fbpx

18 :من نصائح الإمام الهرري – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ جميل حليم حفظه الله: من نصائح الولي المرشد الشيخ الهرري الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد طه النبي الأمي الأمين العالي القدر العظيم الجاه وعلى ءاله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد انّ محمّدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله صلى الله عليه وكل رسول أرسله. من تجرأ على القرءان أما بعد، إخواني وأخواتي في الله لطف الله بكم وحفظكم ورعاكم وجمع لكم بين خير الدنيا والآخرة من نصائح وإرشادات مولانا المجدد المجتهد المرشد الشيخ عبد الله بن محمد الهرري رحمه الله رحمة واسعة أنه قال:”من تجرأ على القول في القرءان بغير علم فهو هالك” هذا الكلام له إسناد وله دليل وورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:”من قال في القرءان برأيه فقد ضل“. فالذي يتجرأ على كتاب الله ويهجم على القرءان فيتكلم فيه في غير علم فهو هالك ضال إما أن يصل إلى الكفر والعياذ بالله وإن لم يصل إلى الكفر فهو فاسق ملعون من أهل الكبائر. فيا إخواني ويا أخواتي كل منّا لينتبه لنفسه لا يتجرأ على القول في القرءان برأيه ولا يخوض في ءايات كتاب الله بهواه حتى الآيات حتى الحلال والحرام كل ما يتعلق بأمور الدين بُحتاج فيه للعلم والتلقي عن الثقات عن الذين أخذوا عن غيرهم من العلماء وهكذا. فإذا الفتوى بغير علم من الكبائر وتفسير القرءان بغير علم من الكبائر وكم وكم من الناس فسروا القرءان بإرآئهم فكفروا وضلوا وهلكوا لأنهم كذبوا الله وكذبوا الإسلام وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم:”من قال في القرءان برأيه فأصاب فقد أخطأ” ما معنى فأصاب انتبهوا معي فأصاب يعني صادف قوله الواقع فأصاب هذا ليس تحسينًا لفعله ليس تحسينًا لأنه تكلم في القرءان بغير علم لا ليس هذا معنى فأصاب فأصاب يعني وافق قوله الواقع في تفسير هذه الآية مع ذلك لم يسلم من الهلاك مع ذلك لم يسلم من الكبيرة لم يسلم من الفسق ماذا قال صلى الله عليه وسلم فقد أخطأ يعني فقد عصى الله معصية كبيرة يعني صار من الفاسقين. وانتبهوا معي يا إخواني ويا أخواتي سنأتي إلى تفسير بعض الآيات القرءانية ونبين معناها عند علماء الإسلام ونحذر من التحريف الذي زعمه بعض تفسيرًا للآية والعياذ بالله تعالى فمن ذلك قول الله عزّ وجلّ:{وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} هذه الآية والآية الثانية {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} ليس معناها مجرد الغيبة أو النميمة تكون أشد من القتل لا، القتل بغير حق هو أكبر الكبائر بعد الكفر أكبر الكبائر على الإطلاق يعني أكبر الجرائم أكبر المنكرات أكبر المحرمات على الإطلاق الكفر والعياذ بالله تعالى كمسبة دين الإسلام حاشى أو مسبة الكعبة أو مسبة الأنبياء أو القرءان أو مسبة الله والعياذ بالله عزّ وجلّ أو تشبيه الله بخلقه هذا الكفر بأنواعه هو أكبر الجرائم على الإطلاق بعد الكفر ماذا يأتي القتل بغير حق كالذي قتل غيره ظلمًا وعدوانًا أو قتل نفسه يعني الإنتحار والذي للأسف في هذه المدة وفي هذه الأزمنة انتشر بكثرة هذا الانتحار الذي يقدم عليه الجبناء لأجل الاقتصاد والأوضاع المعيشية الصعبة ولأجل الأمراض وما شابه أو لأجل الفضيحة بعض الناس ينتحرون لا يصبرون هذا المنتحر قتل نفسه وهذا أكبر الكبائر بعد الكفر والعياذ بالله أما الذي استحل الانتحار لأن من السفهاء ماذا يقول يقول حسنًا فعل أو يقول منيح أو حلال هذا صار مرتدًا مكذبًا للإسلام الله ماذا قال في القرءان:{وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ}. فهذا الإنتحار هو أكبر الكبائر بعد الكفر أما من استحله أو استحسنه هذا ليس من المسلمين صار من الكافرين. فالحاصل الإنسان إذا انتبه أن أكبر الكبائر على الإطلاق الكفر ثم يأتي بعده القتل بغير حق فكيف يقال إن مجرد الغيبة أو مجرد النميمة أشد أو أكبر من القتل يكون كذب الله في القرءان الكريم:{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآء} هذا دليل من القرءان أن الكفر هو الذنب الذي لا يغفره الله لمن مات عليه أما المعاصي التي هي دون الكفر فهي تحت المشيئة تحت مشيئة الله عزّ وجلّ فالقتل الذي هو أكبر الكبائر على الإطلاق بعد الكفر كيف يقال إنه أقل من الغيبة أو النميمة أو الغيبة أكبر أو الغيبة أشد أو النميمة أشد هذا صار تكذيبًا للقرءان للحديث والإجماع وفي صحيح البخاري من حديث عبد الله قيل: يا رسول الله أيّ الذنوب أكبر قال:”أن تجعل لله ندًا وهو خلقك يعني أن تشرك بالله أن تكفر بالله قيل: ثم أي قال: أن تقتل ولدك خشية الفقر“. انتبهوا هنا بيّن أن أكبر الكبائر بعد الكفر القتل بغير حق فكيف يأتي جاهل إذا رأى إنسانًا يقع في الغيبة أو النميمة يقول له والفتنة أكبر من القتل والفتنة أشد من القتل يعني إذا اعتبر مجرد الغيبة مجرد النميمة أشد أو أكبر من القتل صار مكذبًا للقرءان وللإسلام وللرسول وللإجماع فيلزمه أن يتشهد ليرجع للإسلام. إذًا فما معنى والفتنة أشد من القتل والفتنة أكبر من القتل معناه الكفر هنا الفتنة يعني الفتنة في الدين يعني الإشراك بالله عبادة غير الله عبادة الشمس القمر الأصنام عبادة الأشخاص عبادة النار عبادة مخلوق من المخلوقين هذا إشراك عبادة غير الله الفتنة في الدين كالكفر كمسبة الله كمسبة دين الإسلام هذا يقال له فتنة في الدين الفتنة في الدين أكبر من القتل وأكبر من الغيبة وأكبر من النميمة يعني الكفر أكبر الكبائر على الإطلاق يعني الكفر أشد من القتل هذا معنى الآية ليس معناها أن الغيبة مجرد الغيبة أشد وأكبر وأعظم من القتل ظلمًا وعدوانًا هذا لا يقوله عاقل. الآن لو سألنا هذا الإنسان الذي فسر هذا التفسير الفاسد واعتبر أن مجرد الغيبة أشد من القتل لو سألناه هذا السؤال واحد جاء يريد أن يذبح ولدك بالسكين ذبحًا حقيقيًا بفصل رأسه عن جسده وآخر اشتغل بغيبة ابنك أي الأمرين أعظم أيّهما أشد وأكبر فيقول القتل الذبح فيقال له إذًا لماذا تحرف معنى الآية وتحرف القرءان تدعو إلى تحريف معنى القرءان فتقول إن مجرد الغيبة أو النميمة أشد من القتل إذا رأيت إنسانًا واقعًا في الغيبة أو النميمة تذكر الآية: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} أما في الواقع لو سألناه هذا السؤال واحد أراد ذبح ولده والثاني يشتغل بغيبته أيّهما أكبر سيقول الذبح القتل حقيقة القتل فعلا أكبر من الغيبة والنميمة يقال إذًا يفهم المعنى إذًا يعرف المعنى فكيف هناك جعل الغيبة أو النميمة أشد من القتل بغير حق فهذا يكون كذّب الله جعل الغيبة هذه المعصية التي هي أقل من الزنا حتى وأقل من أكل الربا فكيف جعلها أشد من القتل ظلمًا وعدوانًا. فإذًا خلاصة المسئلة الآن أن أكبر الكبائر على الإطلاق الكفر ثم القتل بغير حق فالذي يأتي ويقول إن الغيبة أو النميمة أشد من القتل كذب الشريعة الإسلامية كذب الله والقرءان والحديث والإجماع. طيب ما معنى الآية الكريمة {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} قلنا هنا الفتنة في الدين كلمة الفتنة في لغة العرب لها عدة معاني تأتي بمعنى الكفر الفتنة في الدين تأتي بمعنى إرتكاب الكبائر تأتي بمعنى إرتكاب الصغائر تأتي بمعنى الغيبة والنميمة والإفساد والفساد والظلم والأذى وتأتي بمعاني أخرى في اللغة العربية لكن هنا في الآية: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}{وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} يعني الكفر يعني الإشراك بالله عبادة غير الله مسبة الله والإسلام والقرءان والملائكة والأنبياء يعني الفتنة في الدين وهذا عليه كل علماء التفسير من عهد الصحابة وإلى اليوم لا يوجد صحابي واحد ولا عالم من علماء الإسلام المعتبرين قال إن مجرد الغيبة أشد وأكبر وأعظم من القتل ظلمًا وعدوانًا هذا لا يوجد هذا ما حصل من عالم من العلماء لأنه تكذيب للإسلام. ثم إن الله ماذا قال في القرءان:{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} في قصة أصحاب الأخدود ماذا فعل الملك والوزراء الذين كانوا معه عندما أرادوا أن يهددوا المسلمين لأجل أن يتركوا الإسلام لأجل أن يتخلوا عن الإسلام لأجل أن يدخلوا في الكفر ماذا فعل هذا الملك الخبيث خد أخدودًا في الأرض وأضرم فيه نارًا عظيمة ثم وضع له وللوزراء الكراسي ثم أُحضر من كان قد ءامن إليه وصار يعرضهم على النار يقول له اترك الإسلام يقول له اكفر فإن تلفظ بما يريد تركه من القتل وإن أصر وبقي على الإسلام ألقاه في النار ألقاه في تلك النار العظيمة {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} لاحظوا فتنوا هنا بعرضهم على الكفر قالوا لهم اكفروا اتركوا الإسلام هنا الاية سمت هذا الكفر فتنة {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} بأن طلبوا منهم أن يتركوا الإسلام ويخرجوا من الإسلام. وهذه الآية:{وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} ما هو سبب نزول هذه الآية في فترة الصلح بين النبي عليه الصلاة والسلام وبين المشركين واحد من المسلمين قتل واحدًا من المشركين هؤلاء الكفار صاروا يعيبون على المسلمين أن قتل المسلم منهم واحدًا في فترة الصلح صاروا يعيبون ذلك على المسلمين ورأوا ذلك فضيحة عظيمة بزعمهم الله كذبهم كذّب المشركين أنزل هذه الآية والفتنة أي الكفر الذي أنتم عليه أشد والآية الثانية {أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} يعني الكفر الذي أنتم عليه أيها الكفار أيها المشركون الكفر الذي أنتم عليه أكبر وأشد من الذي حصل من هذا المسلم في فترة الصلح وتعيبونه على المسلمين يعني الفتنة التي أنتم عليها الكفر الذي أنتم عليه أكبر من هذا القتل الذي حصل وتعيبونه على المسلمين هذا سبب نزول الآية فإذًا لاحظوا ما هو معنى الآية وأين معناها وكيف يأتي الجهلاء فيحرفون ويكذبون القرءان والإسلام والدين فيكفرون بهذا الكلام الذي سموه تفسيرًا للآية بزعمهم. فالحذر الحذر من تفسير ءايات القرءان بالرأي والهوى بلا علم فإن ذلك مهلك وسنتابع في هذه المسألة وفي هذه القضية وسنشرح عددًا من الآيات ونبين معناها عند علماء الإسلام ونحذر من التحريف الذي سماه الجهال تفسيرًا للآية . والحمد لله ربّ العالمين.