fbpx

7 :من نصائح الإمام الهرري – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ جميل حليم من نصائح الولي المرشد الشيخ الهرري الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد طه النبي الأمي الأمين وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله وصلى الله عليه وعلى كل رسول أرسله ورضي الله عن كل الأولياء والصالحين. أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار أما بعد إخواني وأخواتي ختم الله لي ولكم بالولاية من إرشادات ونصائح مولانا الإمام المجتهد المجدد الحافظ أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد الهرري رضي الله عنه وأرضاه قال:”أجرأكم على الفتوى أجركم على النار” هذا اللفظ ليس حديثًا مرفوعًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم “أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار” معناه صحيح لكنه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال هذا اللفظ وهذه العبارة “أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار” تروى عن بعض الصحابة وقال مولانا الشيخ رحمه الله معنى هذه الكلمة أن الإنسان الذي يتجرأ على الفتوى بغير علم يهلك نفسه لأنه بهذه الفتوى بغير علم إما والعياذ بالله أن يقع بالكفر إن لم يصل إلى الكفر بهذه الفتوى فإنه لا يسلم من الكبيرة ما معنى لا يسلم من الكبيرة؟ يعني عليه ذنب من الكبائر. وقد قال العلماء إن من وقع في كبيرة أتفق العلماء على أنها كبيرة فهو فاسق ما معنى فاسق؟ يعني صار مستحقًا أن يدخل النار صار مستحقًا أن يُعذّب في النار صار ظالمًا صار مخالفًا لما أمر الله عزّ وجلّ ومعتديًا ظلم نفسه أهلك نفسه أوقع نفسه في الحرام في الكبيرة في الفسق في الفجور هذا الإنسان صار خبيثًا ملعونًا عند الله تعالى. فإذًا أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار الفائد الأولى: ليس حديثًا مرفوعًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. الفائدة الثانية: معنى هذا الكلام صحيح. الفائدة الثالثة: روي عن بعض الصحابة والفتوى بغير علم أن يتكلم الإنسان في تفسير القرءان أو في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو في التحليل أو في التحريم برأيه بهواه بلا علم من غير أن يكون تلقى هذه الفائدة هذه المسئلة هذا التفسير هذا الشرح عن أهل العلم الثقات لأن العلم إنما يؤخذ بالتلقي العلم إنما يؤخذ عن أهله ليس بمجرد مطالعة الكتب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”طلب العلم فريضة على كل مسلم“. وقال عليه الصلاة والسلام:”إنما العلم بالتعلم”. والرسول عليه الصلاة والسلام سئل مرة عن قضية عن أمر فقال لا أدري أسأل الأمين يعني جبريل عليه السلام جبريل هو أمين الله على الوحي قال أسأل الأمين فسأل الأمين سأل جبريل عليهما السلام فقال جبريل:” لا أدري اسأل السلام” (وفي بعض الروايات) أسأل الله“. السلام من أسماء الله يعني المنزه عن كل نقص وعيب السلام من أسماء الله معناه أن الله تعالى ذاته أزلي أبدي صفاته أزلية أبدية لا نقص فيها فهو منزه عن كل ما كان من سمات المحدثين وصفات المخلوقين. السلام هذا مدح لله يعني الذي تنزه عن كل نقص وعيب. ثم جاء جبريل عليه السلام بالجواب فأعطاه الجواب الآن انتبهوا معي موضع الشاهد في القضية أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:” لا أدري” فمن أنا يا أخي ومن أنت يا أخي ومن نحن أمام الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كان الرسول قال لا أدري فكيف يتجرأ بعضنا على الفتوى بغير علم كيف يهجم بعضنا على الفتوى بغير علم فيهلك نفسه إما أن يقع في الكفر أو أن يقع في الكبيرة والعياذ بالله تعالى ثم انتبهوا معي هنا الرسول عليه السلام سئل عن خير بقاع الأرض وعن شر بقاعها يعني أفضل الأماكن أفضل البقاع وعن شر بقاع الأرض قال:”لا أدري” ثم رفع السؤال إلى جبريل جبريل قال:”لا أدري” عليهما السلام ثم جاءه بعد ذلك بالجواب “أن خير بقاع الأرض المساجد وشر بقاع الأرض الأسواق فإذا قال قائل لكان هناك أماكن بنيت لعبادة غير الله بنيت للشرك بنيت للكفر بنيت لنشر لضلال فكيف يكون السوق شرًا من هذا المكان. الجواب: الأسواق من أشر البقاع شرًا. أما الأماكن التي بنيت لعبادة غير الله بنيت لشرك والكفر والضلال هي لا شك أشد شرًا وضررًا لكن الأسواق أحيانًا يحصل فيها الكفر ويحصل فيها السرقة ويحصل فيها الحلف بغير الله تعالى ويحصل الحلف بالله كذبًا وأحيانًا يحصل فيها الغش وأمور كثيرة تجتمع في الأسواق إذا هي من أكثر البقاع شرًا وفسادًا والأماكن التي بنيت للشرك والكفر والضلال وعبادة غير الله لا شك هي أكثر شرًا من حيث أن هذا المكان بني للإشراك بني للكفر مع أن الأسواق كما قلنا في بعض الأحوال يحصل فيها الكفر أيضًا وبعض أنواع من الشرور والمعاصي الحاصل أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:”خير بقاع الأرض المساجد وشر بقاع الأرض الأسواق”. فلذلك هنا ينبغي أن نحذر وأن ننتبه لو أفتيت بغير علم فصادفت هذه الفتوى التي أفتيت بها هي الواقع مع ذلك أنت لم تسلم من الكبيرة أنت فاسق ظالم خبيث ملعون لذلك قال العلماء:” إما كافر وإما فاسق”. الذي يفتي بغير علم فإن كانت هذه الفتوى لم تؤد به إلى الكفر يعني ليس فيها ما هو تكذيب لله أو للأنبياء أو الإسلام أو القرءان أو الشريعة الإسلامية ليس فيها ما هو انتقاص للأنبياء ليس فيها ما هو تشبيه وتجسيم الحاد وحلول ليس فيها شىء مما كفر يخرج الدين والإسلام لو لم يكن فيها ذلك لكنها تكون من كبائر الذنوب دائمًا دائمًا هي كبيرة وفسق لأن هذا الإنسان تجرأ على دين الله تجرأ على كتاب الله وهجم على الفتوى بغير علم فهو فاسق ملعون من أهل الكبائر. وكما قلنا في بعض الأحوال قد تصل به هذه الفتوى إلى الكفر والخروج من الإسلام والعياذ بالله. ثم الواحد منّا لينتبه قبل أن يفكر بالناس وبالمجتمع الذي هو فيه والفضائيات ومواقع التواصل وفي المحاضرات والجامعات والمساجد وخطب الجمعة قبل أن يفكر في كل هذا وقبل أن يفكر ماذا سيقول عني وإن سكت إن قلت لهم لا أدري قبل أن يفكر بهذا فليفكر في القبر فليفكر بيوم القيامة بالسؤال بالحساب بالعذاب بجهنم بالنار فليفكر بالسموم بالسعير بالحطمة لذلك إذا عرض نفسه على القيامة والسؤال والحساب قبل أن يجيب قبل أن يفتي يهون عليه الأمر لماذا أُفتي فأهلك نفسي لماذا أُفتي فأقع في المهالك والكبائر والفسق والفجور إذًا لا تفكر ماذا يقول عنك الناس أنك قلت لا أدري من أنت حتى تجيب عن كل مسئلة من أنا حتى أدعي أني أعرف جواب كل مسئلة تطرح في الدنيا هذا ادعاء فارغ . إذا كان الإمام مالك رضي الله عنه قال عن كثير من المسائل لا أدري لا أدري لا أدري لا أدري قال له السائل جئتك من بلاد كذا وكذا لتقول لي لا أدري ماذا أقول لقومي إن رجعت إليهم قال قل لهم قال مالك لا أدري. أنظروا كم الأمر هين لا أدري إن قلت لا أدري ماذا يصير أما أن تفتي بغير علم تهلك نفسك. هذا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه قال: “ما أبردها على كبدي أن أسأل عما لا أدري فأقول لا أدري. لذلك علينا أن نحذر وننتبه من الفتوى بغير علم واليوم انتشرت الفتوى بغير علم في الفضائيات في البرامج في التلفزيونات بعض أدعياء العلم وبعض أدعياء المشيخة وبعض أدعياء الدكترة كأنهم لا يعرفون كلمة لا أدري لأنهم أجابوا في قضايا خطيرة أوقعتهم في الكفر والضلال تكلموا في تشبيه الله كفروا المسلمين كفروا المستغثين. ثم انبرى جُهيل من هنا وظالم من هناك وظلوم معتد أثيم من هنالكم يقولون هؤلاء لا يكفرون مع انه يعلم أنهم كذبوا الله كذبوا القرءان وهم يفهمون ما يقولون فمثل هذا الذي قال لا نكفرهم هذا هو صار منهم صار معهم في الكفر والضلال لأنه كذب الله عزّ وجلّ لأنه جعل الكفر الذي هم عليه إيمانًا والعياذ بالله تعالى. ومن أمثلة هذه القضايا والفتاوى الباطلة التي ما أنزل الله بها من سلطان وهي كفر وضلال وخروج من الإسلام قول بعض أدعياء المشيخة والعياذ بالله تعالى في من عبد غير الله ودان بدين غير الإسلام وكذّب النبي وشتم العقيدة الإسلامية ثم ماذا يقولون مع ذلك هذا يدخل الجنة قال من قال لكم إن الجنة لا يدخلها إلا المسلم قال اليهودي يدخل الجنة وكل إنسان على أي دين كان يدخل الجنة إن كان محسنًا للناس وهذا تكذيب لربّ العالمين أسمعوا إلى قول الله تعالى:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ} (سورة المائدة). الله يقول فقد حرّم الله عليه الجنة ويأتي هذا المتعالم فيقول فيدخل الجنة إذا صار مكذبًا لله فهذه الفتوى كفرية فالحذر كل الحذر من الفتوى بغير علم إلى ما هنالكم من قضايا تتعلق بالطلاق بالميراث بالوضوء بالغسل من الجنابة بعض استسهلوا الفتوى بغير علم فاحذروا ولا تكونوا من هؤلاء الذين أهلكوا أنفسهم أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار. والحمد لله ربّ العالمين.