابت له وهو كلام واحد أي ليس شيئًا متجزئًا متركبًا متعاقبًا لا يدخله اللحن وليس له بداية وليس له نهاية أما قوله تعالى:{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} فمعناه سرعة الإيجاد ليس معناه أن الله ينطق كما نحن ننطق لا. الذي ينطق البشر الجن الملك قال الله تعالى:{ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} إنه أي القرءان لقول أي مقروء {رَسُولٍ كَرِيمٍ} أي جبريل { ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} هذا جبريل عليه السلام جبريل أخذ القرءان من اللوح المحفوظ وخلق الله صوتًا بحروف القرءان سمعها جبريل ونزل في هذا القرءان إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم صار ينزل على الرسول على حسب الوحي بآيات القرءان هو قرأ القرءان على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى :{لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءانَهُ} هذا القرءان الكريم نزل به جبريل الأمين عليه السلام وصار يقرأ على الرسول قال الله تعالى:{ لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من حرصه إذا قرأ جبريل يقرأ معه حتى لا ينفلت منه القرءان فنزلت الآية معناها حين يقرأ عليك جبريل القرءان بأمرنا أنصت يا محمد لقراءته{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ} أي نحن ضمنا لك أن لا ينفلت لك القرءان فحين يقرأ أنصت لقراءته {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ} أي فإذا قرأه عليك جبريل بأمرنا {فَاتَّبِعْ قُرْءانَهُ} أي فأنصت لقراءته يا محمد.
وتفسير آخر {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ} أي جمعناه لك في صدرك {فَاتَّبِعْ قُرْءانَهُ} أي فاعمل به يا محمد.
فإذًا كلام الله له إطلاقان يطلق ويراد به الكلام الذاتي الأزلي الأبدي الذي ليس بحرف ولا صوت ولا لغة وليس له بداية وليس له نهاية {َكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} حين كان موسى عند جبل الطور طور سيناء الله أزال عن سمعه الحجاب المعنوي المانع فسمع كلام الله الذي ليس بحرف ولا صوت ولا لغة فسُمي كليم الله لهذا سُمي كليم الله وليس معناه أن صفة الله حلت في موسى لا إنما سمع موسى كلام الله الأزلي الأبدي الذي ليس بحرف ولا صوت ولا لغة ويطلق كلام الله على اللفظ المنزل على القرءان الكريم كما قال الله تعالى:{وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ} {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} أي يا محمد { فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ} أي اللفظ المنزل فإذًا يطلق كلام الله يطلق القرءان على اللفظ المنزل الذي تلاه جبريل وهو موجود في اللوح المحفوظ وهو في صدور المؤمنين ويقرأه المؤمنون بألسنتهم ولا شك أن هذا الذي هو حرف ولغة وشىء يُكتب وشىء يحفظ في الصدور مخلوق ولكن لا يطلق القول القرءان مخلوق حتى لا يتوهم أن صفة الله مخلوقة لذلك أبى الإمام أحمد أن يقول القرءان مخلوق وعُذب على ذلك رضي الله عنه لكن في الحقيقة يطلق القرءان ويراد به كلام الله الأزلي يطلق كلام الله ويراد به كلام الله الأزلي الأبدي الذي ليس بحرف ولا صوت ولا لغة ويطلق ويراد به اللفظ المنزل الذي لا شك أنه مخلوق لأنه يُكتب بالحبر على الأوراق ويجري على ألسنتنا نحن نقول ننطق بالقرءان الكريم يسمى أحدنا ناطقًا أما الله تبارك وتعالى فلا يسمى ناطقًا إنما يسمى متكلما ومن أقوى الأدلة لأهل الحق على أن كلام الله الذي هو صفة ذاته ليس بحرف ولا صوت ولا لغة أن الله تعالى قال في القرءان الكريم: { ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} سمى نفسه أسرع الحاسبين وسمى نفسه سريع الحساب عزّ وجلّ أي هو أسرع من كل حاسب لأن الله سبحانه وتعالى هو يحاسب العباد بنفسه في يوم القيامة في موقف السؤال في موقف الحساب كل الإنس والجن يسمعون الله يزيل عن أسماعهم الحجاب المعنوي المانع من سماع كلام الله الذاتي الأزلي الأبدي فيسمعون كلام الله فيفهمون منه السؤال ألم أعطك كذا ألم أروك من الماء البارد لِمَ فعلت كذا أما هذا اللفظ الذي نحن ننطق به هذا لا يجوز على الله تبارك وتعالى فيفرغ الله من حساب العباد في لحظة قصيرة فلو كان حسابهم بالحرف والصوت لو كان كلام الله حرفًا وصوتًا لما كان يفرغ من حسابهم في لحظة قصيرة ولما كان أسرع الحاسبين والله يقول عن نفسه إنه أسرع الحاسبين.
فإذًا كلام الله الذي هو صفة ذاته ليس حرفًا ولا صوتًا ولا لغة فإذًا كن فيكون ليس معناه أن الله ينطق بكن بكن بكن كلما أراد إيجاد شىء لا ليس كما يقول ابن تيمية ومن تبعه يقول الله قائل كن بحرفين متعاقبين قائمين بذاته حادثين ولكن جنسهما أزلي وهذا غير معقول وهذا تكذيب للقرءان وتكذيب للعقل السليم إنما معنى الآية كما بينت معناها سرعة الإيجاد أي إذا أراد الله في الأزل وجود شىء وجد هذا الشىء في الوقت الذي أراد الله من غير ممانعة ولا تأخير أما كن بحرفين متعاقبين فهذا يقوله الإنسان يقوله الملك يقوله الجن ولا يجوز على الخالق تبارك وتعالى.
الكَلامُ هُو صِفةٌ أزَليّةٌ أبديّةٌ هُوَ متكَلِمٌ بها ءامِرٌ نَاهٍ وَاعِدٌ مُتَوعّدٌ، لَيْسَ ككَلامِ غَيْرِه بلْ أزَليٌّ بأَزَليَّةِ الذّاتِ لأن ذات الله أي حقيقة الله الذي لا يشبه الحقائق أزلي أبدي ليس له بداية وليس له نهاية سبحانه وتعالى لا يُشْبِهُ كَلامَ الخَلْقِ ما هو كلام الخلق حرف وصوت ولغة وليْسَ بِصَوتٍ يَحدُثُ منَ انْسِلالِ الهَواء أو اصطِكَاكِ الأَجْرامِ فإن قيل لك ما القرءان الكريم الموجود بين أيدينا وما الإنجيل الذي ُنزل على عيسى باللغة السيريانية وما التوراة الذي أُنزل على موسى باللغة العبرانية والزبور الذي أُنزل على داود عليه السلام هذه الكتب السماوية جبريل عليه السلام أخذها وهو نزل بها على هؤلاء الأنبياء هذه الحروف هذه اللغات عبارة عن صفة الله الكلام وليست عين الكلام الذاتي كما أن العربي يقول الله ليس معناه أن الخالق قام بفمه إنما معنى أن هذا أنه نطق بحروف لفظ الجلالة فهذه الحروف تدل على الذات المقدس عبارة عن الذات المقدس كما يقول الفرنسي Mon Dieu كما يقول الإنكليزي My God كل ينطق بلسانه بلغته معبرًا عن الخالق سبحانه وتعالى الذي ليس كمثله شىء تعددت هذه اللغات تعددت هذه العبارات والمقصود واحد وهو الله سبحانه وتعالى وكذلك هنا الإنجيل الأصلي التوراة الأصلية القرءان الكريم كل بلغة لكن كلها عبارة عن كلام الله الذاتي الأزلي الأبدي الذي ليس بحرف ولا صوت ولا لغة.
ونَعتَقدُ أنَّ مُوسَى سَمِعَ كَلامَ الله الأَزَليَّ بِغَيْرِ حَرْفٍ ولا صَوْتٍ كمَا يَرَى المؤمِنُونَ ذاتَ الله في الآخِرَةِ من غيرِ أن يَكُونَ جَوْهَرًا أي حجمًا ولا عَرَضًا أي صفة للحجم لأَنَّ العَقْلَ لا يُحِيلُ سَماعَ مَا لَيْسَ بِحَرفٍ ولا صَوْتٍ.
وكَلامُه تَعالَى الذَّاتيُّ لَيْسَ حُرُوفًا مُتَعَاقِبَةً كَكَلامِنا، وإذَا قرَأ القَارِئ مِنَّا كَلامَ الله فقِرَاءَتُه حَرفٌ وصَوتٌ لَيْسَتْ أَزَلِيّةً.
[86] س: القرءان وغيره من الكتب المنزلة لها إطلاقان إشرح ذلك مبينًا أنه لا يلزم من كون العبارة حادثة كون المعبر عنه وهو كلام الله الذاتيّ حادثًا.
ج: القُرْءانُ وغيره من الكتب المنزلة لها إطْلاقَانِ:
تُطْلَقُ علَى اللّفْظِ المُنزَّلِ وعلَى الكَلامِ الذَّاتيّ الأزلي الذي لَيْسَ هُوَ بِحَرْفٍ ولا صَوْتٍ ولا لُغَةٍ عَربيَّةٍ ولا غَيْرِها. فَإن قُصِدَ بها الكَلامُ الذَّاتيُّ فهو أزليٌّ ليس بحرفٍ ولا صوتٍ، وإن قُصدَ بها وبسائرِ الكتبِ السماوية اللّفْظُ المُنَزَّلُ فمنه ما هو باللغةِ العبريةِ التوراة ومنهُ ما هو باللغةِ السُّريانيةِ الإنجيل الأصلي وهذه اللغاتُ وغيرُها من اللغاتِ لم تكن موجودةً في الأزل فخلقَهَا الله تعالى فَصَارت موجودةً، والله تعالى كانَ قبلَ كلّ شىءٍ وكانَ متكلمًا متصفًا بصفة الكلام قبلَها ولم يزل متكلمًا وكلامُهُ الذي هو صفتُهُ أزليٌّ أبديٌّ وهو كلام واحد أي ليس متجزئًا ليس شيئًا مركبًا ليس شيئًا متعاقبًا وكلامه الذي هو صفته أزلي أبدي وهو كلام واحد وهذهِ الكتبُ المنزلةُ كُلُّها عباراتٌ عن ذلكَ الكلامِ الذاتيّ الأزلي الأبدي، ولا يلزمُ من كونِ العبارةِ حادثةً كونُ المعبَّر عنه حادثًا ألا تَرَى أننا إذا كَتَبنَا على لوح أو جدارٍ «الله» فقيلَ هذا الله فهل معنَى هذا أن أشكال الحروفِ المرسومة هي ذات الله لا يتوهَّمُ هذا عاقلٌ إنّما يُفهمُ من ذلكَ أن هذه الحروف عبارةٌ عن الإلـهِ الذي هو موجودٌ معبودٌ خالقٌ لكلّ شىءٍ ومعَ هذا لا يقالُ القرءانُ وغيره من الكتب المنزلة مخلوقٌ لكن يُبَيَّن في مقامِ التَّعليمِ أن اللفظَ المنزّلَ ليسَ قائمًا بذاتِ الله بل هو مخلوقٌ لله لأنه حروفٌ يسبِقُ بعضُها بعضًا وما كانَ كذلك حادثٌ مخلوقٌ قطعًا، لكِنّه ليْسَ مِنْ تصنِيفِ مَلَكٍ ولا بَشَرٍ فَهُوَ عِبَارَةٌ عَن الكَلامِ الذَاتيّ الذي لا يُوصفُ بأنَّه عَرَبيٌّ ولا بأَنّهُ عِبْرانيٌّ ولا بِأَنَّهُ سُرْيَانِيٌّ، وكُلٌّ يُطْلَق علَيْهِ كَلامُ الله أيْ أنَّ صِفَةَ الكَلام القَائِمَة بذَاتِ الله يُقالُ لَها كَلامُ الله، واللّفْظُ المُنَزَّلُ الذي هُو عِبَارَةٌ عَنْهُ يقَالُ لَه كَلامُ الله.
[87] س: بماذا ترد على من ادعى أن السلف ما كانوا يقولون إن الله متكلم بكلام ليس حرفًا ولا صوتًا؟
ج: المشبهة المجسمة يقولون السلف ما كانوا يقولون ذلك قد نُقِلَ هذا التفصيلُ عن أبي حنيفةَ رضي الله عنه وهوَ من السلفِ لأنه ولد سنة ثمانين للهجرة وتوفي سنة مائة وخمسين وهو من السلف أدركَ شيئًا من المائةِ الأولى ثم توفيَ سنة مائةٍ وخمسينَ هجرية. قالَ رضي الله عنه: “والله يتكلمُ لا بآلةٍ وحرفٍ ونحنُ نتكلّم بآلةٍ وحرفٍ” والآلة هي مخرج الحرف فليُفهم ذلكَ، وليسَ الأمرُ كما تقولُ المشبهةُ بأن السلفَ ما كانوا يقولونَ بأن الله متكلمٌ بكلامٍ ليسَ بحرفٍ وإنما هذا بدعةُ الأشاعرة على زعمهم، وهذا الكلامُ من أبي حنيفة ثابتٌ ذكرهُ في إحدى رسائلِهِ الخمسِ وقد صحح نسبتها إليه الحافظ محمد مرتضى الزبيدي في شرحه على إحياء علوم الدين.
[88] س: لا يلزم من كون العبارة حادثة كون المعبر عنه حادثًا، إشرح ذلك بمثال فيه تقريب ذلك.
ج: تَقْريبُ ذَلِكَ أَنَّ لَفظَ الجَلالَةِ «الله» عِبَارَةٌ عن ذَاتٍ أزَليّ أبَدِيّ، فَإِذَا قُلنَا نَعبدُ الله فَذَلِكَ الذّاتُ هو المَقصُودُ، وإذَا كُتِبَ هذَا اللّفظُ فقِيلَ: مَا هَذا؟ يُقَال: الله، بِمعنَى أنَّ هذِه الحُروفَ تَدُلُّ على ذلك الذّاتِ الأزَليّ الأبَدِيّ لا بمَعنى أنَّ هذهِ الحروفَ هي الذَّاتُ الذي نَعبُدُهُ.
هذه المسئلة مسئلة الكلام من أهم مسائل العقيدة لذلك هذا المجلس هذه المحاضرة كرروا سماعها وأسمعوها غيركم حتى يكونوا على العقيدة الصحيحة في مسئلة تنزيه الله وفي مسئلة إثبات الكلام لله تبارك وتعالى على ما يليق به وهو أن صفة الكلام لله هي صفة أزلية أبدية ليس بحرف ولا صوت ولا لغة كرروا ذلك وأسمعوا بذلك غيركم والله تبارك وتعالى والله تعالى أعلم وأحكم.
هللوا وصلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستغفروا للمؤمنين والمؤمنات.