مقصد الطالبين
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
وبعد،
لله تعالى:
6 – س: ما الدليلُ على كفرِ من لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم؟
ج: قال الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا} سورة الفتح
فهذه الآيةُ صريحةٌ في تكفيرِ من لم يؤمن بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم فمن نازعَ في هذا الموضوعِ يكونُ قد عاندَ القرءانَ ومن عاندَ القرءانَ كَفرَ.
أيّ إنسان يعارض القرءان يعارض ءاية من كتاب الله فهذا لا يكون مسلمًا قال الإمام النّسفي في عقيدته:”ورد النصوص كفر” الذي يرد نصًا من القرءان الكريم أو الذي يكذب الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا كافر وليس بمسلم.
وأجمعَ الفقهاءُ الإسلاميّونَ على تكفيرِ من دانَ بغيرِ الإسلامِ، وعلَى تكفيرِ من لم يكفّرْهُ أو شَكَّ أو توقَّفَ كأن يقولَ أنا لا أقولُ إنَّه كافرٌ أو غيرُ كافر.
كل من دان بغير الإسلام فهو كافر من شك في كفره أيضًا لا يكون مسلمًا كذلك الذي يتوقف الذي يقول أنا لا أقول إنه مسلم أو لا أقول إنه غير مسلم فهذا أيضًا كافر يجب الجزم أن كل من دان بغير الإسلام فهو كافر بعض جهلة العوام يقولون المهم الأخلاق المهم أن لا تؤذي أحدًا ولا يؤذيك أحد وعلى زعمهم إذا إنسان كان على الكفر بعضهم يساويه بل بعضهم يفضله على من كان من المسلمين يقول العبرة بالأخلاق العبرة بالخلق فهذا الكلام فاسد وهو ضد الدين قال الله تعالى: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ} والفاسق هنا معناه الكافر قال الله تعالى:{أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} كيف يساوى بين المسلم وبين الكافر والعياذ بالله.
7- س : مَن كانَ كافرًا ماذا يلزمُهُ ليُسْلمَ ويُقبلَ عملُه الصالحُ؟
ج: واعلَم باستيقانٍ أنَّهُ لا يصحُّ الإيمانُ والإسلامُ ولا تُقبلُ الأعمالُ الصالحةُ بدونِ الشهادتينِ بلفظِ أشهدُ أن لا إلـهَ إلا الله وأشهدُ أنّ محمَّدًا رسولُ الله أو ما في معناهما ولو بغَيرِ اللغةِ العربيةِ.
ويكفي لصحةِ الإسلامِ النطقُ مرَّةً بالعُمُرِ ويبقى وجوبُها في كلّ صلاةٍ لصِحَّةِ الصَّلاةِ، هذا فيمن كانَ على غيرِ الإسلامِ ثمَّ أرادَ الدخولَ في الإسلامِ.
إذا كان الإنسان على الكفر ثم أراد أن يدخل في الإسلام الذي يُدخله في الإسلام هو النطق بالشهادتين بعد أن يعتقد العقيدة الصحيحة أما طالما هو على عقيدة فاسدة مهما نطق بالشهادتين لا تنفعه فإذا الشرط للدخول في الإسلام بالنسبة للإنسان الكافر أن يترك الاعتقاد الفاسد أن يعتقد الحق أن ينطق بالشهادتين الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:”أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها”. يعني الدخول في الإسلام طريقه واحد وهو أن ينطق هذا الإنسان الذي كان على غير الإسلام بالشهادتين للدخول في الإسلام.
وأمَّا من نشَأَ على الإسلامِ وكانَ يعتقدُ الشَّهَادتينِ فلا يُشترط في حَقّه النُّطقُ بهما بل هو مسلمٌ لو لَم يَنطِق.
إذا إنسان من صغره نشأ على العقيدة الصحيحة نشأ على عقيدة أن لا إله إلا الله وأن محمّدًا رسول الله وما حصل منه أي كفر ما اعتقد الكفر هذا الشخص بل كان على العقيدة الصحيح وبلغ على ذلك هذا لا يقال له انطق بالشهادتين لدخول في الإسلام بل هو مسلم لو لم ينطق بالشهادتين يبقى وجوب النطق عليه في الصلاة لصحة الصلاة.
8 – س: ما الدليلُ على لُزومِ قرنِ اعتقادِ أنّ محمّدًا رسول الله بالإيمان بالله لصحتهِ؟
ج: اعتقادُ أن لا إلـهَ إلا الله فقط لا يكفي ما لَم يُقرن باعتقادِ أنَّ محمّدًا رسولُ الله والدليل على ذلك قوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} (سورة آل عمران) أي لا يُحِبُّ الله من تولَّى عن الإيمانِ بالله والرسولِ لكفرهم والمرادُ بطاعةِ الله والرسولِ في هذه الآيةِ الإيمانُ بهما.
فهذَا دليلٌ على أنَّ من لم يؤمن بالله ورسولِه محمدٍ صلى الله عليه وسلم فهُوَ كافرٌ وأنَّ الله تَعالى لا يُحِبُّه لكُفرِه.
أيضًا هنا تنبيه لا يقال الله يحب فلان الكافر بعض الجهال إذا رأوا إنسانًا أصابه مال صار عنده مال أو نعمة كبيرة يقولون الله يحبه حتى ولو كان من الكفار لا يقال هذا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:”إن الله يعطي المال لمن يحب ولمن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا لمن يحب”. فإذًا الكافر قد يكون عنده كما المسلم قد يكون عنده مال فهذا ليس علامة محبة الله لهذا الإنسان كثير من الكفار لهم مال كثير التقي هو العبد الذي يحبه الله المؤمن التقي هو الذي يحبه الله ومعنى يحبه الله يكرمه الله أما الكافر فلا كرامة الله.
فمن قالَ إنَّ الله يحبُّ المؤمنينَ والكافرينَ لأنه خلقَ الجميعَ فقد كذَّبَ القرءانَ فيقالُ لَهُ الله خلَقَ الجميعَ لكن لا يُحِبُّ الكُلَّ.[9] س: ما الدليل على أنه لا دينَ صحيح إلا الإسلام؟
ج: الدينُ الحقُّ عندَ الله الإسلامُ قالَ تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (سورة آل عمران)، وقالَ تَعالى أيضًا: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ} (سورة آل عمران).
فكُلُّ الأنبياءِ مسلمونَ فمن كانَ متَّبعًا لموسى صلى الله عليه وسلم فهو مسلمٌ موسويٌّ يعني يتبع شريعة موسى، ومن كانَ متَّبعًا لعيسى صلى الله عليه وسلم فهوَ مسلمٌ عيسويٌّ أي عامل بشريعة عيسى، ويَصحُّ أن يُقالَ لمن اتَّبعَ محمدًا صلى الله عليه وسلم مسلمٌ محمديٌّ.
والإسلامُ هو الدّينُ الذي رضيَهُ الله لعبادهِ وأمرَنا باتّباعِهِ.
ولا يُسمَّى الله مسلمًا كما تلفظَ به بعضُ الجهالِ.
هذا وصف للعبد وصف للمخلوق الملائكة مسلمون الجن المؤمن مسلمون الإنسان المؤمن مسلم أما الله لا يقال عنه مسلم الله سبحانه تعالى لا يتصف بصفة من صفات البشر قال الإمام أبو جعفر الطحاوي:”ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر” الذي يصف الله بصفة من صفات البشر فهو كافر وصفات البشر كثيرة كالقعود والجلوس والاستقرار واللون والشكل والهيئة والانفعال والصعود الحقيقي والنزول والكون في جهة والكون في مكان هذه صفات من صفات البشر ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر.
فقديمًا كان البشرُ جميعُهم على دينٍ واحدٍ هو الإسلامُ ءادم عليه السلام كسائر النبييين جاء بدين الإسلام وعلم ذريته هذا الدين وبقوا على هذا الدين ثم بعد موت ءادم عليه السلام بُعث ابنه شيث نبىء شيث نزل عليه الوحي بقي على هذا على تعليم الإسلام ثم بعد شيث نُبىء إدريس عليه السلام وبقي أيضًا على الدعوة لدين الإسلام بعد إدريس عليه السلام حصل الشرك والكفر في الأرض لأول مرة وهذا معنى ما جاء في القرءان الكريم:{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ} أي فحصل الكفر والشرك فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين كانوا عملوا تماثيل لخمسة أشخاص ودّ ويغوث ويعوق ونسر هؤلاء الأشخاص كانوا من الصالحين فهم عملوا لهم تماثيل عملوا لهؤلاء تماثيل ثم جاء الشيطان وقال لبعض الناس اعبدوا هذه التماثيل فعبدوها فصارت أصنامًا تُعبد من دون الله هذا حصل بعد نبي الله إدريس فجاء نوح عليه السلام يدعو كفارًا إلى الدخول في دين الإسلام.
وإنّما حدثَ الشركُ والكفرُ بالله تعالى بعد النبي إدريس.
10 – س: من هو أولُ رسولٍ أُرسلَ إلى الكفار يدعوهم إلى الإسلام؟
ج: نوحٌ أوّلُ نبيٍ أُرسِلَ إلى الكفارِ يدعو إلى عبادةِ الله الواحدِ الذي لا شريكَ له ليس معناه أن نوحًا هو أول من أُرسل لا. أول نبي أول رسول هو سيدنا ءادم عليه السلام لكن نوح هو أول من أُرسل إلى كفار يدعوهم إلى دين الإسلام.
وقد حذَّرَ الله جميعَ الرُّسُلِ مِن بعدهِ منَ الشرك وتحذير الرسل من الشرك المقصود به تحذير أممهم لأن الأنبياء عليهم السلام معصومون من الشرك.
{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} يعني لئن أشرك الذين انت أُرسلت إليهم أما نبي من الأنبياء فلا يجوز عليه أن يقع في الشرك لا يجوز عليه أن يقع في الكفر.
وقد قام سيدُنا محمد صلى الله عليه وسلم بتجديدِ الدعوةِ إلى الإسلام بعد أن انقطعَ فيما بينَ الناسِ في الأرضِ مؤيَّدًا بالمعجزاتِ الدَّالَّةِ على نبوتِهِ.
11 – س: ما هو المبدأ الإسلامي الجامع لجميع أهل الإسلام؟
ج: المبدأُ الإسلاميُّ الجامعُ لجميعِ أهلِ الإسلامِ من لَدُن ءادم إلى يوم القيامة عبادةُ الله وحدَه.
12 – س: ما حكمُ من يدعي الإسلام لفظًا وهو مناقضٌ له معنًى؟
هكذا بعض الناس يدعون الإسلام لكن من حيث العقيدة هم مكذبون للإسلام هؤلاء كفار.
ج: هناكَ طوائف عديدة كَذَّبت الإسلامَ معنًى ولو انتموا للإسلام بقولهم الشهادتين أشهدُ أن لا إلـه إلا الله وأشهدُ أن محمّدًا رسولُ الله وصلوا وصاموا لأنّهم ناقضوا الشهادتين باعتقادِ ما ينافيهما فإنّهم خرجوا من التوحيدِ بعبادتهم لغيرِ الله فهم كفَّارٌ ليسوا مسلمينَ كالذين يعتقدونَ ألوهيّةَ علي بن أبي طالب أو الخَضِر أو الحاكمِ بأمرِ الله وغيرِهم أو بما في حكمِ ذلكَ منَ القولِ والفعلِ.
يعني لو كان الشخص ظاهرًا يدعي الإسلام وينطق بالشهادتين لكن عقيدته فاسدة أو يتلفظ بالكفر ولا يرجع عن الكفر بالنطق بالشهادتين فهو كافر كالمنافقين الذين كانوا أيام الرسول صلى الله عليه وسلم يصلون مع الرسول يختلطون بالمسلمين وإذا خلا بعضهم إلى بعض يشتمون رسول الله منافقون كفار الرسول في أول الأمر ما كان يعرفهم لكن الله تعالى أوحى إليه بأسمائهم فقام في المسجد فصار يناديهم يا فلان ابن فلان أنت منافق أُخرج من المسجد ما كان يعرف في الأول {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ}.كان لا يعلمهم الله أوحى إليه فصار يعرفهم فطردهم الرسول من المسجد وهذا دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب الذي يعلم الغيب هو الله تعالى فقط: {قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ}
13 – س: ما حكمُ من يجحدُ الشهادتين؟
ج: حُكمُ من يجحدُ الشهادتين التكفيرُ قطعًا بلا شك ومأواه جهنّمُ خالدًا فيها أبدًا.
أما ما يقول ابن تيمية يقول إن النار تفنى ولا يبقى فيها أحد والعياذ بالله تعالى من الضلال.
والله أعلم وأحكم هللوا وصلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأستغفروا للمؤمنين والمؤمنات.