قال الشيخ جميل حليم
من نصائح الولي المرشد الشيخ الهرري
الحمد لله ربّ العالمين صلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله صلى الله عليه وسلم وشرّف وكرّم وبارك وعظّم ورضي الله عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي عن كل الأولياء والصالحين.
من علق قلبه بالرفاعي
أما بعد، فقد قال الإمام المرشد المجتهد الحجة الشيخ عبد الله الهرري رضي الله عنه وأرضاه:” من علق قلبه بالرفاعي وكان صادقًا في محبته فمحبته تنفعه يوم القيامة“. وقال رضي الله عنه:” علقوا قلوبكم بمحبة الرفاعي“. فالسادة الرفاعية لهم لطف من الله في الدنيا وعند الموت وفي القبر وفي الآخرة.
هذا الكلام الذي قاله مولانا الإمام الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله ورضي الله عنه له أصل هذا الكلام له إسناد هذا الكلام له أساس ما هو أساس هذا الكلام الحديث الصحيح الذي في البخاري وعند غير البخاري أيضًا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”المرء مع من أحب يوم القيامة“. فالمسلم العاصي أو المسلم العامي إذا أحب وليًّا من الأولياء كأبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه أو كعمر أو عثمان أو علي رضي الله عنهم جميعًا أو الحسن أو الحسين أو السيدة مريم أو السيدة خديجة أو السيدة فاطمة أو السيدة عائشة أو السيدة ءاسية أو السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج أو أحب الرفاعي أو الجيلاني أو البدوي أو الشاه نقشبند أو أحب وليًا من أولياء الله تعالى وكان صادقًا في محبته له هذه المحبة لأنها لله ولأنها لأولياء الله أي أحبه لأنه من أولياء الله يعني أحبه لأن الله يحبه أحبه لأنه محبوب من الأولياء الصالحين أحبه لأن الله يحب منّا أن نحب الأولياء والصلحاء وكان مخلصًا يعني هو بهذا يكون معظمًا لأمر الله معظمًا لمن يحبهم الله هذه المحبة تنفعه يوم القيامة ولو كان هذا العاصي ولو كان هذا العامي لو كان هذا المقصر يوم القيامة عليه ذنوب فإن هذا الولي قد يمكّن فيشفع بهذا المسلم الذي أحبه لله.
ثم محبة الأنبياء والأولياء شىء عظيم الرسول عليه الصلاة والسلام ماذا قال:”المرء مع من أحب يوم القيامة” أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه من أنس الذي خدم الرسول عشر سنوات صحابي كريم عندما سمع هذا الكلام من رسول الله قال:”فرحنا فرحًا عظيمًا” بهذه البشرى تصوروا هذه الطبقة المباركة من الصحابة من الأجلاء مع ذلك عندما سمعوا هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم:”يقول ما فرحنا بشىء كفرحنا بهذا الحديث” يعني بهذه البشرى يعني ما فرحوا بشىء من أمور الدنيا والمال والجاه الدنيوي كفرحهم بهذا الخير العظيم بهذه البشرى الكبيرة وهو قوله صلى الله عليه وسلم:”المرء مع من أحب يوم القيامة” ثم ماذا قال أنس رضي الله عنه قال عن نفسه أنا أحب أبا بكر وعمر وعثمان وعلي قال وأنا أحبهم يريد أن يعبر عن عظيم فائدة هذا الحديث وعن محبة النبي كم تنفع وحتى عن محبة من دون النبي كهؤلاء الكرام الأولياء رضي الله عنهم وأرضاهم وهكذا من علق قلبه بالإمام الرفاعي بالغوث الجيلاني بالإمام الشافعي من علق قلبه بأبي مدين الغوث رضي الله عنهم جميعًا من علق قلبه بمحبة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأرضاه من علق قلبه بمحبة الأكابر الأولياء الأقطاب الأغواث الصلحاء الأخيار والأوتداد والأبدال هؤلاء من أحبهم وكان صادقًا في محبته لهم فإنه ينتفع بمحبتهم يوم القيامة بعضهم قد يشفع فيه فينقذه الله من العذاب ولا يعذبه بمحبة وشفاعة هذا الولي الصالح.
ثم الغوث الرفاعي السيد الرفاعي الإمام العظيم رضي الله عنه وأرضاه لماذا قال مولانا الشيخ في إرشاداته ونصائحه:”علقوا قلوبكم بمحبة الرفاعي” على وجه الخصوص الرفاعي رضي الله عنه له منزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الرفاعي له مرتبة كبيرة ومحبة خاصة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومما يدل على ذلك عندما جاء وقبل يد الرسول صلى الله عليه وسلم وذاك في العام الذي حج فيه الرفاعي بعدما حج جاء إلى المدينة المنورة وكان في المسجد الشريف في المسجد النبوي الأنور الأزهر الأعطر أي في القاعة ما يقارب المائة ألف إنسان دخل الرفاعي رضي الله عنه وأرضاه وسلم على رسول الله السلام عليك يا جدي يا رسول الله ثم أنشد يقول:
في حالة البعد روحي كنت أرسلها تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
فرد الرسول صلى الله عليه وسلم من قبره الشريف عليه السلام قال له وعليك السلام يا ولدي والرسول عليه الصلاة والسلام حي في قبره يسمع سلام المسلمين عليه عند القبر ومن كان بعيدًا بلغته الملائكة روى السخاوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”من صلى عليّ عند قبري سمعته ومن صلى عليّ نائيًا بلغته“. أي الملائكة تبلغه فالرسول عليه الصلاة والسلام حي في قبره ويصلي في قبره وينفع أمته وهو في قبره ويدعو لهم ويستغفر لهم ويسمع سلام المسلمين عليه صلى الله عليه وسلم عند قبره الشريف رد السلام على ابنه الرفاعي رد السلام على حفيده الرفاعي قال وعليك السلام يا ولدي لأن الرفاعي من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا أمرٌ أجمعت عليه الأمة كما نقل الإجماع على صحة نسب الغوث الرفاعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤرخ ابن الساعي في كتابه تاريخ الخلفاء العباسيين في هذا الكتاب نقل الإجماع على صحة نسب الإمام الرفاعي وذكر أن نسب الغوث الرفاعي وقّع عليه وختمه وصدقه كثير من نقباء الأشراف بل ومن الملوك والخلفاء والأمراء وكبار العلماء.
فالرفاعي رضي الله عنه وأرضاه من أولاد رسول الله من أحفاده صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن الرفاعي ثم قال له وعليك السلام يا ولدي وانشق القبر هذا القبر النبوي الشريف الزكي المبارك انشق بقدرة الله ومد الرسول صلى الله عليه وسلم يده الزكية الطاهرة التي هي أجمل من الشمس والقمر ملأت تلك الساحات بالأنوار والأعطار فقبلها الغوث الرفاعي وأخذه الحال وتأثر وجثى على ركبتيه و قال له الرسول صلى الله عليه وسلم وقد مد يده إلى يده وأخذ بها وقال:”قم إني آخذ بيدك وبيد ذريتك وأتباعك إلى يوم القيامة”. فهذا من الأمور الخاصة بالغوث الرفاعي رضي الله عنه وأرضاه وهنا السؤال في ذلك الموقف العظيم الذي حضره من الأقطاب والأغواث ومشايخ الأمة وعلماء الأمة وأمراء وسلاطين الرسول ما مد يده في ذلك الموقف إلا لابنه الرفاعي إلا لحفيده الرفاعي إلا للغوث الرفاعي ورأى ذلك الناس وسمعوا وشهدوا حتى إنه بسبب تلك المعجزة النبوية والكرامة الرفاعية كبار مشايخ الأمة دخلوا في سلك طريقة الرفاعي وأخذوا منه الطريقة وسلكوا على يديه وهم من الأولياء ولهم أتباع وهم من مشايخ الطرق بل من الأمراء بل من السلاطين من أخذ منه الطريقة بل من الخلفاء من أخذ منه الطريقة وممن حضروا في ذلك الموقف الشريف المبارك الذي ملأ تلك الساحات بالبركات والأنوار والأسرار والرحمات والخيرات والمدد النبوي ممن حضر في تلك اللحظات الشريفة المباركة الغوث الجيلاني وكذلك علي الهيتي العراقي وكذلك عقيل المنبجي وكلك جياة بن قيس الحراني وكذلك انتبهوا معي واسمعوا عدي بن مسافر ومن أيضًا عم السلطان صلاح الدين أسد الدين ودخل إلى خيمة الرفاعي وبشره الرفاعي بأنه يكون أميرًا ويفتح على يديه وينتصر أخذ الطريقة أخذ العهد من الغوث الرفاعي هذا في ذلك الجمع العظيم الذي كان فيه قريب المائة ألف إنسان ماذا قال صلى الله عليه وسلم:”قم فإني آخذ بيدك وبيد ذريتك وأتباعك إلى يوم القيامة” وقال الرفاعي رضي الله عنه قال:”أنت وجه لا يخزيه الله أبدًا في أتباعه إلى يوم القيامة”.
رأيتم لماذا قال مولانا المرشد الموجه الولي الشيخ عبد الله الهرري تلك الكلمات في الرفاعي وفي محبة الرفاعي وقال: من أخذ الطريقة الرفاعية من شيخ صالح صار له ارتباط معنوي بالرفاعي الكبير تأتيه الأمداد النفحات بإذن الله.
وقال: السادة الرفاعية لهم لطف من الله في الدنيا وعند الموت وفي القبر وفي الآخرة لذلك قال:”علقوا قلوبكم بمحبة الرفاعي”.
رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا ببركاته وأمدنا بمدده وجعلنا من أتباعه الصادقين وحشرنا معه مع شيخنا والأولياء يوم القيامة إن الله على ذلك قدير وبالإجابة جدير والحمد لله رب العالمين.