fbpx

7 :مقصد الطالبين – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

مقصد الطالبين الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين. وبعد، لله تعالى س: اذكرْ كلامَ الغزالي في تنزيهِ الله تعالى. ج: قَالَ الغَزَاليُّ في إحيَاءِ علوم الدّين: إنَّهُ (أي الله) أَزَليٌّ لَيسَ لوجُودِه أوَّلٌ أي أن الله موجود بلا بداية ولا شىء لا بداية له إلا الله تعالى كما قال الله تعالى:{هُوَ الأَوَّلُ} وليسَ لوجُودِهِ ءاخِرٌ. وإنّه ليسَ بجَوهر يَتَحيَّزُ بَل يَتَعالى ويَتَقَدَّسُ عن مُنَاسَبَةِ الحوادِثِ أي أن الله تبارك وتعالى بما أنه خالق الأحجام لا يجوز أن يكون حجمًا بالمرة الجوهر هنا المقصود به الحجم الله تعالى ليس حجمًا لأنه هو خلق الأحجام خلق الذرة هذا الشىء الصغير الذي نراه حين يكون ضوء الشمس داخلا من الكوة هذا يقال له الذرة أصغر ما يمكن للإنسان عادة أن يراه بعينه الله خلق هذه الذرة على هذا الحجم وخلق حبة الخردل وخلق فوق ذلك حبة السمسم وفوق ذلك حبة العدس وفوقها حبة العنب ثم هذا الإنسان ثم السموات ثم العرش وهو أكبر جسم خلقه الله فالله الذي خلق كل شىء من هذا العالم على مقدار مخصوص من الحجم ليس له حجم بالمرة وبما أنه ليس له حجم بالمرة لا يجوز أن يكون له مكان ولا يجوز أن يكون له جهة الله تعالى منزه عن المكان والجهة ومنزه عن مشابهة المخلوقات بأي وجه من الوجوه. وَلَو جَازَ أنْ يُعتَقدَ أنَّ صانِعَ العَالَم جِسمٌ لَجازَ أنْ تُعتَقدَ الأُلوهيّةُ للشَّمْسِ والقَمرِ أو لشَىءٍ ءاخرَ من أقسَامِ الأجسَام يعني أن الله تبارك وتعالى بما أنه لا يجوز عليه أن يكون جسمًا لا يجوز عليه أن يكون حجمًا يستدل العلماء يقولون لو جاز أن يكون الله جسمًا حجمًا لجازت الألوهية للشمس والقمر حتى إن العلماء يقولون لو فرضت مناظرة بين المشبه المجسم الذي يقول إن الله جسم قاعد على العرش وبين عابد الشمس وكلاهما كافر لغلبه عابد الشمس لأن عابد الشمس يقول أنا خالقي إلهي الذي أعبده والعياذ بالله هو هذه الشمس التي هي ظاهرة ونفعها ظاهر تنفع الماء البشر والأرض والبهائم يقول لهذا المجسم المشبه أما خالقك لا نراه فإذا قال المشبه المجسم قال تعالى:”أَفِي اللَّهِ شَكٌّ” يقول عابد الشمس أنا لا أؤمن بكتابك حتى تقول قال الله تعالى فيكسره لا يجد جوابًا. أما السني المنزه فيقول خالقي إلهي الذي أعبده ليس جسمًا ليس حجمًا بالمرة الشمس لها حجم لها شكل مستدير ويطلع منها نور وهذا النور حار من الذي جعلها على هذا الحجم بدل سواه مما يجوز عليها ثم هي تظهر وتغيب تظهر وتغيب فإذًا هي متغيرة والمتغير يحتاج إلى من يغيره والمحتاج لغيره لا يكون ءالهًا. السني المنزه هذا يحطمه وهذا يحطمه هذا يكسره وهذا يكسره يقول للمجسم الذي يقول أن خالقي جسم قاعد على العرش القاعد لا بد له من قسم أسفل وقسم أعلى لا بد أن يكون له قسم أسفل نصف أسفل ونصف أعلى والقاعد الجالس لا بد أن يكون له جسم التصق بشىء من وصف الله بالجلوس من وصف الله بالقعود فقد شتم الخالق لأنه كأنه يقول الله كالبهائم البهائم تقعد البقر والقرود وسواها تقعد والملائكة تقعد والجن يقعدون والإنس يقعدون الخالق ليس كمثله شىء السني المتعلم العقيدة يغلب عابد الشمس ويغلب الملاحدة الشيوعية ويغلب المشبهة المجسمة. فإذًا لا يُشْبهُ شَيئًا ولا يُشبِهُه شىءٌ بل هوَ الحيُّ القيّومُ الذي ليس كَمثْلهِ شَىءٌ وأنَّى يُشْبهُ المَخْلوقُ خالقَه والمُقَدَّرُ مُقدّرَه والمصَوَّرُ مُصَوّرَهُ. [40] س: ما هو الكلامُ الذي عابَه السَّلَفُ الصَّالحون؟ ج: بعض المشبهة المجسمة يقولون لأهل السنة أنتم تشتغلون بعلم العقيدة بعلم التوحيد بعلم الكلام وهذا مذموم ليس هذا المذموم علم الكلام الذي به نتوصل إلى نصرة عقيدة أهل الحق هذا شىء ممدوح يجب من يكون في المسلمين من يعرف الأدلة العقلية على إثبات وجود الخالق سبحانه وعلى تنزيه الخالق سبحانه هذا من العلم الواجب من العلم المهم هذا ليس الذي عابه السلف الذي عابه السلف الكلام الذي اشتغل به المبتدعة كالخوارج والقدرية ومن كان على شاكلة هؤلاء عابَ السلفُ كلامَ المُبتدِعَةِ في الاعتقادِ كالمشبهةِ المجسمة والمعتزلةِ والخوارجِ والمرجئة وسائرِ الفرقِ التي شذت عما كان عليه الرسولُ والصحابةُ، الذين افترقوا إلى اثنتينِ وسبعينَ فرقة كما أخبرَ الرسولُ بذلك في حديثهِ الصحيحِ الثابتِ الذي رواه ابنُ حبانَ بإسنادهِ إلى معاوية أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: افترقت اليهود إحدى وسبعينَ فرقة وافترقت النصارى على اثنتينِ وسبعينَ فرقة وستفترقُ أمتي إلى ثلاث وسبعينَ فرقة كلُّهم في النارِ إلا واحدة وهي الجماعة” – أي السواد الأعظم -. هكذا قال الرسول وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار أي كلهم يستحقون عذاب النار إلا واحدة وهي الجماعة أي السواد الأعظم الجمهور الغالب هم الأشاعرة والماتوردية أهل السنة والجماعة ليس المجسمة ليس حزب الإخوان ليس الذين يقولون إن الله خلق جسم الإنسان ولم يخلق عمله المعتزلة وليس الخوارج الذين خرجوا على علي والذين يكفرون فاعل المعصية ليس هؤلاء الذين عانهم رسول الله عليه الصلاة والسلام في رواية قال وهي التي على ما أنا عليه وأصحابي وفي رواية وهي الجماعة وفي رواية وهي السواد الأعظم أي الجمهور الغالب المشبهة المجسمة بالنسبة لأهل السنة شرذمة قليلة. وأما علمُ الكلامِ الذي يشتغل به أهلُ السنةِ من الأشاعرةِ والماتريديةِ فقد عُمل به من قبل الأشعري والماتريدي كأبي حنيفةَ فإن له خمسَ رسائل في ذلك والإمام الشافعي كان يتقنهُ حتى إنه قال:”أتقنَّا ذاك قبل هذا” أي أتقنَّا علمَ الكلامِ قبل الفقهِ أي قبل فروع الفقه وأبو حنيفة رضي الله عنه سمى علم العقيدة علم الكلام سماه الفقه الأكبر أي هو الفقه المقدم على الفقه الأصغر الذي هو فقه الأحكام لأن الإنسان إن عاش حياته على عقيدة صحيحة ولم يتعلم شيئًا من فقه الأحكام ومات على ذلك فإنه يدخل الجنة أما إن تعلم علم الأحكام ولم يتعلم العقيدة وكان على عقيدة فاسدة مهما فعل لا ينفعه في الآخرة ومات على عقيدة فاسدة فإنه سيخلد في جهنم لذلك علم العقيدة مقدم على علم الأحكام سماه أبو حنيفة الفقه الأكبر وقال الشافعي:”أتقنا ذاك قبل هذا”. أي أتقنا علم العقيدة قبل علم فروع الفقه ولقد أحسن من قال: عاب الكلام أناس لا عقول لهـــــــــــــــــــــــم وما عليه إذا عابوه مــــــــــن ضــــــــــــــــــــــــــــــــــرر ما ضر شمس الضحى في الأفق طالعة أن ليس يبصرها من ليس ذا بصـــــــــــــــــــــــر علم العقيدة هو المقدم. [41] س: كيفَ نقي أنفسَنا وأهلينا مِنَ النار؟ ج: قال الله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} سورة التحريم. وجَاءَ في تَفْسِيرِ الآيةِ أنَّ الله يَأْمُرُ المُؤمِنينَ أنْ يَقُوا أَنْفُسَهم وأهْلَهُم النّارَ التي وَقُودُها الناسُ والحجارةُ بتَعلُّم الأمُور الدِّينيةِ، وتَعلِيم أهلِيهِم ذَلِكَ جاء ذلك عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بإسناد قوي ، أي مَعْرِفَةِ ما فَرضَ الله فِعلَه أو اجتِنابَه أي الواجِبَاتِ والمُحرّماتِ وذَلِكَ كَي لا يَقَعَ في التَّشبِيهِ والتَّمثِيلِ والكُفرِ والضَّلالِ. وأكثر الناس اليوم أهملوا علم الدين جعلوه فضلة وراء ظهورهم لا يتعلمون لأنفسهم ولا يُعلمون أولادهم لا يعلمون أهاليهم وقد قال سيدنا علي:”ويل لمن لم يتعلم والويل هو الهلاك الشديد قال: ويل لمن لم يتعلم ويل لمن تعلم ولم يعمل“. يجب علينا أن نتعلم ما فرض الله وأن نعلم أولادنا كما أمر الله تعالى علم الدين الضروري ويجب علينا أن نطبق أن نؤدي الواجبات ونجتنب المحرمات أغلب الناس يعيشون في غفلة كما قال سيدنا علي الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا أغلب الناس كأنهم نيام كما قال الله تعالى:{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} يتعلمون أشياء ظاهرة من أمور الحياة الدنيا ويتركون علم الدين في الغالب هكذا الناس يعملون لدنيا ليل نهار يعملون لتحصيل المال يعملون للملذات وتركوا العمل للآخرة أيام الدنيا مهما طالت قصار وأيام الآخرة طوال لأنه لا نهاية لها العاقل يعمل أكثر لما لا نهاية له أم لما له نهاية قال الله تعالى:{ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} أغلب القلوب في غفلة كل منّا يعلم أنه سيموت لا بد سيموت الآن أو فيما بعد من الوقت إن قل أو كثر يعلم أنه سيموت ومع ذلك أغلب الناس لا يعملون لِمَ بعد الموت والله تعالى يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} لغد يعني ليوم القيامة أنظر أي فكر ماذا قدمت ليوم القيامة ماذا قدمت من العمل لقبرك وللآخرة قبل أن تغادر هذه الدنيا لأن الشخص إذا فارق هذه الدنيا لا يعمل عملا تكليفيًا فبارك الله بكم اعملوا لآخرتكم اعملوا لتكونوا سعداء في القبور وفي الاخرة. ذَلِكَ لأَنَّهُ من يُشَبّهُ الله تعَالى بشَىءٍ ما لمْ تَصِحَّ عِبَادَتُه لأنَّه يَعبدُ شيئًا تَخيّلَه وتَوهَّمَه في مخيّلَتِه وأوْهامِه الذي يعبد شيئًا تخيله تصوره لا يكون عابدًا لله إنما يكون عبد شيئًا هو تخيله هو تصوره كالمجسمة المشبهة الذين يقولون الله جالس على العرش أو مستقر على العرش أو يحاذي العرش أو يقولون قعد على العرش هؤلاء يعبدون شيئًا لا وجود له في الحقيقة إنما هم تخيلوه هم تصوروه فوق العرش لا يوجد قادر حي مريد عالم سميع بصير كما هم يدعون فوق العرش يوجد كما أخبر الرسول كتاب فيه:” أن رحمتي سبقت غضبي” أي مظاهر رحمة الله أسبق وجودًا وأكثر من مظاهر الغضب لا يوجد فوق العرش ما هم يدعونه إنما هذا شىء تخيلوه وتوهموه لأنه يعبد شيئًا تخيله وتوهمه في مخيلته وأوهامه، قال أبو حامد الغزاليُّ: «لا تَصِحُّ العِبَادَةُ إلا بَعْدَ مَعْرِفَةِ المَعْبُودِ». وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:”أيها النّاس تعلموا فإنّما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه“. وقال:”من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين“. الذي أراد الله به خيرًا كثيرًا يجعله متفقهًا في الدين والذي لم يرد الله به خيرًا كثيرا لا يكون متفقهًا في الدين وأغلب الناس ليسوا متفقهين في الدين. أسأل الله لنا ولكم السلامة وحسن العاقبة والوفاة على كامل الإيمان والله تعالى أعلم وأحكم هللوا وصلوا على رسول الله واستغفروا للمؤمنين والمؤمنات.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp