قال الشيخ جميل حليم حفظه الله
من نصائح الوليّ المرشد الشيخ الهرري
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد طه النّبي الأُمي الأمين العالي القدر العظيم الجاه وعلى ءاله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى كل رسول أرسله ورضي الله عن جميع الأولياء والصالحين.
كبار الأولياء شهدوا للشيخ الهرري بقوة العلم
أما بعد، إخواني وأخواتي في الله يقول الله سبحانه وتعالى في القرءان الكريم في مدح العلماء الأولياء: {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ} (سورة النمل). هذه الآية الكريمة يخبرنا الله فيها عن كرامة صاحب سليمان عن كرامة هذا الولي الصالح الذي كان صديقًا لنبي الله سليمان عليه السلام وكان قريبًا له على قول بعض المفسرين وهو آصف بن برخيا، الله بماذا مدحه؟
{قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ} وهو من الأولياء الصالحين وهو من الأولياء الصالحين مدحه بالعلم وهو الذي أحضر عرش بلقيس من سبأ من اليمن إلى ديوان سليمان عليه السلام الذي كان في فلسطين أو في تدمر على قول بعض المؤرخين لكن انظروا إلى هذا الشرف العظيم والكبير: {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ} أي من ذلك الكتاب الذي كان في ذلك الزمن في زمن سليمان عليه السلام مدحه بالعلم وكان وليًّا صالحًا عاملا بعلمه وهذا مما يؤكد شرف العلماء الأولياء الصلحاء.
يا إخواني ويا أخواتي لا زلنا في الحديث عن هذا المرشد الولي الصالح مولانا الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله رحمة واسعة.
وفي مدح العلماء الأولياء ما جاء أيضًا عن نبي الله عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام قال في مدح علماء أمة محمد الأتقياء:”علماء حلماء بررة أتقياء من الفقه كأنهم أنبياء”. عيسى المسيح رسول الله نبي الله المسلم المؤمن الذي دعا إلى عبادة الله وتوحيده كان عليه الصلاة والسلام يمدح علماء هذه الأمة يعني عيسى المسيح صلى الله عليه وسلم يثني على علماء أمة محمد الأولياء ماذا قال فيهم:”علماء حلماء يعني زيادة على العلم أنهم عرفوا بالرحمة وأنهم عرفوا بالتواضع وأنهم حلماء يعني هذا مدح آخر لهم علماء حلماء بررة كانوا أتقياء صلحاء كانوا ممن أطاعوا الله وعملوا بأوامر الله: “علماء حلماء بررة أتقياء من الفقه كأنهم أنبياء” رواه
انتبهوا معي هو ما وصفهم بالنبوة حاشى لماذا لأنه لا نبي بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إنما شبههم في قوة العلم في قوة الفقه في تبحرهم بالعلم واستحضارهم للفقه والعلم والأحكام شبههم بهذه الناحية بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام وإلا فلا نبي بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بل قال العلماء:”إن من ادعى النبوة بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو صدّق مدعيها هو كافر بالإجماع”.
فإذا قيل كيف تقولون إن عيسى سينزل من السماء.
فالجواب: عن ذلك عيسى عليه السلام كان نبيًّا مبعوثًا قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يعني كان نُبئ وبعث وصار نبيًّا وصار رسولا في الأمة السابقة لأمة محمد يعني عيسى ليس من أمة محمد إنما كان قبل محمد وما زال حيًّا إلى اليوم وسينزل إلى الأرض ويدعو إلى عبادة الله يدعو إلى الإسلام فلا يكون نُبئ جديدًا لا يكون بُعث بعد محمد صلى الله عليه وسلم وكالخضر أيضا الخضر عليه السلام على قول كثير من العلماء نبي وما زال حيًّا إلى اليوم فهل يكون نبيًّا جديدًا بعد محمد لا.
فإذًا هذا الكلام الذي قاله عيسى عليه الصلاة والسلام هو تشبيه لعلماء أمة محمد الأتقياء الصلحاء من قوتهم في العلم شبههم بالأنبياء هذا معناه ومن هؤلاء العلماء الكبار الذين عُرفوا بين الكبار والصغار عُرفوا بين الناس مولانا المحدث الحافظ المجتهد المجدد الشيخ عبد الله الهرري رضي الله عنه الذي توفي في مثل هذا اليوم في الثاني من رمضان.
هذا الإمام العالم الكبير الفقيه الصالح الزاهد الورع العابد مما سمعته عن المشايخ الكبار ومما رأيتهم يمدحونه ويثنون عليه ما حصل من الشيخ محمد سليم الرفاعي رضي الله عنه وأرضاه من هذا الشيخ محمد سليم الرفاعي؟
يوجد قرية بين دمشق وبين حمص بين دمشق وحمص يقال لها قارة هذه بلدة معروفة ومشهورة على الطريق العام الذي يأتي من حمص إلى دمشق تصير إلى يمينه والذي يذهب من دمشق إلى حمص تصير إلى يسار الطريق العام وعند الطريق العام يُرى هذا الاسم قارة هذه المنطقة فيها أحد كبار الأولياء العلماء أنا زرته ورأيته واجتمعت به وكان رضي الله عنه غاية في التواضع غاية في الأدب وكان رضي الله عنه وأرضاه من أجمل الناس الذين قد تراهم وسمعت من شيخنا المحدث المرشد الهرري رحمه الله يقول عن الشيخ محمد سليم الرفاعي هذا
قال عنه: هو في حسن معشره وتواضعه كأنه السيد أحمد الإمام الرفاعي الكبير”. وقال شيخنا الهرري عن هذا السيد الجليل المبارك الصالح العالم الولي العالم محمد سليم الرفاعي ماذا قال عنه أيضًا يعني شيخنا الهرري قال عنه:”ما رأيت رفاعيًا كالشيخ محمد سليم الرفاعي في تواضعه”. لما زرناه عندما زرته وكان معي عدة أشخاص واحد من آل دمشقية وآخر من آل جبل وأنا كنت أيضًا معهم والرابع من آل صدقة كنّا أربعة هذا الشيخ محمد سليم الرفاعي وصلنا إليه بعد الفجر بعد صلاة الفجر دخلنا إلى القرية وكنّا في الشتاء كان شتاء وثلج القرية بيضاء من شدة سقوط الثلوج فيها وعليها دخلنا المسجد فصلينا الفجر ثم سألنا عن منزل وبيت الشيخ محمد سليم الرفاعي رضي الله عنه وأرضاه أرشدنا بعض الناس هناك إلى بيته ذهبنا بيت كريم متواضع دخلنا وكان رحمه الله قد أُجريت له عملية جراحية سلمنا عرّفته قلت له أنا فلان وهؤلاء إخواني فلان وفلان وفلان جئنا من بيروت نحن من تلامذة وطلاب الشيخ عبد الله الهرري.
الشيخ محمد سليم الرفاعي مريض وعُملت له هذه العملية الجراحية يعني يكون متعبًا وكان مستلقيا على شىء صغير يعني بالعامية هنا عندنا يقال له الصوفة متل الكنباية يعني كالكنبة قديمة كان مستلقيًا عليها جلسنا عنده وحوله على الأرض نحن فبعدما استقر بنا المجلس رفعت القلنسوة التي كانت على رأسي وناولته إياها قلت له بعد إذنكم لو سمحت لو قرأت لي عليها من أجل البركة ماذا فعل رضي الله عنه صار من شدة تواضعه يُمر هذه القلنسوة على جرحه ويقول: أنتم طلاب الشيخ عبد الله أنا أتبرك بكم أنتم” انظروا إلى شدة تواضعه إلى شدة أدبه وشدة حبه وإحترامه لشيخنا نحن طلبة نحن من نحن بالنسبة له أو بالنسبة لشيخنا رضي الله عنهما يعني لو أردنا أن نقول مسلم أنا مسلم هؤلاء دخلوا معي يعني من عوام المسلمين دخلنا نسلم عليه ومريض رضي الله عنه نتبرك به نزوره ننتفع نستفيد مريض لكن هو لا يعرفنا لا رأيناه ولا رأنا لكن عندما علم أننا من تلامذة الشيخ عبد الله انظروا كيف تصرف.
انا لا يتبرك بي أنا من عوام الناس لكن هو لاعتقاده بشيخنا رضي الله عنه أمرّ القلنسوة على جرحه ثم اسمعوا ماذا قال قال: كان قبل خمسين سنة عندنا في البلد أحد كبار الأولياء يبشرنا ويقول سيأتي رجل يمثل بلال الحبشي من الحبشة ويمثل في الحديث بدر الدين الحسني وكلنا يعرف من هو المحدث الإمام بدر الدين الحسني رحمه الله ورضي الله عنه من كبار العلماء الأولياء المحدثين الفقهاء الصلحاء المتواضعين الزاهدين العابدين من أصحاب الكرامات هذا الشيخ بدر الدين الحسني أصله مغربي وكان في دمشق عائلته أهله أسرته نزلت إلى دمشق ونشأ هناك وكان له أيضًا عائلة مشهورة وكبيرة حتى أن أحد أبنائه صار رئيسًا للجمهورية السورية في وقت من الأوقات على كل حال قال هذا الولي الذي كان في بلدهم في سوريا يبشرهم يعني يبشر الشيخ محمد سليم الرفاعي ومن معه ويقول: “سيأتي رجل يمثل بلال الحبشي من الحبشة وفي الحديث يمثل الشيخ المحدث بدر الدين الحسني” قال لنا هذا الشيخ محمد سليم رضي الله عنه قال نحن نتسآل نقول من هو هذا الرجل الذي سيأتي من الحبشة قال عندما جاء الشيخ عبد الله الهرري الحبشي من الحبشة والتقينا به واجتمعنا به ورآه العلماء وعرفنا قدره في الحديث والعلم وفي تبحره وتمكنه وصار له سيط واسع قال عرفنا أنه هو المقصود وهو المعني بهذه البشارة.
انظروا ماذا قال أحد كبار الأولياء كان يبشرهم بمجيء الشيخ عبد الله الحبشي قبل خمسين سنة طيب نحن لو أردنا نعمل عملية حسابية سريعة يعني مثلا هذا الكلام متى أنا بـ86 كنت عنده يعني ب86 كان يقول لي قبل خمسين سنة يعني منذ كم كان بعض الأولياء يبشروهم بمجيء الشيخ عبد الله الحبشي إلى بلاد الشام قال لما جاء الشيخ رأيناه عرفنا قدره وقوة الشيخ بالعلم عرفنا أنه هو المقصود وهو الذي كان يبشرنا به هذا الولي.
فشيخنا الشيخ عبد الله الهرري مما يشهد له ولأتباعه بقوتهم في الدين والعلم أنهم قاموا في كل بلاد الأرض لنشر الإسلام ومذهب أهل السنة والجماعة والعقيدة الأشعرية الماتوردية إن شاء الله نتابع في مجلسنا الذي يأتي عن هذا الإمام العالم ونتكلم عن بعض سيرته وأقواله وإرشاداته ونصائحه وعن بعض ما قال فيه العلماء والأولياء والمفاتي.
والحمد لله ربّ العالمين.