fbpx

الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز – سورة البروج

شارك هذا الدرس مع أحبائك

سورة البروج بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين. سورة البروج أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) أقسم الله سبحانه وتعالى بالسماء وهي ذات البروج والبروج هي منازل الكواكب والشمس والقمر. وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) هو يوم القيامة. وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) الشاهد هو يوم الجمعة وسمي شاهدًا لأنه يشهد على كل عامل بما عمل فيه وأما المشهود فهو يوم عرفة لأن الناس يشهدون فيه موسم الحج، ثم قال الله عز وجل قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) قتل أي لعن والأخدود هو شق يشق في الأرض وأصحاب الأخدود قوم من الكفار خدوا أخدودا في الأرض وسجروه نارًا وعرضوا المؤمنين عليها فمن رجع عن دينه تركوه ومن أصر على الإيمان أحرقوه والعياذ بالله. النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) أي ما توقد به فكانت نارًا يوقدونها لإحراق المؤمنين. إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) أي عند النار. وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) معناه هم أي الكفار كانوا حاضرين وينظرون إلى ما يفعلونه بالمؤمنين يشهدون تعذيبهم بالإلقاء في النار إن لم يرجعوا عن إيمانهم. ثم قال الله عز وجل وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) أي ما أنكروا عليهم إلا إيمانهم والمعنى ما كان إنكارهم عليهم إلا لإيمانهم بالله وهو العزيز الغالب الحميد المحمود على كل حال. الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فالله عز وجل هو مالك كل شيء وَاللَّهُ عَلَى كُلّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) فلا يخفى على الله شيء فهو عالم بكل شيء سبحانه وتعالى بعلمه الأزلي. إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا أي الذين أحرقوا المؤمنين وعذبوا المؤمنين ثم لم يتوبوا من شركهم وفعلهم ذلك بالمؤمنين فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10). إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أي تجري الأنهار من تحت أشجارها ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) هذا هو الفوز الكبير جمعنا الله تعالى جميعًا في الجنة. ثم قال الله عز وجل: إِنَّ بَطْشَ رَبّكَ لَشَدِيدٌ (12) أي إن أخذه بالعذاب إذا أخذ الظلمة والجبابرة لشديد. إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) هو يبدئ الخلق ويعيدهم يوم القيامة. وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) والودود أي اللطيف بالمؤمنين المحسن إليهم. ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) أي خالقه ومالكه. فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16) أي لا يعجز الله شيء فالله سبحانه وتعالى فعال لما يريد قادر على تكوين ما سبقت به إرادته لا يعجزه عن ذلك شيء ولا يمانعه أحد ولا يحتاج إلى استعانة بغيره سبحانه وتعالى. ثم قال الله عز وجل هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) أي قد أتاك يا محمد حديث الجنود أي خبرهم وما حل بهم من العقوبة. فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18). بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) بل الذين كفروا يعني مشركي مكة في تكذيب لك يا محمد والقرآن أي لم يعتبروا بما كان قبلهم. وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) أي عالم بهم لا يخفى عليه شيء من أعمالهم. بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) أي عظيم. فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)أي مكتوب في اللوح المحفوظ. والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم.