fbpx

17 :مقصد الطالبين – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

مقصد الطالبين لله تعالى الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين. وبعد 106س: ما سببُ نزولِ سورةِ الإخلاص، وما معناها؟ ج: قَالَت اليَهُودُ للرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم: صِفْ لَنَا رَبَّكَ قَدْ كَانَ سُؤالهُم تَعَنُّتًا (أي عِنَادًا) لا حُبًّا للعِلْم واسْتِرْشَادًا بِه (أخرج البيهقي عن ابن عباس أن اليهود أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد صف لنا ربّك الذي تعبده فنزلت {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إلى آخر السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”هذه صفة ربي عزّ وجلّ” ، أنْزَلَ الله سُورَة الإِخْلاصِ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} أَي الذي لا يَقْبَلُ التَّعَدُّدَ والكَثْرَةَ ولَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ في الذَّاتِ أَو الصّفَاتِ أَو الأَفْعَالِ (قلنا فيما مضى ذات الله حقيقة الله الذي لا يشبه الحقائق أما ذاتنا جسمنا هذا حجمنا هذا فالله تعالى ذاته لا كالذوات وصفاته لا كالصفات نحن صفاتنا حادثة ذاتنا حادث وصفاتنا حادثة الله ذاته أزلي وصفاته أزلية الله تعالى ليس حجمًا ليس جسمًا الله تعالى لا يتصف بصفات الأحجام لا يتصف بصفات الأجسام لا يتصف بالقعود ولا بالجلوس ولا بالإستقرار ولا بالكون في جهة أو مكان أو في كل الأماكن والجهات الله تعالى قال:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ} سبحانه وتعالى فحين نقول علم الله علم الله ليس كعلمنا حين نقول سمع الله سمع الله ليس كسمعنا بصر الله ليس كبصرنا نحن علمنا حادث بصرنا حادث سمعنا حادث نحن نتكلم بالحرف والصوت واللغة الله تبارك وتعالى سمعه ليس بحادث بصره ليس بحادث كلامه ليس بحادث ليس بمبتدأ ولا مختتم ليس حرفًا ولا صوتًا ولا لغة ليس ككلام العالمين نحن لا نتصور ذات الله ذات الله ليس شيئًا متصورًا ولا نتصور صفات الله سبحانه وتعالى قال العلماء:”مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك”. وفعل الله ليس كفعلنا نحن فعلنا بالمباشرة نمسك آلة نمسك شيئًا نحن مخلوقون وفعلنا مخلوق أما فعل الله فصفته في الأزل والمفعول حادث كما قال أبو حنيفة والبخاري رضي الله عنهما:”فعل الله صفته في الأزل والمفعول حادث” مثلا نقول الله تعالى خلق الخلق تخليق الله الذي هو صفة فعلية لله تبارك وتعالى صفة فعل أزلي والمفعول حادث نحن نقول الله تعالى يحيي ويميت والـمُحيا والـمُمات حادث أما الله سبحانه وتعالى فأحياءه صفة له صفة فعل هذا الإحياء أزلي أما المـُحيا المخلوق هو الحادث فإذًا ذات الله لا كالذوات وصفات الله لا كالصفات الله أزلي وصفاته أزلية ذاتنا حادث وصفاتنا حادثة أما الله فلا يشبه شيئًا من الحوادث سبحانه وتعالى). وَلَيْسَ لأَحَدٍ صِفَةٌ كَصِفَاتِه، بَلْ قُدْرَتُه تَعَالى قُدْرَةٌ وَاحِدَةٌ يَقْدِرُ بِهَا عَلَى كُلّ شَىءٍ وعِلْمُهُ وَاحِدٌ يَعْلَمُ به كُلَّ شَىءٍ. قولُهُ تعالى: {اللَّهُ الصَمَدُ} أي الذي تَفتَقِرُ إِليه جَمِيْعُ المَخلُوقَاتِ (كل مخلوق يفتقر إلى الله والله لا يفتقر إلى أحد لا يحتاج إلى أحد غني عن العالمين من آمن بالله نفع نفسه ومن كفر بالله ضر نفسه الله تعالى لا يضره أحد ولا ينفعه أحد كما قال تعالى:{وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا} الله سبحانه وتعالى مستغن عن كل شىء فمن كفر به من اعترض عليه من وصفه بالظلم من وصفه بالسفه من شتمه من استهزأ به من شتم الله من نسب إلى لله الولد أو الأخت أو الابن فهو كافر والله لا يضره أحد الضرر راجع إلى من كفر {فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} مستغن عن كل شىء)، معَ استِغْنَائِه عنْ كُلّ مَوْجُودٍ، والذي يُقْصَدُ عندَ الشّدَّةِ بجَميعِ أنْواعِها ولا يَجْتَلِبُ بخَلْقِه نَفْعًا لِنَفْسِه ولا يَدْفَعُ بِهمْ عَن نَفْسِه ضرًّا. الله سبحانه وتعالى لا أحد ينفعه ولا أحد يضره العبد الطائع نفع نفسه والعبد العاصي ضر نفسه الله تعالى له كمال أزلي أبدي لا يزيد ولا ينقص. قوله تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} نَفْيٌ لِلْمَادّيَّةِ والانْحِلالِ وَهُوَ أَنْ يَنْحَلَّ مِنْهُ شَىءٌ أَوْ أَنْ يَحُلَّ هُوَ في شَىءٍ. وهنا أحذركم من الشاذلية اليُشرطية التي لها وجود في لبنان وسوريا والأردن وغيرها هؤلاء كفرهم من أشنع الكفر يقولون الله داخل في كل شىء حال في كل شىء والعياذ بالله عقيدتهم عقيدة الحلول وهي عقيدة فاسدة قال الشيخ محي الدين بن عربي رضي الله عنه:”وما قال بالحلول إلا من دينه معلول وما قال بالاتحاد إلا أهل الإتحاد“. إذا رأى أحدهم صاحبه والعياذ بالله يقول له مرحبًا يا الله فيقول الاخر مرحبًا يا الله هذه عقيدة كفرية فاسدة ويظنون أنهم خلاصة عباد الله أضلهم الله على علم. وَمَا وَرَدَ في كتاب «مَوْلِدِ العَرُوسِ» مِنْ أنَّ الله تَعالى قَبَضَ قَبْضَةً مِن نُورِ وجْهِهِ فَقَالَ لها كُوْنِي مُحمَّدًا فَكَانَتْ مُحمَّدًا فَهذِه مِنَ الأَبَاطِيلِ المَدْسُوسَةِ، وحُكْمُ مَنْ يَعْتَقِدُ أنَّ مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم جُزْءٌ مِنَ الله تَعَالى التَّكْفِيرُ قَطْعًا، وكَذَلِكَ الذي يَعْتَقِدُ في المَسِيحِ أَنَّه جُزْءٌ منَ الله {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا} الله تعالى لا يوصف بالجسمية ولا بالحجمية ولا بالكمية ولا يوصف بأن له أجزاءً أو أعضاءً أو أدوات. لأنه لا يشبه شيئًا من الخلق. وليسَ هذا الكتاب لابنِ الجَوزيّ رحمهُ الله، ولم يَنسُبْهُ إليهِ إلا المُستَشرِق برُوكلمَان. قولُهُ تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} أَيْ لا نَظِيْرَ لَهُ بِوَجْهٍ منَ الوُجُوهِ. فليسمع هؤلاء المشبهة المجسمة الذين هم ينفون التوسل ويكفرون المتوسلين من المسلمين الموحدين وينعتونهم بالشرك والعياذ بالله يقولون هؤلاء مشركون لأنهم يقولون يا رسول الله أو يا محمد أو يا جيلاني أو يا رفاعي هؤلاء يشبهون الله بخلقه يقولون الله قاعد على العرش بعضهم يقول جالس على العرش بعضهم يقول بقدر العرش بعضهم يقول هو أصغر من العرش وبعضهم يقول هو أوسع من العرش وبعضهم يقول هكذا يحاذي العرش بدون مماسة والله يقول: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} الجالس له أمثال لا تحصى القاعد له أمثال لا تحصى من وصف الله بصفة من صفات البشر فقد كفر والجلوس من صفات البشر والملك والجن والبهائم القرود والبقر هؤلاء يقعدون كيف ينسبون إلى الله الجلوس كيف ينسبون إلى الله القعود سبحان الله الله يرزق الفهم والإيمان لمن يشاء ويخذل من يشاء نسأل الله السلامة. الآياتُ المُحْكَمَاتُ والمُتَشَابِهَاتُ ويتضمن خمسة وعشرين سؤالا [107] س: ما معنى المحكمِ والمُتشابه؟ ج: القرءان والكريم وكذلك أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ليست كلها على نسق واحد بعض النصوص في القرءان والسنة محكمة أي لها معنى واحد معنى واضح وبعض النصوص في القرءان والسنة لفظها متشابه فيها كلام له أكثر من معنى فيحتاج للرجوع إلى أهل العلم للوقوف على المعنى المراد الذي هو مراد الله والذي هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم. ج: لِفَهْم هَذا المَوضُوعِ كَما يَنْبَغِي يَجبُ مَعْرفَةُ أنَّ القرءانَ تُوجَدُ فِيْهِ ءايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ وءايَاتٌ مُتَشَابِهاتٌ، قَالَ تَعَالى:{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ أي المرجع والأصل الذي يرجع إليه في تفسير كل الكتاب فلا يجوز أن تفسر ءاية من كتاب الله أو حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه لا يتفق لا ينسجم مع الآيات المحكمات كقوله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، وهذه أوضح وأصرح وأعظم ءاية في تنزيه الله عن مشابهة الخلق من وصف الله بالجلوس بالقعود بالاستقرار بأنه يسكن السماء بأنه منتشر في كل مكان بأنه حال في الإنسان والبهائم والقرود والعياذ بالله كذّب {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، ومن كذب الآية كفر من كذب ءاية من القرءان فهو كافر) {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ} (سورة آل عمران). الآيَاتُ المُحْكَمَةُ: هِيَ مَا لا يَحْتمِلُ منَ التّأوِيْلِ بِحَسَبِ وَضْعِ اللُّغَةِ إلا وَجْهًا وَاحِدًا، أَوْ مَا عُرِفَ المُرادُ به بوُضُوْحٍ كقَولِه تَعَالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، وقَولِه: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، وقَولِهِ:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} (سورة مريم). الآياتُ المُتَشَابِهَةُ: والمُتَشَابِهُ هُو مَا لَم تَتّضِح دِلالتُه أوْ يَحتَمِلُ أَوْجُهًا عَدِيْدَةً واحتَاجَ إلى النَّظَر لِحَمْلِهِ علَى الوَجْهِ المُطَابِقِ كقَولِه تَعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (سورة طه) . كلمة استوى لها خمسة عشرة معنًا كما قال الحافظ المتبحر أبو بكر بن العربي بعض هذه المعاني تليق بالمخلوق ولا تليق بالخالق وبعض هذه المعاني تليق بالخالق سبحانه وتعالى. استوى يقال في اللغة بمعنى اعتدل بعد إعوجاج استوى واستوى تأتي بمعنى نضج يقال استوى الطعام استوى الشاي صار في الوقت الذي يُطلب فيه عادة ليتناول ليشرب أو ليؤكل استوى هذا الشاب رجلا صار قويًا مستوي الخلق ذو مرة فاستوى عن جبريل عليه السلام استوى القمر بدرًا أي تم صار مكتملا صار بدرًا هذه المعاني تليق بالمخلوق لا تليق بالخالق سبحانه وتعالى استوى بمعنى قعد بمعنى استقر بمعنى جلس واستوت على الجودي عن سفينة نوح بمعنى استقرت هذا في حق المخلوق ليس في حق الخالق سبحانه وتعالى أعلى معاني الاستواء أشرف معاني الاستواء القهر فتُحمل الآية على أشرف المعاني على المعنى الذي يليق بالله وهو الواحد القهار كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا تعارى من الليل استيقظ من الليل يقول:”لا إله إلا الله الواحد القهّار ربُّ السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار“. هكذا كان يقول الرسول فالله يوصف بأنه القاهر وبأنه القهّار ولا يقال عنه لا يوصف بأنه جالس أو قاعد أو مستقر هل سمعتم في المسلمين من سمى ولده عبد الجالس أو عبد القاعد على العرش أو عبد المستقر على العرش لا. لكن يسمي المسلمون أبنائهم بعبد القاهر وعبد القهار لأن هذا يليق بالله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قهر فإن قيل لك هل معناه صارت مغالبة بين الله وبين العرش حتى صار بعد أن لم يكن يقال لهم ليس المعنى كذلك أليس نقول خلق الله الخلق هل معنى ذلك أن الله سبحانه وتعالى لم يكن مستحقًا للوصف بالخالقية قبل وجود المخلوقين نقول الله ربّ العالمين هل معنى ذلك أنه لم يكن مستحقًا للوصف بالربوبية قبل وجود المربوبين لا. الله سبحانه وتعالى مستحق لاسم الخالق قبل وجود المخلوقين مستحق لاسم الرب قبل وجود المربوبين وهو سبحانه وتعالى له سلطان على هذا العالم الله قاهر كل شىء صفته أزلية. المقهور المخلوق هو الحادث كما نقول خلق الخلق نقول قهر العرش أي خلق العرش وهو قاهره ومسيطر عليه فإن قيل لك الله قاهر كل شىء لماذا العرش لِـمَ خُص العرش بالذكر نقول نظير ذلك في القرءان الكريم:{وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} مع أن الله ربّ كل شىء لماذا خُص العرش بالذكر؟ لأن العرش أكبر جسم خلقه فإذا فهم أن الله قاهر أكبر جسم يفهم أنه قاهر ما دونه من باب الأولى لذلك خُص العرش بالذكر في{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كما خُص العرش في قوله تعالى:{وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} لكن المشبهة المجسمة نفاة التوسل حبب إليهم التشبيه يشبهون الله بخلقه ويقولون نحن مع السلف نحن مع السلف ليسوا مع السلف وليسوا مع الخلف الصالح الخلف الصالح كالسلف الصالح عقيدتهم التنزيه عقيدتهم توحيد الله عقيدتهم عقيدة النبيين ليسوا مشبهة ليسوا مجسمة وليسوا معطلة كما يقول المجسمة المشبهة يقولون عن أهل السنة معطلة لأنهم لم يحملوا الآيات المتشابهات على ظواهرها من حمل المتشابهات على الظواهر جعل القرءان متناقضًا والعياذ بالله فهذه الآية: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} مثلا ظاهرها يوهم أن الله في جهة فوق وليس المقصود الظاهر كما بينا وهذه الآية:{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} ظاهرها يوهم أن الله معنا في جهة الأرض والله تعالى العرش بالنسبة لذاته والفرش الأرض السفلى بالنسبة لذاته على حد سواء لأنه ليس جسمًا مركبًا ليس حجمًا ليس ذا كمية سبحانه وتعالى الله لا يوصف بأوصاف المخلوقين. فالذي يقول لا نتطرق إلى تأويل شىء لا نؤول شيئًا من القرءان ولا من الحديث جعل النصوص متعارضة متناقضة لأن ظواهر بعض الآيات هكذا يوهم أن الله في جهة فوق وظواهر بعض الآيات يوهم أن الله في جهة تحت فلا بد من التأويل إما الإجمالي وإما التفصيلي وإلا لكان في القرءان تناقض وهذا لا يجوز في القرءان ولا في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فنقول الرحمن على العرش استوى قهر العرش أو حفظ العرش أو أبقى العرش لكن أحسن التفاسير قهر العرش ونقول {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} مطلع عليكم أين ما كنتم لا تخفى عليه خافية. هم المشبهة المجسمة يقولون حديث الجارية حديث الجارية يوجد حديث أصح من حديث الجارية خرّجه البخاري وغيره كان الصحابة يذكرون الله في مسير مع الرسول صلى الله عليه وسلم صاروا يرفعون أصواتهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:”إربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا أي هونوا على أنفسكم لا تجهدوها برفع الصوت فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا إنما تدعون سميعًا قريبا الله يجيب الدعاء سبحانه وتعالى هو أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته“. هل يقال هذا على الظاهر فيجعلون على زعمهم رب العالمين بين الذاكر وبين عنق الراحلة يقولون لا هذا يؤول فإذًا {ءًأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} تؤول {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} تؤول {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} تؤول وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الجارية الذي رواه مسلم:”اعتقها فإنها مؤمنة بعد أن سألها أين الله أي ماذا تعتقدين في الله قالت في السماء أي رفيع القدر جدًا يؤول لا يُحمل على الظاهر عند من قبل هذا الحديث كما أن قوله صلى الله عليه وسلم:”أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء” لا يحمل على ظاهره بل ظاهره ينقض على الوهابية المجسمة المشبهة معتقدهم الذين يقولون الله يسكن جهة فوق ظاهر هذا وهو ليس المقصود أن الله في جهة تحت في جهة الساجد على مقتضى كلامهم القائم يكون القائم أقرب إلى الله من الساجد والرسول يقول أقرب ما يكون العبد من ربّه أي معنًا وهو ساجد لأنه يتذلل لله يضع أشرف موضع وهو الجبهة على موطئ القدم تذللا لله تعالى خضوعًا لله تعالى فأكثروا فيه من الدعاء“معناه الله يستجيب للعبد المؤمن الساجد إذا دعاه مخلصًا لأنه في حالة القرب المعنوي من ربّه عزّ وجلّ لأنه متذلل لله بسجوده على موطئ القدم فكما هذا لا يحمل على ظاهره كذلك قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} لا يحمل على ظاهره يأتي المشبهة المجسمة نفاة التوسل يقولون أنتم معطلة لا تأويل التأويل تعطيل ما أكذبهم الرسول صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس اللهم علمه الحكمة والتأويل دعا له ليس دعا عليه على مقتضى كلامهم يكون دعا عليه والرسول قال:” اللهم علمه الحكمة والتأويل” فصار ابن عباس ترجمان القرءان الله فتح عليه الله تعالى أمده بأمداد الرسول صلى الله عليه وسلم وفتح عليه ونور قلبه فصار ترجمان القرءان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. [108] س: ما معنى قولِهِ تَعَالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}؟ ج: قَوْله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (سورة فاطر) أي أَنَّ الكَلِمَ الطَّيّبَ كَلا إلـهَ إلا الله الكلام الطيب الحسن يَصْعَدُ إلى مَحَلّ كَرَامَتِه وهُوَ السَّمَاءُ فإذا السماء محل كرامة الله ليس لها مزية خصوصية بسكنى الله فيها كما يزعم المشبهة المجسمة السماء خلق من خلق الله ليست أزلية الله كان موجودًا قبلها بلا جهة ولا مكان والله لا يتغير سبحانه وتعالى نرفع الأيادي إلى السماء والبصر في الدعاء في غير الصلاة إتباعًا للرسول تعظيمًا للمدعو تعظيمًا لله ولأن السماء مهبط الرحمات والبركات). والعَمَلُ الصَّالِحُ يرفَعُه أي الكلمُ الطيبُ يرفَعُ العملَ الصالحَ وَهَذَا مُنْطَبِقٌ ومُنْسَجِمٌ مَعَ الآيَةِ المُحكَمَةِ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} احفظوا هذه القاعدة كل ءاية متشابهة إذا أُريد تفسيرها تفسر على وجه يكون منسجمًا مع الآية المحكمة:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [109] س: كيف يكون تفسير الآيات المتشابهة؟ ج: تَفْسِيرُ الآيَاتِ المُتَشَابِهَةِ يَجبُ أنْ يُرَدَّ إلى الآيَاتِ المُحْكَمَةِ لأن الله قال:{هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ}، هَذا في المُتَشَابِهِ الذي يَجُوزُ للعُلَماءِ أَنْ يَعْلَمُوهُ، وأمّا المتشَابهُ الذي أُريدَ بقوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ} (سورة آل عمران) على قراءةِ الوَقفِ على لفظِ الجَلالةِ فهوَ ما كانَ مثلَ وَجْبَةِ القيامةِ، وخروجِ الدَّجَّالِ على التّحديدِ فلَيسَ مِن قَبيْلِ ءايةِ الاستواءِ. إذًا توجد أشياء يعلم تأويلها وأشياء لا يعلم تأويلها إلا الله متى تكون القيامة لا يعلم ذلك إلا الله متى يخرج الدجال لا يعلم ذلك إلا الله. 110] س: بَيّن مسلك السلفِ في تأويل الآياتِ المتشابهات. ج: مَسْلَكُ السَّلَفِ: ليس الذين يدعون السلفية كابن تيمية والوهابية بل السلف الحقيقيون هذا المقصود وهُم أهْلُ القُرونِ الثّلاثَةِ الأُولى أي أكثرهم فإنَّهُم يُؤوّلونَها تأوِيْلاً إجْماليًّا بالإيمانِ بها واعتِقَادِ أنها ليسَت من صفاتِ الجسمِ بل أنَّ لَها مَعْنًى يَليقُ بجَلالِ الله وعظَمَتِه بلا تعْيِينٍ (يعني يقولون هذه الآيات لا تُحمل على الظواهر استوى بلا كيف كما أخبر لا كما يخطر للبشر هكذا يقولون فلا بد من التأويل إما التأويل الإجمالي وإما التفصيلي هذا معنى الإجمالي من غير تعيين معنى لكن يقولون ليست على الظاهر، بَلْ رَدُّوا تِلْكَ الآيَاتِ إلى الآياتِ المحكَمَةِ كقولِهِ تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (سورة الشورى). وهُو كمَا قالَ الإمامُ الشَّافعيُّ رضيَ الله عنه: «ءامنْتُ بما جَاءَ على الله على مُرادِ الله وبما جَاءَ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على مُرادِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم» يعني رضي الله عنه لا علَى ما قد تذهَبُ إليه الأوْهَامُ والظُّنُونُ من المَعاني الحِسّيَّةِ الجِسْمِيَّةِ التي لا تَجُوزُ في حَقّ الله تعالى. والله تعالى أعلم وأحكم. هللوا وصلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستغفروا للمؤمنين والمؤمنات.