قال الشيخ جميل حليم
من نصائح الولي المرشد الشيح الهرري
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد طه النبي الأمي الأمين العالي القدر العظيم الجاه وعلى ءاله وصحبه ومن والاه.
الذي يترك صلاة واحدة يُخشى عليه سوء الخاتمة
أما بعد إخواني وأخواتي حفظكم الله ورعاكم من إرشادات ونصائح مولانا الإمام المرشد الحجة العالم العلامة الشيخ عبد الله الهرري رضي الله عنه ورحمه رحمةً واسعة قال:”الذي يترك صلاة واحدة مفروضة يُخشى عليه من سوء الخاتمة“. ما معنى هذا الكلام الصلوات المفروضة هي الصلوات الخمس الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح هذه الصلوات هي فرض على كل مكلف ويجب عليه أن يعتني بهذه الواجبات الفرائض العظيمة ويؤدي هذه الصلوات في أوقاتها فلو ترك صلاة من هذه الصلوات حتى خرجت عن وقتها يعني مثلا دخل وقت صلاة الظهر وهو عرف أن الوقت قد دخل وكان منتبهًا وتهاون وقصر وترك إلى أن دخل العصر يعني تعمد أن يضيع صلاة الظهر وهكذا في العصر وهكذا في المغرب وهكذا في العشاء تركها حتى دخل الفجر وهكذا في الفجر تركها حتى صار الشروق شروق الشمس يعني هذا يكون ضيع هذه الصلاة المفروضة وأخرجها عن وقتها عمدًا وبلا عذر يعني لم يكن مريضًا وجمع بين الصلاتين لم يكن فيه مرض ومشقة بحيث لا يستطيع أن يصلي كل صلاة في وقتها لا. ولم يكن مسافرًا فجمع بين صلاتين لا. إنما كان في البلد ولم يكن مريضًا وبلا عذر ترك الصلاة عمدًا إلى أن خرج وقت هذا الصلاة صار مرتكبًا للذنب الكبير العظيم المفسق وصار هذا الإنسان عند الله ملعونًا صار هذا الإنسان واقعًا في هذه الجريمة الكبيرة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:”العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر“. ما معنى فقد كفر؟
فقد صار قريبًا من الكفر وقال بعض العلماء صار من حيث الظاهر يشبه الكفار وهناك قول للإمام أحمد رحمه الله ولبعض علماء السلف قالوا بتكفير تارك الصلاة لكن هذا القول ليس هو المعتمد وليس الذي عليه جماهير العلماء لماذا؟
لأنه من عهد الصحابة رضوان الله عليهم إلى اليوم لا يُعرف بين المسلمين إلا وأن المسلم تارك الصلاة يُصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين وزوجته تبقى على نكاحه ولا يُفرق بينه وبينها لأنه ترك الصلاة وأنه يرث من أقربائه المسلمين وهم يرثون منه وهذا كله في المسلم إذًا لتركه الصلاة لم يجروا عليه أحكام الكفار والمرتدين وهذا من زمن الصحابة وإلى اليوم فدل ذلك على أنه مسلم لكنه فاسق مرتكب للكبيرة بل حلّ عليه غضب الله وحلّ عليه سخط الله وصار قريبًا من الكفر يُخشى عليه من سوء الخاتمة لأن من الناس من إذا وقع في الكبائر واسترسل فيها قد يستسهل بعد ذلك والعياذ بالله أن ينجر إلى الكفر أن يقع في الكفر فإذا حصل ذلك ووصل إلى الكفر ومات عليه خسر الدنيا والآخرة هنا لأنه وصل إلى الكفر سب الله أو الإسلام أو القرءان أو سب الصلاة استهزأ بالصلاة كبعض الجهال اليوم وبعضهم من يدعي الإسلام يستهزؤون بالصلاة بالصيام بالزكاة بالأحكام الشرعية بالاستجناء بالوضوء بالغسل من الجنابة ويقولون على زعمهم هذه أمور تافه ويقولون هذه قشور ويقولون هذه الأمور لا عبرة بها ولا قيمة لها هؤلاء كفار لأنهم حقّروا شريعة الله حقّروا دين الله الله عزّ وجلّ ماذا قال في القرءان:{فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}(سورة البقرة). وهذا كيف يُعرف إلا بالفقه فالذي يحقّر الأمور الشرعية والأحكام الفقهية هذا ليس من المسلمين والرسول عليه الصلاة والسلام يقول:“الطّهور شطر الإيمان”. فكيف يقال عن هذه الأمور الشرعية إنها أمور تافهة أو على زعمهم يقولون قشور وبعضهم يقول عن من يصلي معقد أو عن المرأة المتسترة التي تستر عورتها تُغطي عورتها يقولون هذه معقدة أو يقولون رجعية أو تخلف هؤلاء استخفوا بشريعة الله.
كذلك الذي ينكر فرضية الصلاة الذي يقول اليوم تقدم النّاس وتحضروا الصلاة ما عادت واجبة هذا أيضًا كافر.
إذًا الذي يسب الصلاة أو الصيام أو الزكاة أو الحج أو يستهزئ بأحكام الشريعة الإسلامية كالاستنجاء والوضوء والغُسل من الجنابة وستر المرأة لعورتها الذي يقول عن هذه الأمور تخلف وأمور تعقيدية ورجعية وجهالة على زعمهم بعض الناس ماذا يقولون يقولون من يفعل ذلك هذا على زعمهم يعتبر من الأمور التي تدل على تخلفه ورجعيته وجهله هؤلاء حقّروا ما كان عليه الأنبياء والأولياء والصلحاء والأخيار والأطهار من عباد الله حقّروا شريعة الله تعالى.
أما إذا تركها كسلا هو يعترف بفرضية الصلاة ويحترم الصلاة ويعظم شأن الصلاة لكنه تقصيرًا تركها كسلا تركها هذا لا يقال عنه كافر بمعنى أنه خرج من الإسلام أما لو قيل كفر دون كفر هذا لا ضرر فيه لا بأس أما بمعنى خرج من الإسلام صار مرتدًا صار كمن سب الله فلا لماذا؟ لأن الإجماع الذي نقله النووي أن تارك الصلاة يصلي عليه فلو كان مرتدًا ولو كان كافرًا كيف يُصلى عليه الكافر لا يُصلى عليه المرتد لا يُصلى عليه وتارك الصلاة يصلى عليه.
فإذًا هذا الذي تركها كسلا يكون فاسقًا عاصيًا مرتكبًا للكبيرة وإذا ترك الصلاة المفروضة كما قلنا صار من حيث عظم الذنب يشبه الكفار وصار قريبًا من الكفر ويُخشى عليه من سوء الخاتمة.
ثم إن أمر الصلاة عظيم في الإسلام الله عزّ وجلّ يقول:{وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ}(سورة البقرة). أمر من الله عزّ وجلّ ما معنى هذه الآية ما معنى {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} ليس معنى واقيموا الصلاة أن الإنسان إذا وقف مرة بعد مرة في المسجد أو في البيت فقال كلمات إقامة الصلاة: الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمّدًا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. هذه كلمات إقامة الصلاة إذا أردت أن أصلي مثلا يسن لي أن أقول هذه الكلمات قبل أن أبدأ بالصلاة قبل أن أبدأ قبل أن أكبر هذه الكلمات يقال إقامة الصلاة هذه سنة ولكن من جاء وكبر دخل في الصلاة من غير هذه الإقامة صلاته صحيحة وليس عليه معصية فلو أن إنسانًا كان يردد هذه الكلمات في كل أوقاته لكن الصلوات الخمس كان يضيعها يقصر فيها يهملها يصلي مرة ويترك عشرة يصلي واحدة ويترك عشرة هذا لا يكون أقام الصلاة بالمعنى الذي أمرت به الآية {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} يعني حافظوا على الصلوات الخمس أدوها كما أمر الله ولا تقصروا فيها ولا تضيعوها هذا معنى {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} والرسول صلى الله عليه وسلم ماذا قال:”خمس صلوات كتبهن الله على العباد” يعني هنّ فرض أمر مؤكد محتم واجب في الإسلام على كل مكلف.
فاسمعوا وانتبهوا يا إخواني ويا اخواتي هذه الصلوات هي فرض مؤكد أجمعت الأمة على ذلك والنصوص القرءانية والحديثية على وجوبها والإجماع على وجوبها وفعل النبي والصحابة على وجوبها فمن جحدها وأنكر فرضيتها فلا يكون من المسلمين بل هو كافر وعليه أن يتشهد ليرجع للإسلام بعد أن يرجع عن هذا الاعتقاد كذلك من سبها أو استخف بها أو استهزأ أو قال تخلف أو رجعية أو تعقيد هذا عليه أيضًا أن يتشهد ليرجع إلى الإسلام.
فإذا الرسول عليه الصلاة والسلام يقول:”خمس صلوات كتبهن الله على العباد” ما معنى كتبهن؟ فرضهن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} (سورة البقرة). ما معنى كُتب فرض وهكذا في معنى حديث خمس صلوات كتبهن الله على العباد أي فرضهن الله على العباد فمن أتى بهن بتمامهن وأركانهن وشروطهم كان له عهد عند الله أن يدخله الجنة بلا عذاب له عهد من الذي يضمن لك هذا العهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل خلق الله أصدق خلق الله أصدق العالمين يقول لك إنك إن حافظت عليها كما جاء في الشريعة كما بيّن هو صلى الله عليه وسلم يكون لك عهد عند الله أن يدخلك الجنة بلا عذاب هذا شىء عظيم وبشرى كبيرة للمحافظين على الصلوات بشروطها كما بيّنا.
قال ومن لم يأت بهن بتمامهن وأركانهن وشروطهن فهذا الذي ترك الصلوات الخمس أو شيئًا منها يعني بعض الناس قد يصلي الظهر ويترك العصر قد يصلي العصر ويترك المغرب قد يصلي العشاء ويترك الفجر وكان مستيقظًا بعض الناس في وقت صلاة الفجر يكونون في الوظائف في الأعمال مثلا كالذين يشتغلون في الأسواق كسوق الخضار سوق اللحم الجزارين أو الذين يعملون على هذه السيارة التاكسي يعني في هذه الأوقات يكونون مستيقظين يعني يكون عارفًا أن الفجر قد دخل ويبقى في وظيفته وفي عمله وفي الأسواق والدكاكين وفي الشوارع ويترك الفجر إلى أن يصير الشروق هذا ضيع الصلاة عمدًا ترك الصلاة عمدًا.
فإذا هذا الذي يصلي صلاة ويترك أخرى أو يصلي يومًا ويترك أسبوعًا أو يصلي أسبوعًا ويترك شهرًا أو يصلي شهرًا ويترك سنة هذا فاسق ملعون من أهل الكبائر.
فمن الذي عهد مضمون من الذي له عهد مضمون من رسول الله صلى الله عليه وسلم بدخول الجنة بلا عذاب هو المسلم الذي يحافظ على الخمس ويؤديها بشروطها وتمامها وأركانها أما إن لم يكن كذلك بل كان مضيعًا لها عمدًا أو لبعضها عمدًا فهو تحت المشيئة هو فاسق ملعون خبيث مجرم ظالم حل عليه غضب الله وسخط الله ولا يؤتمن لا على مال ولا على علم ولا على وظيفة ولا يستحق أن يُسعى له في تزويج ولا يستحق أن يُزوج لأنه ضيع حق الله وضيع هذا الفرض العظيم المؤكد الذي هو أعظم أمور الدين والإسلام بعد الإيمان بالله ورسوله ضيعه عمدًا فماذا قد يفعل بهذه البنت أو المرأة التي تسعى أنت له بتزويجه منها قد يظلمها قد يفتري عليها قد يسوقها إلى ترك الصلاة إلى الفسق إلى الفجور إلى شرب الخمر إلى الزنا إلى خلع الحجاب وكشف عورتها فإذًا لا يؤتمن فهذا الإنسان فاسق ظالم مجرم حلّ عليه سخط الله وغضب الله وصار قريب من الكفر ويُخشى عليه من سوء الخاتمة هذا إذا كان تاركًا للصلاة عمدًا أو كان مضيعًا لبعضها وإن مات على ذلك بلا توبة فهو تحت المشيئة إن شاء الله عفا عنه وغفر له والله أرحم الراحمين لاحظوا لماذا نقول إن شاء عفا عنه وغفر له لأنه مات مسلمًا كما شرحنا وبيّنا.
أما الذي سب الصلاة شتم الصلاة أو جحد فرضية الصلاة ومات على ذلك فهو كافرلا يستحق أن يُغسل ولا يستحق أن يُكفن ولا يجوز أن يُصلى عليه ولا يجوز أن يُدفن في مقابر المسلمين ولا يُترحم عليه وهذا يخلد في جهنم إلى أبد الآبدين ليس كما نقول في المسلم العاصي تحت المشيئة لا. بل هذا إلى جهنم وبئس المصير لأنه مات وكان سابًا للصلاة ولم يتشهد مات وكان منكرًا لفرضية الصلاة ولم يرجع إلى الإسلام بالشهادتين فهذا يخلد في جهنم إلى أبد الآبدين.
أما المسلم الذي كان تاركًا للصلاة ومات على ذلك بلا توبة هذا تحت المشيئة إن شاء الله عفا عنه وغفر له لأنه مسلم وأدخله الجنة بلا عذاب وإن شاء عذبه ثم أخرجه من النار وأدخله الجنة ويخلد في الجنة إلى أبد الآبدين لأنه مات على الإسلام.
إخواني وأخواتي حافظوا على الصلاة واعتنوا بها وانتبهوا لها أكثر من الاعتناء وانتبهاكم لأموالكم ولوظائفكم ولكل أعمالكم الدنيوية الصلاة عامود الدين الصلاة لذة المتقين الصلاة قرة عيون النبيين المرسلين قال عليه الصلاة والسلام:”وجعلت قرة عيني في الصلاة“. وقال عليه الصلاة والسلام:”وأصلي ولا أشبع” وكان في مرض وفاته يُغمى عليه من شدة الألم صلى الله عليه وسلم فإذا أفاق قال:” أحانت الصلاة يقولون: نعم فيقول: إلي بالوَضوء”. الوَضوء بفتح الواو يعني ماء الوضوء ما يتوضوء به فيتوضوء ويُصلي فإذا سلم وانتهى من الصلاة أُغمي عليه من شدة الألم وما كان يترك الصلاة صلى الله عليه وسلم فأين أنت من المحافظة على الصلاة وأين أنتِ من المحافظة على الصلوات.
إخواني وأخواتي إيّاكم أن تقصروا في أمر الصلاة وإلا فالأمر خطير وعذاب الله كبير نسأل الله السلامة لنا ولكم ونسأله سبحانه حسن الحال وحسن الختام والحمد لله ربّ العالمين.