fbpx

20 :مقصد الطالبين – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

مقصد الطالبين فصل في القدر: ويتضمن واحدًا وثلاثين سؤالا الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمّد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين. لله تعالى وبعد، س: ما معنى القَدَر؟ ج: قَالَ بَعْضُ العُلَماءِ: القَدَرُ هُوَ تَدْبيرُ الأَشْياءِ علَى وجْهٍ مُطَابِقٍ لِعِلْمِ الله الأزَليّ ومَشِيئَتِه الأزَليَّةِ فيُوجِدُها في الوَقْتِ الذي عَلِمَ أَنَّها تَكُونُ فيه، فَيدخُلُ في ذَلِكَ عَمَلُ العَبْدِ الخَيْرَ والشَّرَّ باختِيَارِه. ويَدُلُّ علَيه قولُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إلى جِبْريلَ حِينَ سَأَلَهُ عن القدر عن الإيمانِ: «الإيمانُ أنْ تُؤْمِنَ بالله ومَلائِكتِه وكتُبِه ورُسُلِهِ واليَوم الآخِرِ وتُؤمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِه وشَرّه» رواه مسلم. هذه تسمى أصول الإيمان الستة لما سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل الطويل المشهور قال له: يا محمد أخبرني ما الإيمان قال:” الإيمانُ أنْ تُؤْمِنَ بالله ومَلائِكتِه وكتُبِه ورُسُلِهِ واليَوم الآخِرِ وتُؤمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِه وشَرّه”. يعني تؤمن أن كل شىء يدخل في الوجود بتقدير الله أي بتدبير الله الأزل كما قال الله تعالى:{إنّا كل شىء خلقناه بقدر} لا يوجد استثناء في هذه الآية كل ما يدخل في الوجود بتدبير الله الأزلي سبحانه وتعالى إن كان جسمًا وإن كان عملا إن كان خيرًا وإن كان شرًا إن كان إيمانًا وإن كان كفرًا إن كان طاعة وإن كان معصية كل شىء بتقدير الله وكل شىء بعلم الله وكل شىء بمشيئة الله. هنا إذا قال لك إنسان ما دور الإنسان إذًا إذا كان كل شىء بتقدير الله وعلم وخلق الله سبحانه وتعالى ومشيئة الله ما دور هذا الإنسان؟ الإنسان مختار تحت مشيئة الله له اختيار تحت مشيئة الله لا يجوز أن يكون مستقلا عن مشيئة الله لذلك جاء في القرءان:{وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} العبد له مشيئة لكن مشيئته تحت مشيئة الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن“. إن كان الذي دخل في الوجود جسمًا بمشيئة الله بخلق الله بعلم الله بتقدير الله إن كان عملا كذلك إن كان خير كذلك إن كان شرًا كذلك لا يجوز أن يكون الأمر على خلاف هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”كل شىء بقدر حتى العجزُ والكيسُ“.فإذا الإنسان له اختيار تحت مشيئة الله الإنسان لا يخلق عمله لا يخلق شيئًا الإنسان لا يستطيع أن يخلق حرفًا واحدًا كل واحد إن فتح فمه وأراد أن ينطق بحرف الباء لا يستطيع لأن الله جعل الإنسان إذا أراد أن ينطق بحرف الباء يحتاج إلى إطباق الشفتين فالإنسان ليس خالقًا لحرف ليس خالقًا لكلمة ليس خالقًا لعمل الله خالق كل شىء هكذا جاء في القرءان:{هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} لا خالق إلا الله المعتزلة خالفوا المسلمين قالوا الله خالق الجسم أما الإنسان فهو خالق العمل أشركوا بالله المعتزلون مشركون بالله اعتقادهم فاسد الرسول صلى الله عليه وسلم قال:” لكل أمة مجوس ومجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قدر“. من هم الذين يقولون لا قدر هم المعتزلة فهم كفار كما حكم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي حديث رواه الإمام أبو حنيفة والأمام محمد بن جرير الطبري رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”صنفان من أمتي ليس لهما نصيب في الإسلام المرجئة والقدرية” المرجئة ما عاد لهم وجود انقرضوا كانوا يقولون كما أن الكافر لا يستفيد من الحسنة المؤمن لا تضره السيئة كذبوا القرءان والحديث فهم كفار. القدرية المعتزلة الذين يقولون لا قدر والأمر أنوف أي جديد مستقبل بدون سابق تقدير من الله ويقولون الإنسان خالق عمله والعباذ بالله من الكفر والعياذ بالله من الشرك. والجبرية خالفوا أهل السنة والجماعة قالوا الإنسان مجبور على عمله ليس له اختيار بالمرة كذبوا القرءان:{لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} الجبر ينافي التكليف مذهب أهل السنة والجماعة هو المذهب الوسط المذهب العدل المأخوذ من القرءان والحديث والعقل السليم شاهد له الإنسان مختار تحت مشيئة الله جاء رجل إلى سيدنا علي مصباح التوحيد رضي الله عنه قال له أخبرني عن سر القدر قال له أخبرني عن القدر قال له:”سر الله فلا تتكلف” لا يعرف حقيقة القدر الإنسان لا يستطيع أن يتوصل إلى ذلك قال له:”سر الله فلا تتكلف” فألح السائل عليه فلما ألح عليه قال له:” أما إذا أبيت فإنه أمر بين أمرين لا جبر ولا تفويض ليس الإنسان مجبورًا على عمله بحيث أنه مسلوب الإرادة لا إرادة له وليس الإنسان مستقلا عن الله أما المعتزلة فيقولون مستقل هو بعد أن أعطاه الله القدرة على خلق العمل صار خالقًا لعمله دون ربّه سبحانه وتعالى والعياذ بالله جعلوا الله عاجزًا قال بعض العلماء المعتزلة جعلوا الله كمن قيل فيه المثل أدخلته داري فأخرجني منها على زعمهم خلق الإنسان وأعطاه القدرة على خلق الفعل فصار بعد ذلك لا يستطيع خلق فعل العبد ما أقبح هذه العقيدة لذلك لما سئل الإمام مالك رضي الله عنه عن نكاح القدرية قال:”ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم” معناه هؤلاء مشركون المعتزلة مشركون عقيدتهم فاسدة من يعتقد هذه العقيدة في هذه الأيام حزب التحرير عقيدتهم عقيدة المعتزلة ورجل يسمى محمد راتب النابلسي يقال له الدكتور هذا والعياذ بالله قال تصريحًا قال ما يكون من الإنسان بإرادته ليس بقضاء الله وقدره وهذا كفر والعياذ بالله ويجب التحذير منه ولا يجوز السكوت عن هذا بل المجلس الذي يحذر فيه من أهل الضلال ومن الضلال أفضل من ليلة يقام ليلها بالصلاة مع الخشوع لأن التحذير من أهل الضلال ومن الضلال فرض وقيام الليل بالنافلة مع الخشوع نافلة والفرض أعلى من النافلة ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:”حتى متى ترعون عن ذكر الفاجر أذكروه بما فيه حتى يحذره الناس”. هذه عقيدة أهل السنة والجماعة الإنسان مختار تحت مشيئة الله ليس مجبورًا وليس مستقلا عن مشيئة الله. ومَعْنَاهُ: أي معنى الحديث أنَّ المَخْلُوقَاتِ التي قَدَّرَها الله تَعالى وفيها الخَيرُ والشَّرُّ وُجِدَت بتَقْديرِ الله الأزليّ، وأمَّا تَقْدِيرُ الله الذي هُوَ صِفَةُ ذاتِهِ فَهُوَ لا يُوصَفُ بالشَّرّ بل تقديرُ الله للشر الكفر والمعصية وتقديرُه للإيمانِ والطاعةِ حسنٌ منه ليس قبيحًا. لأن الله مالك كل شىء خالق كل شىء {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} الله تعالى ليس عليه محكومية لأحد ليس لأحد أن يأمر الله أو ينهى الله. أما العبد فهو خلق من خلق الله الله أمره بأشياء ونهاه عن أشياء ويجب عليه أن يمتثل أما الله سبحانه وتعالى لا آمر له ولا ناهي له هو الآمر الذي لا آمر له وهو الناهي الذي لا ناه له وهو الذي ليس عليه محكومية لأحد لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم احفظوا هذا الحديث الذي رواه أحمد وغيره قال عليه الصلاة والسلام: “إن الله لو عذب أهل أرضه وسمواته لعذبهم وهو غير ظالم لهم” لماذا لأنهم ملكه هو خلقهم هو يتصرف في ملكه كما يشاء قال:” لعذبهم وهو غير ظالم لهم يقول إن الله لو عذب أهل أرضه يعني بمن فيهم من الأنبياء والصالحين والأطفال وسمواته الملائكة لعذبهم وهو غير ظالم لهم لكن الله لا يعذب الملائكة ولا النبيين ولا الصالحين ولا الأطفال ولا الشهداء قال: ولو رحمهم كانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم لأن اعمالهم ما كانت منهم إلا بتوفيق من الله فلولا فضل الله عليهم ما استطاعوا ان يعمل عملا واحدًا حسنة واحدة ما استطاعوا قول لا إله إلا الله ما كانوا يستطيعون لولا توفيق الله لولا فضل الله لذلك قال: ولو رحمهم كانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم لذلك قال الله تعالى:{وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} معناه ذكر الله عبده أفضل أكبر من ذكر العبد ربّه معناه إثابة الله للعبد على الطاعة أكبر من فعل العبد الطاعة لأن العبد يفعل الطاعة رجاء رحمة الله أما الله لا يرجو ثوابًا ولا يخاف عقابًا مالك كل شىء بفضله يثيب العبد {وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} أُورِثْتُمُوهَا الإرث بلا مقابل أنت ترث بلا مقابل أُورِثْتُمُوهَا أي أخذتموها نلتموها بفضل من الله ورحمة من الله لذلك الرسول أخبر أن لا أحد يدخل الجنة بمحض عمله إلا أن يتغمده الله برحمة منه قالوا ولا أنت يا رسول الله قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل أي حتى الرسول عليه الصلاة والسلام يدخل الجنة برحمة الله بفضل الله الفضل لله. فإذا سألك ومن عذب على معصية حصلت منه بإرادته لكن بخلق الله ومشيئة الله وتقدير الله وعلم الله فبعدل الله عُذب بعدل الله سبحانه وتعالى:{وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} الذي يقول الله ظالم كفر بعض الناس هكذا يقولون الله ظلمنا إذا كان هو شاء وقدر وعلم أن المعصية تكون منّا الله شاء وقدر وعلم وهو خلق ما يكون منك لكن أنت فعلت العمل الإختيارية بإختيار منك دور هذا العبد حظ هذا العبد من عمله الكسب وهو توجيه العبد قصده نحو العمل فيخلقه الله عند ذلك الخلق لله لكن أنت تميز العاقل يميز بين عمل يكون منه بإرادة وشىء يكون منه بلا إرادة. قال الله تعالى:{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} أي أول المسلمين بعد إنقطاع هذا عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قل يا أشرف الخلق يا محمد أن صلاتي عمل إختياري إن صلاتي ونسكي الذبح الذي يذبح في الحج تقربًا إلى الله هذا أيضًا بإرادة من العبد ومحياي ومماتي هذا ليس بإرادة العبد يكون الله ساق الكل في مساق واحد ونسب الكل إلى نفسه قال لله ربّ العالمين ملك لله خلق الله لا شريك له لا أحد يشاركه في ذلك هذه عقيدة أهل السنة والجماعة هذه عقيدة المسلمين ومن خالفها فليس مسلمًا. [133] س: ما الدليلُ على أن مشيئةَ الله نافذةٌ في جميعِ مراداته؟ ج: إرادةُ الله تعالى نَافِذَةٌ في جميعِ مُرَادَاتِهِ على حَسَبِ عِلمِهِ بها، فما علِمَ كَونَهُ أرادَ كونَه في الوقتِ الذي يكونُ فيه ولا شك في ذلك، وما عَلِمَ أنَّه لا يكونُ لم يُرِدْ أن يكون. فلا يَحدُثُ في العالم شىءٌ إلا بمشِيئتِهِ ولا يُصيبُ العبدَ شىءٌ من الخيرِ أو الشرّ أو الصحةِ أو المرضِ أو الفقْرِ أو الغِنى أو غيرِ ذلك إلا بمشيئةِ الله تعالى. والإنسان المسلم إذا أصابته المصيبة فصبر له ثواب عظيم ومن اعترض على الله كفر لا يضر الله شيئًا الله تعالى كماله أزلي أبدي لا يزيد ولا ينقص وهو غني عن العالمين فالذي يعترض عليه يكفر يعني يصير خارجًا من الدين عليه أن يتشهد للرجوع إلى الإسلام. ولا يُخطئ العبدَ شىءٌ قدَّرَ الله وشاءَ أن يصيبَهُ، فقد وَرَدَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَ بعضَ بناتِهِ:”ما شاءَ الله كانَ وما لم يشأ لم يَكُن” رواهُ أبو داودَ في السُّنَنِ ثمَّ تَواتَرَ واستفاضَ بين أفرادِ الأمَّةِ. [134] س: اذكر قول الإمام علي في القدر. ج: روى البيهقيُّ رحمَه الله تعَالى عن سيّدِنا عَليٍّ رضيَ الله عنْه أنَّه قالَ: «إنَّ أحَدَكُم لَنْ يَخْلُصَ الإيمانُ إلى قَلبِه حتّى يَستَيْقِنَ يَقِينًا غَيْرَ شَكٍّ أنَّ مَا أصَابَه لم يَكُن لِيُخطِئَهُ ومَا أخطأَهُ لم يكن لِيُصِيبَهُ، ويُقِرَّ بالقَدَرِ كلِّهِ» أي لا يَجوزُ أن يُؤْمنَ ببعْض القَدَرِ ويَكْفُرَ ببعضٍ. وتتمة الحديث الذي قلت رواه أحمد:”إن الله لو عذب أهل أرضه وسمواته لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم قال: ولو أنفقت مثل أحد ذهبًا في سبيل ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن لصيبك ولو مت على غير هذا دخلت النار” لأن الذي لا يؤمن بالقدر كافر والكافر من مات على الكفر يخلد في نار جهنم. [135] س: اذكرْ ما قاله عُمَرُ ردًّا على مَن قَال إنّ الله لا يُضِلُّ أحدًا. ج: رَوَى البَيْهَقِيُّ بالإسْنادِ الصّحيحِ أنَّ عمرَ بنَ الخَطّاب كانَ بالجَابيةِ – وهي أرضٌ من الشَّام – فقامَ خطيبًا فَحَمِدَ الله وأثْنَى عليه ثمَّ قالَ:”من يَهْدِ الله فلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ»، وكان عندَهُ كافرٌ من كفّارِ العجَم من أهْلِ الذّمّةِ فقال بلُغَتِهِ: «إنَّ الله لا يُضِلُّ أحدًا»، فقالَ عُمَرُ للتَّرجُمان: «ماذا يقولُ»؟ قال: إنّه يقولُ: إنّ الله لا يُضِلُّ أحدًا، فقالَ عمرُ: “كذَبتَ يا عَدُوَّ الله ولَولا أنَّكَ من أهل الذّمّةِ لضَرَبتُ عنُقَكَ هُوَ أضَلَّكَ وهُوَ يُدخِلُكَ النَّارَ إن شاءَ“. لأنه لا يعلم على أي شىء يموت أي إن شاء لك أن تموت على الكفر هو يدخلك النار قال له كذبت يا عدو الله فإذًا المعتزلة كذبوا على الله ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة منهم المعتزلة كذبوا على الله قال:”ولَولا أنَّكَ من أهل الذّمّةِ لضَرَبتُ عنُقَكَ هُوَ أضَلَّكَ وهُوَ يُدخِلُكَ النَّارَ إن شاءَ” كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء أي الله ليس كما تقول المعتزلة أي العبد يقولون العبد إذا شاء الضلالة جعله الله ضالا والعبد إذا شاء الهداية جعله الله مهتديًا عكسوا الأمر الله يقول:{وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} والرسول يقول:”ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن” والرسول يقول:” كل شىء بقدر حتى العجز والكيس” أي حتى الغباء والذكاء هذا بتدبير أزلي من الله [136] س: اذكر الأبياتَ التي كان يُعْجَبُ بهن عمرُ مما يتعلقُ بالقَدَر واشرح معناها. ج: رَوَى الحَافِظُ أبُو نُعَيْم عن ابنِ أخي الزُّهْرِيّ عن عمّه الزُّهريّ أنّ عُمرَ بنَ الخطابِ كان يحبُّ قصيدةَ لَبِيدِ بنِ رَبِيعَةَ التي مِنها هذِه الأبْياتُ، وهيَ: إِنَّ تَقْوى ربّنَا خَيرُ نَفَـــــــــــــــــــــلْ وبإذنِ الله رَيْثي وعَجَـــــــــــــــلْ أحمَـــــــــــــــــــدُ الله فَلا نِدَّ لـــــــــــــــــــهُ بيَدَيْهِ الخيرُ ما شَاءَ فَعـــــــــــــلْ مَنْ هَداهُ سُبُلَ الخَيْرِ اهتَدى ناعِمَ البَالِ ومَنْ شَاءَ أضَل احفظوا هذه الأبيات عمر كانت تعجبه لما فيها من التوحيد لما فيها من العقيدة الصحيحة لما فيها من العقيدة الموافقة للقرءان وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم. ومعنى قوله إن تقوى ربنا خير نفل أي خير ما يُعطاه الإنسان تقوى الله {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} وسبيل التقوى العلم بدون علم لا يصير الإنسان تقيًا بدون علم لا يصير الإنسان وليًّا كثير من الجهال يتبعون أشباه المشايخ الجهال إما لوراثة وإما لأنهم طليق اللسان ولا يكونون تعلموا من أهل المعرفة الثقات قال الإمام الشافعي:”ما اتخذ الله وليًا جاهلًا” ولو شاء لعلمه لو أراد أن يصير هذا الجاهل وليًا لعلمه ليسر له من يعلمه أمر الدين علوم الدين الضرورية. ومَعْنى قَولِه: «وبإذن الله رَيْثي وعَجَل» أي أَنّه لا يُبطِئ مُبْطِئ ولا يُسْرِعُ مُسْرِعٌ إلا بمشِيئَةِ الله وبإذنِه. {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ} حين التقى جمع الكفار مع المسلمين وحصلت جراحات وقتل في المسلمين الله قال: {وَمَا أَصَابَكُمْ} أيها المسلمون من القتل والجراحات {يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ} أي بمشيئة الله. وقولِه: «بيديه الخَيْرُ» أيْ والشَّرُّ. أي الله مالك كل شىء وكل شىء بمشيئته وعلمه وتقديره وتخليقه. وإنَّما اقتَصَرَ على ذِكر الخَير من بابِ الاكتِفاءِ كقَولِه تعالى: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} (سورة النحل) ، أي والبردَ لأن السرابيلَ تقي منَ الأمرينِ ليسَ منَ الحرّ فقط. القمصان تقي من الحر وتقي من البرد. وقولِه: «ما شَاءَ فَعَل» أي ما أرادَ الله حُصولَهُ لا بُدَّ أن يَحصُلَ وما أرادَ أن لا يَحصُلَ فَلا يَحْصُلُ. وقولِه: «من هَداهُ سُبُلَ الخَيْرِ اهتَدَى» أي من شَاءَ الله له أن يكونَ على الصّراطِ الصَّحيحِ المستَقيمِ اهتَدَى. أي هداه الله تعالى. وقولِه: «ناعِمَ البالِ» أي مُطمئنَّ البَالِ. وقولِه: «ومَنْ شاءَ أضَلّ» أي مَن شَاءَ له أن يكونَ ضَالا أضَلَّهُ. [137] س: اذكر ما قَالهُ الشافعي لما سُئِلَ عَن القَدَر. ج: روى البيهقيُّ عن الشافعيّ أنّه قَالَ حينَ سُئِل عن القَدَرِ: مـــــــــــــــــــا شِئتَ كانَ وإن لم أشأ وما شئتُ إن لم تشأ لم يكــــــــــن خَلقتَ العبادَ على ما علمت ففي العلمِ يجري الفَتَى والمُسِن على ذا منَنْتَ وهـــــذا خذلْتَ وهذا أَعنتَ وذا لم تُعِـــــــــــــــــــــــــــــنْ فمنهم سعيـــــــــــــد ومنهم شقي وهـــــــــــذا قبيحٌ وهذا حَسَـــــــــــــــن [138] س: ما هو الدليل على أن الضمير في قوله تعالى: {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} يعود إلى الله لا إلى العبد كما تقول المعتزلة؟ ج: الضّميرُ في قولِه تعالى {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (سورة النحل) يعودُ إلى الله لا إلى العبد كما زعمت القَدريّةُ أي المعتزلة بدليلِ قولِه تعالى إخبارًا عن سيّدنا موسى {إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ} (سورة الأعراف). هنا الخطاب لربّ العالمين موسى يخاطب الله يقول إن هي إلا فتنتك الفتنة ما يُمتحن به تضل بها من تشاء أي أنت يا ربّ وتهدي من تشاء أي أنت يا رب فلا جواب للمعتزلة على هذا. والله تعالى أعلم وأحكم هللوا وصلوا على رسول صلى الله عليه وسلم واستغفروا للمؤمنين والمؤمنات.