fbpx

الشمائل المحمدية – الحلقة: 14

شارك هذا الدرس مع أحبائك

شمائل النبي صلى الله عليه وسلم الشيخ سمير القاضي حفظه الله الحلقة الرابعة عشر الحمد لله ربّ العالمين له النّعمة وله الفضل وله الثنّاء الحسن صلوات ربي وسلامه على سيدنا محمد وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين وءال كل وصحب كل والصالحين أسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه. نكمل من حيث كنّا وصلنا في شمائل النبي عليه الصلاة والسلام القارئ: بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله بالسند إلى الإمام الترمذي رحمه الله قال باب ما جاء في صفة شراب رسول الله صلى الله عليه وسلم (هذا الباب معقود لبيان ما الذي شربه النبي عليه الصلاة والسلام) قال حدثنا ابن أبي عمر قال حدثنا سفيان عن معمر عن الزُهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان أحب الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلو البارد (بعض العلماء قال الحلو البارد يراد به الماء الحلو إذا كان باردًا بكل حال هو داخل فيه ما كان حلوًا باردًا فهذا كان أحب الشراب إلى النبي عليه الصلاة والسلام يشمل هذا الماء البارد يشمل هذا اللبن إذا بُّرد يشمل هذا اللبن إذا خلط بالماء يشمل هذا العسل إذا خُلط بالماء كل هذا شربه رسول الله صلى الله عليه وسلم يشمل هذا نقيع الماء إذا نُقع فيه الزبيب النبيذ أو إذا صار حلوًا من نقع التمر فيه كل هذا داخل تحت هذا الاسم ويُعرف منه أن شرب الماء البارد وتبريد الماء لا ينافي الزهد وذلك أن شرب الماء باردًا يحرك قلب الإنسان أكثر على حمد الله تبارك وتعالى يجعله يشعر أكثر بنعمة الله عليه بهذا الماء فيكون حمده لله تبارك وتعالى أصفى وأقوى نية لذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام يحب الحلو البارد من الشارب) قال أبو عيسى هكذا روى سفيان بن عيينة هذا الحديث عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة ورواه عبد الله بن المبارك وعبد الرزاق وغير واحد عن معمر عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ولم يذكر فيه عن عروة عن عائشة وهكذا روى يونس وغير واحد عن الزُهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا قال أبو عيسى إنما أسنده بن عيينة من بين الناس ( ولو كان الذي أسنده سفيان بن عُيينة سفيان بن عُيينة إمام كبير غيره روى الحديث عن الزهري عن النبي عليه الصلاة والسلام وهو رواه عن الزهري عن عروة عن عائشة هو إمام كبير فإذا بين الزيادة في الإسناد يُقبل منه والزهري كان أحيانًا إذا روى الحديث يذكر الإسناد إلى النبي عليه الصلاة والسلام وأحيانًا يذكر الحديث من غير ذكر الإسناد فذكره في بعض المرات فروي عنه متصلا ولم يذكر في بعض المرات إسناده إليه فروى مرسلا فكان أيش) وبه قال حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا علي بن زيد عن عمر وهو ابن أبي حرملة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وخالد بن الوليد على ميمونة (ميمونة هي ميمونة بنت الحارث زوج النبي عليه الصلاة والسلام وهي خالة عبد الله بن عباس كما أنها خالة خالد بن الوليد ) فجاءتنا بناء من لبن فشرب النبي صلى الله عليه وسلم وأنا على يمينه وخالد على شماله فقال لي:" الشربة لك (الدور دورك إذا قُدم الإناء الذي فيه شراب لإنسان فشرب بعد ذلك يناوله من على يمينه فكان ابن عباس وهو غلام صغير السن عن يمين النبي عليه الصلاة والسلام وكان خالد وهو رجل عن يساره فقال النبي عليه الصلاة والسلام لابن عباس الدور دورك الشربة لك) فإن شئت آثارت بها خالدا (إذا أردت تقدم خالدًا على نفسك بدل أن تشرب أنت يشرب هو) فقلت ما كنت لأُؤثر على سؤرك أحدًا (فقال ابن عباس أنا لا أقدم أحدًا في بقية شرابك يا رسول الله على نفسي لا أقبل أنا أشرب بقية شرابك لا أقدم خالدًا عليّ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أطعمه الله طعامًا فليقل اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرًا منه ( يسن أن يقول الإنسان إذا اكل طعامًا أن يقول اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرًا منه) ومن سقاه الله عزّ وجل لبنًا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه" ( إلا اللبن فلا يقل وأطعمنا خيرًا منه إنما ليقل وزدنا منه اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه اللبن أي الحليب في غيره يقول اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرًا منه) وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ليس شىء يجزء مكان الطعام والشراب غير اللبن" (وقال عليه الصلاة والسلام اللبن يقوم مقام الطعام والشراب مقام الاثنين يروي من العطش ويغذي كالطعام) قال أبو عيسى وميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم هي خالة خالد بن الوليد وخالة ابن عباس وخالة يزيد بن الأصم واختلف الناس في رواية هذا الحديث عن علي بن زيد بن جدعان فروى بعضهم عن علي ابن زيد عن عمرو بن أبي حرملة وروى بعضهم عن علي بن زيد عن عمر بن حرملة وروى شعبة عن علي بن زيد وقال عن عمرو بن حرملة والصحيح عمر بن أبي حرملة باب ما جاء في صفة شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الان في هذا الباب يذكر كيف كان يشرب كيفية شُرب رسول الله عليه الصلاة والسلام) وبه قال حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا هُشيم قال أخبرنا عاصم الأحول ومغيرة عن الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب من زمزم وهو قائم (شرب من زمزم وهو قائم فإذا قيل كيف هذا وقد روى مسلم أن النبي عليه الصلاة قال:" لا يشربن أحدكم قائمًا". فالجواب أنه عليه الصلاة والسلام فعل هذا لبيان الجواز يعني إذا أراد الإنسان أن يشرب المطلوب أن يجلس أن يشرب قاعدًا لكن إذا كان له عذر في القيام فلا حرج عليه وأيضًا حتى ولو لم يكن له عذر إذا شرب قائمًا فلا حرج عليه من حيث الإثم أيضًا أي لا إثم عليه في ذلك يجوز والنبي عليه الصلاة والسلام فعل ذلك ليدل على الجواز بعض الناس يتشددون كثيرًا في هذا الأمر إذا شرب إنسان قائمًا كأنه ارتكب شيئًا تسقط عدالته كأنه عمل ذنبًا من الذنوب ولا ينبغي التشدد في هذا الأمر إلى هذا الحد نبي الله عليه الصلاة والسلام شرب قائمًا لكن الأحسن أن يشرب قاعدًا أن يكون قاعدًا عند شربه وقد يكون له عذر في الشرب قائمًا) وبه قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا محمد بن جعفر عن الحسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ( عمرو بن شعيب هو عمرو بن شعيب ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص فلما يقال عن عمرو بن شعيب عن أبيه أي شعيب عن جده هنا المراد عن جد شعيب أو عن جد عمرو إذا كان المراد عن جد عمرو الحديث مرسل لأنه يكون عن محمد بن عبد الله بن عمرو وهو ليس من الصحابة وإذا كان المراد جد شعيب يكون الحديث متصلا والراجح الذي رجحه المحدثون أن المراد عبد الله ابن عمرو بن العاص الذي كان من صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام فالحديث متصل) قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يشرب قائمًا وقاعدًا (يقول رأيت النبي عليه الصلاة والسلام يشرب قائمًا وقاعدًا إذًا يجوز الشرب قائمًا وإن كان الشرب قاعدًا أفضل ولا يقال الشرب قائمًا من زمزم فقط لا غير صحيح. ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه شرب قائمًا وشرب قاعدًا في غير زمزم أيضًا) وبه قال حدثنا عليه بن حُجر قال أخبرنا بن المبارك عن عاصم الأحول عن الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال سقيت النبي صلى الله عليه وسلم من زمزم فشرب وهو قائم (ولو أراد عليه الصلاة والسلام لجلس وشرب لكن أراد أن يبين جواز الشرب قائمًا) وبه قال حدثنا أبو قريب محمد بن العلاء ومحمد بن طريف الكوفي قالا حدثنا ابن فضيل عن الأعمش عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة أُؤتي عليٌّ بكوز من ماء الكوز من الماء ( أؤتي علي بكوز من ماء الكوز من الماء هو الذي يشبه هذا يعني ما كان فمه واسعا وكان له أذن ونحو ذلك هذا هو الكوز إذا قيل كوز هذا الذي يراد بذلك أما إذا لم يكن له أُذن ولا كان له خرطوم يقال له كوب إذا الكوز هذا (حمل كوزًا وقال هذا)) قال أؤتي علي بكوز من ماء وهو في الرحبة (في الرحبة في رحبة الكوفة مكان في الأصل رحبة المسجد هو المكان الذي يوحط مع المسجد حتى يُعلم أن هذا تابع للمسجد هذه رحبة المسجد والمراد رحبة مسجد الكوفة كان علي في رحبة مسجد الكوفة ) فأخذ منه كفًا ( أخذ من هذا الكوز كفًا من الماء) فغسل يديه ومضمض واستنشق ومسح وجهه وذراعيه ورأسه ثم شرب وهو قائم ثم قال هذا وضوء من لم يُحدث (هذا وضوء من لم يحدث يعني هذا الغسل ليس هذا الوضوء الذي يرفع الحدث إنما هكذا يغسل الإنسان نفسه لتنظف إذا كان لم يُحدث) هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ( قد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل هكذا أخذ كفًا ثم تمضمض واستنشق ومسح وجهه وذراعيه ورأسه ثم شرب وهو قائم وهذا يدل على جواز الشرب قائمًا وكأن الترمذي رحمه الله أورد كل هذه الأحاديث حتى يبين أن الشرب قائما جائز ليس حرامًا ولو كان ورد النهي عن ذلك يعني "لا يشربن أحدكم وهو قائم" فهذا دلالة يدل على الأحسن الأحسن أن يكون قاعدًا عند شربه) وبه قال حدثنا قتيبة بن سعيد ويوسف بن حمّاد قالا حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن أبي عصام عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الأناء ثلاثًا ( يتنفس في الأناء أي عند الشرب من الإناء ليس معناه يخرج النفس في الإناء هذا منهي عنه أن يخرج النفس في الإناء إنما معناه يتنفس في الإناء أي عند الشرب ثلاثًا كان يشرب من الإناء ثم يتنفس مرة ثم يشرب ثم بتنفس مرة ثم يشرب ثم يتنفس حتى يكون ذلك ثلاثا فكان يشرب الماء في ثلاثة جرعات يتنفس بعد كل واحدة منها يشرب ثم يزيل الإناء عن فمه ويتنفس وهكذا ثلا ث مرات ) كان يتنفس في الإناء ثلاثًا إذا شرب ويقول:" هو امرئ وأروى (هو أمرئ يخالط البدن بسهولة هكذا أكثر وينفع أكثر إذا شرب الإنسان هكذا بهذه الطريقة وأروى أكثر ريًّا أكثر إذهابًا للعطش أنفع في إذهاب العطش) وبه قال حدثنا علي بن خشرم قال حدثنا عيسى بن يونس عن رشدين بن قريب عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا شرب تنفس مرتين (إما فعل هذا عليه الصلاة والسلام لبيان أنه يجوز وإما لم يذكر الرواي المرة الثالثة لأن المرة الثالثة تكون بعد انتهاء الشرب أليس هو يشرب ثم يزيل الإناء عن فمه ويتنفس ثم يشرب الثانية ويزيل عن فمه ويتنفس ثم يشرب الثالثة انتهى الشرب ويزيل عن فمه ويتنفس إن لم تُعد هذه الثالثة لأن الشرب انتهى تقول مرتين وإذا عددتها تقول ثلاثة يمكن قال مرتين لأنه لم يعدها ويحتمل أن النبي عليه الصلاة والسلام شرب في نفسين لدلالة على جواز ذلك) وبه قال حدثنا ابن أبي عمر قال حدثنا سفيان عن يزيد بن يزيد بن جابر عن عبد الرحمن ابن أبي عمرة عن جدته كبشة أنها قالت دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرب من قربة معلقة قائما (كانت قربة القربة الإناء من الجلد يوضع فيه الماء وما يشبه ذلك فشرب من فم قربة يعني معلقة) فشرب من قربة معلقة فقمت إلى فيها فقطعت فمها حتى أحتفظ بهذا الفم اتبرك به نستشفي به نتبرك به حتى لا يلوثه كل أحد وهذا يدل على التبرك بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم على خلاف ما يذهب إليه الوهابية في زماننا ومن تعلق بهم وتبعهم) وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا عزرة بن ثابت الأنصاري عن ثمامة بن عبد الله أنه قال كان أنس بن مالك يتنفس في الإناء ثلاثا وزعم أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الإناء ثلاثا ( كما تقدم) وبه قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج عن عبد الكريم عن البراء بن زيد ابن ابنة أنس بن مالك عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سُليم وقربة معلقة فشرب من فم القِربة وهو قائم (كما حصل مع كبشة شرب من فم القربة وهو قائم لأن هنا يوجد أذن لشرب قائمًا فلا يُكره إذا كان هناك عذر) ثم قامت أم سُليم إلى رأس القربة فقطعتها ( فعلت كما فعلت كبشة قطعتها أيضًا حتى تتبرك بها وفي بعض الروايات أن كبشة اتخذت ذلك ركوة يعني إناء صغير عملت فم القربة إناء صغير تشرب فيه كلما أرادت أن تشرب هي تستعمل هذه الركوة لأجل موضع فم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبه قال حدثنا أحمد بن نصر النيسابوري قال حدثنا إسحاق بن محمد الفروي قال حدثتنا عبيدة بنت نائل عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشرب قائمًا قال أبو عيسى وقال بعضهم عبيدة بن نابل ( قال بعضهم نائل وقال بعضهم نابل بعضهم ذكر أن اسم والد عبيدة نائل بالهمز وبعضهم قال نابل بالباء) وقال أبو عيسى وقال بعضهم عبيدة بنت نابل ( وكل هذا يدل على جواز الشرب قائمًا وإن كان الشرب قاعدًا أفضل وأن النبي عليه الصلاة والسلام كان عادته أن يشرب من ثلاثة أنفاس وهكذا ينبغي أن يفعل الإنسان إذا أراد أن يشرب يسمي الله ثم يشرب ثم يزيح الإناء عن فمه يتنفس ثم يشرب مرة ثانية ثم يبعد الإناء عن فمه يتنفس ثم مرة ثالثة ثم يبعد الإناء عن فمه يتنفس. وفقنا الله تبارك وتعالى للإقتداء بنبينا عليه الصلاة والسلام في أحواله كلها. باب ما جاء في تعطر رسول الله صلى الله عليه وسلم (هذا الباب معقود لبيان العطر الطيب الذي كان يتطيب به النبي صلى الله عليه وسلم) وبه قال حدثنا محمد بن رافع وغير واحد قالوا حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا شيبان عن عبد الله بن المختار عن موسى بن أنس بن مالك عن أبيه أنه قال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سبكة يتطيب منها" (السبكة بعضهم قال السبكة طيب يركب من مسك ورامك يخلط المسك والرامك يركب منه طيب يسمى سبكة فعلى هذا كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سبكة يتطيب منها أي كان يأخذ من الطيب الذي كان عنده شيئًا بعد شىء يتطيب به وأحيانًا تطلق السبكة على العلبة التي يحفظ فيها الطيب إما أن يكون المراد هذا وأما أن يكون المراد ذاك في الحالين هذا يدل على أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يراعي أن يتطيب عليه صلاة الله وسلامه). وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا عزرة بن ثابت عن ثمامة بن عبد الله أنه قال كان أنس بن مالك لا يرد الطيب ( اقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام إذا أهداه أحدٌ طيبًا لا يرده وذلك تطيبًا لقلبه ولأن الطيب ليس فيه منة كبيرة ) وقال أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لايرد الطيب (هكذا لنفس العلة). وبه قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا ابن أبي فديك عن عبد الله بن مسلم بن جندب عن أبيه عن أبن عمر رضي الله عنهما أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ثلاث لا ترد (ثلاث لا ترد لا ينبغي ان ترد ) الوسائد (الوسائد جمع وسادة إذا كنت جالسًا عند إنسان وأعطاك وسادة لا تردها خذها) والدهن (والدهن الدهن المطيب المراد الطيب) واللبن (أي الحليب ينبغي إذا أُعطي الإنسان أهدي لبنًا أن لا يرده هذه الثلاثة ينبغي أن لا ترد ). وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان عن الجريري عن أبي نضرة عن الطوفي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب الرجال ما ظهر ريحه (طيب الرجال الطيب اللائق بالرجال لا يوجد طيب خاص بالرجال وطيب خاص بالنساء طيب خاص بالرجال لا يجوز لنساء أن يتطيبن به وطيب خاص لنساء لا يجوز لرجال أن يتطيبوا به ليس هذا مثل اللباس اللباس الخاص بالرجل لا يجوز للمرأة ان تلبسه واللباس الخاص بالنساء لا يجوز لرجل لبسه أما الطيب ما فيه هذا لكن المقصود بطيب الرجال هنا الطيب اللائق بالرجال الذي يناسب شهامة الرجال هو ما سيذكره ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه" (مثل المسك مثل العنبر مثل ماء الورد وما شابه ذلك ريحه قوي ولونه خفي لا يظهر) وطيب النساء (أما الطيب الذي يليق بالنساء) ما ظهر لونه وخفي ريحه (ما ظهر لونه فيطيبن به وجوههن وخفي ريحه كان ريحه لا يعصف خفيفًا كانت رائحته خفيفة وهذا كما قال بعض العلماء المقصود به إذا خرجت المرأة خارج البيت إذا أرادت أن تخرج من بيتها وأرادت أن تضع طيبًا ليكن هكذا ليكن الطيب الذي تطعه لو ظهر لونه لا يظهر ريحه لا يعصف ريحه ليس إذا مرت بالرجال مثلا ينتشر الريح إليهم هذا هو ليكون على هذا الحال الطيب الذي تضعه المرأة إذا أرادت أن تخرج أما عند زوجها فتطيب بما تشاء ما تشاء تطيب به وهذا قوله ما ظهر لونه وخفي ريحه يدل على أن الزينة الخفيفة التي لا تلفت النظر هذه الزينة الخفيفة إذا وضعتها المرأة وخرجت لا تؤثر ليست هي المنهي عنه في الحديث). وبه قال حدثنا علي بن حُجر قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن الجرير عن أبي نضرة عن الطوفاوي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله بمعناه . وبه قال حدثنا محمد بن خليفة وعمرو بن علي قالا حدثنا يزيد بن زُريع قال حدثنا حجاج الصواف عن حنان عن أبي عثمان النهدي أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا أُعطي (هذا الحديث مروي من طريق حنان وحنان هذا لا يُعرف إلا في هذا الحديث وبعض الحفاظ قال عنه: إنه إذا انفرد برواية الحديث لا يكفي ليكون الحديث صحيحًا وهذا الحديث فيه شىء الان سيظهر ثم هو هذا الحديث أيضًا مرسل لأنه من رواية أبي عثمان النهدي وأبو عثمان النهدي تابعي لم يذكر الواسطة بينه وبين النبي عليه الصلاة والسلام هو لم يلق رسول الله ولم يذكر الواسطة بينهما بل قال قال رسول الله فهو مرسل وهذا أيضًا يضعف الحديث يضعفه) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا أُعطي أحدكم الريحان ( الريحان كل نبات يشم ورائحته طيبة كل نبات يشم له رائحة طيبة يقال له الريحان) فلا يرده فإنه خرج من الجنة (هذا قول فإنه خرج من الجنة مخالف لما جاء في الأحاديث الصحيحة يعني في بعض الأحاديث الصحيحة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:" إذا أُهدي أحدكم الريحان فلا يرده ولكن علل بغير ذلك فقال: إنه خفيف المحمل طيب الريح "ما قال خرج من الجنة هكذا رواية مسلم فالظهار أنه في هذه الرواية ) قال أبو عيسى إلا برواية هذا الحديث ( هذا الذي قلناه لا يعرف حنان إلا برواية الحديث يعني حاله لم يختبر حفظه قوي ضعيف كيف هو ما له رواية إلا هذا الحديث فقط ) وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل حنان الأسدي من بني أسد بن شريك وهو صاحب الرقيق عم والد المشدد روى عن أبي عثمان النهدي وروى عنه الحجاج بن أبي عثمان الصواف قال سمعت أبي يقول ذلك. وبه قال حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني البغدادي ببغداد قال حدثنا أبي عن بيان عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله ( عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنهما) قال عرضت بين يدي عمر بن الخطاب (يعني حتى ينظر إلي عمر ويتملني ليعرف يقبلني في الغزو أو لا يقبلني كيف حالي يقبلني لأغزو أو لأ يردني) فألقى جرير ردائه (حتى يرى عمر حاله ألقى الرداء عن كتفه) ومشى في إزار (مشى أمام عمر وليس عليه إلا إزار يستر عورته به) فقال له: خذ ردائك" (فقال له عمر: خذ ردائك ضع ردائك أسرع في رده إلى موضعه) فقال عمر للقوم: ما رأيت رجلا أحسن من سورة جرير إلا ما بلغنا من سورة يوسف عليه السلام (يقول هذا رجل ما رأيت أحسن من صورته بين الذين رأيتهم أي غير النبي عليه الصلاة والسلام ما رأيت أحسن منه نعم بلغنا صورة يوسف في الحسن لكن بين الذين رأيتهم غير النبي عليه الصلاة والسلام ما رأيت أحسن منه". ولا يُعلم لماذا وضع الترمذي هذا الأثر هنا كان يتكلم عن تعطر رسول الله عليه الصلاة والسلام وهذا الأمر لا دخل له بالتعطر الله وأعلم هذا حيّر الشراح شرّاح هذا الكتاب احتاروا لماذا أدخله الترمذي هنا). ونكتفي بهذا والله سبحانه وتعالى واعلم.