شمائل النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ سمير القاضي حفظه الله
0019
الحمد لله ربّ العالمين له النّعمة وله الفضل وله الثنّاء الحسن صلوات ربي وسلامه على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
نكمل إن شاء الله تعالى في باب قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث كنّا وقفنا.
القارئ: بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله بالسند إلى الإمام الترمذي رحمه الله تعالى قال حدثنا إسحاق بن موسى قال حدثنا معن قال حدثنا مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبوري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أخبره أنه سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعه". (هذا على حسب ما رأت عائشة وقد حفظ غيرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم زيادة على ذلك ومن حفظ حجة على من لم يحفظ علي رضي الله عنه عنه حفظ عن رسول صلى الله عليه وسلم ستة عشرة ركعة كما روى ذلك الإمام أحمد وغيره إنما عائشة قالت على حسب ما رأت هي أنه ما كان يزيد على إحدى عشرة ركعة) يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ( الركعات الأربع الأُول أطول من غيرهن يصلي صلاة حسنة عليه الصلاة والسلام بالخشوع التام وبالخضوع وبالتفكر على حسب ما أمر الله تبارك وتعالى يصلي أربع ركعات طويلة أولا) ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حُسنهن وطولهن ( أيضًا يصلي بعد ذلك أربع ركعات طويلة مثل الركعات التي قبل والأربع يفصل بين كل ركعتين بتسليمة) ثم يصلي ثلاثًا ثم ينام (يفصل بين الركعتين الأُوليين بين مقدمة الوتر وبين الوتر بالسلام ثم ينام) قالت عائشة رضي الله عنه: قلت يا رسول أتنام قبل أن توتر (لما رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هذا تعجبت قالت:" يا رسول الله أتنام قبل أن توتر" هذا منفصل عن الذي قبله هاتان حادثتان الأولى فيها وصف عائشة لصلاة النبي عليه الصلاة والسلام في الليل وأنه كان يقوم من نومه فيصلي هذه الركعات ثم يرجع إلى النوم الثانية أنه لما رأته عليه الصلاة والسلام أول مرة بعدما صلى العشاء أراد أن ينام بعدما صلى العشاء وصلى سنة العشاء أراد أن ينام قالت أتنام قبل أن توتر تعجبت لأن أبا بكر رضي الله عنه كانت عادته أن يوتر قبل أن ينام وهي كانت معتادة على هذا فرأت النبي عليه الصلاة والسلام ينام قبل أن يوتر فتعجبت فلهذا سألت رسول الله عليه الصلاة والسلام عن ذلك وإنما كان أبو بكر يوتر قبل أن ينام لأنه كان يخاف أن لا يستيقظ لصلاة الوتر فكان يوتر قبل أن ينام أما النبي عليه الصلاة والسلام فكان يثق بإستيقاظه لذلك أخر الوتر إلى ما بعد ذلك ومن كان يثق بأنه يستيقظ قبل الصبح تأخير الوتر له أفضل حتى يصلي الوتر بعدما يقوم من النوم قبل الصبح) قال صلى الله عليه وسلم:"يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي" (قلبي يبقى مشغولا مستغرقًا في شهود عظمة الله تبارك وتعالى لا ينام أما عيناي فتنامان لذلك قد لا أرى بعض الأمور التي تحصل لأنني أكون نائمًا عيناي تكونان نائمتين لكن لا يعني هذا أن قلبي يكون نائمًا كما يكون قلب باقي الناس إنما يكون قلبي مستغرقًا في شهود تعظيم الله تبارك وتعالى ولذلك كان الصحابة لا يوقظون النبي عليه الصلاة والسلام إذا كان نائمًا لأنهم لا يدرون بأي أمر قلبه مشغول في نومه فلذلك لا يوقظونه صلى الله عليه وسلم ومن هذا الكلام يُعرف ما الذي حصل عندما نام النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة وكانوا متعبين فلم يستيقظوا لصلاة الصبح كان النبي عليه الصلاة والسلام أوكل بلالا أن يوقظهم بلال نام فناموا فلم يستيقظوا إلا بعد أن ضربتهم الشمس النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك الوقت ما كان قلبه نائمًا لكن لأن عينيه كانتا نائمتين ما رأى طلوع الفجر فلم يقم لأجل ذلك وكان قلبه مشغولا بغير ذلك ولم يكن نائمًا وهذا شىء لا ندركه نحن هذا شىء يدركه من شعر به ونحن ما شعرنا بهذا إنما هذا شىء اختص الله به نبينا محمدًا عليه الصلاة والسلام فمعرفة حقيقته هو يعلم حقيقة ذلك أما نحن لا نعرف ذلك لأننا ما شعرنا بهذا).
وبه قال حدثنا إسحاق بن موسى قال حدثنا معن قال حدثنا مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة فإذا فرغ منها اضجع على شقه الأيمن (هذا سبق أن شرحناه).
وبه قال حدثنا ابن أبي عمر قال حدثنا معن عن مالك عن ابن شهاب ح قال وحدثنا قتيبة عن مالك عن ابن شهاب نحوه وبه قال حدثنا هنّاد قال حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل تسع ركعات (وإنما كان يصلي تسع ركعات في أواخر حياته لما أسن عليه صلاة الله وسلامه).
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش نحوه وبه قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر قال أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة رجل من الأنصار عن رجل من بني عبس عن حذيفة بن اليمان ( عن أبي حمزة رجل من الأنصار هو طلحة بن زيد الأنصاري هذا عن رجل من بني عبس هو صلة بن ظفر العبسي) عن حذيفة بن اليمان أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم من الليل قال فلما دخل في الصلاة قال:" الله أكبر ذو الملكوت (ذو الملكوت معناه الملك العظيم هذه صيغة مبالغة من الملك) ذو الملكوت والجبروت ( والجبروت أي الجبر العظيم ذي الجبر العظيم أي القهر العظيم سبحانه ) والكبرياء والعظمة (الكبرياء يعني التنزه والترفع عن النقائص والعظمة يعني الشرف علو الرتبة).
قال ثم قرأ البقرة (قرأ في الركعة الأولى سورة البقرة بتمامها) ثم ركع ركوعه نحوًا من قيامه (يعني فبقي راكعًا مقدار قراءة سورة البقرة مدة تقارب المدة التي قرأ فيها سورة البقرة مثلها) وكان يقول سبحان ربي العظيم ( في ركوعه) ثم رفع رأسه فكان قيامه نحوًا من ركوعه (يعني لما قام لما اعتدل بعد الركوع بقي قائمًا بما يساوي مدة قراءة سورة البقرة أيضًا) وكان يقول:" لربي الحمد لربي الحمد ثم سجد فكان سجوده نحوًا من قيامه (سجد فسجد مدة تساوي المدة التي يحتاج إليها لقراءة البقرة وهو يمجد الله في سجوده) فكان يقول:" سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى( تنزه ربي عن النقص هذا معنى سبحان ربي الأعلى الذي هو أعلى من كل شىء قدرًا) ثم رفع رأسه فكان ما بين السجدتين نحوًا من السجود (أيضًا بمثل تلك المدة) وكان يقول:"ربي اغفرلي ربي اغفرلي" حتى قرأ البقرة وءال عمران ( في الركعة الثانية قرأ عليه الصلاة والسلام آل عمران وفي الثالثة قرأ النساء في الرابعة قرأ المائدة أو الأنعام) حتى قرأ البقرة وءال عمران والنساء والمائدة أو الأنعام شعبة الذي شك في المائدة والأنعام (شعبة شك هل قرأ المائدة أو قرأ الأنعام شك في ذلك) قال أبو عيسى وأبو حمزة اسمه طلحة بن زيد وأبو جمرة الضبعي اسمه نصر بن عمران.
(أبو حمزة وأبو جمرة كتابتهما متقاربة بيّن الترمذي ما هو اسم كل واحد )
وبه قال حدثنا أبو بكر محمد بن نافع البصري قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن إسماعيل بن مسلم العبدي عن أبي المتوكل عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بآية من القرءان ليلة (ليلة وهو يصلي يقرأ ءاية يعيدها استغرق قلبه في معنى هذه الآية فبقي يكررها ليلة إلى الصباح وهو يعيد هذه الآية { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} يكرر ذلك إلى الصباح صلى الله عليه وسلم).
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله أنه قال (عن عبد الله يعني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه) قال صليت ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (معه هنا مقتديًا به) فلم يزل قائمًا حتى هممت بأمر سوء (النبي أطال في القيام والقراءة يقول حتى هممت حدثتني نفسي أن أعمل شيئًا ليس حسنًا) قيل له وما هممت به قال: هممت أن أقعد وادع النبي صلى الله عليه وسلم (قال هممت أن أقعد وأتركه واقفًا عليه الصلاة والسلام.
وهذا الحديث يدل على مِقدار ما أعطى الله تعالى نبيه من القوة على الطاعة عبد الله بن مسعود كان أصغر سنًا من النبي عليه الصلاة والسلام مع ذلك ما استطاع تعب تعبًا شديدًا كاد أن يقعد والنبي عليه الصلاة والسلام يصلي قائمًا مع الفارق بينهما في السن).
وبه قال حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال حدثنا معن قال حدثنا مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي جالسًا (كان يصلي جالسًا هذا في آخر حياته عليه الصلاة والسلام) فيقرأ وهو جالس (النفل يعني هذا في النفل) فإذا بقي من قراءته قدر ما يكون ثلاثين أو أربعين ءاية (إذا بقي ما يكون ثلاثين أو أربعين ءاية يريد أن يقرأ بعد ثلاثين أو أربعين ءاية) قام فقرأ (قام فقرأ يقوم فيقرأ قائمًا) قام فقرأ وهو قام ثم ركع وسجد ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك ( هكذا يصنع في كل ركعة يصليها قاعدًا يصلي قاعدًا ثم إذا بقي من القراءة نحو ثلاثين أو أربعين ءاية يقوم يُكمل القراءة قائمًا ثم يركع من قيام ويفعل هكذا في الركعة التي بعدها وهكذا).
وبه قال حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا هُشيم قال حدثنا خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق أنه قال سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم (يعني صلاة التطوع) عن تطوعه فقالت :"كان يصلي ليلا طويلا قائمًا" (أحيانًا يصلي صلاة طويلة في الليل ليس معناه كل الليل من أوله إلى أخره إنما يصلي صلاة طويلة في الليل قائمًا) وليلا طويلا قاعدًا (وأحيانًا يصلي صلاة طويلة وهو قاعد في آخر حياته عليه الصلاة والسلام) فإذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم (إذا قرأ وهو قائم نزل إلى الركوع من القيام) وإذا قرأ وهو جالس ركع وسجد وهو جالس ( ينزل إلى الركوع من الجلوس ثم يعتدل جالسًا ثم يسجد من جلوسه).
وبه قال حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال حدثنا معن قال حدثنا مالك عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد عن المطلب بن أبي وادعة السهمي عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في سُبحته ( في سبحته يعني في صلاة النفل) قاعدًا ويقرأ بالسورة ويرتلها (يتأنى فيها ويعطي كل حرف حقه ومستحقه ) حتى تكون أطول من أطول منها (حتى تأخذ من الوقت أكثر من الوقت الذي يأخذ قراءة سورة أطول منها لو قرأها غيره عليه الصلاة والسلام).
وبه قال حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا الحجاج بن محمد عن ابن جريج قال أخبرنا عثمان بن أبا سليمان أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره أن عائشة رضي الله عنها أخبرته: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى كان أكثر صلاته وهو جالس (هذا في آخر حياته عليه الصلاة والسلام أكثر صلاته أي أكثر صلاة النفل).
وبه قال حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته وركعتين بعد العشاء في بيته ( هذا كله شهده ابن عمر مع النبي عليه الصلاة والسلام قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته وركعتين بعد العشاء في بيته وكلمة في بيته الأولى تحتمل أن تكون راجعة إلى الركعتين بعد المغرب وتحتمل أن تكون راجعة إلى الركعتين قبل الظهر والركعتين بعدها والركعتين بعد المغرب هذا محتمل وهذا محتمل لأنه جاء في الحديث:" أفضل صلاة المرئ في بيته إلا المكتوبة" يحتمل أن الكل صلاها عليه الصلاة والسلام في بيته).
وبه قال حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال حدثتني حفصة رضي الله عنها (حفصة أخت عبد الله بن عمر زوج النبي عليه الصلاة والسلام أم المؤمنين) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين حين يطلع الفجر وينادي المنادي ( هذه سنة الصبح القبلية يعني سنة الصبح) قال أيوب وأُراه قال خفيفتين (أظنه قال خفيفتين وكان الأمر هكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يصلي ركعتي الفجر أي سنة الصبح ركعتين خفيفتين).
وبه قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا مروان بن معاوية الفزرلي عن جعفر بن بلقان عن ميمون بن مهران عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني ركعات ( رأيته يصليهن) ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء قال ابن عمر وحدثتني حفصة بركعتي الغداة ( ركعتي الغداة أي الركعتين قبل صلاة الصبح هذا المراد بالغداة الصبح قبل صلاة الصبح) ولم أكن آراهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم (لأنه ما كان معه في ذلك الوقت إذا أفاق من النوم توضأ فصلهما).
وبه قال حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف قال حدثنا بشر بن المفضل عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق أنه قال سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت :"كان يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين وبعد المغرب ثنتين وبعد العشاء ركعتين وقبل الفجر ثنتين ( فهذه الركعات العشر هي الرواتب المؤكدة هذه السنن الرواتب المؤكدة يعني كلها هذه رواتب مؤكدة ركعتان قبل الظهر وركعتان بعد الظهر وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الفجر عشر ركعات كلها من الرواتب المؤكدة ولم يكن عليه الصلاة والسلام يترك صلاة الوتر أيضًا).
وبه قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عاصم بن ضمرة يقول سألنا عليًارضي الله عنه عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من النهار فقال: إنكم لا تطيقون ذلك ( لا تطيقون الإستمرار على ذلك بأداء ذلك مع الخشوع كما كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام لا تصلون إلى درجته) قال قلنا: من أطاق ذلك منّا صلى (من استطاع أن يداوم على ذلك صلى أخبرنا أنت أخبرنا نحن نصلي ما نطيق) فقال: كان إذا كانت الشمس من هاهنا (أشار إلى المشرق من هاهنا وأشار إلى المشرق) كهيئتها من هاهنا ( وأشار إلى المغرب) عند العصر صلى ركعتين ( يعني عندما ترتفع الشمس في جهة الشرق إذا ارتفعت الشمس في الجهة الشرقية ووصلت إلى إرتفاع يوازي ارتفاعها عند دخول العصر من الجهة الغربية أين تكون على أي ارتفاع في الجهة الغربية إذا دخل العصر إذا ارتفعت في الشرق فوصلت إلى مثل ذلك الارتفاع) صلى ركعتين (صلى ركعتين عند ذلك ركعتي الضحى) وإذا كانت الشمس من هاهنا كهيئتها من هاهنا عند الظهر (يعني قبل أن تصير الشمس في وسط السماء) صلى أربعًا ويصلي قبل الظهر أربعًا ( ثم بعد دخول وقت الظهر يصلي أيضًا أربعًا) وبعدها ركعتين (بعد أن يصلي الفرض يصلي ركعتين) وقبل العصر أربعًا يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين (وهذا اختلفوا فيه يفصل بين كل ركعتين بالتسليم ماذا يراد منه هل هو تسليم الخروج من الصلاة أو هو تسليم التشهد الذي يكون في التشهد اختلفوا.
الحنفية ذهبوا إلى أنه التسليم الذي يكون في التشهد لأن الحنفية عندهم أن صلاة النفل في النهار إذا صليت أربع ركعات الأفضل أن تكون بغير تسليم من ركعتين يعني أن يكون من التسليم من أربع.
الشافعية قالوا لأ. إذا صُليت أربع فالأفضل أن يسلم من كل ركعتين.
الجميع متفقون على أن صلاة النفل في النهار يجوز أن تُصلي أربعًا متوالية بلا تسليم إلا في الرابعة كلهم متفقون على ذلك لكنهم اختلفوا ما هو الأفضل.
الشافعية قالوا الأفضل أن يسلم من ركعتين ثم يصلي ركعتين ثم يسلم.
الحنفية قالوا الأفضل أن لا يسلم من الركعتين الأُوليين يتشهد كما في صلاة الظهر ثم يسلم من الركعة الأخيرة .
هذا آخر ما ذكره الترمذي رحمه الله في باب عبادة النبي عليه الصلاة والسلام والله تبارك وتعالى أعلم وأحكم.