قال الشيخ سمير القاضي حفظه الله:
شمائل النبي صلى الله عليه وسلم
الحلقة 0012
الحمد لله ربّ العالمين أحمده وأستعينه وأستهديه وأستغفره وأشكره وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين
وأسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه نكمل الكلام إن شاء في الباب المتعلق بما أكل النبي عليه الصلاة والسلام من الألوان وما أكل من الإدام
القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله بالإسناد إلى الإمام الترمذي رحمه الله تعالى.
قال حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا زيد بن خباب عن عبد الله بن المؤمل عن ابن أبي مُلكية عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"نِعم الإدام الخل". ( وهذا تقدم بيانه فيه مدح الخل إدامًا)
وبه قال حدثنا أبو قريب محمد بن العلاء قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن ثابت أبي حمزة الثمالي عن الشعبي عن أم هانئ رضي الله عنها أنها قالت دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" أعندك شىء (وأم هانئ كما قلنا أخت علي بن أبي طالب ابن عم نبي الله عليه الصلاة والسلام ) فقال:" أعندك شىء فقلت لا إلا خبز يابس وخل فقال: هاتي ما أقفر بيت من أُدم فيه خل".( البيت الذي فيه خل لا يكون خاليًا من الإدام ولا يعدم أهله الإدام)
وبه قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة الهمداني عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" (الأصل في الثريد أنه مرق اللحم يفت فيه الخبز يفرد فيه الخبز يكسر الخبز فيوضع فيه هذا هو الثريد فيؤكل وهذا ورد أنه أفضل الطعام وفي هذا الحديث ما يدل على ذلك قال:" عائشة فضلها على باقي النساء كفضل الثريد على باقي الطعام" فالثريد أفضل الطعام مرق اللحم يفت فيه يكسر فيه الخبز فيؤكل).
وبه قال حدثنا علي بن حُجر قال أخبرنا إسماعيل بن جعفر قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري أبو طُوالة أنه سمع أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام". ( هذا بمعنى الذي قبله).
وبه قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ من أكل ثور أقط. (ثور الأقط أي قطعة من أقط والأقط لبن جامد هذا هو القط نوع من الحليب يجمد هذا هو الأقط الثور قطعة منه وهذا يُعمل بالنار يؤخذ فيوضع في ماء على النار لما أكل النبي عليه الصلاة والسلام هذا الثور من الأقط توضأ لأنه أكل ما غيرته النار ثم بعد ذلك بمدة ) ثم رآه أكل من كتف الشاة ثم صلى ولم يتوضأ ( مع أن كتف الشاة غيرته النار أولا أكل ما غيرته النار فأعتبر أن وضوئه انتقض فتوضأ في المرة الثانية أكل ما غيرته النار ولم يعتبر أن وضوئه انتقض بذلك وهذا لأن الحكم كان نُسخ كان أُنزل على النبي عليه الصلاة والسلام أن أكل ما غيرته النار لا ينقض الوضوء كما سبق أن بينّا)
وبه قال حدثنا ابن أبي عمر قال حدثنا سفيان بن عيينة عن وائل بن داود عن ابنه وهو بكر بن وائل (وهذا من رواية الأب عن ولده وهو نوع لطيف من الرواية العادة يروي الولد عن الوالد أما هنا الوالد يروي عن ولده) عن الزهري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية (عمل وليمة أولم عمل وليمة على صفية عندما تزوج صفية) بتمر وسويق (هذه كانت وليمته عليه الصلاة والسلام تمر وسويق السويق شعير يطحن ثم بعد ذلك يُقل بالزيت هذا هو السويق ثم يخفف بالماء ويشرب أو قمح يطحن ثم يقلّ في الزيت هذا هو السويق في أيامه كان الشعير عليه الصلاة والسلام بتمر وسويق).
وبه قال حدثنا الحسين بن محمد البصري قال حدثنا الفضيل بن سليمان قال حدثنا فائد مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال حدثني عبيد الله بن علي عن جدته سلمى (سلمى كانت تخدم النبي عليه الصلاة والسلام) ان الحسن بن علي وابن عباس وابن جعفر أتوها ( كان يزورنها زاروها كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يعني أتوها حتى يسمعوا منها ماذا كانت تُطعم النبي عليه الصلاة والسلام وابن عباس وابن جعفر والحسن بن علي أسنانهم متقاربة في سن متقاربة) فقالوا لها: اصنعي لنا طعامًا مما كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحسن أكله (اعملي لنا طعامًا كنت تعملينه لنبي عليه الصلاة والسلام كان يعجبه ويُحسن أكله يرى أن أكله حسن ) فقالت: يا بني لا تشتهيه اليوم ( قالت: أنتم لا تشتهونه اليوم النبي كان يشتهيه أنتم لا تشتهونه الذي كنت اعمل لهم انتم تعودتم على أصناف لذيذة لا تشتهون هذا) قالوا: بلى اصنعيه لنا (قالوا بلى نشتهيه فاصنعيه لنا) قال فقامت فأخذت من شعير فطحنته ووضعته في قدر وصبت عليه شيئًا من زيت (أخذت الشعير طحنته ثم وضعته في إناء في قدر وصبت عليه بعض الزيت) ودقت الفلفل(دقت فلفلا وتوابل) والتوابل فقربته إليهم وقالت هذا (خلطت هذا كله وقالت هذا يعجب النبي عليه الصلاة والسلام ويحسنه) وقالت هذا مما كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُحسن أكله (وهذا يدل على ان أصلاح الطعام بالفلفل وما يشبهه من التوابل لا ينافي الزهد لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يأكل هذا).
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو أحمد قال حدثنا سفيان عن الأسود بن قيس عن نُبيح العنزي عن جابر بن عبد الله أنه قال: أتانا النبي صلى الله عليه وسلم في منزلنا (زارنا رسو الله) فذبحنا له شاة فقال:" كأنهم علموا أنّا نحب اللحم" (قال النبي عليه الصلاة والسلام:" كأنهم علموا أنّا نحب اللحم" على خلاف ما يدعو إليه بعض الناس في أيامنا من ذم اللحم يذمون اللحم على الإطلاق النبي عليه الصلاة والسلام قال: "كأنهم علموا أنّا نحب اللحم") وفي الحديث قصة (أراد الترمذي من ذلك بيان أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يرغب في أكل اللحم)
وبه قال حدثنا ابن أبي عمر قال حدثنا سفيان قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل أنه سمع جابرًا ح قال سفيان وحدثنا محمد بن المنكدر (ح هذه معناها تحول من سند إلى سند آخر) عن جابر أنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه فدخل على امراة من الأنصار (دخل بيتهم) فذبحت له شاة (وهذا يدل على أن المرأة إذا ذبحت الشاة تؤكل ذبيحتها) فأكل منها وأتته بقناع من رطب (بطبق بقناع من رطب بطبق من رطب) فأكل منه ثم توضأ لظهر وصلى صلى الله عليه وسلم ثم انصرف ( ثم انصرف من الصلاة أنهى صلاته) فأتته بِغولالة من غُولالة الشاة ( بعد أن أنهى الصلاة جاءته هي تحب إكرامه أطعمته اللحم أطعمته الرطب
قام توضأ فصلى بعدما انهى الصلاة رجعت فأتت له بما بقي غولالة الشاة ما بقي من الشاة كُل أيضًا من هذا يا رسول الله انا أفرح ) فأكل ثم صلى العصر ولم يتوضأ ( وهذا يدل أيضًا ان أكل ما غيرته النار لا ينقض الوضوء ويدل أيضًا على الإنسان إذا أكل فوق ما كان يريد أصلا لمراعاة خاطر المسلم لمراعاة خاطر ما يضيفه لإفراح قلبه وإدخال السرور على قلبه لا يكون فعله مذمومًا لأنه لا يكون أكل من باب إرادة التخمة بالطعام
وإنما لإدخال الفرح والسرور إلى قلب المسلم ولاحظ أن النبي عليه الصلاة والسلام أكل الطعام الثاني قبل أن يهضم الأول وهذا لإدخال السرور في قلبه إذا كان لهذه العلة لا بأس بذلك)
وبه قال حدثني عباس بن محمد الدوري قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا فليح بن سليمان عن عثمان بن عبد الرحمن عن يعقوب بن أبي يعقوب عن أم المنذر أنها قالت دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي ولنا دوال معلقة (معلقة ي بعمود البيت يعني كانوا قطعوا من النخل الثمار وعلقوها بعمود البيت البسر كانوا يقطعون البسر ثم يعلقونه في البيت البسر يعني الذي يسميه العامة في بلادنا البلح إذا تلون ثمر النخل يقطعونه بشماريخه ثم يعلقونه في البيت ثم كلما أرطب منه شىء يأكلونه كلما صار شىء منه رطبًا أكلوه) قالت: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل وعلي معه يأكل (دعته للأكل من هذا المعلق فأكل منه عليه الصلاة والسلام وعلي أيضًا أكل) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي:"مه يا علي (مه يعني اترك هذا مه عند العرب اترك هذا ) فإنك ناقِه (أنت ناقه أنت كنت مريضًا الآن بدأت تتعافى أنت في طَور التعافي لا تأكل من هذا هذا ثقيل على معدتك لأن الفاكهة تسرع المعدة بإحالتها بتحويلها فقد يصعب على الطبيعة أخرجها فتضر بالناقي لذلك قال النبي عليه الصلاة:"مه يا علي". اترك هذا) قال فجلس علي والنبي صلى الله عليه وسلم يأكل ( وهذا يدل على أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يأكل وهو واقف إذًا لا يذم على الإطلاق الأكل والإنسان واقف) قالت فجعلت لهم سلقًا وشعيرًا ( جعلت سلقًا طبخت لهم سلقًا مع شعير السلق نبات معروف مع شعير) فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" يا علي من هذا فأصب".(أما هذا فكل منه يا علي من هذا فأصب من هذا كُل) فإن هذا أوفق لك (أكثر موافقة لك هذا لا تسرع المعدة بإحالته مع ما في الشعير من التغذية والتلطيف ونحو ذلك والتلين وكونه يقوي الطبيعة).
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا بشر بن السري عن سفيان عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتيني فيقول:" أعندك غداء (الغداء هو الطعام الذي يؤكل قبل الزوال هذا هو الغداء الطعام الذي يؤكل في الصباح العرب يسمونه غداء في عادة كثير من الناس في أيامنا ما يؤكل بعد الظهر بعد دخول وقت الظهر يسمونه غداء وليس كذلك ما يؤكل بعد الزوال إلى المساء هذا يقال له العشاء الغداء ما يؤكل في الصباح عند العرب هكذا الغداء ما يؤكل قبل الزوال والعشاء ما يؤكل بعده ) فأقول: لا (يأتي إليّ النبي عليه الصلاة والسلام قالت عائشة يقول:عندك طعام تقول: لا) فيقول إني صائم (عند ذلك إذا لم يكن طعام ينوي النبي عليه الصلاة الصيام لأن صيام النفل لا يشترط أن تكون النية في الليل إذا لم يكن تناول مفطرًا له أن ينوي قبل الزوال) قالت: فآتاني يوم كذا فقلت يا رسول الله إنه أُهديت لنا هدية (يعني أُهدي لنا طعام ونحن كنّا أخذنا قسمًا منه جعلناه جانبًا لك نحب أن تأكله نفرح أن تأكله يا رسول الله هذا تركناه لك تركنا لك حصة) قال: وما هي (نعم ما هو هذا الطعام الذي أُهدي إلينا ) قلت: حيس (طعام يُعمل من التمر مع السمن) قال: أما إني أصحبت صائمًا ( أنا كنت نويت الصيام لكن تطيبًا لخاطرك آكل منه) قالت: ثم أكل (أكل منه تطيبًا لخاطرها لأنهم كانوا وضعوه جانبًا له عليه الصلاة والسلام ومن هذا يُعرف أن الصائم الذي يصوم نفلا إذا دعاه إنسان لطعام وكان يفرح قلبه إذا أكل وينكسر خاطر الذي يدعوه إذا لم يأكل خير له أن يفطر فيأكل ثوابه أكبر).
وبه قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال حدثنا أبي عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن يزيد بن أمية الأعور عن يوسف بن عبد الله بن سلام أنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ كسرة من خبز الشعير (كسرة من خبز الشعير قطعة من خبز الشعير) فوضع عليها تمرة وقال: هذه إدام هذه فأكل ( هذه التمرة إدام هذا الخبز فهذا يدل على أن التمر يصلح للأُدومة يصلح أن يكون إدامًا فأكل الخبز مع التمر عليه الصلاة والسلام).
وبه قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال حدثنا سعيد بن سليمان عن عباد بن العوام عن حميد عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الثفل قال عبد الله يعني ما بقي من الطعام ( هذا فسره عبد الله بن عبد الرحمن ما بقي من الطعام ولكن فسره غيره منهم من الصحابة وغيرهم بأنه الثريد كان يعجبه الثفل أي الثريد ليس ما بقي من الطعام بل الثريد المرق الذي فيه الخبز هذا الذي هو الثريد ابن خزيمة قال الثريد عباد بن العوّام قال الثريد وروي عن أنس بن مالك أنه فسره بالثريد).
وبهذا نكون أنهينا ما جاء ما ذكره الترمذي في هذا الباب عن إدام رسول الله عليه الصلاة والسلام وما أكل من الألوان.
باب ما جاء في صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الطعام
(المقصود بالوضوء هنا غسل اليدين وما شابه ذلك ليس المقصود الوضوء لأجل الطهارة يعني عند الطعام يعني هل يغسل يديه قبل الطعام وبعده ماذا ورد في ذلك هذا الباب يتعلق بهذا).
وبه قال حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من الخلاء فقرب إليه الطعام ( قرّبوا إليه الطعام ليأكل ) قالوا ألا نأتيك بالوضوء ( ما نأتيك بماء تغسل يدك يا رسول الله) قال: إنما أُمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة (لأمر الحقيقي الواجب عليّ أن أغسل وجهي ويدي إلى أخره هو الوضوء الذي يحتاج إليه للصلاة أما الآن ليس عليّ أن أغسل يدي وذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يعرف نظافة يده وأنه ليس عليها مستقذر ولا نجاسة وأنه كان لا يستعمل يده اليمنى في الاستنجاء عليه الصلاة والسلام لو كان خرج من الخلاء لكنه ما كان يستعمل يده اليمنى في ذلك وما كان يأكل قط باليسرى لذلك لما قالوا له نأتيك بوضوء قال: إنما أُمرت بالوضوء إذا أردت القيام للصلاة" إذا أردت أن أصلي يجب عليّ أن أتوضأ أما الآن لا أريد أن أغسل يدي أي لأنني أعرف نظافتها من هنا يُعلم أنه لا يسن غسل اليد قبل الطعام إلا إذا كانت اليد ملوثة أما إذا كان يعرف نظافة يده وأنها ليست متنجسة ولا ملوثة فإنه لا يسن له أن يغسلها لأن النبي عليه الصلاة والسلام ما أراد أن يغسل يده في ذلك الوقت).
وبه قال حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن سعيد الحويرث عن اباصلي ثن عباس أنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغائط فأوتي بطعام فقيل له ألا تتوضأ فقال أصلي فأتوضأ ( بمعنى الذي قبله لذلك قال الإمام الأمام الشافعي رضي الله عنه أولى الآداب أن يؤخذ به ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكل المرء قبل أن يغسل يديه أحب إليّ يقول الشافعي أحبّ إليّ أن يأكل من غير أن يغسل يديه ما لم يكن مس بيده قردً ما لم تكن يده قد تقذرت وكان سفيان الثوري يكره غسل اليدين قبل الطعام من غير أن تتقذر وكان بعض السلف كمالك رضي الله عنه يقول: غسل اليدين قبل الطعام بدعة لا يستحب ذلك قبل الطعام لما جاء لمثل هذا الحديث الذي جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام نعم إذا كانت اليد متقذرة يغسلها هذا شىء مختلف أما بعد الطعام فجاء من الأحاديث ما يدل على غسل اليدين بعد الطعام غسل الفم إذا شرب الإنسان اللبن مثلا غسل اليدين إذا مس بيديه اللحم وما فيه ذهومة من نحو ذلك ورد أحاديث تدل على هذا على أن هذا مستحب مسنون أما قبل الطعام فلم يرد حديث ثابت صحيح بإستحباب ذلك )
وبه قال حدثنا يحيى بن موسى قال حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا قيس بن الربيع ح قال وأخبرنا قتيبة قال حدثنا عبد الكريم الجرداني عن قيس بن الربيع عن أبي هاشم عن زفان عن سلمان أنه قال قرأت في التوراة أن بركة الطعام الوضوء بعده يقول سلمان في هذا الحديث وقبل أن نمضي هذا الحديث ضعيف حتى قال الحاكم في المستدرك تفرد به قيس بن الربيع عن أبي هاشم وانفراده على علو محله أكثر من أن يمكن تركه في هذا الكتاب يعني لا يُتحمل إذا انفرد به لا يُتحمل إنفراده وضعفه غير هذا غير الحاكم البيهقي ضعف هذا الحديث غير ثابت لكن سنتكلم ما فيه فيه أن سلمان قال يا رسول قرأت في التوراة أن بركة الطعام الوضوء بعده إذا توضأ بعد الطعام هذا فيه بركة ) قال فذكرت ذلك لنبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بما قرأت في التوراة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده (نعم وكما قلنا هذا الحديث غير ثابت ضعيف فيه بعض الرواة فيه ضعف وفيه إرسال أيضًا فيه انقطاع وضعف فلا يُحتج به البيهقي رحمه الله تعالى لم يثبت في غسل اليد قبل الطعام حديث على خلاف ترك الغسل فقد ثبت الحديث).
نكتفي بهذا والله تبارك وتعالى أعلم.