قال الشيخ جميل حليم
من نصائح الولي المرشد الشيخ الهرري
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد طه النّبي الأمي الأمين العالي القدر العظيم الجاه وعلى ءاله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم وبارك وعظم وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وسلام الله عليهم أجمعين ورضي الله عن كل الأولياء والصالحين.
لا يكمل إيمان المؤمن حتى يكون جريئًا في قول الحق
أما بعد إخواني وأخواتي في الله من نصائح وإرشادات مولانا المجتهد المرشد المحقق المدقق العلامة الشيخ عبد الله بن محمد الهرري رحمه الله ورضي الله عنه قال:”من لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر وقد تعين عليه فهو ناقص عند الله” وقال رضي الله عنه وأرضاه:” لا يكمل إيمان المؤمن حتى يكون جريئًا في قول الحق” ما معنى لا يكمل إيمان المؤمن معناه لا يكون تقيًا فأزال هذا المنكر بيده هذا لا يؤدي إلى مفسدة ففي مثل هذا الحال يجب عليه فإن عجز عن ذلك بلسانه يقول هذا منكر هذا حرام هذا لا يجوز لا تفعلوا كذا أو إذا كان من قبيل الكفريات يقول للناس من قال كذا من فعل كذا من اعتقد كذا من الكفريات هذا عليه أن يرجع للإسلام بالشهادتين ويحذر من هذا الكفر هذا إن كا قادرًا عليه فهو واجب فإن لم يكن قادرًا على ذلك أيضًا إنما عجز عن تلك الأحوال إلا أنه ما بقي عنده إلا أن يكره ذلك في قلبه فكره ذلك في قلبه هو قلبه ينفر من هذه المنكرات لا يحبها يكرهها يبغضها لأن الله تعالى لا يحبها هذا يكون أدى الذي عليه وفي هذه الحال لا يكون عاصيًا في هذه الحال لا يكون ناقصًا يعني إن كان هو تقيًا ورأى منكرات فلم يقدر أن يغير بيده ولا أن ينكر بلسانه وكره في قلبه هذا لا يكون خرج من التقوى ودخل في الفسق لا. هذا لا يكون عليه معصية لأنه عجز ولم يستطع لا استطاع أن ينكر ويغير بيده ولا بلسانه فعليه أن يكره ذلك في قلبه.
ثم هذا الإنسان الذي قال عنه مولانا الإمام الهرري رضي الله عنه: “لا يكمل إيمان المؤمن حتى يكون جريئًا في قول الحق” ما معنى هذه العبارة يعني من الواجبات التي على المكلف أن يقوم بإنكار المنكرات والمنكرات أنواع المنكرات ليست نوعًا واحدًا بل المنكرات هي كل ما حرمه الشرع من قول أو عمل أو اعتقاد.
المنكر هذا اللفظ وهذا الاسم ليس خاصًا بشرب الخمر فقط أو بلعب القمار إنما كل ما حرمه الله يقال له منكر فكل ما هو محرم في الشرع يقال له محرم أو يقال فيه إثم أو معصية أو منكر هذا معنى المنكر يعني ما حرمه الله المنكر يعني ما حرمه الشرع لو كان قولا باللسان كالغيبة هذه يقال لها منكر كالنميمة يقال لها منكر كالكذب المحرم يقال له منكر كسب المسلم بغير حق يقال له منكر كالفتوى بغير علم يقال لهذا الأمر منكر.
فإذًا لا يكمل إيمان المؤمن حتى يكون جريئًا بقول الحق في قول الحق يعني أن يجهر في ذلك وأن يحذر الناس وأن يبين للناس على التفصيل الذي بيناه وذكرناه وهذا من حال الأتقياء هذا من حال الصالحين هذا من حال الكاملين هذا من حال المتوكلين على الله هذا من حال الذين يريدون النجاة في الآخرة لا يداهن الناس لا يسكت جبنًا ولا يسكت مداهنة ولا يسكت من أجل المال ولا يسكت من أجل السياسة ولا يسكت من أجل المنصب الدنيوي أو الكرسي إنما يعمل بما أمر الله: {تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} هذا القرءان والرسول صلى الله عليه وسلم ماذا قال اسمعوا هذا الحديث:”ليس منّا من لم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر”. ما معنى ليس منّا ليس معناه أنه كافر لا. لا يكون خارجًا من الدين والإسلام لأنه قصّر في هذا الواجب لا. لا يكون صار مرتدًا لا. إذا ما معنى ليس منّا؟
يعني ليس منّا من أتقيائنا ما معنى ليس منّا؟ يعني ليس على طريقتنا الكاملة لم يلتزم بشرعنا باطنًا وظاهرًا لم يعمل بأوامرنا كما أمرنا ووجهنا هذا معنى ليس منّا يعني ليس من أتقيائنا ليس من صلحائنا ليس على نهجنا الكامل ليس على طريقتنا الكاملة بل هو مسلم ناقص هو مؤمن ناقص صار مذنبًا عاصيًا لأنه ترك الأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر جبنًا أو للمال أو للسياسة أو يخاف إن نصح صديقه هذا أن يعاديه فلا يأخذه معه بسيارته بعد ذلك ولا يخدمه بعد ذلك فترك إنكار المنكر هذا يكون عاصيًا هذا لا يكون له عذر فهذا الحديث: “ليس منّا من لم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر” يعني ليس من أتقيائنا وهذا يؤكد ما قاله الشيخ رحمه الله:” لا يكمل إيمان المؤمن حتى يكون جريئًا في قول الحق” فعلى الرجال والنساء بل وعلى الصغار من الشباب والشابات أن يعودوا أنفسهم أيضًا إنكار المنكرات مهما كانت هذه المنكرات من الكفر أو من الكبائر أو من الصغائر حتى ولو كانت ذنبًا صغيرًا هذا يقال له منكر ليس لأنه من الصغائر يسكت ليس لأنه من الصغائر يضحك لمن فعله أو يمرر له أو يغطي غطي لي فأغطي لك مرر لي فأمرر لك هذا من أعمال الناقصين المذمومين ليس من أعمال المتقين وليس من أخلاق الصالحين بل الذي يجمعنا مع بعضنا هو تقوى الله هو الدين هو الآخرة هذا الذي جمعنا مع بعضنا {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (سورة الحجرات) هكذا قال القرءان العظيم فإذا كانت المنكرات من نوع الكفر يقول لمن وقع فيها تشهد وإذا كانت كبيرة أو صغيرة يقول هذا حرام تب إلى الله ولا ترجع هذا الذي ينبغي واليوم المنكرات كثيرة.
يعني مثلا بعض الطلاب في الجامعات في المحاضرات يسمع الدكتورة المحاضرة تقول لا يوجد إله وتقول أنت ما تنويه يحصل ولا يكون على زعمها عليك أن تعتقد أن الله تعالى هو خالق ذلك هذا كفر وضلال وإلحاد هذا تعطيل يعني أنكرت وجود الله تعالى فهذا أشد الكفر هو كفر التعطيل يعني إنكار وجود الله إنكار وجود الخالق وهذا حصل في بعض جامعات بيروت فواحدة من هؤلاء الملحدات الكافرات قالت ما في الله قالت أنت ما تنويه يحصل ولا على زعمها تقول ولا يوجد إله واحد من الشباب الصغار في قاعة المحاضرات رفع يده ورد عليها وهذا الذي ينبغي أين ما كانوا أن يدافعوا عن دينهم الإسلام يدافعوا عن القرءان عن شريعتنا الغراء لا أن يسكتوا ويكونوا متخاذلين ملاعين لا أن يكونوا مخنثين مخلّعين لا أن يكونوا والعياذ بالله جبناء يسكتون عن إنكار المنكرات هذا شاب صغير كان تخرج من مدارسنا قام في قاعة المحاضرات ورد عليها قال دكتورة تقولين لا يوجد إله وما يريده الإنسان ينويه في قلبه ويحصل قال لها لماذا أنت تتعبين كل يوم وتأتين من بيتك إلى الجامعة وتقفين في المحاضرات لأجل ان تقبضين آخر الشهر واقعدي في البيت وأنوي في قلبك أن تحصلي على الراتب في آخر كل شهر من غير أن تعملي من غير أن تتوظفي من غير أن تتعبي لماذا لا تقعدين في بيتك.
قالت له يي عليك اقعد اقعد لأنه أخرسها هذه الكافرة الزنديقة الملحدة التي أنكرت وجود الله تعالى وهذا له أمثلة اليوم هؤلاء المعطلة كثروا وتجرأوا وجهروا بكفرهم وضلالهم .
ثم واحد في المدرسة يعني أقل من الجامعة قام هذا الاستاذ في الصف يدرس بزعمه فقال للأولاد هذا القلم ترونه قالوا نعم ثم قال يعني القلم موجود ترك القلم وأخذ هذه الخشبة التي يقال لها المسطرة قال لهم ترون هذه المسطرة قالوا نعم قال إذًا هي موجودة وضعها وأخذ هذا الذي يقال لها المحاية قال لهم شايفين هذه المحياية قالوا نعم قال لهم يعني المحاية موجودة ثم وضعها قال لهم ترون هذا اللوح قالوا نعم قال يعني اللوح موجود قال تروني قالوا نعم يعني أنا موجود ثم ماذا قال هذا الملعون الكافر هل ترون الله سكت الطلاب ثم قال لهم إذًا هو غير موجود يعلمهم الكفر في المدارس الابتدائية صبي صغير كان سمع من أهل العلم ومن أهله وفي المسجد الأدلة العقلية على وجود الله فقام هذا الصبي وقال لهذا الاستاذ قال له يا أستاذ هل نحن نرى عقلك هل أنت ترى عقلك قال لا قال إذا عقلك ليس موجودًا يعني أنت مجنون على زعمك فضحك الأولاد على الأستاذ الكافر.
إذًا إنكار المنكرات واجب من الفروض الكفائية والساكت عن ذلك وقد تعين عليه وترك بلا عذر هو مقصر مؤاخذ موقفه صعب وخطير يوم القيامة عند الله.
يا إخواني ويا أخواتي كبارًا وصغارا رجالا ونساء اعتادوا عودوا أنفسكم عودوا أولادكم أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر أينما ما كانوا من لا ينكر المنكرات وقد تعينت عليه هذا استحق عذاب الله استحق سخط الله كان مقصرًا لهذا الواجب قال رضي الله عنه وأرضاه لا يكمل إيمان المؤمن حتى يكون جرئيًا في قول الحق.
والحمد لله ربّ العالمين