fbpx

3 :من نصائح الإمام الهرري – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ جميل حليم: من نصائح الولي المرشد الشيخ الهرري الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد طه النّبي الأمي الأمين وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين ورضي الله على جميع الأولياء الصالحين والعلماء العاملين. علم أهل السنة أما بعد إخواني وأخواتي في الله يقول الله عزّ وجلّ في القرءان الكريم:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} (سورة فاطر). انتبهوا لمعنى هذه الآية الله تعالى يخبرنا في هذه الآية أن العلماء هم أشد خشية لله تعالى من غيرهم لماذا لأن العالم الصادق المخلص الخاشع الخائف من الله يكون ملتزمًا بأوامر الله لأنه يعرف حقيقة المواقف في القيامة والسؤال والحساب وقلبه كان عامرًا بتعظيم الله ومحبته وخشيته فهو يعبد الله عزّ وجلّ لأن الله مستحق للعبادة ولأنه يرجو ثواب الله ويخاف عذابه. ليس كما يقول بعض الناس قالت رابعة العدوية هذا كلام ليس معتمدًا بعض الناس يقولون أنا لا أعبده طمعًا في جنته ولا خوفًا من ناره هذا الكلام ليس معتمدًا وليس دقيقًا لماذا سيدنا الإمام علي بن أبي طالب باب مدينة العلم رضي الله عنه وأرضاه ماذا يقول:”إني إن أطعته رجوت ثوابه وإن عصيته خشيت عذابه”. هذا أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وهو المبشر بالجنة يقول: إنه يخاف من الله ويقول إنه يرجو ثواب الله فكيف يقال لا طمعًا في جنته ولا خوفًا من عذابه أو لا خوفًا من ناره لا بل الذي في القرءان عن بعض الأنبياء: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} سورة الشعراء فإذا الأنبياء يخشون الله تعالى أشد من غيرهم لكن لا لأنهم يخافون أن يعذبهم في الآخرة فهم لا عذاب عليهم في الآخرة إنما يخشون الله ويخافون الله ويعظمون الله تعالى لأنهم أقوى إيمانًا من غيرهم ولأنهم يخشون الله تعالى لأنه سبحانه يستحق أن يعظم ويخشى منه عزّ وجلّ فهم يخافونه خوف الإجلال والتعظيم لذلك معنى هذه الآية الكريمة:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} أي أن العلماء يخشون الله أكثر من غيرهم يعني أكثر من عامة الناس يعني أكثر من العوام وليس كما يقول بعض الدجاجلة بعض الدجاجلة ماذا يقول على زعمه إن الله يقول إن الله يستحي أن يعذب العلماء يوم القيامة هذا كذب هذا غير صحيح وحاشى لله تعالى الله عزّ وجلّ لا يقال عنه يستحي أن يعذب العلماء الله لا يوصف بصفات خلقه فالله ليس كمثله شىء ومنزه عن الإحساس والشعور وعن اللذة والألم وعن الانزعاج والتؤثر والإنفعالات والتغير والتطور والتبدل لأن الله ليس كمثله شىء والله إذا عذب إنسانًا إنما يعذبه بعدله سبحانه إذا عذب إنسانًا يعذبه لأن هذا الإنسان كان مستحقًا للعذاب وإن تفضل على إنسان وإن أكرم إنسانًا فهذا بفضل من الله ولا يجب على الله لأن الله لا يجب عليه شىء يا إخواني ويا أخواتي هذه الآية الكريمة:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} تبين أيضًا قدر منزلة العلماء الأولياء العلماء الأتقياء الذين تكلمنا عنهم في المجالس السابقة ومن العلماء الخاشعين العلماء الأتقياء العلماء الصلحاء مولانا المرشد الولي الصالح الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله ورضي الله عنه فإنه يقول:”علم أهل السنة مفتاح الجنة” أنظروا هذه العبارة تفكروا بمعناها تأملوا بما تضمنته من بشائر ومن خيرات من نجاح وفلاح وفوز وأمن وآمان لمن تعلم علم أهل السنة وطبقه وعمل به. فإذًا من وصايا شيخنا الإمام من وصايا وإرشادات مولانا العلامة الحافظ المجتهد الشيخ عبد الله الهرري نفعنا الله ببركاته من أقواله العظيمة أنظروا علم أهل السنة مفتاح الجنة. أولا لماذا قال علم أهل السنة؟ لأنهم هم الذي على ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة فلم ينحرفوا ولم يغيروا ولم يبدلوا أهل السنة والجماعة هم الذي ثبتوا على ما جاء به القرءان هم الذي مدحهم القرءان وهم الذين مدحهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:”ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة (لاحظوا) قال: ما أنا عليه وأصحابي”. من الذي يتبع الصحابة من الذي يمشي على نهج الصحابة من الثابت على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة هم أهل السنة والجماعة الأشاعرة والماتريدية. وكانوا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم يقال لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابي هو الذي اجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم على طريق العادة وكان مؤمنًا ومات على الإيمان هذا يقال له صحابي الذين اجتمعوا بالرسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الشروط كان يقال لهم صحابة وكان يقال لهم أيضًا أهل السنة وكان يقال لهم أهل السنة والجماعة يعني صارت هذه من أسماء الذين اتبعوا الرسول هذا صار لمن جاء بعد الصحابة أيضًا وكان على طريقته . إذًا الصحابة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل السنة والجماعة أهل السنة السواد الأعظم جمهور الأمة الإسلامية جمهور أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم في القرن الرابع الهجري تجدد لهم هذا الاسم الأشاعرة والماتريدية فهؤلاء هم أهل السنة والجماعة الذين يُرجع إليهم ويؤخذ بما أجمعوا عليه لذلك قال علم أهل السنة وما خالف علم أهل السنة إن كان في الاعتقاد أو في الفروع لا ينظر إليه ولا يُعبئ به ولا يرجع إليه ولا يؤخذ بقول من خالفهم في العقائد والأحكام فهم الذين مدحهم القرءان ومدحهم الرسول صلى الله عليه وسلم لأجل ذلك قال مولانا المرشد الولي الصالح الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله: “علم أهل السنة” لأجل هذا الذي بيناه في اختصار ولو أردنا أن نسهب في ذلك أو أن نفصل فالأدلة في العشرات التي تثبت وتبين حقية علم أهل السنة والجماعة على غيرهم. ثم لماذا قال رحمه الله في هذا القول: “علم أهل السنة مفتاح الجنة” لماذا لأن الذي يموت على غير عقيدة الإسلام الذي يموت على كفرية من الكفريات الذي يموت على عقيدة التشبيه والتجسيم وعقيدة الاعتزال التي تقول إن العبد شريك لله في خلق أفعال العباد الذي يموت على عقيدة الحلول والاتحاد الذي يكذب بالمشيئة الذي يشبه الله بخلقه الذي يصف الله بصفات المخلوقين يصف الله بالقعود أو الجلوس أو الشكل والصورة والحجم أو أنه يتغير أو يتطور أو يوصف بالحركة والسكون أو الاتصال والانفصال فهذا ليس من المسلمين مات وليس من أهل السنة فإن مات على ذلك فهو في النار لأنه مات على عقيدة كفرية لأنه مات على ما يكذب الإسلام والقرءان ومذهب وعقيدة أهل السنة والجماعة علم أهل السنة الذي يموت مكذبًا للقرءان مكذبًا لعقيدة أهل السنة فهذا ليس من المسلمين وعليه فإنه لن يكون من أهل الجنة بل هو إلى النار لأنه مات على عقيدة كفرية لا على الاعتقاد الصحيح ولا مات على الإيمان بل مات على كفرية من الكفريات. كيف يثبت على الإيمان كيف يثبت على الإسلام كيف يكون معه مفتاح الجنة؟ بأن يتعلم علم أهل السنة والجماعة أن يحصل هذا العلم وأن يعمل به ويموت على ذلك عن هذا قال:”علم أهل السنة مفتاح الجنة” لأنه بهذا العلم يعرف كيف يثبت على الإسلام بهذا العلم يعرف كيف يتجنب الكفريات بهذا العلم يعرف كيف يؤدي الفرائض يؤدي الواجبات وبهذه العلم يعرف كيف يجتنب المحرمات. أما من لم يتعلم ما فرض الله عليه لم يتعلم الفرض العيني فهو أحد اثنين إما أن يصل إلى الكفر والعياذ بالله بسبب جهله أو إن سلم من الكفر فإنه لا يسلم من الكبيرة ما معنى لا يسلم من الكبيرة؟ يعني لا يسلم من الذنب الكبير الذي إن مات عليه بلا توبة يستحق أن يعذب في نار جهنم نسأل الله السلامة . فأين مفتاح السعادة وأين مفتاح النعيم وأين مفتاح الفوز وأين مفتاح الجنة في علم أهل السنة والجماعة لمن طبق والتزم لذلك قال صلى الله عليه وسلم:”ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة”. لاحظوا ما قال أن يكون معه المال أو كنوز الأرض أو أن يكون زعيمًا أو أن يكون ظاهرًا في الدنيا أو أن يكون ممن لهم رياسة أو زعامة لا ماذا قال قال:”ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة” ارجعوا إلى ما قاله مولانا الإمام المرشد الولي الصالح رحمه الله علم أهل السنة مفتاح الجنة. فهلموا إلى مجالس أقبلوا إلى مجالس العلم لا تشبعوا من العلم ولا تزهدوا في العلم بل ازهدوا في الدنيا وأقبلوا إلى مجالس العلم فمجلس العلم روضة من رياض الجنة وبالعلم تسلكون طريق الجنة إن عملتم به إن طبقتم ذلك والتزمتم به وإلا فالعمر قصير وهو يسير. يا إخواني ويا أخواتي أقبلوا إلى دروس مشايخ جمعية المشاريع أقبلوا إلى المساجد إلى المصليات إلى البيوت إلى القاعات التي تقام فيها المحاضرات أقبلوا إلى مجالس الخير والبركة وانتبهوا لا تستمعوا للجهال ولا لمن باع الدين بالدنيا ولا للذي يحرف ولا للذي يغير لا تستمعوا للدجاجلة ولا للذين يفسدون في الأرض ولا للذين يفتون بغير علم ولا تدخلوا إلى مواقع التواصل كيف ما كان وكيف ما اتفق إنما ادخلوا إلى مواقع من عرفوا بأنهم أهل للعلم ثقات عدول يخافون الله يخافون الفتوى بغير علم وإلا فالهلاك كبير قال رضي الله عنه:”علم أهل السنة مفتاح الجنة”. رزقني الله وإياكم والحمد لله ربّ العالمين.