fbpx

9 :من نصائح الإمام الهرري – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ جميل حليم من نصائح الولي المرشد الشيخ الهرري الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد طه النبي الأمي الأمين وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطّاهرين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى كل رسول أرسله. بر الوالدين بركة في الآخرة أما بعد، إخواني وأخواتي في الله فمن أقوال ونصائح وإرشادات المرشد العلامة مولانا الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله رحمة واسعة وغفر الله لنا وله وجمعنا به في أعلى عليين أنه قال موصيًا الأبناء:” بر الوالدين بركة في الدنيا والآخرة”. الله تعالى جعل من حقوق الأمهات والآباء على الأبناء أن يكونوا باريين بهم يحفظوهم من الأذى والظلم ويدفعوا عنهم ما يؤذيهم ويتقوا الله فيهم ويجتنبوا العقوق. فيجب على الولد البالغ أن يجتنب إيذاء الوالد أو الوالدة بنحو الضرب أو السب أو الشتم أو الإيذاء بأي طريقة مما يفعله بعض الأبناء مع أمهاتهم وأبائهم ظُلمًا وعدوانًا فما معنى العقوق؟ العقوق هو إيذاء الوالدين أذًى شديدًا كالسب والعياذ بالله تعالى أو الضرب أو أن يأخذ مال أبويه ظلمًا وعدوانًا فهذا من كبائر الذنوب. والرسول صلى الله عليه وسلم قال:”ثلاثة لا يدخلون الجنة (أي لا يدخلونها مع الأولين) قال: العاق لوالديه والديوث ورجلة النساء“. فالرسول صلى الله عليه وسلم بيّن أن العاق لوالديه والإنسان الذي يرى الزنا في أهله وهو قادر على الإنكار فلا يُنكر والمرأة المتشبهة بالرجال هؤلاء الثلاثة لا يدخلون الجنة مع الأولين والرسول صلى الله عليه وسلم في قوله:”العاق لوالديه” يعني أن هذا الإنسان لا يدخل الجنّة مع الأولين كالأتقياء والصلحاء والأخيار إنما يدخلها بعد عذاب إن عذبه الله تعالى أما إن تاب قبل أن يموت فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له أما إن مات بلا توبة فهو تحت مشيئة الله عزّ وجلّ لذلك علينا أن نحذر العقوق وأن نبتعد عن العقوق وننتبه لِمَ يحصل من كثير من الناس من الأبناء الشباب والشابات الكبار والكبيرات يحصل منهم العقوق مع التفنن فيه والعياذ بالله تعالى وليعلم العاق لوالديه أنه ملعون عند الله وهذا من الفاسقين يعني يستحق أن يعذب في جهنم يستحق أن يُدخل النار فيُعذب فيها مدة على هذه الكبيرة التي فعلها وهي العقوق وهي العقوق ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم بيّن لنا عن عظيم بر الأمهات والأباء ثم قال صلى الله عليه وسلم:”ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن (هنا يؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم على حق الأم والأب في البر وأن العقوق أمر خطير عظيم وإذا وصل الولد إلى العقوق فدعا عليه الأب أو دعت عليه الأم كان الدعاء مستجابًا ماذا قال صلى الله عليه وسلم:”ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة الوالد على ولده وفي رواية دعوة الوالدين“. يعني الرسول عليه الصلاة والسلام يبين لنا أن الولد إذا كان عاقًا لأبويه فوقع في هذا الذنب العظيم الكبير في هذا الفسق في هذا الفجور في هذه الجريمة فدعا عليه الأب دعائه مستجاب يكون مستجابًا أو دعت عليه الأم هنا دعت عليه بحق لأنه كان ظلمها كأن ضربها العياذ بالله تعالى بغير حق ظلمًا وعدوانًا نحن نتكلم عن العقوق يعني هذا فسق وفجور من الولد البالغ أو البنت البالغة فإذا ضرب أمه أو سبها والعياذ بالله تعالى فهذا عقوق فإذا دعت عليه الأم دعاؤها يكون مستجابًا فيه وكم من أولاد وكم من أبناء وبنات دعت عليهم الأمهات أو دعا عليهم الآباء فهلكوا في الدنيا قبل الآخرة . وانتبهوا معي العاق لوالديه يستحق أن تُعجل له العقوبة في الدنيا قبل الآخرة ويستحق أن تُعجل عليه ليكون عبرة للمعتبرين وردعًا للعاقين لأمهاتهم وأبائهم عن عقوقهم يكون زجرًا وردعًا لغيرهم عن مثل هذا العمل الخبيث هذا عمل خبيث وكم وكم من الشباب اليوم يأتي إلى البيت أمه مثلا تكون تعبت وقامت بتنظيف البيت وبغسل الثياب والأوعية ثم تعبت وهيأت الطعام لكن هذا الشاب هذا الطعام الذي صنعته الأم هو لا يرغبه لا يأكله لا يعجبه أو يشتهي طعامًا آخر تأتي وتقدم له هذا الطعام بدل أن يقوم بشكرها وبالثناء عليها وبالدعاء لها والاستغفار لها بدل أن يقوم بتقبيل يديها ماذا يفعل أحيانًا يصرخ في وجهها فيبكيها يُبكي قلبها يؤذيها يُحرق قلبها يصرخ في وجهها كأنها خادمة بأجرة عنده فيسبها لأنها هيأت هذا النوع من الطعام وهي ماذا تفعل؟ هي تقوم بإحسان منها إليه هذا إحسان هو بالغ كبير فهي تقوم بإحسان منها له طبخت تعبت وهيأت وقدمت له فرمى الطعام في وجهها قلب هذا الطعام عليها أو في وجهها أو سبها أو صرخ في وجهها أو ربما ضربها ثم عندما يقلب الطعام عليها أو يرميه عليها أو يضربها به تتخليون كم يكون هذا الأذى مضعافًا كم تكون حرقة القلب من هذا الخبيث لهذه الأم المحسنة التي أحسنت إليه فبعضهم يفعل ذلك وهذا ظلم عظيم والرسول صلى الله عليه وسلم قال:”اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة“. فكيف بمن ظلم أمّه وصار عاقًا لها وأبكاها وضربها وسبها أو ضربها بالطعام الذي تعبت اشتغلت وقدمت له هذا خبيث عاق. ثم بعض الأبناء أيضًا يأتي إلى البيت تكون أمه منشغلة عمل كثير وهي وحدها ومريضة وكبيرة يقول أين القميص تقول ما زال في الغسيل فيسبها أو يضربها أو يبكيها كيف أنها لم تغسله ولم تهيئه له ولم تجهزه مع ما يقال له الكوي كوي الثياب وما شابه فيبكيها ويخرج من البيت هذا أيضًا عقوق. وما يحصل أيضًا من بعض الشباب يأتي يريد مالا من أبيه والمال لأبيه يقول له مثلا أعطني مائة ألف ليره يقول له أمس أعطيتك فيصرخ الولد ويرفع صوته ويهجم على أبيه يريد ضربه أو ربما ضربه والمال مال الأب وفي الأمس أعطاه يريد اليوم مائة ألف وغدًا يريد مائة ألف فإذا امتنع الأب أحيانًا هذا الشاب يصرخ ويشتم الأب يسبه يؤذيه هذا عقوق وهذا من الكبائر. وأيضًا من العقوق من الكبائر من الظلم من الفسق من الفجور ما يفعله بعض الأبناء بعض الشباب والشابات هذا الشاب من أنهم يتطاولون على آبائهم وأمهاتهم أمام الجيران أو أمام الأقارب يكون الولد مثلا طبيبًا يكون طبيبًا يريد الأب أن يتكلم في مجتمع فيصرخ عليه الولد يقول له أنت جاهل أنا الطبيب أنا تخرجت من الجامعة أنا معي شهادة أنت جاهل لا تتكلم هذا عقوق وأي عقوق فيه إيذاء شديد للأب والعياذ بالله تعالى وأحيانًا يكون هذا الأب فقيرًا تعب واشتغل وصرف على الولد إلى إن تخرج من الجامعة فصار طبيبًا صار دكتورًا محاضرًا في الجامعات أو مهندسًا ثم هذا الولد ماذا يقول أمام الناس أمام الأغنياء يقول هذا ليس والدي هذا شحاذ هذا فقير هذا كذا يتكلم بما فيه ذم ويتبرأ منه والعياذ بالله يتبرأ من أبيه هذا فسق وملعنة أو بعض البنات تكون تزوجت من غني أو هي صارت طبيبة فترفع صوتها على أمها وتقول لها أنت جاهلة أنت لا تعرفين شيئًا وتُبكيها بين النساء وفي المجتمعات هؤلاء وقعوا في هذا الذنب العظيم الذي هو من العقوق والله تعالى ماذا قال في القرءان:{فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا} إذا كان الله تعالى نهانا عن قول هذه الكلمة للأم والأب في وجههما أن يقال لهما أُف فكيف بما هو أكبر من ذلك كيف بما هو أشد من ذلك. وقد ورد فيما ذكره وأورده الحافظ ابن أبي الدنيا في كتابه من عاش بعد الموت أن شابًا كانت أمه تناديه ماذا كان يقول لها والعياذ بالله اشهقي كما تشهق الحمير هذا الشاب عندما مات الله تعالى انتقم منه وجعله عبرة للمعتبرين عندما دُفن والناس حول القبر بعدما وضع في قبره ورد عليه التراب أخرج رأسه من القبر من بين التراب من تحت التراب وصار هو يشهق كما يشهق الحمار مسخ الله رأسه رأس حمار إنتقامًا منه على هذه الكبيرة على هذا الظلم كان يقول لأمه هذه العبارة فجعله الله عبرة للمعتبرين جعله الله تعالى تذكرة للموقنين تذكرة للمعتبرين الخاشعين الخائفين. انظروا وما للإنسان الذي وقع في العقوق في جهنم في العذاب في الويل في السَّموم في السعير في جهنم ما له من العذاب إن أدخله الله النار وعذبه فيها فأكبر من ذلك بكثير. لذلك يا إخواني ويا أخواتي علينا أن نتق الله تعالى وأن نحذر العقوق وأن نتجنب العقوق وأن نبتعد عن العقوق وقد انتشر اليوم في هذه الأزمان وفي هذه الأعصر صار الكثير من الشباب والشابات يتجرأون على أمهاتهم وأبائهم والعياذ بالله تعالى بعضهم يمنعوهم النفقة الواجبة وبعضهم يرميهم في الشوارع وبعضهم لأجل زوجته يطرد أبويه من البيت والعياذ بالله تعالى. فإذًا احذروا العقوق فإنه من الكبائر وأما بر الوالدين فبركة في الدنيا والآخرة فمن إرشادات ونصائح المرشد الولي الصالح الإمام العلامة الشيخ عبد الله الهرري رحمه رحمة واسعة أن قال:”بر الوالدين بركة في الدنيا والآخرة وأما العقوق فعاقبته وخيمة في الدنيا والاخرة”. والحمد لله ربّ العالمين.