الشمائل المحمدية
قال الشيخ سمير القاضي حفظه الله
الحلقة 0011
باب ما جاء في إدام رسول الله
الحمد لله ربّ العالمين له النّعمة وله الفضل وله الثناء الحسن صلى الله وسلم على سيدي رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
نكمل من حيث كنّا وصلنا بكتاب شمائل النبي للحافظ أبي عيسى الترمذي رحمه الله تعالى
القارئ: بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله بالسند إلى الإمام الترمذي رحمه الله قال باب ما جاء في صفة إدام رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أكل من الألوان
(الإدام هو ما يؤكل بالخبز أنواع الأطعمة التي تؤكل بالخبز التي أكلها النبي عليه الصلاة والسلام وما أكل من الألوان أي من أنواع الطعام ألوان الطعام يعني أنواعه)
قال حدثنا محمد بن سهل بن عسكر وعبد الله بن عبد الرحمن قالا حدثنا يحيى بن حسان قال حدثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة الصديقة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" نعم الإدام الخل" (ما أحسن الخل من طعام يؤكل بالخبز ما أحسن ذلك هذا معناه الخل شىء حسن يؤكل بالخبز).
قال عبد الله بن عبد الرحمن في حديثه:"نعم الأُدم أو الإدام الخل" (المعنى واحد)
وبه قال حدثنا قتيبة قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب قال سمعت النعمان بن بشير يقول:"ألستم في طعام وشراب ما شئتم لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ بطنه (وسبق هذا الحديث ومعنى الدقل قلنا رديء التمر كان عليه الصلاة والسلام لا يجد أحيانًا من رديء التمر ما يكفيه).
وبه قال حدثنا عبدة بن عبد الله الخُزاعي قال حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن محارب بن بثار عن جابر بن عبد الله أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"نعم الإدام أو الأُدم الخل" (إذا عُرف من هذا أن الخل حث النبي عليه الصلاة والسلام على أكله بل ورد أنه أكله وأيضًا أكل التمر عليه صلاة الله وسلامه).
وبه قال حدثنا هنّاد قال حدثنا وكيع عن سفيان عن أيوب عن أبي قِلابة عن زهدم الجرمي أنه قال: كنا عند أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فأؤتي بلحم دجاج (قدم لحم دجاج يعني حتى يأكل الحاضرون) فتنحى رجل من القوم ( واحد من الناس تنحى جانبًا ما أراد أن يأكل) فقال: ما لك ( لِمَ لا تأكل) فقال إني رأيتها تأكل شيئًا ( يعني مرة رأيت دجاجة تأكل شيئًا قذرًا هذا معناه) فحلفت أن لا آكلها ( فقلت لا آكلها) قال: ادن ( أترك ما حلفت وأترك رأيك وهواك أدنُ فكل) فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل لحم دجاج ( أنا رأيت النبي عليه الصلاة وزالسلام يأكل لحم دجاج وفعل النبي عليه الصلاة والسلام مقدم على رأيك).
وبه قال حدثنا الفضل بن سهل الأعرج البغدادي قال حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي عن إبراهيم بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده أنه قال:أكلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم حُبارى ( الحبارى طائر معروف بالجزيرة العربية يصطاد يصطادونه بالصقور كثيرًا ما يصطادونه بالصقور رمادي اللون عنقه فيه طول يشبه الأوزة فيه شبه من الأوزة).
وبه قال حدثنا علي بن حُجر قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن القاسم التميمي عن زهدم الجرمي أنه قال كنّا عند أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال فقدم طعامه وقُدم في طعامه لحم دجاج وفي القوم رجل من بني تيم الله أحمر كأنه مولى ( لونه فيه حمرة كأنه مولى كأنه ليس منهم صميمة إنما هو مولى لهم) قال فلم يدنُ فقال له أبو موسى أدن فإني قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل منه. قال إني رأيت يأكل شيئًا فقذرته فحلفت أني لا أطعمه أبدًا (هذا نفس الحديث الذي قبله لكن ترتيب الكلام مختلف فيه فيفهم من هذا أن النبي عليه الصلاة والسلام أكل الطيور أكل لحم الطير فينبغي أن يكون الإنسان حذرًا غير متسرع لا ينبغي أن يؤخذ لما يقوله بعض الناس اليوم الذين لا يقيمون لشرع حسابًا ولا اعتبارًا وإنما يقدمون آرائهم أو يقدمون آراء زيد وعمرو على ما جاء في شرع الله فترى بعضًا منهم يذمون أكل اللحم على الإطلاق وأكل لحم الطيور على الإطلاق وهذا في غير محله نعم بعض الناس المرضى قد يضرهم نوع من اللحم هذا شىء خاص بهم أما إطلاق الذم فلا إطلاق ذم أكل اللحم لا ينبغي نبي الله عليه الصلاة والسلام أكله بل ورد عنه ما هو زائد على ذلك وسيأتي بيانه).
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو أحمد الزبيري وأبو نُعيم قالا حدثنا سفيان عن عبد الله بن عيسى عن رجل من أهل الشام يقال له عطاء عن أبي أسيد أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"كلوا الزيت وادهنوا به" (كلوا الزيت وادهنوا به كلوا الزيت بالخبز يعني وادهنوا به ادهنوا رأسكم وجسدكم به) فإنه يخرج من شجرة مباركة (فإنه يخرج من ثمر شجرة مباركة).
وبه قال حدثنا يحيى بن موسى قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة" (هذا مثل الذي قبله بمعنى الذي قبله إذًا النبي عليه الصلاة والسلام حث على أكل الزيت وقلنا الزيت في لغة العرب لا يطلق إلا على دهن الزيتون لا يطلق على غير ذلك) قال أبو عيسى وعبد الرزاق كان يضطرب في هذا الحديث فربما أسنده وربما أرسله (يعني أحيانًا كان يقول عن زيد بن أسلم عن أبيه عن رسول الله فيسقط عمر وأحيانًا كان يقول عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان عبد الرزاق يضطرب في سند في هذا الحديث)
وبه قال حدثنا السنجي وهو أبو داود سليمان بن معبد المرَوجي السنجي قال أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ولم يذكر فيه عن عمر (ذكر الترمذي هذه الرواية مثالا لإضطراب عبد الرزاق قبل ذكر رواية من طريق عن عبد الرزاق فيها ذكر عمر ثم ذكر طريقًا آخر لم يذكر فيه عبد الرزاق في الإسناد عمر بن الخطاب)
وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر وعبد الرحمن بن مهدي قالا حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الدباء (الدباء معناه القرع هذا هو الدباء وبعضهم يقول اليقطين وعلى كل حال اليقطين نوع من أنواع القرع ) فاؤتي بطعام أو دُعي له فجعلت أتتبعه فأضعه بين يديه لما أعلم أنه يحبه ( يعني أؤتي بطعام فيه في هذا الطعام يوجد دباء يوجد قرع فكان أنس رضي الله عنه يأخذ القرع يقربه إلى جهة النبي عليه الصلاة والسلام بما يعلم من أن النبي عليه الصلاة والسلام يرغب فيه يحبه).
وبه قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا حفظ بن غياث عن إسماعيل بن أبي خالد عن حيكم بن جابر عن أبيه أنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت عنده دباء يُقطع ( نعم رأيتهم يقطعون الدباء القرع يقطع) فقلت ما هذا قال: نكثر به طعامنا (نجعله في طعامنا حتى يكثر فنستطيع أن نهدي منه ويكفي عددًا أكبر من الناس ويعلم من هذا أن إصلاح الطعام بما يشبه هذا لا ينافي الزهد لا منافاة بين مثل هذا وبين الزهد) قال أبو عيسى وجابر هذا هو جابر بن طارق ويقال بن أبي طارق وهو رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا نعرف له إلا هذا الحديث الواحد وأبو خالد اسمه سعد ( هذا كله معلومات أمور تتعلق بالسند)
وبه قال حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول إن خياطًا (خياط دعى النبي عليه الصلاة والسلام والخياط في العادة في ذلك الزمن ما كانت عادة العرب في ذلك الزمن الإقبال عن مثل هذه المهن في الغالب الخياط يكون مولى في الأصل كان عبدًا ثم حُرر أو نحو ذلك وليس شرطًا ) إن خياطًا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه قال أنس فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام فقرّب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزًا من شعير ومرقًا فيه دباء وقديد ( القديد هو اللحم المملوح المجفف قرب إليه خبز شعير ومرق فيه القديد وفيه الدباء فيه القرع قطع القرع وفيه قطع القديد اللحم المجفف المملح قرّبه إلى النبي فهذا كان ما دعا عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام ) قال أنس فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء حوالي القصعة (يتتبع الدباء حوالي القصعة) فلم أزل أحب الدباء من يومئذ (ويعرف من هذا أن الطعام إذا كان من أكثر من لون له للإنسان لا ينافي الأدب أن يمد يده إلى ما يبعد عن جهته الأصل أن الناس إذا كانوا يأكلون من قصعة كل واحد يتناول الطعام من جهته وأن لا يمد يده إلى جهة بعيدة لكن إذا كان الطعام من أكثر من نوع وكانت الذي يريد أكله في جهة أبعد فمد يده إليه بطريقة لا يتقذر منها الباقون له أن يفعل ذلك ولا ينافي أدب الطعام لا ينافي هذا أدب الطعام).
وبه قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي وسلمة بن شريد ومحمود بن غيلان قالوا حدثنا أبو أُسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه يحب الحلواء والعسل (الحلواء ما فيه حلاوة هذا معنى الحلواء يحب الحلواء أي ما فيه حلاوة والعسل ما كان في أيامه هذه الحلوى أنواع الحلوى المعروفة في أيامنا إنما يحب الحلواء أي ما فيه حلاوة كالتمر وما شابهه والعسل).
وبه قال حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني (الحسن بن محمد الزعفراني هذا راوي المذهب القديم عن الشافعي في بغداد) قال حدثنا حجاج بن محمد قال قال بن جريج أخبرني محمد بن يوسف أن عطاء بن يسار أخبره أن أم سلمى أخبرته أنها قربت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبًا مشويًا (جنبًا مشويًا يعني جنب شاة مشوية) فأكل منه ثم قام إلى الصلاة وما توضأ ( يُعرف من هذا أن الإنسان إذا أكل ما غيرته النار لا ينتقض وضوئه بذلك وأن ما ورد من انتقاض الوضوء ما غيرته النار منسوخ كان أولا إذا أكل الإنسان شيئًا غيرته النار ينتقض وضوئه ثم نُسخ هذا الحكم فصار إذا أكل مثل ذلك لا ينتقض وضوئه بهذا إلا أن يكون لحم إبل فإن الذي يأكل لحم الإبل ينتقض وضوئه سواء أكله نيئًا أو مشويًا ليس لأن النار غيرته بل لأنه لحم إبل لحم الإبل أكله ينقض الوضوء).
وبه قال حدثنا قتيبة قال حدثنا ابن لهيع عن سليمان بن زياد عن عبد الله بن الحارث أنه قال: أكلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شِواء في المسجد ( وهذا أيضًا يدل فيه إشارة على أن أكل ما غيرته النار لاينقض الوضوء)
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا وكيع قال حدثنا مسعر عن أبي صخرة جامع ابن شداد عن المغيرة بن عبد الله عن المغيرة بن شعبة أنه قال ضفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ( يعني نزلت ضيفًا عليه ضفت مع رسول الله عليه الصلاة والسلام أي نزلت ضيفًا عليه} فأؤتي بجنب مشوي ثم أخذ الشفرة (السكين) فجعل يُحذ (جعل يقطع بالسكين من هذا الجنب فيدل على أن استعمال السكين للقطع لا بأس به ليس مذمومًا) فحذّى لي بها منه (حذّى لي قطع قطعة من هذا الجنب) فجاء بلال يؤذنه بالصلاة ( فجاء بلال يقول له الصلاة يا رسول الله حضر وقت الصلاة) فألقى الشفرة فقال (فألقى الشفرة ترك عند ذلك الشفرة معناه ما أكل إنما قام إلى الصلاة تقول أليس جاء في الحديث إذا حضرت الصلاة والعشاء فابدأوا بالعشاء فالجواب هذا لتاق لمن كانت نفسه تتوق لطعام فإنه عند ذلك يبدأ بالأكل حتى تسكن نفسه وحتى يقوم إلى الصلاة غير منشغل بميل نفسه الشديد إلى الطعام فيخشع في صلاته هذا هو أما هنا لم يكن الحال كذلك لذلك لما قال بلال لنبي عليه الصلاة والسلام الصلاة يا رسول الله ترك الشفرة ترك السكينة من يده) فقال: ما له تربت يداه ( لماذا استعجل معناه الوقت ما زال واسعًا وهو يرانا نأكل لو أنه انتظر قليلا حتى أنهينا ثم بعد ذلك آذننا بالصلاة لكنا لكان لا حرج في ذلك) قال وكان شاربه وفى (وكان شارب المغيرة قال نزل على شفته وفى) فقال له أقصه لك على سواك أو قصه على سواك (فوجهه النبي عليه الصلاة والسلام وعلمه أن يضع سواكًا تحته ثم يقطع ما طال منه ويفهم من هذا أن تقصير الشارب لا يكون إلى حد المبالغة إنما يكفي أن يقصره بحيث تظهر شفته العُليا يكفي إلى هذا الحد ولا يشترط أن يحلقه أو أن يبالغ في تقصيره إلى ما يشبه الحلق ليس كذلك لا يشترط ذلك ليست السنة كذلك وكما قدمنا يُعرف من هذا الحديث أنه لا بأس بإستعمال السكين لقطع اللحم ونحوه إنما الذي ورد من النهي عن ذلك وما تكلموا فيه هو إذا كان يستعمل السكين ليترك النهس من باب الكبر أو من باب تقليد الأعاجم حتى لا يباشر العظم بلحمه بيده وحتى لا ينهس منه كما سبق أن قدمنا وهنا أريد الإشارة إلى أمر لما ذكرنا أن لعق الأصابع شيئًا حسن إنما يكون هذا بعد إنتهاء الطعام وليس في أثناءه لا يلعق أصابعه في أثناء الطعام ثم يغمسها في الطعام إنما بعد إنتهاء الطعام يلعق أصابعه مما بقي عليها من الطعام يأخذ بفمه ما بقي على أصابعه من الطعام ليس في أثناء الطعام يلعق أصابعه ثم يدخلها في الطعام)
وبه قال حدثنا واصل بن عبد الأعلى قال حدثنا محمد بن فضيل عن أبي حيان التيمي عن عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: أؤتي النبي صلى الله عليه بلحم فرفع إليه الذراع (أُعطي من اللحم الذراع) وكانت تعجبه ( كانت تعجب رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يرغب في لحم الذراع وهذا يدلك على أن من يذم أكل اللحم متعجل في غير موضع عجلة لا ينبغي ذلك نبي الله عليه الصلاة والسلام كانت تعجبه الذراع) فنهس منها (نهس منها أي أخذ قضمة منها بفهمه وهذا الذي ذكرناه الأكل على مذهب المتواضعين)
وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو داود عن زهير يعني بن محمد عن أبي إسحاق عن سعد بن عياض عن بن مسعود أنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الذراع قال وسُم في الذراع (وضعت له يهودية السم في الذراع ) وكان يُرى أن اليهود سموه (يُظن أن اليهود سموه وإنما نُسب هذا إليهم لأن هذه المرأة شاورتهم قبل أن تفعل ما تفعل يظن أنها شاورتهم فكان فعلها بمشاورتهم وكان النبي عليه الصلاة السلام قد أخذ قضمة من هذا الذراع ثم تركه وقال هذه الذراع تخبرني أنها مسمومة وكان معه رجل آخر من الصحابة أكل أيضًا من هذه الشاة أكل قضمة كما أن النبي عليه الصلاة والسلام أكل قضمة لكن هذا السم كان شديدًا أول ما أكل النبي عليه الصلاة والسلام منها وعرف أنها مسمومة بعد ذلك عفا عن هذه المرأة لكن الآخر بشر بن البراء رضي الله عنه الذي أخذ قضمة من هذه الذراع مات بهذا السم النبي عليه الصلاة والسلام ما مات فورًا إنما أستمر هذا سنين يؤثر فيه إلى أن مات بسببه معجزة له كان السم يقتل فورًا لذلك مات الصحابي الآخر بسببه أما النبي عليه الصلاة والسلام فمعجزة له كان يؤثر فيه تأثيرًا بطيئًا إلى أن نال بسببه بعد مدة طويلة فنال بذلك مقام أنه قتل ظلمًا عليه الصلاة والسلام مقام الشهادة مع مقام النبوة عليه صلاة الله وسلامه لما مات بشر بن البراء من السم عند ذلك أمر النبي عليه الصلاة والسلام بقتل تلك اليهودية بعد أن كان عفا عنها لأنها قتلت بشرًا فاستحقت القتل بذلك).
وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا أبان بن يزيد عن قتادة عن شهر بن حوشب عن أبي عبيد أنه قال طبخت لنبي صلى الله عليه وسلم قِدرًا ( قدرًا يعني لحمًا في ماء القدر) وكان يعجبه الذراع فناولته الذراع (أعطيته الذراع والشاة كما هو معروف لها ذراعان ذراعان من أمام لا أكثر) ثم قال ناولني الذراع فناولته (مرة ثانبة قال ناولني الذراع ناولته الذراع الثانية من القدر أخرجت الشاة أخذت ذراعاها وناولته) ثم قال ناولني الذراع ( هذه المرة الثالثة احتار هذا الصحابي لأن الشاة لها ذرعين اثنين) فقلت يا رسول الله وكم لشاة من ذراع فقال:" والذي نفسي بيده ( يعني النبي قال له والذي نفسي بيده لو سكبت لناولتني الذراع ما دعوت يعني أنا أعرف أنا لا أجهل أن الشاة لها ذراعان فقط لكن لو أنك سكت فأطعت ما قلت فناولتني لوجدت ذراعًا ثم كلما طلبت ذراعًا لوجدت ذراعا لكن بسبب كلامك لا يحصل هذا) فقال:"والذي نفسي بيده لو سكبت لناولتني الذراع ما دعوت"
وبه قال حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا يحيى بن عبّاد عن حليث بن سليمان قال حدثني رجل من بني عباد يقال له عبد الوهاب بن يحيى بن عباد عن عبد الله بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كانت الذراع أحب اللحم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه كان لا يجد للحم إلا غِبا (لا يجد اللحم دائمًا كل مدة يجد اللحم) وكان يعجل إليها لأنها أعجلها نضجًا ( وهذا من عائشة رضي الله عنها ظن هذا ظن منها ما سمعت هذا من النبي عليه الصلاة والسلام فظنت أنه عليه الصلاة والسلام ما كانت تعجبه الذراع هو ليس كذلك غيرها من الصحابة عرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جهلت هي ظنت هي أن النبي عليه الصلاة والسلام أنما كان يأكل الذراع لا لأنه تعجبه إنما يعجل إليها لأنه لا يأكل اللحم إلا كل مدة والذراع تنضج قبل غيرها من اللحم هذا ظن منها وغيرها من الصحابة عرف ما لم تعرف).
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو أحمد قال حدثنا مسعر قال سمعت شيخًا من فهم ( من قبيلة فهم يعني) قال سمعت عبد الله بن جعفر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إن أطيب اللحم لحم..."
نكتفي بهذا من هذا الباب ثم نكمله إن شاء الله تعالى فيما بعد والله تبارك وتعالى أعلم وأحكم.