fbpx

28 :مقصد الطالبين – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

مقصد الطالبين الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمّد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين. وبعد، لله تعالى [184] س: فَإن قيلَ: كَيفَ يُمكِنُ سؤالُ عَددٍ كَثيرٍ من الأَمْواتِ؟ ج: الجوابُ ما قالَ الحَلِيميُّ: “(وهو أحد كبار الفقهاء) إنَّ الأشْبَهَ أن يكُونَ ملائِكةُ السؤالِ جَماعَةً كثيرةً يُسَمَّى بَعضُهم مُنكَرًا وبَعضُهُم نكيرًا فيُبْعَثُ إلى كلّ مَيّتٍ اثنانِ مِنهُم”. يعني في القبر كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يأتي ملكان كريمان على الله أحدهما منكر والآخر نكير فيسألان الميت”. فإذا إنسان سأل كيف يمكن أن يُسئل عدد كبير من الموتى في وقت واحد فهذا الفقيه الحليمي قال الظاهر أنه توجد جماعة من الملائكة تسمى هذه الجماعة منكرًا وجماعة تسمى نكيرًا فكل ميت يأتيه إثنان من هؤلاء الملائكة. [185] س: ما حكمُ منكرِ عذابِ القبر؟ ج: يَكفُرُ مُنكِرُ عذَابِ القَبْرِ لقَولِ الله: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} (سورة غافر) (لأنه رد النص والقاعدة كما قال الإمام النسفي في عقيدته: “ورد النصوص كفر” الذي يرد نص القرءان أو يرد نص كلام الرسول حديث الرسول نص حديث الرسول نص كلام الرسول فهذا كافر) بخِلافِ مُنكرِ سُؤالِهِ فلا يكَفَّرُ إلا أن يَكونَ علَى وجْهِ العِنادِ. أما الذي ينكر سؤال الملكين في القبر منكر ونكير إن لم يكن على وجه العناد فإنه لا يكفر ولكن حرام عليه ذلك. [186] س: تكلمْ عن البعثِ. ج: البَعْثُ حَقٌّ، (أي أمر محقق لا بد أنه حاصل) وهوَ خُروجُ الموتَى من القُبورِ بعدَ إعادَةِ الجسَدِ الذي أكلَهُ التُّرابُ إن كانَ منَ الأجسَادِ التي يأْكلُها التُّرابُ وهي أجسَادُ غَيرِ الأَنْبياءِ وشُهداءِ المعركةِ وبَعضِ الأولياءِ لِمَا تواتَرَ مِن مُشَاهدَةِ بعضِ الأولياءِ. في القبر الأنبياء أجسادهم لا تبلى الرسول صلى الله عليه وسلم قال:”إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء“. وكذلك شهداء المعركة الأرض لا تأكل أجسامهم قال الله تعالى:{أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} معناه أن روح الشهيد حين تخرج من جسمه فورًا يُصعد بها إلى الجنة تعيش روح الشهيد هناك في الجنة في شكل طائر أخضر كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم تسرح في الجنة تأوي إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش أثر هذا النعيم الحاصل لهذه الروح يصل الجسد فيبقى الجسد كما هو طريًا الدم يجري في العروق كأنه بعده حي فبعض الأولياء أيضًا أجسامهم لا تبلى فقد تواتر ذلك يعني شاهد ذلك جمع كثير من الناس يستحيل عادة أن يجتمعوا على الكذب. فإذًا الأنبياء وشهداء المعركة وبعض الأولياء أجسامهم لا تبلى. وأوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنهُ القَبرُ سيّدُنا محمّدٌ صلى الله عليه وسلم (ثم الأنبياء بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام)، وأهلُ مكّةَ والمدينةِ والطّائفِ من أوَّلِ من يُبْعَثُ.(يُبعث أهل المدينة بعد الأنبياء وأهل مكة وأهل الطائف وهذا الحجاز يقال لهذه الناحية الحجاز مكة والمدينة والطائف وما حولها) [187] س: تكلم عن الحشر. ج: الحَشْرُ حَقٌّ (أمر ثابت محقق لا بد أنه حاصل) وهو أن يُجمَعُوا بعدَ البَعثِ إلى مكانٍ، ويكونُ على الأرْضِ المبدَّلَةِ وهي أرضٌ مُستَوِيةٌ كالجِلْدِ المَشْدُودِ (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ) هذه الأرض تبدل صفاتها تصير كالجلد المشدود لا جِبالَ فيها ولا وِدْيَانَ (ما فيها جبل ولا واد ولا شجر ولا كهف)، أكْبَرُ وأَوْسَعُ منْ أَرضِنا هَذه بَيضاءُ كالفِضّةِ. هناك يكون الحشر وفي يوم الحشر تدنو الشمس من رؤوس العباد كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيعرق الناس إلا من حفظه الله الأنبياء لا يصيبهم قلق ولا انزعاج والأطفال والشهداء كذلك والصالحون الأتقياء لا يصيبهم قلق ولا انزعاج انتبهوا لهذا الأمر ما يحصل من الأهوال في يوم القيامة يتأثر منه الكفار وبعض عصاة المسلمين أما الصالحون كما قال الله تعالى:{لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} الله يجعلنا منهم فحين تدنو الشمس من رؤوس العباد قدر ميل واحد قدر ألفي ذراع يتأثر من شاء الله له أن يتأثر بهذا الدنو للشمس من حرارة الشمس أما الأنبياء الصالحون الأولياء الشهداء الأطفال فمحفوظون يكونون محفوظين في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ} ليس معناه أن كل إنسان سيفر من كل إنسان هذا الشخص الذي أخوه له عليه مظلمة أمه لها عليه مظلمة أو زوجته لها عليه مظلمة هذا يفر يخاف في ذلك اليوم ليس معناه أن كل الناس يفرون من كل الناس لا {الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ} الأتقياء لا يخافون لا يقلقون الأنبياء لا ينزعجون لا يخافون العذاب الذي يخاف العذاب ويحصل له العذاب الكافر وبعض عصاة المسلمين من أهل الكبائر الذين ماتوا بلا توبة أما الصالح فلا قلق عليه ولا عذاب ولا نكد ولا انزعاج ثم انتبهوا لهذا أيضًا الرسول صلى الله عليه وسلم له الشفاعة العظمى الشفاعة العامة ما معنى ذلك حين تدنوا الشمس من رؤوس العباد ويحصل ما يحصل للكفار ولبعض عصاة المسلمين ليس لكل المسلمين الصالحون قلنا لا يحصل لهم الأنبياء لا يحصل لهم إنزعاج يشفع الرسول الشفاعة العظمى العامة فينتقل المسلم الذي حصل له هذا النوع من الإنزعاج من القلق إلى ما هو أخف إن كان من أمة الرسول أو من أمة غيره من الأنبياء من المسلمين الشفاعة تنفع المسلمين الشفاعة للمسلمين قال الله تعالى:{وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى} الكافر ليس ممن ارتضى قال تعالى:{فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} الكفار لا أحد يشفع لهم بعض جهلة المتصوفة بعض جهلة الدعاة باسم الدين يقولون والعياذ بالله إن الرسول يشفع لكل الناس للكافر وللمسلم وهذا ضد دين الله ضد الشريعة يقولون هذه الشفاعة العظمى الكبرى العامة للرسول يقولون والعياذ بالله أكثر من شخص من هؤلاء الذين يدعون أنهم يعلمون باسم الدين يقولون تنفع كل إنسان تنفع الكافر والمسلم وهذا ضد دين الله وتكذيب لدين الله وتكذيب للشرع وتكذيب للقرءان وتكذيب للحديث وهو كفر والعياذ بالله. أما الكفار حين تحصل الشفاعة العظمى العامة فينتقلون من شدة إلى أشد الله تعالى قال:{ وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا } من عذاب النار لكن هم ليس عليهم تخفيف ولا تنفعهم شفعة الشافعين { مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} لا أحد يشفع إلا بإذن الله وهذه الشفاعة من الأنبياء من الصالحين من الملائكة لبعض عصاة المسلمين ليس لكل المسلمين لأن بعض المسلمين لا بد أن يتعذب كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يخرج قوم من النار بشفاعة محمد” معناه من المسلمين كانوا يتعذبون لذلك قال العلماء لا يجوز أن يقال في الدعاء اللهم أجر جميع المسلمين من نار جهنم لأن هذا خلاف النص الرسول يقول:” يخرج قوم من النار بشفاعة محمد” معناه من المسلمين كانوا يتعذبون فلا يجوز أن يقال اللهم اغفر لجميع المسلمين جميع ذنوبهم لأن معنى ذلك اللهم لا تعذب أحدًا من المسلمين وهذا خلاف القرءان وخلاف الحديث الذي ورد في القرءان والحديث يفيد أن بعض المسلمين لا بد أن يتعذب. [188] س: كيف يكون الحشر؟ هنا أيضًا تنبيه مهم ليس كل الناس يكونون يوم الحشر حفاة عراة لا، أغلب الناس نعم الكفار يكونون حفاة عراة غرلا الجلدة التي تقطع عند الختان تكون موجودة يجرون على وجوههم بعض عصاة المسلمين الذين ماتوا بلا توبة من الكبائر ولم يعف الله عنهم يكونون حفاة عراة لا ينظر بعضهم إلى بعض كل إنسان منهم مشغول بحاله أما الأنبياء الأولياء الأتقياء الصالحون الشهداء فيكونو طاعمين كاسين الصالحون يكونون طاعمين كاسين راكبين على نوق رحائلها فانتبهوا حين تسمعون يحشر الناس حفاة عراة معناه أغلب الناس. ج: يَكُونُ الحَشْرُ على ثلاثةِ أحْوالٍ: (1) قِسْمٌ طَاعِمُونَ كَاسُونَ رَاكِبُونَ علَى نُوْقٍ رحَائِلُها مِن ذَهَبٍ وهُم الأَتْقِياءُ. (2) وقسمٌ حُفاةٌ عُراةٌ وهُم المسلمونَ من أهْلِ الكَبائرِ. (3) وقِسمٌ يُحشَرُونَ ويُجَرُّونَ على وجُوهِهم وهمُ الكفّارُ. [189] س: تكلمْ عن الحسابِ. ج: الحسَابُ حقٌّ، وهوَ عَرْضُ أعْمالِ العِبادِ علَيهم، ويكُونُ بتَكليم الله للعِبادِ جَمِيعِهم (الله سبحانه وتعالى له كلام ذاتي أزلي أبدي ليس بحرف ولا صوت ولا لغة ليس له بداية وليس له نهاية ليس ككلام العالمين قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه:”والله يتكلم لا كما نحن نتكلم نحن نتكلم بآلالة والحرف والله يتكلم بلا آلة ولا حرف” الآلة هي مخارج الحروف الضاد لها مخرج الدال لها مخرج الصاد لها مخرج وهكذا. الله سبحانه وتعالى كلامه الذي هو صفته ليس حرفًا لأن الحروف يدخلها التعاقب حين تقول بسم الله الرحمن الرحيم ظهرت الباء ثم انتفت ثم السين ثم انتفت ثم الميم وهكذا واللغات مخلوقة فكلام الله الذي هو صفة ذاته ليس لغة إنما كلام الله صفته في الأزل ففي يوم القيامة الله يزيل عن أسماع العباد الحجاب المعنوي المانع من سماع كلامه فيسمع كل العباد كلام الله الذي ليس حرفًا ولا صوتًا ولا لغة فيفهمون منه السؤال عن أعمالهم وأقوالهم وأفعالهم لِمَ فعلت كذا ألم أصح بدنك ألم أروك من الماء البارد يفهمون نحو هذا. فَيفهَمُونَ منْ كلامِ الله السُّؤالَ عمَّا فَعَلُوا بالنّعَمِ التي أعْطاهُمُ الله إيَّاها، فيُسَرُّ المؤمِنُ التَّقيُّ (يا ربّ اجعلنا منهم)، ولا يُسَرُّ الكَافرُ لأنّه لا حَسَنَة لهُ في الآخرةِ، بلْ يكادُ يَغشَاهُ المَوتُ، فقَد وَردَ في الحديثِ الصَّحيحِ: «مَا مِنكم من أحَدٍ إلا سَيُكلّمُهُ رَبُّهُ يَومَ القِيامَةِ لَيسَ بَينَهُ وبَينَهُ تَرْجُمَانٌ» ، رواهُ أحمدُ والتّرمذيُّ. [190] س: تكلم عن الميزان. ج: المِيْزانُ حَقٌّ (أمر ثابت محقق)، وهو كَمِيْزانِ الدُّنْيا لَهُ قَصَبَةٌ وعَمُودٌ وكِفَّتانِ كِفّةٌ للحسَنَاتِ وكِفّةٌ للسَّيئاتِ تُوزَنُ بهِ الأعْمالُ يَومَ القيامةِ، والذي يتَولَّى وزْنَها جِبْريلُ وميكَائيلُ، وما يُوزَنُ إنّما هوَ الصّحائِفُ التي كُتِبت عليها الحسَناتُ والسَّيئاتُ فَمن رجَحَتْ حَسَناتُه على سَيّئاتِه فَهُو مِنَ أهْلِ النَّجاةِ، ومَنْ تسَاوَتْ حسَناتُه وسيّئاتُه فهوَ مِن أهل النَّجاةِ أيضًا ولكِنَّهُ أقَلُّ رُتْبةً من الطَّبَقةِ الأُولَى وأَرفَعُ من الثَّالِثَةِ، ومنْ رَجَحَتْ سَيِّئاتُه على حسَناتِه (يعني من المسلمين لكن السيئات كانت أكثر من الحسنات) فَهُو تَحتَ مَشيْئةِ الله إن شَاءَ عذَّبَهُ وإن شَاءَ غَفَرَ لَهُ. وأمَّا الكافِرُ فتَرْجَحُ كفَةُ سيِّئاتِه لا غيرَ لأنَّهُ لا حسَنَات لهُ في الآخِرةِ لأَنَّه أُطْعِمَ بحسَناتِه في الدُّنْيا. إذًا انتبهوا الكافر ليس له حسنة في الآخرة إذا سألك سائل وما عمله في الدنيا من الإحسان كان مثلا يطعم الفقراء يشفق على اليتامى يشفق على المساكين الكافر لن يدخل الجنة بعض الكفرة من أدعياء العلم ممن هم من المتمشيخين يقول الجنة ليست حكرًا على المسلمين الرسول عليه الصلاة والسلام قال:”لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة” الكافر الجنة حرام عليه الله تعالى أخبر أن الكفار خالدون في نار جهنم فكيف يقول هذا الجنة ليست حكرًا على المسلمين الجنة لا يدخلها إلا مسلم الكافر إن كان يعمل إحسنات في هذه الدنيا الرسول قال عليه الصلاة والسلام:”أما الكافر فيُطعم بحسناته في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له منها نصيب“. في الدنيا يُعطى مالا يُعطى رزقًا يُعطى صحة في الآخرة الكافر ليس له شىء . والله تعالى أعلم وأحكم هللوا وصلوا على الرسول واستغفروا للمؤمنين والمؤمنات. 05:13 هو قال يوم نبدل الأرض غير الأرض – {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ}