قال الشيخ جميل حليم
من نصائح الولي المرشد الشيخ الهرري
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد طه النبي الأمي الأمين العالي القدر العظيم الجاه وعلى ءاله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله صلى الله عليه وعلى ءادم وعلى موسى وإبراهيم وعلى عيسى ونوح وعلى من بينهم من النبيين والمرسلين ورضي الله عن كل الأولياء والصالحين.
من أدخل إنسانًا في الإسلام دخل الجنة
اما بعد، أكرمنا بأن صحبنا شيخنا وتعلمنا وأخذنا تعلمنا عنه وكان من جملة ما قال من الدرر والنصائح عنه قال رضي الله عنه وأرضاه:”من أدخل إنسانًا في الإسلام دخل الجنة”. وهذا الكلام له دليل وهو في حديث رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”من أسلم على يديه رجل دخل الجنة“. ما معنى هذا الحديث سألت مولانا الشيخ رضي الله عنه هل يشترط أن الذي يسلم على يدي من الكفار الأصليين أو لو كان مرتدًا فتشهد بسببي ورجع إلى الإسلام قال لا يشترط أن يكون كافرًا أصليًا بل لو كان من المرتدين فتشهد بسببك لك ذلك.
وهذا الحديث من أسلم على يديه رجل دخل الجنة كل واحد منكم وكل واحدة منكن يا إخواني ويا أخواتي تقدرون تستطيعون أن تخرجوا للناس وتعلموا الناس وأن تحذروا الناس من الكفر والشرك والضلال كلكم يقدر أن يقعد في المجالس بين الناس في المعاهد في المدارس في الجامعات في السيارات في أماكن الانتظار كعيادة الطبيب أو في القطار والمطار والطائرة أو في أماكن العمل أو حتى في البيوت والزيارات وعند صلة الأرحام والدخول إلى الجيران والدكاكين كل منكم يستطيع أن يحذر الناس من الكفر وأن يبين لهم أن من كان كافرًا أصليًا يعني كان على غير الإسلام ولد بين أبوين كافرين ونشأ على الكفر وبلغ على الكفر هذا يقال له كافر أصلي مثلا واحد ولد من أبوين كافرين مثلا كاليهود مثلا وهذا الطفل بقي بينهما ونشأ على اليهودية إلى أن بلغ هذا يقال له كافر أصلي والمرتد هو الذي كان مسلمًا ثم كفر والعياذ بالله غاضبًا أو لاعبًا أو مازحًا إذا تكلم أو فعل أو اعتقد ما هو كفر خرج من الإسلام صار من المرتدين ما عاد مسلمًا بعض الجهال ماذا يقول يقول المسلم مسلم مهما قال على زعمهم ويقولون المسلم مسلم مهما فعل يعني على زعمهم لو قال كفرًا لو عمل كفرًا ما دام على زعمهم كان مسلمًا يبقى مسلمًا ولا يسجل عليه ولا يكفر بزعمهم ولا يخرج من الإسلام وقولهم هذا كفر وتكذيب للقرءان:{وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (سورة البقر) الله ماذا يقول عن أعمال الكفار:{أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} (سورة إبراهيم) ماذا قال أيضًا:{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} (سورة الفرقان)
إذا هذا الذي كان مسلمًا كان يلعب كان يمزح كان غاضبًا فعترض على الله أو شتم الملائكة أو شتم الإسلام شتم موسى أو عيسى شتم والعياذ بالله إبراهيم أو ءادم أو يوسف أو قال عن يوسف زنا أو قال عن إبراهيم مشرك أو قال عن عيسى شرب الخمر هذا صار مكذبًا لربّ العالمين صار مكذبًا للقرءان صار من المرتدين .
كذلك الذي يشبه الله بخلقه يعتقد أن الله تعالى مشيئته تتغير في النصف من شعبان بعض الناس يعتقدون أنهم إذا دعوا في النصف من شعبان مشيئة الله تتغير لأجل هذا الدعاء هذا تكذيب للقرءان الله يقول:{مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ} (سورة ق) وقال عليه الصلاة والسلام وقال لي:”يا محمد إني إذا قضيت قضاءًا فإنه لا يُرد” فإذا كانت مشيئة الله لا تتغير لأجل محمد صلى الله عليه وسلم أشرف الخلق وأفضل الأنبياء وسيد المرسلين الله لا يغير مشيئته من أجل محمد فهل تتغير لأجل من دعا في النصف من شعبان أو لأجل يتيم أو أرملة لا لأن الذي يتغير أو تتغير صفاته هذا مخلوق ضعيف عاجز يحتاج إلى من يغيره والمحتاج لا يكون إلهًا لأن الله أزلي أبدي لا شبيه له ولا مثيل موجود أزلا وأبدًا بلا جهة ولا مكان لا يحتاج إلى أحد ولا إلى شىء فلو كانت مشيئته تتغير في النصف من شعبان لكان مثلنا نحن نتغير الله تعالى خلقنا بعد أن كنا معدومين فصرنا موجودين بإيجاد الله لنا ثم كنا صغارًا والواحد منّا يكبر الله ماذا قال في القرءان “والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئًا”. الإنسان يتغير من حيث الحجم من حيث العمر من حيث الشكل من حيث الصفات من حيث الأعمال يكون ضعيفًا يصير قويًّا يكون قويًّا يصير ضعيفًا يكون جاهلا يصير عالمًا.
فإذًا المتغير يحتاج إلى من يغيره إذًا لو كانت مشيئة الله تتغير لكان عاجزًا ضعيفًا لكان محتاجًا إلى من يغيره وهذا كله لا يجوز على الله.
فإذا من اعتقد مشيئة الله تتغير هذا كذب الله فلا يكون من المسلمين بل هو من المرتدين كذلك الذي يقول الشر ليس بخلق الله أو يقول الإنسان أو الشيطان هو الذي خلق الشر وليس الله هذا صار مشركًا لأنه جعل لله شركاء في خلق الأعمال والله ماذا قال:{قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ} (سورة الرعد) وماذا قال:{ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} (سورة فاطر) وماذا قال:{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} (سورة الصافات) وقال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:”كلام القدرية كفر” وقال الحسن البصري:”من كذب بالقدر فقد كفر” فالذي يقول الشر ليس له خالق أو الشر ليس بخلق الله جعل الله مغلوبًا في ملكه وجعل لله شركاء فلا يكون من المسلمين وكذلك الذي يسب عزرائيل أو يسب الصلاة أو الصيام او الزكاة أو الحج أو ينكر الآخرة عرفنا من هو الكافر الأصلي ومن هو المرتد فكيف يدخل في الإسلام من كان كافرًا أصليًا كيف يدخل في الإسلام ومن كان مرتدًا يعني كان مسلمًا ثم ارتد كفر كيف يرجع للإسلام كلاهما يرجع للإسلام بقول لا إله إلا الله محمد رسول وليس بقول أستغفر الله ليست هي باب الإسلام إنما باب الإسلام الشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله فمن قال للدخول في الإسلام لا إله إلا الله بدون لفظ أشهد صح منه دخوله في الإسلام ومن قال أشهد صح وكان أحسن فجاء بتأكيد المعنى بلفظ زائد فيكون أحسن لكان لو قال لا إله إلا الله بدون لفظ أشهد صح دخوله في الإسلام فلا يقال له أنت ما زلت على الكفر لم يصح منك الدخول في الإسلام لا لا يقال له ذلك بل لو قال لا إله إلا الله محمد رسول الله صار مسلمًا أي قال ذلك للدخول في الإسلام.
فالدخول في الإسلام لا يكون بالغسل لا يكون بتوزيع الخبز على أبواب المساجد ولا يكون بقول أستغفر الله فإذا سمعتم إنسانًا كفر قولوا له تشهد بالشهادتين يرجع إلى الإسلام ما الدليل قال الله تعالى:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ} (سورة محمد) هذه الآية {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ}دليل على أن الشهادة هي الأصل لماذا لأن الشهادة هي الأصل الذي لا بد منه للدخول في الإسلام أما قول أستغفر الله فليس كذلك، الاستغفار فرع والشهادة أصل والأصل مقدم على الفرع.
إذا قال الشهادة أولا ثم قال أستغفر الله بعد ذلك نفعه فإذا سمعتم إنسانًا كفر ولو كان لاعبا ولو كان مازحًا لا تقولوا له قل أستغفر الله بل قولوا له تشهد فإن تشهد بسببكم إن كنتم سببًا لإدخاله في الإسلام لكم هذه البشرى من أسلم على يديه رجل دخل الجنة الرجل أو المرأة يعني إذا كنت سببًا في إسلام امرأة دخلت في الإسلام بسببك لك هذه البشرى من أسلم على يديه رجل دخل الجنة والدليل على ذلك أن الشهادة لا بد منها وبالشهادتين يدخل في الإسلام وليس بقول أستغفر الله من الدليل على ذلك الحديث المتواتر الذي رواه كثير من الصحابة وعند الكثيرين من الحفاظ وهو قوله صلى الله عليه وسلم:”أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله واني رسول الله وفي رواية وأنّ محمّدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم (لاحظوا ماذا قال قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ما قال حتى يقولوا أستغفر الله بل حتى يتشهدوا حتى يدخلوا في الإسلام) فإذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عزّ وجلّ“.
إذًا ما هو الأصل أن يتشهد أن ينطق بالشهادتين للدخول في الإسلام وليس بقول أستغفر الله والإجماع على ذلك نقله الإمام الشافعي رضي الله عنه والحافظ أبو بكر بن المنذر في كتابيه الإجماع والإشراف قال هذا إجماع أن الكافر يدخل في الإسلام بالشهادتين وليس بقول أستغفر الله فانتبهوا من هذا الجهل الذي يقع فيه الكثير من الجهلاء وهو أنهم إذا سمعوا إنسانًا كفر قالوا له قل أستغفر الله، أستغفر الله لا ترجعه للإسلام هذا جهل ومعارض للدين والقرءان والإسلام بل يقال له تشهد لترجع للإسلام أو تشهد لتدخل في الإسلام علموا هذا للناس لكم الثواب والخير والبركة والنور ولكم هذا السر الذي ورد في الحديث:”من أسلم على يديه رجل دخل الجنة“.
اللهم اجعلنا هداة مهتدين آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر
اللهم اجعلنا سببًا لإدخال الكافرين في الإسلام إنك على كل شىء قدير والحمد لله ربّ العالمين.