fbpx

27 :من نصائح الإمام الهرري – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ جميل حليم حفظه الله من نصائح الولي المرشد الشيخ الهرري الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا على محمد طه النبي الأمي الأمين العالي القدر الجاه وعلى ءاله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله صلى الله عليه وسلم وشرّف وكرّم وبارك وعظم وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وسلام الله عليهم أجمعين. حال المؤمن الكامل لا يشبع من العلم أما بعد، إخواني وأخواتي في الله من أقوال ونصائح وتوجيهات مولانا الشيخ المرشد المجدد مولانا أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد الهرري الحبشي رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا ببركاته قال:”حال المؤمن الكامل أنه لا يشبع من العلم ليبقى متشوقًا للعلم” وهذا حال الكُمل من عباد الله عزّ وجلّ. فسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم كان يشتاق أن ينزل عليه جبريل أكثر ممما ينزل فطلب منه ذلك فأخبره أنه ينزل بأمر من الله عزّ وجلّ. وهذا الخضر عليه السلام وهو نبي كريم وموسى نبي رسول بالإجماع وموسى أفضل من الخلق مع ذلك موسى عليه السلام عندما قام خطيبًا في بني إسرائيل وكان لا يعرف الخضر ولم يجتمع به وسئل موسى عليه السلام سئل من أعلم هذه الأرض:” قال أنا” وقوله هذا صدق لأنه يجيب على حد علمه بل فأوحى الله له:”بل عبدنا خضر” ومن تواضع موسى عليه الصلاة والسلام ومن حبه للعلم ومن شوقه واشتياقه للعلم طلب من الله أن يدله على الخضر ليذهب إليه فينتفع منه ويتعلم بأمور وأشياء ليتعلم أمورًا ليست من الضروريات ليتعلم أمورًا ليست من الفروض التي تجب على موسى لأنها لو كانت مما يجب على موسى صلى الله عليه وسلم ما كان يكون جاهلا بها لأن هذا لا يليق بالأنبياء لا يكون موسى جاهلا بما هو فرض عليه إنما موسى أراد أن يتعلم أشياء هي من الحكمة وبعض الفوائد التي لا تجب عليه مع ذلك قصد الخضر وسافر إلى مجمع البحرين حتى قال بعض علماء التفسير:”إنه بحر فارس” يعني إلى بلاد بعيدة تحمل ذلك السفر الطويل والمشقات والمتاعب ليلتقى الخضر عليهما السلام انظروا إلى حب موسى للعلم وموسى أعلم من الخضر وأفضل من الخضر والخضر اختلف في نبوته لكن القول الراجح أنه نبي لكن موسى عليه السلام لم يختلف في نبوته ولا في رسالته بل هو نبي رسول بنص القرءان والحديث والإجماع ومع ذلك موسى سافر إلى الخضر موسى ذهب ليتعلم حكمة فائدة من الخضر عليهما السلام. انظروا إلى الكمل من عباد الله وهذا حال الأتقياء والأولياء الصحابة الكرام رضوان الله عليهم منهم من سافر إلى المدينة المنورة إلى القاهر ومنهم من سافر إلى بغداد ومنهم من سافر إلى دمشق لطلب حديث واحد انظروا إلى علو الهمة في طلب العلم في حب الخير في طلب الاستزادة من الخير. شيخنا رحمه الله مات وعمره فوق المائة سنة ما كان يترك المطالعة والقراءة حتى في المخطوطات يطلب الكتب المخطوطة التي لم تطبع بعد ثم يسافر هو إلى مكتبات البعيدة سافر إلى المكتبة السلمانية في اسطنبول وفي برلين مرة كنا معه في ألمانيا أرسل بعض الإخوة إلى مكتبة جامعة برلين وإلى مكتبة أخرى ليحصلوا له بعض المخطوطات وأرسل بعض المشايخ والدكاترة إلى مكتبات اتحاد السوفياتي السابق وأرسل إلى الهند وأرسل إلى المغرب كان يطلب الكتب المخطوطة التي لم تطبع ويقرأ فيها وكان رحمه الله ورضي الله عنه مشتغلا في العلم وكان يدرس ويعلم ويفتي ويؤلف مع المحاضرات اليومية والتدريس وإقراء المواد التي تدرس في الجامعة العالمية أحيانًا في اليوم الواحد يقرأ عليه في عشر فنون هذا الإمام العلامة الشيخ عبد الله الهرري مادة وراء مادة وكتاب خلف كتاب وهكذا في فنون مختلف وكان رحمه من شدة حبه للعلم ومن شدة تواضعه قال:” لو كنت أعرف من يجيبني على أسئلتي لرحلت إليه ولو إلى الهند ” . فيا إخواني ويا أخواتي أقبلوا إلى مجالس العلم وكونوا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:”لا يشبع مؤمن من خير يسمعه حتى يكون منتهاه الجنة“. هذه الرواية قال بعض العلماء إنها مقيدة بطلب العلم أو خاصة بطلب العلم لماذا لأنه قال يسمعه وهناك رواية ثانية عامة في كل وجوه البر والطاعات وهي قوله صلى الله عليه وسلم:”لا يشبع مؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة” هذه الرواية عامة في طلب العلم وقراءة القرءان والأذكار في فعل الخيرات في الصلاة في الأذكار في مساعدة الفقراء في التردد إلى المساجد في قيام الليل هذه الرواية عامة في وجوه البر والخير والطاعات والرواية الأولى خاصة بطلب العلم لأنه قال يسمعه هذا حال المؤمن الكامل حال المؤمن الذي لا يشبع من العلم هو حال الأتقياء المؤمنين الكاملين. فأقبلوا إلى مجالس العلم في كل المحافظات والمساجد والمصليات التي يدرس فيها إخواننا الدعاة والمشايخ من مشايخ جميعة المشاريع الخيرية الإسلامية وأقبلوا إلى المواقع المعتمدة من قبل جمعيتنا ولا تدخلوا إلى مطلق مواقع التواصل فإن فيها الكثير من هذه المواقع وفي الكثير منها الفساد والجهل والضلال والغواية فيها الكثير من التحريفات والتزوير ولو كانت تسمى بأسماء دينية لو كانت تسمى باسماء إسلامية فمئات هذه القنوات والمحطات والمواقع للمشبه المجسمة ينشرون الكفر والضلال في بقاع الأرض وعندهم فضائيات وإذاعات ومطابع يطبعون مئات الآلآف بل الملايين من الكتب الصغيرة الملونة التي يحشونها بالفساد وكما يقال السُم في الدسم هؤلاء خطر على الأمة فلا تستمعوا لخطبائهم ولا تدخلوا إلى مواقعهم ولا إلى إذاعاتهم ولا إلى محطاتهم ولا إلى محاضراتهم ولا تدخلوا في مدارسهم ولا في جامعتهم هؤلاء نشروا التشبيه والتجسيم وكفروا المسلمين بغير حق قالوا إن من توسل بالأنبياء من تبرك بهم واستغاث بالأموات من الأولياء والأنبياء قالوا هذا كافر حلال الدم والعياذ بالله تعالى كفروا الصحابة كفروا المسلمين كفروا السلف والخلف. أقبلوا إلى أهل العلم وحصّلوا العلم وتمكنوا بالعلم فعلم الدين حياة الإسلام هو الطريق إلى الخير والنجاة والهدى والفلاح هو الطريق إلى الفوز بالجنة لمن تعلم العلم الصحيح والتزم به وطبقه وعمل به إلى أن يموت . إخواني واخواتي لا ينبغي أن نشبع من العلم لا ينبغي أن نتراجع عن مجالس العلم لا تكونوا كأكثر الناس انظروا إليهم في الملاهي انظروا إليهم في المراقص انظروا إليهم في ملاعب الفوتوبول هنا وهنالك وانظروا في المساجد وانظروا في مجالس العلم العدد القليل الذي يحضر في المساجد والعدد القليل الذي يحضر في مجالس العلم وربما فيما بلغنا بهذه الأيام مع ما يسمى على زعمهم موجة كورونا الثالثة أو الرابعة بلغنا أن بعض الاحتفالات لبعض المطربات والمغنيات حضر فيه نحو ستمائة ألف إنسان حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله. يا إخواني ويا أخواتي تمكنوا من علم الدين لتعملوا به لتحصنوا أنفسكم لتحصنوا أولادكم لتعلموا القريب والبعيد والغريب والكبير والصغير قال صلى الله عليه وسلم:”بلغوا عن ولو ءاية” لو علمتم الناس أن الله سبحانه منزه عن الأعضاء. فإذا قرأتم عن هذه الآية في قول الله عزّ وجلّ انتبهوا جيدًا معي عن سفينة نوح {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} (سورة القمر) معناه بحفظنا ليس معناه جارحة ليس معناه عضو ليس معناه كيفية ليس معناه جسم ليس معناه جسد حاشى لله. أما هؤلاء المشبهة هؤلاء المجسمة يقولون عين حقيقية والعياذ بالله تعالى كما قال بعض كبرائهم في كتاب له سماه فتاوى العقيدة قال عين حقيقة حاشى لله وتنزه الله تعرفون ما معنى عين حقيقية يعني هذه يعني جسم جسد جرم حجم جلد شحم أشفار وهذه صفة المخلوق عندما يقول عين حقيقية يعني جعله كالإنس والجن والملائكة والبهائم كل هؤلاء لهم عيون حقيقية الله منزه عن ذلك لأنه قال:” فلا تضربوا لله الأمثال” فما معنى {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} سفينة نوح أليست كانت في موج كالجبال من الذي حفظها من الذي سلمها من الذي نجاها من الذي جعلها ومن فيها في أمان هو الله. هو سبحانه أمر نوحًا عليه السلام أن يبني تلك السفينة ويقال إنه بنى تلك السفينة العظيمة من شجرة واحدة كانت من يوم مولد نوح عليه الصلاة والسلام يعني كانت ضخمة وكبيرة جدًا ثم بنى تلك السفينة بأمر من الله ثم أخذ المؤمنين وأخذ من البهائم من من كل زوجين اثنين وطلع معه أولاده الذين ءامنوا الذين أسلموا حام وسام ويافث أما كنعان كان على الكفر قال له نوح أسلم ثم اركب معنا تعال معنا بعدما تسلم بعدما تدخل في الإسلام قال يا بني اركم معنا اركم أصله أركب معناه أسلم واركب ليس معناها وأنت على الكفر تعالى معنا واركب معنا في السفينة لا. لأن الله أمره أن يحمل فيها المؤمنين. ماذا قال له كنعان؟ سأوي إلى جبل يعصمني من الماء رد عليه نوح عليه السلام وقال له لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين من؟ كنعان طلع إلى رأس الجبل أكله الماء وهكذا أهلك الله الكافرين كانت الموجة الواحدة كالجبل من الذي سلم تلك السفينة وحفظها ونجاها والذين فيها هو الله هذا معنى تجري بأعيننا بحفظنا لها بعنيتنا ورعايتنا لها هذا معناه. عندما تقول الأم للولد لابنها أو لزوجها تقول له الله يرعاك الله يحفظك هل معنى ذلك أن الله تعالى هو جسم فيأتي إليه ويمسكه ويحافظ عليه أو هو له جارحة عين فيضع هذه الجارحة عليه لا. تنزه الله بل معنى الله يحفظك الله يرعاك الله معناه يسلمك ينجيك الله تعالى يبعد عنك الضرر والشر والأشرار. فإذًا تجري بأعيننا بحفظنا بعنايتنا برعايتنا لها هذا معنى الآية{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} أما على قول هؤلاء المشبهة المجسمة جعلوا الله تعالى جسمًا حجمًا وله عين جارحة حقيقية فشبهوه بخلقه جعلوه كالإنس كالجن كالملائكة والبهائم وهذا من أصرح الصريح في الكفر تكذيب لربّ العالمين وتشبيه له بخلقه والعياذ بالله أنتم إذا علمتم هذه الفائدة للناس لكم من الأجر والثواب أعظم وأكثر من صلاة ألف ركعة من صلاة السنة والنفل فلا تشبعوا من العلم علموا الناس أن القرءان لا يفسر بالرأي أن القرءان يفسر على ما وضعه وبيّنه العلماء الثقات لا بالرأي والهوى علم الدين حياة الإسلام والمؤمن الكامل لا يشبع من العلم وحال المؤمن الكامل أنه لا يشبع من الخير ولا يشبع من العلم. الحمد لله ربّ العالمين.