مقصد الطالبين
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
وبعد،
لله تعالى
[174] س: ما وجهُ دلالةِ المعجزة على صِدقِ النبيّ؟
ج: الأَمرُ الخارقُ الذي يَظهرُ على يدِ من ادَّعَوا النُّبُوَّةَ مع التَّحدي مع عدَمِ معارضَتِه بالمِثلِ نازِلٌ مَنْزِلَةَ قَولِ الله: “صدَقَ عَبْدِي في كُلّ مَا يُبَلّغُ عنّي”، أي لولا أنَّه صادِقٌ في دَعْواهُ لما أظْهَرَ الله لَهُ هذه المعْجِزةَ، فكأنَّ الله تعالى قالَ صَدَقَ عبْدِي هذا الذي ادّعى النُّبُوة في دَعْواهُ لأَنّي أظْهَرتُ له هذه المعجزةَ، لأنَّ الذي يُصَدّقُ الكاذِبَ كاذبٌ، والله يَسْتحيلُ عليه الكَذبُ (الكذب نقص والنقص مستحيل على الله) فدَلَّ ذلكَ على أنَّ الله إنَّما خلَقَهُ لتَصْديقه (أي لذلك أيد الله الأنبياء بالمعجزات لتكون هذه المعجزات دليلا على صدقهم في دعواهم أن الله أرسلهم وأن الله تعالى أمر الناس بإتباعهم)، إذْ كلُّ عَاقِلٍ يَعْلَمُ أَنّ إحْياءَ الموتى وقلبَ العَصا ثُعْبانًا وإخْراجَ نَاقةٍ من صَخْرةٍ صَمَّاءَ لَيسَ بمعْتادٍ.
فإذًا العاقل إذا رأى هذه المعجزة ظهرت على يد هذا الذي ادعى النبوة يعرف بذلك أنه صادق في دعواه لأن الله تعالى أيده أي أيد النبي بالأمر الخارق للعادة الذي لا يستطيع أحد من المعارضين أن يأتي بمثله أيده بذلك معناه الله يحب تصديقه الله يحب من الناس أن يصدقوه لذلك أيده الله بالمعجزة.
[175] س: كيف يحصُلُ العِلمُ بالمعجزةِ؟
لأن بعض الناس يقولون نحن ما رأينا هذه المعجزات أنتم تقولون محمد ظهرت له معجزات عيسى ظهرت له معجزات موسى كذلك؟
ج: العلمُ بالمعجزاتِ يحصُلُ:
بالمشاهدةِ لمن شَاهَدوها (الشخص الذي شاهد هذا معناه أنه علم بذلك لأنه شاهد هذه المعجزة)، وببلوغِ خَبَرِهَا بطريقِ التَّواتُرِ في حَقّ من لم يَشهَدهَا، وذلك كعِلمِنَا بالبلدانِ النَّائيةِ والحوادثِ التَّاريخيّةِ الثّابتةِ الواقعةِ لمن قَبلنا من الملوكِ والأُمَمِ، والخبرُ المتواترُ يقومُ مقامَ المشاهدةِ، فَوَجَبَ الإذعانُ لمن أتى به عقلاً كما أنَّهُ واجبٌ شرعًا.
عَذابُ القبرِ ونعيمُهُ
ويتضمن ستةً وعشرين سؤالا [176] س: اذكر دليلَ ثبوتِ عذابِ القبر.
ج: قال الله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} (سورة غافر).
معناه كانوا يعذبون في القبر معناه يوجد عذاب في القبر فمن نفاه فقد كذب القرءان ومن كذب القرءان كفرمحمد متولي الشعراوي نفى عذاب القبر الدكتور منصور الكيالي نفى عذاب القبر وكثيرون من رد نصًا من نصوص القرءان فهو كافر وليس بمسلم مهما كان له شهرة ومهما كان له بروز الرسول عليه الصلاة والسلام ثبت عنه أنه كان يستعيذ من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ليعلمنا لكن كان يستعيذ يعلمنا أنه يوجد عذاب في القبر هذا أمر ثابت محقق الرسول صلى الله عليه وسلم قال:”استنزهوا من البول فإن عامّة عذاب القبر منه“. ثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام {وَمَا ءاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} فالذي يترك كلام رسول الله يترك كلام الله يعارض كلام الله يعارض كلام رسول الله فهذا ليس مسلمًا.
وقَالَ تَعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} (سورة طه).
الذي يعرض عن القرءان لا يصدق بالقرءان له معيشة ضيقة في القبر.
فَهاتانِ الآيتانِ وارِدَتانِ في عَذابِ القَبْرِ للكُفَّار.
فإذًا ثبت عذاب القبر للكفار وثبت عذاب القبر لبعض عصاة المسلمين.
[177] س: اذكر حال عصاة المسلمين من أهل الكبائر الذين ماتوا قبل التوبة.
ج: أمّا عُصَاةُ المسْلمينَ من أهْلِ الكَبائرِ الذينَ ماتُوا قبلَ التّوبَةِ فهُم صِنْفانِ: صِنْفٌ يُعْفِيهِمُ الله من عذَابِ القَبْرِ وصِنفٌ يُعَذّبُهمْ ثمَّ يَنقطِعُ عَنهُم ويُؤخّرُ لهم بقيَّةَ عذابِهم إلى الآخرةِ.
فَقد رَوى البُخاريُّ ومُسلمٌ والترمذيُّ وأبو دَاودَ والنَّسائيُّ عن ابنِ عَبّاسٍ مَرَّ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم على قَبرينِ فَقالَ: «إنَّهُما ليُعَذَّبانِ ومَا يُعذَّبانِ في كَبيرِ إثْم» (يعني الرسول مر على قبر مسلمين يتعذبان الرسول كُشف له عن حالهما في القبر) فَقالَ: «إنَّهُما ليُعَذَّبانِ ومَا يُعذَّبانِ في كَبيرِ إثْم» أي فيما يرى الناس قال: «بَلَى (أي هو إثم كبير)، أمَّا أحَدُهُما فكانَ يمْشِي بالنّمِيمةِ (وهي نقل القول للإفساد يأتي إلى هذا ينقل له كلامًا عن شخص ثم يأخذ منه كلامًا ينقله إلى الشخص الآخر ليوقع بينهما)، وأمَّا الآخرُ فكَانَ لا يَسْتَتِرُ من البَوْلِ» (لا يتحفظ من البول من أن يصيب جسمه كما يفعل كثير من الشباب والشابات اليوم والرجال يبولون ثم لا يستنجون لا بالورق ولا بالحجر ولا بالماء ويلبسون ثيابهم فيتلوثون في البول في أجسامهم وفي ثيابهم وهذه معصية كبيرة) ، ثمّ دَعا بعَسِيْبٍ رَطْبٍ (جريد النخل الذي هو رطب أخضر بعد ما صار يابسًا) فشَقَّهُ اثنينِ فغَرسَ على هذا واحدًا وعلى هَذا واحدًا وعلى هذا واحدًا، ثمَّ قالَ: “لعَلَّهُ يُخَفَّفُ عنهما“.
فإذًا يوجد عذاب في القبر بنص القرءان وبنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
[178] س: ما الدليلُ على عودِ الروحِ إلى الجسدِ في القبرِ؟
ج: اعلَم أنَّه ثَبَتَ في الأَخْبارِ الصَّحيحةِ عَودُ الرُّوحِ إلى الجسَدِ في القَبْرِ كحدِيْثِ البَراءِ بنِ عازِبٍ الذي رواهُ الحاكمُ والبَيهقيُّ وأَبُو عوَانَةَ وصَحَّحهُ غَيْرُ وَاحدٍ، وحديثِ ابنِ عبّاسٍ مَرفُوعًا: «مَا مِن أحَدٍ يَمُرُّ بقَبْرِ أخِيهِ المؤمنِ كَانَ يَعْرفهُ في الدُّنيا فَيُسَلّمُ علَيه إلا عَرَفَهُ وَردَّ عليهِ السَّلامَ» . رواهُ ابنُ عبدِ البَرّ وعبدُ الحقّ الإشْبِيليُّ وصَحَّحهُ.
إذا إنسان مسلم مرّ بقبر مسلم كان يعرفه في الدنيا فسلم عليه السلام عليكم الميت يعرفه ويرد عليه السلام وهذا دليل على عود الروح إلى الجسد.
فيَسْتَلزِمُ ذلكَ رجُوعَ الرُّوحِ إلى البَدنِ كلّهِ وذلك ظاهِرُ الحديثِ أو إلى بعضِهِ. ويتأَكَّدُ عَودُ الحياةِ في القَبْرِ إلى الجسَدِ مَزيدَ تأكُّدٍ في حقّ الأنبياءِ، فإنّه ورَدَ منْ حديثِ أنَسٍ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: «الأَنْبياءُ أحْياءٌ في قبُورهم يُصَلُّونَ» صَحَّحهُ البيهقيُّ أي أثبت صحته الحافظ البيهقي وأقرَّهُ الحافِظُ أي ابن حجر.
[179] س: اذكر دليلاً ءاخر على عود الروح إلى الجسد في القبر.
ج: رَوَى البُخَاريُّ ومُسْلِمٌ عن أنَسٍ عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إنَّ العَبْدَ إذَا وُضِعَ في قَبْرِه وتَوَلَّى عَنْهُ أصْحابهُ وإنَّه لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهم إذَا انْصَرَفُوا أتَاهُ مَلَكانِ فيُقْعِدَانِه فيقولانِ: ما كنْتَ تَقُولُ في هَذا الرَّجُلِ محمَّدٍ؟ فأمَّا المؤمنُ – أي الكاملُ التقي – فيقولُ: أشْهَدُ أنَّه عَبْدُ الله ورَسُولُهُ، فَيُقالُ لهُ: انْظُرْ إلى مَقْعَدِكَ من النَّارِ أبدَلَكَ الله به مَقْعَدًا من الجنَّةِ فَيراهُمَا جَميعًا (الله يرزقنا ذلك). وأمَّا الكَافِرُ أو المنافِقُ (الذي يخفي كفره ويظهر الإسلام على زعمه يوهم الناس أنه مسلم) فيَقُول: لا أدْرِي كنتُ أقولُ ما يقولُ النَّاسُ فيه، فيُقالُ: لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ، ثمّ يُضرَبُ بمِطرقةٍ من حَدِيْدٍ بينَ أذُنَيْه فيَصِيحُ صَيْحةً يَسْمَعُها مَنْ يليهِ إلا الثَّقَلَينِ“. (أي إلا الإنس والجن)
[180] س: ما الدليلُ على وجودِ فتّانَي القبرِ منكرٍ ونكيرٍ؟
يوجد ملكان يأتيان إلى القبر يسألان الميت أحدهما منكر والآخر نكير منكر معناه مخوف نكير معناه مخوف ليس منكر هنا من المنكر الذي هو الحرام يعني لا.
ج: عَن عَبدِ الله بنِ عَمْرو أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ذكَرَ فَتّانَي القَبْرِ فقالَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رضيَ الله عنهُ: أتُرَدُّ علينا عقُولُنا يا رسُولَ الله، قال: «نَعم كهَيئتِكُمُ اليَومَ»، قال: فبفِيهِ الحجَرُ.
(يعني عمر سأل ما كان سمع قبل ذلك أترد علينا عقولنا يا رسول الله قال الرسول: “نعم كهيئتكم اليوم” قال فبفيه الحجر يعني سكت وانقطع وعرف شيئًا لم يكن عرفه من قبل)
وعَن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنه قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قُبِرَ الميّتُ أو الإنْسانُ أتَاهُ مَلَكانِ أسْوَدانِ أزْرَقانِ يُقالُ لأحدِهِما مُنْكَرٌ وللآخَرِ نكِيرٌ فيَقولانِ لهُ: ما كنتَ تقُولُ في هذَا الرَّجُلِ محمَّدٍ؟ فَهوَ قائلٌ ما كَانَ يقُولُ. فَإنْ كَانَ مؤْمِنًا قَالَ: هُو عَبدُ الله ورسُولُه أشْهدُ أن لا إلـهَ إلا الله وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُه فيَقُولانِ لَهُ: إنْ كنَّا لنَعْلَمُ أنَّكَ لتَقُولُ ذَلكَ، ثمَّ يُفسَحُ لهُ في قَبْرِه سَبْعينَ ذِراعًا في سَبْعينَ ذِراعًا ويُنَوَّرُ لَهُ فيهِ، فَيُقالُ لَهُ: نَمْ، فينَامُ كنَومِ العَرُوسِ الذي لا يُوقِظُه إلا أحَبُّ أهْلِه حتَّى يَبْعثَهُ الله من مَضْجَعِه ذَلكَ، فإن كانَ مُنافقًا قالَ: لا أدْري، كنتُ أسْمَعُ الناسَ يقولونَ شَيئًا فكنتُ أقولُهُ، فيَقُولانِ لهُ: إنْ كنَّا لنعلمُ أنّكَ تَقُولُ ذلكَ، ثُم يُقالُ للأَرْضِ التَئِمي فتَلْتَئمُ عليه حتَّى تَخْتلفَ أضْلاعُهُ فلا يَزَالُ مُعَذَّبًا حَتّى يبْعثَهُ الله تعالى من مَضجَعِهِ ذلكَ”.
والحدِيْثانِ رَواهُما ابن حِبَّانَ وصحَّحَهُما ( أي هما حديثان صحيحان)، ففي الأوَّلِ منهُما إثْباتُ عَوْدِ الرُّوحِ إلى الجسَدِ في القَبْرِ والإحْسَاسِ، وفي الثَّاني إثْباتُ استِمْرارِ الرُّوحِ في القَبْرِ وإثْباتُ النَّومِ وذلكَ ما لم يَبْلَ الجسَدُ.
فإن التقي إذا بلي جسده كما رود في الحديث روحه يعيش في الجنة في شكل طائر أخضر يسرح في الجنة ويأكل من ثمار الجنة نسأل الله أن نكون من هؤلاء قال عليه الصلاة والسلام:”إن نسمة المؤمن (أي روح المؤمن) طائر يعلق من شجر الجنة (يأكل من ثمار الجنة)”.
أما الكافر بعد بلى الجسد بعد فناء الجسد ولا يبقى منه إلا عظم صغير في أسفل ظهر كل بني آدم يسمى عجب الذنب أو عجم الذنب فروح الكافر يُنزل بها إلى سجين مكان مظلم في الأرض السفلى توجد سبع أرضين في الأرض السفلى سجين مستقر أرواح الكفار إلى يوم القيامة.
أما عصاة المسلمين فأرواحهم في السماء الأولى أو في الفضاء بعد بلى الجسد).
[181] س: لمن يكون هذا النعيم في القبر؟
ج: هَذَا النَّعيمُ للمؤمنِ القَويّ وهوَ الذي يؤدّي الفرائِضَ ويَجتَنِبُ المعَاصيَ، وهوَ الذي قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فيه: «الدُّنْيا سِجْنُ المؤْمنِ وسَنَتُهُ فإذَا فَارقَ الدُّنيا فارَقَ السّجْنَ والسَّنَةَ» (السنة الجدب والقحط والمجاعة معناه الدنيا بالنسبة للمؤمن الكامل للمؤمن التقي هي دار بلاء ليست دار تقلب في النعيم الفائز في الآخرة من كان فائزًا في الآخرة قال الله تعالى:{تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} الله جعل عواقب الأمور في الآخرة هنا في الدنيا أنبياء قُتلوا وظلموا وشتموا وآذاهم الكفار وأولياء قُتلوا وشتموا وآذاهم الكفار لكن العاقبة للمتقين من كان فائزًا هو الذي يكون فائزًا في الآخرة هذه الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة قال عليه الصلاة والسلام:” لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة لما سقى فيها الكافر جرعة ماء“. إذًا لا تساوي شيئًا لذلك الكفار في الدنيا يتقلبون في النعيم بعض ضعاف الفهم يقولون لِمَ الكفار يربحون في المعارك لِمَ الكفار عندهم كذا وكذا وكذا من النعيم من الترفه من التقلب في المآكل اللذيذة والمشارب والأثاث ونحو ذلك الله تبارك تعالى يقول: {والعاقبة للمتقين} من كان فائزًا حقيقة هو الفائز في الآخرة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان يمضي عليه الشهر والشهران مع زوجه عائشة رضي الله عنها قالت:”ولا يوقد في بيت رسول الله نار فقال لها: ما كان طعامكما قالت: الأسودان التمر والماء بيت رسول الله عمر ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثر الحصير على جنبه فقال يا رسول الله كسرى ينام على الحرير وأنت رسول الله تنام على الحصير قال يا عمر أما ترضى أن يكون لهم في الدنيا ولنا في الآخرة أكيد عمر يرضى رضي الله عنه لكن الرسول ينبه يعلم يُذكر عليه الصلاة والسلام وهكذا أنتم تذكروا إذا ما نزل بكم البلاء الفاقة الفقر الحاجة الضعف المرض الوباء تذكروا إن ثبتم على طاعة الله أنتم الفائزون لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة لا يزال حتى يمشي على الأرض ليس عليه خطيئة إن من عباد الله من أراد الله لهم درجة عالية ما بلغوها بأعمالهم كما ورد في الحديث فيبتليهم الله حتى يبلغوا تلك الدرجات اصبروا وصابروا كونوا من الصابرين {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} اصبروا من صبر على نحو فقد ولد أو زوجة أو أم عزيزة حبيبة على قلبه ثوابه الجنة اصبروا هذه الدنيا دار البلاء الرسول عليه الصلاة والسلام قال:” فإن من ورائكم أيامًا للمتمسك فيها بمثل الذي أنتم عليه أجر خمسين” الرسول عليه الصلاة والسلام يقول لأصحابه:”فإن من ورائكم أيام الصبر المتمسك فيها بمثل الذي أنتم عليه أجر له خمسين” قال أبو ثعلبة رضي الله عنه منّا أو منهم يا رسول قال: بل منكم أي في أجر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي رواية “فإن من ورائكم أيامًا القابض فيها على دينه كقابض على جمر” تمسكوا بالدين اثبتوا على علم الدين اصبروا على ما ابتلاكم الله به حتى تفوزوا بالدرجات العاليا وتلحقوا بأهل الكمال.
[182] س: أينَ تكونُ الأرواحُ بعد بِلَى الأجساد؟
ج: إذَا بَلِيَ الجسَدُ كُلُّه ولم يَبْقَ إلا عَجْبُ الذّنَبِ (وهو عظم صغير قدر ربع سمسمة واحدة وقدر حبة الخردل) يكونُ رُوحُ المؤمِنِ التَّقيّ في الجنّةِ (تسرح كما قلت) وتكونُ أرْوَاحُ عُصَاةِ المسلمينَ أهْلِ الكبَائِرِ الذينَ ماتُوا بلا تَوبةٍ بَعدَ بِلَى الجسَد فيما بَينَ السَّماءِ والأَرْضِ، وبعضهُم في السَّماءِ الأُولَى. وتكونُ أرْواحُ الكفَّارِ بعدَ بِلَى الجَسَدِ في سِجّينَ وهو مكانٌ في الأَرْضِ السُّفْلى (مظلم موحش) وأَمَّا الشُّهداءُ فتَصعَدُ أرواحُهم فَورًا إلى الجنّةِ.
والشهيد هو المسلم المؤمن الذي مات في القتال في سبيل الله.
[183] س: من يستثنى من السؤال في القبر؟
ج: يُسْتَثْنَى من السُّؤالِ الأنْبياءُ (أي لا يُسئلون في القبر) والشُّهداءُ أي شهداءُ المعركة وكذَلِكَ الطِفْلُ أي الذي ماتَ دُونَ البُلوغِ.
والله تعالى أعلم وأحكم.