fbpx

6 :من نصائح الإمام الهرري – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

من نصائح الولي المرشد الشيخ الهرري قال الشيخ جميل حليم حفظه الله الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد طه النبي الأمي الأمين العالي القدر العظيم الجاه وعلى ءاله وصحبه ومن والاه. ترك الغضب أما بعد، إخواني وأخواتي في الله حفظكم الله ورعاكم من إرشادات مولانا الولي الصالح الشيخ عبد الله الهرري المرشد الكامل المكمل رحمه الله رحمة واسعة أنه قال:”الذي يتبع الغضب لا بد أن يهلك” هذه العبارة المختصرة التي حوت من المعاني الكثير هي مأخوذة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه العبارة من وقف عندها وانتبه لها وتجنب الغضب فإنه يربح ويفوز وإلا فإن الذي يتّبع الغضب وتكون هذه عادته فهلاكه عظيم وخسارته كبيرة ومن الأحاديث التي تشير إلى هذا المعنى بل هذا الحديث هو المرجع وهو الأساس من هذا الحكم وهذا المعنى وهذه العبارة مأخوذة من هذه الأحاديث منها أنه صلى الله عليه وسلم قال للصحابي الذي سأله يا رسول الله كيف أنجو من غضب الله قال:”لا تغضب” لاحظوا وانتبهوا الرسول عليه الصلاة والسلام أُعطي جوامع الكلم من قوته صلى الله عليه وسلم ومن فصاحته العظيمة أنه يتكلم بعبارة خفيفة بعبارة موجزة ولكن تكون جمعت المعاني العظيمة والكثيرة والنافعة والمهمة انظروا الآن في هذا الحديث الشريف هذا الرجل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا رسول الله كيف أنجو من غضب الله يعني أريد أن أكون من الآمنيين في الآخرة أريد أن أكون من الناجين في الآخرة أن لا أُعذب أن لا أدخل النار أن أكون من الرابحين ماذا أفعل قال: “لا تغضب” إذًا انتبهوا لهذه العبارة قال يا رسول الله كيف أنجو من غضب الله قال:”لا تغضب” لأن الذي يتبع الغضب ويغضب للدنيا ويغضب لنفسه ويغضب بسرعة ولأصغر الأسباب ولأتفه الأسباب أحيانًا ثم ينفجر غضبًا هذا في الغالب يصل إلى المهالك في الغالب يقع في المخاطر وأكبر هذه المخاطر التي يقع فيها الكثير من الناس عند الغضب الكفر والعياذ بالله تعالى فبعض الناس إذا غضب يصير يتكلم بكل ما يخطر على باله وإذا وصل إلى هذه المرحلة الشيطان يكون قريبًا منه فيوسوس له ويدفعه ويزين له أن يتكلم الكفر ثم هذا الإنسان الشيطان يوهمه أنه إذا كفر يرتاح بزعمه والعياذ بالله. فبعضهم يتلفظ بعبارات الكفر فيخرج من الإسلام ما الذي أوصله إلى الهاوية إلى هذا الهلاك وإذا مات على ذلك يخلد في جهنم إلى أبد الآبدين إلى غير نهاية ما الذي أوصله إلى ذلك؟ الغضب لو أنه أمتلك نفسه عند الغضب ولم يتلفظ بكفر ولا بمحرم لنجى لسلم ومن الأول أنه لو لم يغضب بالمرة لكان أحسن لكن لو غضب الإنسان لكن ينتبه لا يتكلم بكفر ولا بمحرم هذا أفضل بكثير من الإنسان الذي يغضب ثم يقع في المحرمات الأصل أن يبتعد عن الغضب الأصل أنه إن ترك الغضب ينجو من كثير من المهالك إن ترك الغضب يسلم من كثير من البلايا. لكن إذا حصل وغضب الواحد منّا ليراعي الشرع حتى في الغضب فلا يتكلم بكفر ولا بكبيرة ولا بصغيرة ولا يتكلم بما محرم بالمرة لذلك علينا أن نعود أنفسنا أن لا نغضب. كما أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم:”من غضب فليتوضوء” لماذا لأن هذا الغضب أحيانًا يشجع عليه الإنسان ويدفع إليه الإنسان من؟ الشيطان والشيطان يشتغل به والشيطان من نار إذا غضب الإنسان هذا الغضب الشديد ثم ذهب وتوضأ هذا الغضب ينطفئ لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم:” من غضب فليتوضوء” وأرشدنا أيضًا أن نقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فمن غضب فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم إذا استعاذ بالله يذهب عنه ما هو فيه من الغضب ثم الواحد منّا إذا غضب ليفكر بالنتائج ليفكر بالعواقب إن كانت المعاصي إن كان البلاء الفساد، الطلاق قد يقع بالطلاق الثلاث يطلق زوجته بالثلاث ماذا يفعل بعد ذلك ذهبت عليه حرمت منه فلماذا يقع فيما يؤدي به إلى الهلاك بسبب الغضب لأن من الناس من يطلق بالثلاث ثم لا يفارقها بل يبقى معها ويعاشرها بالحرام فيكون زانيًا وتكون زانية. لذلك علينا أن ننتبه الغضب عواقبه خطيرة وعواقبه وخيمة وكما قلت بعض الناس يصل بهم الحال إلى الكفر والعياذ بالله تعالى. وقد قال العلماء: إن الكفر ثلاثة أنواع ثلاثة أقسام منه ما هو كفر لفظي يعني القولي الذي يصدر من اللسان بالقول بالكلام وأحيانًا قد يكتب والعياذ بالله بعض الناس يكتبون بأيديهم الكفر هذا أيضًا يسجل عليهم هذا الكفر القولي محله اللسان. والكفر الاعتقاد ومحله القلب والكفر الفعلي ومحله الجوارح. وعلى سبيل المثال وليس على يعني التوسع إنما على سبيل المثال أذكر ما قاله الفقيه الحافظ العلامة محمد مرتضى الزبيدي ماذا قال:”وقد ألف أئمة من علماء مذاهب الأربعة الرسائل في بيان الألفاظ المكفّرة“. هذا رد على الجهال الذين يقولون من أين جئتم بأقسام الكفر الثلاثة من أين جئتم بأقسام الردة قولوا لهم هذا الحافظ في كتابه الاتحاف بيّن أن العلماء من المذاهب الأربعة ألفوا الرسائل في بيان المكفرات بل حتى إن من الفقهاء كهذا الفقيه الحنفي (قاسم بن قطلوبغا) ماذا ألف كتابًا أنظروا واسمعوا لعنوانه قال: “من يكفر ولا يشعر” هذا عنوان الكتاب وهو مطبوع وموجود في الأسواق وهذا ابن حجر الهيثمي الشافعي ألف كتابًا الإعلام بقواطع الإسلام والبدر الرشيد الحنفي رسالة في الألفاظ المكفرات . وهكذا كثير من العلماء جاءوا على هذا الأمر وبيّنوا التفصيل بل إن من العلماء من أسهب في ذلك ككتاب الفتاوى الهندية في المجلد الثاني وهذا الكتاب اشتغل عليه خمسمائة عالم. لذلك علينا أن ننتبه هذه الألفاظ التي توقع الكثير من الناس في الكفر يصلون إليها أحيانًا بسبب الغضب وأحيانًا بسبب اللعب وأحيانًا بسبب المزاح لذلك علينا أن ننتبه. وأما الدليل من القرءان على وجود الكفر بأنواعه الثلاثة بأقسامه الثلاثة أن القرءان حذّرنا من الكفر اللفظي قال الله تعالى:”يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ” (سورة التوبة). وحذّرنا القرءان من الكفر الاعتقادي قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءامَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} (سورة الحجرات) الإرتياب الشك والشك محله القلب كالذي يشك في قلبه بوجود الله والعياذ بالله صار يشك في قلبه هل الله تعالى موجود أم ليس موجودًا شك في صدق القرءان شك في صدق الإسلام شك في صدق النبي صلى الله عليه وسلم شك في حقية العقيدة الإسلامية والشريعة الإسلامية الرسول عليه الصلاة والسلام ماذا قال أيضًا قال:”أفضل الأعمال إيمان لا شك فيه”. إذًا القرءان حذّرنا من الكفر اللفظي وحذّرنا ومن الكفر الاعتقادي وحذّرنا من الكفر الفعلي:{ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ} (سورة فصلت). السجود للشمس كفر فعلي بجملة الجسد السجود للقمر عبادة الشيطان عبادة الشمس هذا كفر فعلي. وكذلك من الكفر الفعلي ما يحصل في بعض المطابع أحيانًا يطبع المصحف الشريف يأتي يأتي بعض العمال فيدوس عليه برجله أو يجلس على المصاحف عند نقلها من المطابع إلى المكتبات في الأسواق فتوضع في الشاحنات فيأتي العامل ويدوس عليها أو يصعد فيجلس في الشاحنة بأليته والعياذ بالله على المصاحف أو يضع رجله على المصاحف هذا خروج من الإسلام كفر فعلي. كذلك ما يحصل من بعض الناس يكون في بيوتهم نسخٌ قديمة من المصحف الشريف أو جزء تبارك أو ربع يس أو ما شابه من الأجزاء والأرباع الشريفة يأتي عمدًا وهو يعرف أن هذا ربع يس مثلا أو قد سمع فيأتي ويرميه في المزبلة والعياذ بالله تعالى هذا يقال له كفر فعلي. كذلك ما يصدر من بعض السحرة لعنة الله عليهم يكتبون القرءان بالبول أو بالغائط أو بدم الحيض أو يكتب أحيانًا على العورة المغلظة للمرأة هذا كفر فعلي ومخرج من دين الإسلام. كذلك بعض السحرة يذبحون ديكًا بأوصاف معينة تقربًا للشمس أو تقربًا لإبليس هذا يقال له كفر فعلي. كذلك الذي يبصق والعياذ بالله على الكعبة أو على المصحف الشريف هذا خرج من الإسلام وأما من الكفر الاعتقادي كالذي يعتقد أن الله جسم أو جسد أو شكل أو حجم أو هيئة أو صورة أو كمية أو له بداية أو له نهاية أو قاعد في السماء أو جالس على العرش أو أن الله ضوء أو ظلام أو روح أو ريح أو أن الله يتغير أو أن الله يتبدل أو يوصف بالإحساس أو بالشعور أو باللذة أو بالألم هذا كله كفر اعتقادي. كذلك الذي يعتقد أن العالم أزلي مع الله أو العالم ليس له بداية هذا أيضًا أشرك بربّه لأن الله قال:{الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (سورة الفاتحة) فالعالم مخلوق له بداية والله أزلي قال الله تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ} (سورة الحديد). الله هو الأزلي الأبدي أما هذا العالم فمخلوق له بداية. كذلك الذي يعتقد أن الإنسان يخلق أفعال نفسه الاختيارية وليس الله يخلقها كما تعتقد بعض الفئات الكافرة وإن أدعت الإسلام وبعض المشايخ الكفار وإن ادعو الإسلام ولهم مقاطع فيديو يقولون الشر ليس بخلق الله ويقولون الشر ليس له خالق وهذا تكذيب للقرءان {مِن شَرِّ مَا خَلَقَ} (سورة الفلق) وتكذيب للقرءان {قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ} (سورة الرعد). وتكذيب للقرءان {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} (سورة فاطر). ومن الكفر اللفظي مسبة الله حاشى أو نبي من الأنبياء أو عزرائيل أو ملك آخر أو القرءان أو الإسلام أو الملائكة أو الأنبياء أو الاعتراض على الله أو تشبيه الله بخلقه ولو بصفة واحدة وهذا كله مخرج من الإسلام من مات على شىء من ذلك خُلد في جهنم إلى أبد الآبدين. كيف توبته؟ أن يتخلى عن الكفر وينطق بالشهادتين ليرجع للإسلام. انظروا إلى عواقب الغضب هذا بعض عواقب الغضب قال رحمه الله أي مولانا الشيخ يعني من إرشادات الولي الصالح المرشد الشيخ عبد الله قال:”الذي يتبع الغضب لا بد أن يهلك”. سلمنا الله وإياكم والحمد لله ربّ العالمين.