fbpx

الشمائل المحمدية – الحلقة: 22

شارك هذا الدرس مع أحبائك

الشمائل المحمدية قال الشيخ سمير القاضي 0022 الحمد رب العالمين أحمده وأستعينه وأستهديه وأشكره وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين. نكمل إن شاء الله تعالى الكلام في كتاب شمائل النبي عليه الصلاة والسلام للحافظ أبي عيسى الترمذي رحمة الله تعالى عليه. القارئ: بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله بالإسناد إلى الإمام الترمذي رحمه الله تعالى يقول باب ما جاء في تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم. الشيخ سمير القاضي: صلى الله عليه وسلم هذا الباب معقود لبيان شدة تواضعه عليه الصلاة والسلام مع أنه كان خير الخلق مع أنه خير الخلق لكن كان شديد التواضع ذلك وهكذا حال الأكابر لا يحملهم ما هم عليه من الشأن العظيم على الكبر إنما يتواضعون لله تبارك وتعالى. القارئ: قال حدثنا أحمد بن منيع قال وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وغير واحد قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن عبد الله بن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تُطْروني (لا تطروني لا تمدحوني المدح الكاذب لا تمدحوني بالكذب لا تتجاوزوا الحد في مدحي) كما أطرت النصارى ابن مريم ( كما تجاوزت النصارى الحد في مدح عيسى فقالوا الإله أو ابن الإله) إنما أنا عبد (انا عبد لله) فقولوا عبد الله ورسوله (هكذا إذا قلتم عبد الله فقد بينتم عبوديتي وإذا قلتم رسوله بينتم مرتبتي). القارئ: وبه قال حدثنا علي بن حجر قال حدثنا سويد بن عبد العزيز عن حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم (هذه المرأة إمرأة من الأنصار وفي بعض الروايات ما يدل على أن كان في عقلها شىء يعني ما كانت كاملة العاقل كان في عقلها شىء في فهمها ضعف) فقالت له إن لي إليك حاجة ( إن لي إليك حاجة يعني تلمح لا أريد أن يسمعها غيرك) فقال:" أجلسي في أي طريق المدينة شئت أجلس إليك" (إختاري أي مكان من طرق المدينة حيث لا يكون خلوة بيني وبينك أجلس أليك أقعد معك ففعل عليه الصلاة والسلام ما قال أنا مشغول فلان يرى حاجتك راجعي فلانة ارجعي فيما بعد لا من شدة تواضعه قال أنظري أي مكان أنت تريدين من طرق المدينة أجلس إليك على خلاف حال أغلب من لهم رئاسة في هذه الأيام). القارئ: وبه قال حدثنا علي بن حجر قال حدثنا علي بن مشهر عن مسلم بن الأعور عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض ( أي من تواضعه لا يترفع عن ذلك يعود المريض إذا مرض إنسان بذهب إليه يعوده) ويشهد الجنائز (يشهد الجنازة يكون فيها) ويركب الحمار ( يركب الحمار لا يتكبر عن ركوب الحمار لا يشترط لركوبه الدابة الفارهة إنما يركب الحمار ) ويجيب دعوة العبد (إذا دعاه العبد إلى الحاجة يجيبه عليه الصلاة والسلام وهذا يدلك بل جاء في بعض الأحاديث في بعض الروايات أن الوليدة الجارية الصغيرة كانت تأتي إلى النبي عليه الصلاة والسلام تأخذ بيده فيذهب معها ينقاد لها إلى حيث تريد وهذا من الغاية في التواضع عليه صلاة الله وسلامه وأيضًا يدل هذا الحديث على أن الأكمل في العزلة هي العزلة عن الشر مع مخالطة الناس هذا هو الأكمل النبي عليه الصلاة والسلام ما اعتزل مخالطة الناس لكنه اعتزل الشر عليه صلاة الله وسلامه كان يعود المريض يحضر الجنازة يصلي في الجماعة يجيب دعوة العبد إلى غير ذلك الذي هو أكمل في العزلة هو اعتزال الشر مع مخالطة الناس وقد جاء في بعض الأحاديث المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس أي فلا يحصل منه الصبر على آذاهم بسب عدم مخالطتهم يعني الحديث يدل على هذا) وكان في بني قريظه (كان يوم بني قريظة يوم فتح قريظة مع كان في ذلك اليوم النبي صلى الله عليه وسلم عليه من النصرة والظهور أي كان أيش) على حمار (يركب حمارًا عليه الصلاة والسلام على حمار) مخطوم بحبل من ليف (وخطام الحمار هذا الحبل الذي يكون مخطوم يعني حبل من ليف ذكرنا قبل قليل هذا الذي يكون بأصل سعف النخل مجدول من ليف هذا الحبل يخرج من حلقة يكون للحمار حلقة يخرج منها الحبل ثم يُرجع إليها فيكون الحبل كالحلقة يقاد به الحمار هذا الخطام الذي يقاد به الحمار كان من ليف) وعليه إكاف ( أيضًا الإكاف الذي يوضع على ظهر الحمار ليركب عليه كالسرج للحصان هذا ايضًا كان من ليف وهذا يدلك على زهده عليه الصلاة والسلام وبُعده عن الكبر مع ما أعطاه الله تعالى من الظهور والنصرة في ذلك اليوم كان يركب حمارًا على هذه الحال على خلاف كثير من الناس في أيامنا إذا أعطاهم الله ظهورًا لا يحبون أن يركبوا إلا المراكب الفارهة النبي عليه الصلاة والسلام ما كان حاله هكذا). القارئ: وبه قال حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي قال حدثنا محمد بن الفضيل عن الأعمش عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يُدعى إلى خبز الشعير (يدعوه الإنسان لطعام والذي صنع له للأكل خبز شعير) والإهالة السلخة (إهالة الدهن السلخة التي تغيرت رائحتها لكن لا تضر ما وصلت إلى حد أنها تضر لكن تغيرت رائحتها فكان النبي عليه الصلاة والسلام يجيب الدعوة ويأكل منها صلى الله عليه وسلم لا يتكبر عن ذلك) فيجيب ولقد كانت له درع عند يهودي (رهنها عند يهودي مقابل ثلاثين صاعًا من شعير احتاج إليها بعض المسلمين أهل بيت من المسلمين احتاجوا للشعير فالنبي عليه الصلاة والسلام ما كان عنده ما يشتري به هذا الشعير فاشترى بالدين وجعل درعه مرهونة عند هذا اليهودي الذي اشترى منه ولم يتيسر للنبي عليه الصلاة والسلام فك درعه فك الرهن إلى أن مات أفتكها أبو بكر بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم) فما وجد ما يفكها حتى مات (ما أبعد سيرة النبي عليه الصلاة والسلام عن سيرة كثير من أهل الظهور في أيامنا وكثير من أهل السلطان في أيامنا لما احتاج المسلمون إلى الطعام ما مدى يده فأخذ من الناس بدعوى حاجتهم كيف ما كان مع أن الذي أخذ منه على غير دينه مع ذلك أشترى منه بالدين أشترى منه في ذمته هو عليه الصلاة والسلام ورهن درعه عنده صلوات ربي وسلامه عليه بهداه ينبغي أن يقتدي المؤمن ليس بهدي من يسيرون على وفق آرائهم التي ليست مقيدة بشرع الله تبارك وتعالى يستحسنون بالهوى ويذمون بالهوى وكان النبي عليه الصلاة والسلام كان يستحسن على حسب شرع الله ويذم على حسب شرع الله نعم الأسوة نعم القدوة الله عليه صلوات الله وسلامه من اقتدى به أفلح ومن جعل الاقتداء به خلف ظهره خاب وخسر ) القارئ: وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان عن الربيع ابن صبيح عن يزيد بن أبانا عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: حج رسول الله صلى الله عليه وسلم على رحل رث ( حج على رحل رث يعني على ناقة عليها رحل على جمل راحلة ذكر أو أنثى الراحلة يطلق على الذكر والأنثى حج على راحلة عليه رحل رث الرحل هو مثل السرج للحصان يكون على الجمل رث بال مستعمل قديم هكذا الرحل الذي وكانت هذه الراحلة هي زاملته ما كان معه زاملة في حجه هذا ما كان معه جمل آخر إبل آخر يضع عليه أغراضه أغراضه كانت على الراحلة التي كان يركبها ما كان معه حتى جمل آخر يرافقه عليه أغراضه على هذا الجمل الواحد هو ركب وأغراضه عليها في ذهابه إلى الحج عليه الصلاة والسلام ) وعليه قطيفة لا تساوي أربعة دراهم (على هذه الراحلة لا تساوي أربعة دراهم القطيفة شىء ينسل ويكون في طرفيه خيطان النسيج ظاهرة من طرفه يقال لها قطيفة لها خمائل يعني شىء منسوج له خمائل هذا القيفة لا تساوي أربعة دراهم قيمتها أقل من أربعة دراهم) فقال:"اللهم اجعله حجًا لا رياء فيه ولا سمعة" ( اللهم إني أسألك أن تجعل حجي هذا لا رياء فيه لا يُقصد فيه محمدة الناس ولا سمعة لا يُقصد فيه أن يشيع الخبر بين الناس أي أن يكون خالصًا لوجهك يا ربّ هكذا حج النبي رسول الله قد كان لو طلب من الله تعالى أن يحول له بطحاء مكة ذهبًا لأجاب الله دعوته هكذا حج عليه صلوات الله وسلامه لأنه كان مجبولا على التواضع صلى الله عليه وسلم ) القارئ: وبه قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال أخبرنا عفان قال أخبرنا حماد بن سلمى عن حُميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: لم يكن شخص أحبَّ إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما كان أحد أحب إلى الصحابة من النبي عليه الصلاة والسلام كان يفدونه بالمال والنفس والولد والأهل صلوات ربي وسلامه عليه) قال وكان إذا رأوه لا يقومون لما يعلمون من كراهته لذلك (ومع ذلك كان إذا دخل عليهم لا يقومون لأنهم يعرفون أنه يكره ذلك فآثاروا ما يرضيه عليه الصلاة والسلام على ما تميل إليه نفوسهم وعلى ما يحبون كان يكره أي يكره أن يقوموا له أما أن يقوموا لأهل الفضل من غيره ما كان يكره هو قال للأنصار قوموا إلى سيدكم عن دخول سعد قال قوموا إلى سيدكم لكن لأجل نفسه كان يكره ذلك فكانوا لا يقومون عليه صلوات الله وسلامه أما في أيامنا بعض من له السطو يطلب من الناس أن يقوموا يطلب من الناس أن يعمل له أحيانًا التحية الخاصة إذا لم يفعلوها يعاقب بعض الحكام يقعد ويقوم الناس في مجلسه ولا يقعد أحد غيره يبقى من كان في مجلسه طول الوقت واقفًا قائمًا هكذا وهذا كله من أخلاق غير المتواضعين ليس موافقًا للهدي النبوي أما نبي الله عليه الصلاة والسلام فكان يكره أن يقوموا له وكانوا يؤثرون ما فيه رضاه). القارئ: وبه قال حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا جميع بن عمر (سبق أن ذكرنا أن الصحيح جُميع بن عُمير) ابن عبد الرحمن العجلي قال أخبرني رجل من بني تميم ( أيضًا سبق أن ذكرنا أن هذا من بني تيم ليس من بني تميم أن قول تميم خطأ) من وولدِ أبي هالة زوج خديجة يُكنى أبا عبد الله عن ابن لأبي هالة عن الحسن بن علي أنه قال سألت خالي هند بن هالة وكان واصّفًا عن حلية النبي صلى الله عليه وسلم (يعني عن صفته سبق أن ذكرنا قطعًا مرّ معنا قبل قطعٌ من هذا الحديث) وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئًا فقال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخمًا مفخمًا (عظيمًا في نفسه معظمًا في النفوس) يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر (النور يخرج من وجهه كما يخرج من القمر ليلة البدر) فذكر الحديث بطوله (مرّ معنا قطع قبل) قال الحسن فكتمتها الحسين زمنًا (قال فكتمتها الحسين زمانًا مرت مدة قبل أن أخبر الحسين بما أخبرني خالي يعني لأرى هل سيسعى الحسين في معرفة ذلك أو لا يمتحنه أخوه الحسن يمتحن الحسين سيسعى في ذلك أو لا كتمه لذلك كتمه ذلك مدة ثم كلمه فيه) ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه (قال فوجدته قد سبقني إليه قبلي سأل خالي) ووجدته قد سأل أباه عن مدخل (وجدته أيضًا سأل عليًا رضي الله عنه عن مدخل النبي عليه الصلاة والسلام إلى بيته في بيته ماذا كان يفعل ) ومخرجه (إلى خارج بيته) وشكله (مذهبه طريقته هذا المراد بالشكل كيف كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام) فلم يدع منه شيئًا قال الحسين فسألت أبي عن دخول النبي صلى الله عليه وسلم (ماذا كان يفعل إذا دخل بيته) قال إذا كان قال كان إذا أوى إلى منزله جّزء دخوله (زمان دخوله زمان مكثه في البيت) جّزء دخوله ثلاثة أجزاء جزئًا لله تعالى (الجزء الأول للعبادة جزءًا لله تعالى للعبادة والفكر في عظمة الله تبارك وتعالى) وجزءًا لأهله (جزءًا لأهله يعاشرهم فيه ويتلفهم وينظر في حاجاتهم) وجزءًا لنفسه (يفعل في نفسه ما يعود عليه هو صلى الله عليه وسلم بالتكميل ينظر في حاجات نفسه ما يحتاج أن يفعله ما يحتاجه لدنياه وآخره مثلا أن يخيط ثوبًا وغير ذلك من حاجات الدنيا والاخرة) ثم جّزء جزئه بينه وبين الناس(ثم هذا الجزء الذي جعله لنفسه جعله أيضًا جزئين جزء له بينه وبين الناس جزء له وجزء للناس) فيرد ذلك بالخاصة على العامة (في هذا الوقت يدخل الخاصة عليه ليس كل الناس يدخلون إنما يدخل الخاصة فينتفع الخاصة منه ثم يخرجون فينشرون النفع بين العامة فينتفع الخاصة به والعامة بهذه الطريقة) ولا يدخر عنهم شيئًا ( لا يمنعهم شيئًا لا عن الخاصة ولا عن العامة عليه صلاة الله وسلامه) وكان من سيرته في جزء الأمة (هذا الجزء الذي جعله للأمة) إثار أهل الفضل بإذنه ( كان يقدم أهل الفضل بإذنه ليس من جاء أولا ليس من كان أغنى إنما الأفضل يقدم أهل الفضل بإذنه الأفضل يقدمه على غيره) وقسمه فيهم على قدر فضلهم في الدين (ويقسم وقته بينهم على حسب فضلهم في الدين الذي هو أفضل في الدين يعطيه وقتًا إذا أراد وقتًا أكثر وهكذا على حسب الفضل في الدين لأن هذا نفعه أكبر) فمنهم ذو الحاجة ( ثم ينظر فيما يحتاجون إليه بعضهم له حاجة واحدة بعضهم له حاجتان بعضهم أكتر فيعطي كلا من الوقت على قدر ما يحتاج إليه) ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما يصلحهم والأمة (يشغلهم بالأمور التي تصلحهم وتصلح الأمة فينتفعون وينفعون المسلمين بذلك) من مُسائلة عنهم (مثلا يسألهم عن أحوال المسلمين ليس لتجسس إنما يسألهم عليه الصلاة والسلام ليعرف أحوال المسلمين حتى ينظر إذا كان هناك من يحتاج لإعانة ليعينه إذا كان هناك خلل لإصالحه إذا كان شىء حسن لتقويته وهكذا) وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ( ويخبرهم بما ينبغي لهم أن يقولوا لغيرهم ويقول: "ليبلغ الشاهد منكم الغائب (أنتم شهدتم وسمعتم مني بلغوا الغائب) وابلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغها (والذي لا يستطيع الوصول إلي ليبلغني حاجته أنتم أبلغوني حاجته أعانوني لا تسدوا الباب عليه) فإنه من أبلغ سلطانًا (سلطانًا يعني إنسانًا قادرًا على انفاذ ما يبلغه إذا بلغه شىء يستطيع أن ينفذه أن يفعله) حاجة من لا يستطيع إبلاغها (إن كانت الحاجة دينية أو دنيوية) ثبّت الله تعالى قدميه يوم القيامة (يكون له هذا الثواب الله يثبت قدميه يوم القيامة لأنه أعان أخاه المسلم ذاك المسلم لا يستطيع إبلاغ حاجته هو أعانه في إبلاغها الله يثبت قدميه يوم القيامة بعض الناس على خلاف ذلك بعض الناس يقول أنا لي حاجات إذا أبلغت حاجته يمكن يفوت الوقت بالكلام عن حاجتي ليس هذا الذي ينبغي أنت قادر أن تبلغ حاجتك هو لا يستطيع قدمه على نفسك أعنه حتى يبلغ حاجته ثم أنت تبلغ حاجتك) لا يذكر عنده إلا ذلك ( هذا الذي يذكر في مجلسه عليه الصلاة والسلام لا تذكر الدنيا لا يذكر ما لا خير فيه ولا منفعة فيه) لا يقبل من أحد غيره (لا يقبل أن يذكر غير ذلك في مجلسه عليه الصلاة والسلام ) يدخلون روادًا (يدخلون روادًا الرائد هو الذي يتقدم القوم يفتش لهم عن المكان المناسب لينزلوا فيه يدخلون روادًا أي يدخلون وهم يطلبون المنافع لأنفسهم ولغيرهم يعني روادًا لهذا يدخلون عليه وهم يأملون أن يحصلوا المنفعة منه عليه الصلاة والسلام) ولا يفترقون إلا عن ذواق (لا يخرجون من عنده فيتفرقون كل إلى مقصده إلا وقد ذاقوا إلا وقد نالوا يعني أحيانًا كثيرة ينالون الطعام ونحوه من أمور الدنيا أيضًا وأما المنفعة الدينية فدائمًا ينالونها) ويخرجون أدلة يعني على الخير ( يتعلمون من رسول الله عليه الصلاة والسلام فيخرجون من عنده يدلون الناس على الخير) قال فسألته عن مخرجه (عن حاله خارج البيت عن حاله خارج بيته) كيف كان يصنع فيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخزن لسانه (في مجلسه خارج البيت كان يخزن لسانه يمسك لسانه فلا يستعمله إلا فيما فيه خير إلا في منفعة لا يستعمله فيما لا يعنيه) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخزن لسانه إلا فيما يعنيه ويؤلفهم (يؤلفهم يداريهم يجعلهم يألفونه وإذا أردت أن يستمع الناس إليك فلا بد أن تداريهم لا بد أن تتألفهم وكان النبي عليه الصلاة والسلام مع شدة محبة الصحابة له يتألفهم) ولا ينفرهم ( لا يتصرف بما ينفرهم ) ويكرم كريم كل قوم (الذي هو أفضلهم دينًا حسبًا يكرمه عليه الصلاة والسلام ويراعي أيضًا النسب في إكرامه) ويوليه عليهم (إذا كان من أهل الخير قدمه عليهم) ويحذر الناس (من عقاب الله تبارك وتعالى وفي بعض النسخ ويحذر الناس يحذر الناس معناه لا يُتغفل عليه الصلاة والسلام لا يُخدع) ويحترس منهم ( في هذا المعنى يتحفظ لا يكثر من مخالطتهم حتى لا تسقط هيبته عليه الصلاة والسلام) من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره (وفي الوقت نفسه لا يمنع أحدًا منهم بشره وحسن لقياه وتبسمه) ولا خلقه (ولا حسن خلقه) ويتفقد أصحابه (يسأل عنهم يتفقدهم ما حال فلان ما حال فلان) ويسأل الناس عما في الناس (يسأل ماذا يحصل بين الناس ليعين الضعيف وينصر المظلوم لا ليتجسس على عيوبهم كما يحل لبعض الناس بعض الناس يتجسسون على الناس يستمعون إليهم خلسة يتتبعون أحوالهم حتى يعرفوا عيوبهم حتى يكون لهم بزعمهم ما يسمكونه عليهم ويهددونهم به نبي عليه الصلاة والسلام كان بعيدًا عن هذا إنما كان يسأل عن أحوال الناس حتى يعين المظلوم حتى يعين المحتاج لما هو من نحو ذلك) ويحسن الحسن ويقويه (إذا رأى شيئًا حسنًا كان يبين أنه حسن ويقويه نعم يعين من يفعله) ويقبح القبيح ويوهيه (وإذا كان هناك شىء قبيح يبين أنه قبيح ويسقطه عن الإعتبار يبين أنه لا اعتبار له) معتبر الأنف غير مختلف (ليس في أموره تنقاد أموره على الاعتدال أي أموره على ما ينبغي على الإستقامة من غير اختلاف من غير تنقاد كما يحصل ممن يتبع هواه كما يحصل من السفهاء كما يحصل من نحو ذلك من الناس ما فيها تنقاد كما يحصل مما هو خفيف العقل أو ممن هو فاقد المروءة النبي عليه الصلاة والسلام ما كان هكذا أموره معتدلة غير مختلفة) لا يغفل (عن تذكير أمته وإرشادهم) لا يغفل مخافة أن يغفلوا (خوف أن يغفلوا عن الاستفادة أذكرهم حتى يبقوا متيقظين) أو يميلوا (مخافة أن يميلوا عن الحق عن الباطل عن الصواب إلى الغلط ) لكل حال عنده عتاد (كل حال له عنده تأهب كأنه مستعد للأمور كلها لكل ما يطرأ عليه الصلاة والسلام كل حال هو متأهب لها لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه (لا يكسل عن فعل الحق لا يقصر عن فعل ما هو حق وأيضًا لا يجاوزه إلى الباطل لا يغلوا بحيث يقع في الباطل إنما يؤدي الحق على وجهه عليه الصلاة والسلام) الذين يلونه من الناس خيارهم ( الذين هم قريبون من الناس هذا شأن المفلح الذي يريد أن يفلح يقتدي بالنبي عليه الصلاة والسلام ويقرب خيار الناس منه لا ينظر إلى أكثرهم مالا لا ينظر إلى أحدهم ذهنًا إذا كان سيء الخلق سيء القوية لا ينظر إلى هذه الأمور إنما يقرب أفاضلهم إليه هؤلاء الذين نوّر الله قلوبهم يقربهم إليه ويستمع إلى مشورتهم وإلى نصحهم هكذا شأن المفتي) أفضلهم عنده أعمهم نصيحة (أفضلهم عنده اعمهم نصيحة أي أكثرهم نصحًا) وأعظمهم عنده منزلة (مرتبة) أحسنهم مواساة ومؤازرة (المواساة إصلاح أحوال الناس المؤزارة الإعانة فمن كان أكثر إصلاحًا لأحوال الناس وأكثر إعانة على الخير كان أعلى منزلة عنده عليه الصلاة والسلام) قال فسألته عن مجلسه (كيف كان مجلسه مع الناس أولا ذكر حاله مع الناس خارج بيته على العموم ثم خصص ماذا عن مجلسه مع الناس خارج بيته) فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم ولا يجلس على على ذكر (إذا قام يذكر الله إذا جلس يذكر الله مع القيام يذكر الله مع الجلوس يذكر الله وهكذا مع أمور كثيرة يفعلها يذكر الله تبارك وتعالى) وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث انتهى به المجلس (يعني إذا انتهى إلى قوم جالسين جلس حيث يوجد فسحة في المجلس لا يسعى أن يكون في صدر المجلس على كل حال نبي الله عليه الصلاة والسلام حيث كان يكون صدر المجلس صدر المجلس حيث هو عليه الصلاة والسلام ) ويأمر بذلك (يأمر بذلك يأمر أصحابه بذلك أي لا يسعى الواحد منهم للجلوس في صدر المجلس بعض الناس إذا دخل المجلس فلم يوسع له يتضايق إذا لم يجعل له مثلا في بعض الاجتماعات التي يكونون الجالسون فيها على الكراسي إذا لم يجعل مكان في الصف الأول يتضايق رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يجلس حيث انتهى المجلس ويأمر بذلك) يعطي كل جلاسئه نصيبه (يلتفت إلى هذا هذا له نصيب منه هذا له نصيب هذا له نصيب كل الجالسين إليه يجعل لكل واحد منهم نصيبًا لا يترك واحدًا منهم يحس بأنه مهمل منه عليه الصلاة والسلام) لا يحسب جليسه أن أحدًا أكرم عليه منه (كل واحد يظن انه أكرم من في المجلس عليه أنه يكرمه أكثر من غيره صلوات ربه وسلامه عليه) من جالسه وفاوضه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ( إذا جاء إنسان يكلمه في حاجة يصبر حتى يُنهي وينصرف هو لا يقول له النبي عليه الصلاة والسلام مثلا عجّل عجّل أنا مشغول أو يكفي اليوم بعد ذلك أنا أريد أن أذهب لأ، يصبر حتى ينتهي وينصرف فيكون صاحب الحاجة هو المنصرف لا النبي عليه الصلاة والسلام) ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول (من سأله حاجة لم يرده إلا بها يعطيه حاجته إذا كان يستطيع وإذا كان لا يستطيع يجيبه بقول حسن مثلا إن شاء الله عندما يتيسر لي ما شابه ذلك من الكلام الذي يأمله به) قد وسع الناس بسطه وخلقه (عطائه وخلقه وسع الناس كلهم كل الصحابة وسعهم ذلك نالوا من ذلك ) فصار لهم أبًا (كأنهم كلهم أولاده وهو أبوهم يهتموا لكل واحد منهم كما يهتم الأب لأولاده) وصاروا عنده في الحق سواء (من كان له حق أعطاه إياه كائنًا من كان لا يمنع أحدًا حقه لأن الذي يريد الحق منه مثلا أقرب إليه لأ. إنما كله في الحق سواء بمعنى أنهم كلهم النبي عليه الصلاة والسلام كان يسعى أن ينال كل واحد منهم ما له أن ينال حقه) مجلسه مجلس حلم وحياء (مجلسه مجلس حلم ليس مجلس تسرع ما فيه تسرع وحياء ليس يُفعل فيه ليس مجلسًا يفعل به ما يعاب) وصبر وأمانه (وصبر منه على ما قد يصدر من بعضهم وأمانة وأمانة منهم على ما قد يحصل في المجلس ) لا ترفع فيه الأصوات ( لا يصير فيه جلبة هذا يرفع صوته وهذا يرفع صوته ليس هكذا إنما كان مجلس فيه سكينة وهدوء) لا تؤبنوا فيه الحُرم ( لا تعاب الحُرم لا تذكر فيه المعايب معايب الناس لا يتتبع فيه عيوب الناس لم يكن مجلسًا لأجل ذلك ) ولا تُنسى فلاتته ( لا تنسى فلاتته لا تشاع ذلاته يعني لا يُتكلم فيه بما لو نشر لكان فيه إشاعة ذلة وإذا حصل من أحدهم ذلة فيه لا تنشر ) متعادلين ( كلهم متعادلين هم عنده في الحق سواء هذا معنى متعادلين ليس معناه مرتبة واحدة لكن في الحق كلهم سواء كل واحد منهم يعطيه عليه الصلاة والسلام حقه) يتفاضلون فيه بالتقوى (إنما الأفضل منهم هو الأتقى) متواضعين (لا كِبر عندهم ) يوقرون فيه الكبير (كما ينبغي كما حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أمر كأنه فُقد في أيامنا تجد القوم إذا كان مجتمعين الصغير يتكلم قبل الكبير والصغير يمد رجله في حضرة الكبير والصغير يقاطع الكبير في الكلام والصغير لا يوقر كبيرًا في التصرف إلى غير ذلك ولا يلتفت إلى الكبير إلى غير ذلك من أمور لا تخفى على من يعرف الأحوال في أيامنا أما مجلس النبي عليه الصلاة والسلام الكبير يوقر ) ويرحمون فيه الصغير (والصغير يُرحم ويوجه ويُعلم ويُكلم بالرحمة والشفقة لا بالكبر ولا بإرادة الإذلال ولا بإرادة تنفيس الغضب أو لا لا إنما بالرحمة والشفقة) ويؤثرون ذا الحاجة (يُقدمون ذا الحاجة على أنفسهم إذا وجدوا إنسانًا ذا حاجة يقدمونه على أنفسهم حتى يقضي حاجته) ويحفظون الغريب ( يحفظون حقه يدفعون عنه كربة الغربة لأن الغريب في أكثر الأحوال ضعيف فعينونه ويحفظون حقه هكذا كان حال مجلس رسول الله هكذا كان حال رسول صلى الله عليه وسلم في بيته وخارج بيته بين الخاصة وبين العامة) رزقنا الله تبارك وتعالى حسن التأسي به وسبحان ربّك ربّ العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.