fbpx

1 :من نصائح الإمام الهرري – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ جميل حليم: من نصائح الولي المرشد الشيخ عبد الله الهرري الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد طه النّبي الأُمي الأمين العالي القدر العظيم الجاه وعلى ءاله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله صلى الله عليه وسلم وشرّف وكرّم وبارك وعظم رضي الله على جميع الأولياء والصالحين والعلماء العاملين. فضل العلماء أما بعد إخواني وأخواتي في الله يقول الله تعالى عزّ وجلّ في القرءان الكريم:{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} (سورة الزمر). الله تعالى مدح العلم ومدح العلماء وحيث وجدتم أو سمعتم ما هو في مدح العلماء فالمراد به دائمًا العلماء الأتقياء لأن الله تعالى لا يمدح الفساق ولا يثني على الفجار وإنما يكون العالم تقيًا إذا عمل بعلمه فحيث قرأتم في القرءان أو رأيتم في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو في أقوال الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام أو في أقوال الصحابة والأئمة ما هو مدح للعلماء دائمًا المراد بهم العلماء الذين يعملون بعلمهم أي الأولياء أي الأتقياء أي الصُّلحاء العالم الرباني هو الممدوح. من هو العالم الرباني؟ هو الذي يكون خاشعًا لربّه مؤديًا للواجبات مجتنبًا للمحرمات آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر هذا هو العالم الرباني يعني العالم الولي. ولا يكون العالم وليًّا إن لم يعمل بعلمه. لذلك يا إخواني ويا أخواتي من حفظ العلم عن ظهر قلب لكن لم يعمل به لا يكون تقيًا من حفظ المؤلفات من حفظ المجلدات من حفظ العلم واستحضرها لكن لم يطبق لم يعمل لم يلتزم لا يكون صالحًا لا يكون وليًّا لا يكون تقيًّا فليس هو من العلماء الذين مدحهم القرءان. العلماء الذين مدحهم القرءان هم الأولياء وهم الذين قال عنهم الإمام الشافعي رضي الله عنه وأرضاه:”إذا لم يكن العلماء أولياء فما لله من ولي” ما هو مراده رضي الله عنه؟ العلماء الذين بيّنا من هم يعني العلماء الذين يلتزموا شريعة الله باطنًا وظاهرًا هؤلاء الذين مدحهم الله تعالى هؤلاء الذين أثنى الله عليهم هؤلاء الذين مدحهم القرءان العظيم والله تعالى قال في مدحهم أيضًا:{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}هنا أرشدنا الله تعالى أن نرجع إلى العلماء فهل يرشدنا أن نرجع في أمر ديننا إلى الفساق حاشى هل يرشدنا الله سبحانه أن نرجع في أمر ديننا في عقيدتنا في معرفة الأحكام وفي معرفة طريق الآخرة إلى جاهل أو فاسق أو ظالم لا. هذا لا يليق. إذا من هم الذين أرشدنا الله أن نرجع إليهم في أمور ديننا نستفتيهم نسألهم عن الحلال والحرام: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (سورة النحل) يعني العلماء الأتقياء الصلحاء الأولياء الذين صاروا أحبابًا لله هؤلاء الذين أرشدنا الله تعالى بل وأمرنا أن نرجع إليهم في أمور ديننا إذا أردنا أن نعرف هذا الأمر حلال أم حرام هذه الآية ما هو تفسيرها هذا الحديث ما معناه هذه الكلمة تقال هذا الفعل ما هو حكمه إلى من نرجع إلى العالم الدّين إلى العالم الثقة العدل الذي أخذ العلم بالتلقي عن أهله وطبق هذا العلم وألتزمه وعمل به لذلك قال الحافظ النووي رحمه الله:”لا يجوز (انتبهوا) إستفتاء غير الثقة العارف”. إذا في أمر ديننا من نستفتي الثقة أما لو أن إنسانًا حفظ متون العلم عن ظهر قلب لكنه لا يصلي هل يكون ثقة لا. هل يكون دينًا تقيًا صالحًا لا. أو مثلا واحد آخر حفظ العلم ومتون العلم وكتب العلم لكنه يأكل الربا لكنه يشرب الخمر عاق لوالديه ولو كان يحفظ العلم هل يكون ثقة؟ لا. هل نستفتيه؟ لا. هل نرجع إليه في أمر ديننا؟ لا. لأنه لا يؤتمن هذا فاسق فلا يؤتمن على الدين ولا يُستفتى أليس قال بعض علماء وأئمة السلف:”إذا رأيت العالم يحب الدنيا (يعني يحب المال والدنيا والرئاسة ماذا قال) فلا تأمنه على دينك” فكيف فيمن رأيناه يحفظ العلم لكنه لا يطبق لا يصلي لا يصوم يشرب الخمر يأكل الربا يقع في عقوق الوالدين فهذا لا يؤتمن على الدين. إذا من هو الذي أمرنا القرءان أن نرجع إليه في أمر ديننا العالم الدين العالم الثقة العالم العامل بعلمه يعني العالم الرباني هذا الذي أمرنا القرءان أن نرجع إليه وهكذا ما ورد في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: في قوله فيما أخرجه الترمذي في جامعه اسمعوا ماذا قال: “وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا إنما ورثوا العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر”. انظروا إلى هذا الشرف العظيم والكبير العالم الدين العالم الثقة الخبير في أمور الدين المطبق للشريعة والملتزم العالم الذي يعمل بما أمر الله باطنًا وظاهرًا من ورثة الأنبياء أي شرف هذا أي عزّ أي مرتبة عالية هذا العالم من ورثة النبي صلى الله عليه وسلم لذلك قال عليه الصلاة والسلام:”وإن العلماء ورثة الأنبياء (العلماء الذين شرحنا من هم وما هي صفتهم) قال:”وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا” الأنبياء لا يورثون في المال وإنما ما تركوه صدقة هكذا ورد في الحديث الرسول عليه الصلاة والسلام هو قال:”نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة” وهذا فيه حكمة عظيمة فيه حكمة بالغة أما في العلم نعم يورثون وهذا هو العلم الذي تركه الأنبياء لأقوامهم وللناس أغلى من كنوز الأرض أغلى من الدينار وأعظم من الدرهم لذلك هذا الحديث أيضًا الذي أوردناه وأخرجه الترمذي مدح للعلماء الأتقياء وفيه بيان أنهم من ورثة النبي صلى الله عليه وسلم والرسول عليه الصلاة والسلام ماذا قال فيهم أيضًا أيضًا مدحهم وأثنى عليهم فقال:”وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب” ماذا تكون هذه الكواكب بالنسبة للقمر فضل هذا القمر على الكواكب عظيم وكبير جدًا بل لا مناسبة بين كوكب من الكواكب ونجم من النجوم وبين القمر لا مناسبة قال: “وفضل العالم على العابد هنا العالم يعني حق العالم يعني العالم التقي الصالح الملتزم العامل بعلمه على العابد أيضًا المراد به العابد الذي أدى العبادة على الوجه الصحيح فإذًا وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب يعني شىء عظيم جدًا بل في بعض الروايات روى بعض الحفاظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” وكفضلي على (أدنى الصحابة) والخطاب لهم قال: وكفضلي على أدناكم”. أي يخاطب الصحابة رضوان الله عليهم وهذا ليس معناه أن هؤلاء الصحابة هم في مراتب الأنبياء لكن النبي أعلى منهم درجة ليس هذا معناه لأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين لكن هنا الكلام عن الفضل لا أنهم هم أنبياء لا. إنما هو النبي وهو خاتم النبيين وهو خاتم الرسول ولا نبي بعده لكن كم يكون فضل الرسول عليه الصلاة والسلام على أقل الصحابة شىء عظيم واسع شاسع جدًا وهكذا فضل العالم التقي الصالح الملتزم بالدين باطنًا وظاهرًا هكذا فضل هذا العالم على العابد الذي يقوم الليل ويصوم النهار. يا إخواني ويا أخواتي من هؤلاء العلماء الأئمة الكبار والمشاهير المرشدين الصالحين الحفّاظ المحدثين الأولياء النّاسكين الذين أرشدوا الخلق إلى معرفة الله وإلى عبادة الله وإلى طاعة الله الذين نشروا العلم في الدنيا نشروا الدين في الأرض نشروا العلم بين الكبار والصغار من هؤلاء الأئمة الكبار العظام الذين يُرجع إليهم في أمر الدين مولانا الإمام الشيخ أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن يوسف الهرري الحبشي رحمه الله رحمة واسعة ورضي الله عنه وأفاض علينا من بركاته ونفعنا بعلومه وهذا لإمام الذي انتشر علمه في البقاع والاسقاع وكان هو القلعة المتقدمة عن مذهب أهل السنة والجماعة والذي نشر علم التوحيد والعقيدة وحذّر من الكفريات والفساد وتصدى لأهل الضلال والفتنة وكل فرق الكفر في الأرض تصدى لهم بالأدلة بالبراهين بالعلوم فلما لم يستطع أعدائه أن يواجهوه بالعلم لجأوا للإشاعات لجأوا للأكاذيب لجأوا للافتراءات فأطلقوا عليه إشاعات سخيفة لا يصدقها عاقل من مشبهة ومجسمة ومن جهلة ومن أعداء لهم أغراض خبيثة دنيوية خسيسة هؤلاء أطلقوا عليه الإشاعات وتفننوا فيها لكن مع الوقت ذهبت هذه الإشاعات مع أهلها واطمحلت هي ومن أطلقها وذهبت هي ومن أشاعاها وبقي الشيخ وبقي أتباعه وانتشروا في الأرض وانتشروا في الدنيا فبنى للإسلام وقدم لأهل السنة والجماعة الجامعات والمساجد والكليات والمعاهد والمؤسسات والمصليات والثانويات والمؤسسات الثقافية والدينية والتربوية وأنتشر أتباعه في كل بلاد الأرض حيث وصلوا ينشرون مذهب أهل السنة والجماعة والعقيدة الأشعرية الماتريدية ثم شيخنا هذا رحمه الله رحمة واسعة عندما أوجع هؤلاء الضالين وكشف زيفهم وفضحهم وأظهر عورهم ما أستطاعوا أن يسكتوا من شدة غيظهم صاروا يكذبون على أتباعه أيضًا ولكن الحق ظاهر وأهله دليلهم واضح فنحن من يفتري علينا نواجهه بالدليل من يكذب على شيخنا رحمه الله من يفتري على جمعيتنا نصرها الله من يطلق الإشاعات والأباطيل على هذا الرجل الصالح على هذا المرشد الولي على هذا الإمام الحافظ على هذا الفقيه المتبحر في العلوم نواجهه بالدليل قال الله تعالى:{قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِين}(سورة البقرة). وهؤلاء الدجاجلة وهؤلاء الصبية والغلمان الذين يكذبون عليه وعلى جمعيته يقولون هكذا يقال عنه يقال لهم أنتم رأيتم أنتم سمعتم يقولون لا إنما ناس قالوا. من هؤلاء الناس نقلوا عن ناس ومن هؤلاء الناس نقلوا عن غيرهم يعني قيل عن قال عن قد يقال عن قالوا. تعالوا إلى الدليل تعالوا إلى البراهن. وسنذكر إن شاء الله تعالى في مجالسنا هذه المتتابعة شيئًا من نصائحه وتوجيهاته ونتكلم عن بعض ما رأيناه منه من صدقه من إخلاصه من ورعه من علمه من أقوال الأولياء والعلماء فيه وسنذكر مرة بعد مرة شيئًا من تقاريظ العلماء والمفاتي والقضاة ورؤوساء المراكز الإسلامية في الأرض ففي هذا الكتاب الذي له عنوان تأنيب الكذّاب المفتري فيما نسبه إلى الإمام الحافظ عبد الله الهرري أفردنا قطعة من هذا الكتاب جزءًا كبيرًا لتقريظ علماء الدنيا تقريظ علماء الأرض من مفاتي وزراء أوقاف من أئمة خطباء رؤوساء جمعات كعميد كلية وما شابه ومشايخ طرق مشاهير في الدنيا ومحدثين وأئمة في الولاية وفي الإرشاد وفي التسليك وفي الطريقة كالشيخ طاهر الكيالي الرفاعي رضي الله عنه كالشيخ محمد سليم الرفاعي الذي من قرية قارة وكثير ممن رأينا وزرنا وسمعنا منهم واجتمعنا بهم. وهذا الكتاب مطبوع وموجود في الأسواق من طباعة دار المشاريع فيه قسم كبير لهذه التقاريظ التي هي بالعشرات إن شاء الله مرة بعد مرة في هذه المجالس سنتكلم عن درر وفوائد ونصائح وإرشادات هذا الإمام المرشد الولي الصالح وعن تقاريظ العلماء فيه. والحمد لله ربّ العالمين.