شمائل النبي صلى الله عليه وسلم
قال الشيخ سمير القاضي حفظه الله:
0021
الحمد لله ربّ العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن صلوات ربي وسلامه على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
الله أسأل أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه ويرزقنا حسن النية وحسن العمل وحسن الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم نكمل إن شاء الله تعالى حيث كنّا وصلنا في كتاب الشمائل شمائل النبي صلى الله عليه وسلم للحافظ أبي عيسى الترمذي رحمه الله.
القارئ: بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله بالسند إلى الإمام الترمذي رحمه الله قال باب ما جاء في قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( صلى الله عليه وسلم كيف كان يقرأ النبي عليه الصلاة والسلام القرءان لا سيما في صلاته).
قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمى عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفًا حرفًا ( تنعت تصف فإذا هي يعني فورًا أجابت فإذا هي هذه تدل على أنها أجابت فورًا لما سألها تنعت أي تصف قراءة مفسرة واضحىة بينة يُعطى فيها كل حرف حقه)
وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثنا أبي عن قتادة أنه قال قلت: لأنس بن مالك كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مدًا (مدًا أي أن النبي عليه الصلاة كان يمد ما يستحق المد من غير إفراط يمده مدًا على الوجه مع تمكين الحروف ليس كما يحصل من كثير من الناس موضع المد لا يمدونه مثلا يقولون قال الله تعالى بدل أن يقولوا تعالى (كلمة تعالى) حيث يوجد مد والمعنى يختلف وهكذا في مواضع أُخرى وأحيانًا يمدون حيث لا مد ينبغي أن براعي الإنسان في قراءته المد في موضعه وترك المد في موضعه)
وبه قال حدثنا علي بن حُجر قال حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته (يقطع قراءته يعني يقف على فواصل الآيات عند انتهاء كل ءاية يقف عند انتهاء كل ءاية يقف ولو لم يتم المعنى) يقول الحمد لله ربّ العالمين ثم يقف ثم يقول الرحمن الرحيم ثم يقف وكان يقرأ ملك يوم الدين (في نسخ الشمائل كلها المذكور مالك بالمد وهو خطأ وقد ذكره الترمذي على الصواب في الجامع في سننه القراءة هنا ملك من غير مد وليس مالك قولنا خطأ يعني بهذه الرواية الرواية ملك وإلا يجوز أن يُقرأ في القرءان ملك يوم الدين ومالك يوم الدين هذه قراءة معتبرة وتلك قراءة معتبرة لكن بهذه الرواية الرواية بلفظ ملك ليس بلفظ مالك)
وبه قال حدثنا قتيبة قال حدثنا الليث عن معاوية بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس أنه قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم (أي في قيام الليل سألها عن قراءته في صلاته في الليل) أكان يسر بالقراءة أم يجهر قالت كل ذلك قد كان يفعل (كل ذلك قد كان يفعل أي أنه أحيانًا كان يسر في قراءته وهو يقرأ في الليل وأحيانًا يجهر هكذا من يقوم في الليل يصلي صلاة الليل أحيانًا يسر وأحيانًا يجهر كما يفعل النبي عليه الصلاة والسلام ) فقلت الحمد لله الذي جعل في الأمر سعى (هذا أسهل أحيانًا يسر وأحيانًا يجهر هذا أوسع)
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا وكيع قال حدثنا مسعر عن أبي العلاء العبدي عن يحيى بن جعدة عن أم هانىء رضي الله عنها أنها قالت كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل وأنا على عريشي ( أي وانا على سريري وانا على فراشي كانت وهي على فراشها تسمع قراءة النبي عليه الصلاة والسلام وهو يصلي في الليل معناه كان عليه الصلاة والسلام يجهر أحيانًا في صلاة الليل )
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن معاوية بن قُرة قال سمعت عبد الله بن مغفل يقول:" رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على ناقته يوم الفتح وهو يقرأ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} قال فقرأه ورجّع (رجّع يعني حسن قراءته تلاوته تحسينًا حاصلا بسبب أرياحية هذه الأرياحية تكون عن سرور وانشراح وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام على هذه الحال عند فتح مكة ليس صلاة الله وسلامه وليس المراد بالترجيع هنا رجع ترجيع المغنين الذي يعملونه لأجل الصوت والطرب ونحو ذلك لا إنما رجع معناه حسن صوته بالقراءة حسن القراءة تحسينًا ناشئًا عن هذه الأرياحية التي تكون في النفس هذا معناه ليس الترجيع المتكلف ذاك الترجيع المتكلف مذموم الذي يفعله المغنون ) قال وقال معاوية بن قُره لولا أن يجتمع الناس عليّ (لو لا أنني أخاف أن يجتمع الناس عليّ حولي) لأخذت لكم في ذلك الصوت ( لكنت قلدت لكم ذلك الصوت كيف قرأ النبي عليه الصلاة والسلام) أو قال اللحن (اللحن بمعنى الصوت بمعنى الكلام بمعنى القراءة)
وبه قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا نوح بن قيس الحُداني (الحُداني إلى حدّام قبيلة) عن حسام بن صك عن قتادة أنه قال:"ما بعث الله نبيًا إلا حسن الوجه حسن الصوت ( لكل نبي من الأنبياء كان حسن الوجه حسن الصوت ) وإن نبيكم واحسنهم وجهًا وأحسنهم صوتًا وكان لا يُرجع ( كان لا يرجع يعني ترجيع المتكلف الذي يفعله المغنون هذا كان لا يرجعه عليه الصلاة والسلام أما ترجيع تحسين القراءة الذي لا تكلف فيه الناتج عما يكون في النفس من السرور والأرياحية فهذا كان يحصل منه عليه الصلاة والسلام)
وبه قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال أخبرنا يحيى بن حسان قال حدثنا عبد الرحمن ابن أبي الزناد عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال كان قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ربما يسمعها من في الحجرة وهو في البيت (من في الحجرة يعني في صحن البيت النبي يكون داخل البيت وإذا كان إنسان في صحن الحجرة أحيانًا يسمع قراءة النبي عليه الصلاة والسلام وهو يقرأ في الليل في صحن البيت كان يسمعه هذا يدل على أنه كان يجهر في بعض قراءته في الليل في بعض صلاته في الليل عليه الصلاة والسلام)
باب ما جاء في بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
(هذا الباب متعلق ببعض ما ورد من بكاء النبي عليه الصلاة والسلام ما روي في بكائه صلى الله عليه وسلم).
وبه قال حدثنا سويد بن نصر قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن حماد بن سلمى عن ثابت عن مطرف وهو ابن عبد الله بن الشخير عن أبيه أنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي لجوفه أزيز (الأزيز صوت غليان الماء هذا الأزيز صدره كان فيه ماء يغلي ) ولجوفه أزيز كأجيج المرجل (المرجل هو القدر النحاس أو نحو ذلك صوته صدره فيه صوت كمثل غليان الماء في القدر من بكائه عليه الصلاة والسلام) من البكاء
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله بن مسعود أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اقرأ عليّ ( يعني كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه وقال لابن مسعود اقرأ عليّ القرءان أريد أن أسمع منك القرءان بعض العلماء قال يؤخذ من هذا أنه يستحب أن يقرأ القرءان في مجلس العلم إذا كان مجلس علم شىء حسن أن يُقرأ فيه شىء من القرءان) فقلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أُنزل ( أنا أقرأ أمامك وقد أُنزل القرءان عليك ) فقرأت سورة النساء حتى بلغت {وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا} قال فرأيت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم تهمِلان (تهمِلان تسيل دموعهما يعني من البكاء)
وبه قال حدثنا قتيبة قال حدثنا جرير عن عطاء بن السائد عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال انكسفت الشمس يومًا على عهد رسول الله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حتى لم يكد يركع (يعني أطال في القيام هذا معناه) ثم ركع فلم يكد يرفع رأسه (أي أطال في الركوع) ثم رفع رأسه فلم يكد أن يسجد (أطال في القيام) ثم سجد (ثم سجد في صلاة كسوف الشمس يكون ركوعان النبي عليه الصلاة والسلام في الركعة الواحدة يكون ركوعان وقتها قرأ ركع اعتدل ثم ركع ثم اعتدل ثم سجد لكن هو قال هنا ما ذكر الركوع الثاني لكن استعماله ثم سجد وثم تدل على المهلة معناه يحتمل لا يعطي معنى أنه لم يركع ركوعًا ثانيًا لا ينفي أنه ركع ركوعًا ثانيًا) ثم سجد فلم يكد أن يرفع رأسه ثم رفع رأسه فلم يكد أن يسجد (أيضًا أطال يعني هذا هو أطال في الجلوس بين السجدتين أطال كما أطال في السجود ) ثم سجد فلم يكد أن يرفع رأسه (أطال) فجعل ينفخ ويبكي (يخرج الهواء من فمه ويبكي عليه الصلاة والسلام) ويقول:"ربي ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم". ({وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ} لأجل هذه الآية يقول النبي عليه الصلاة والسلام لأن كسوف الشمس ءاية عظيمة النبي عليه الصلاة والسلام يقول: "يا رب لا تعذبهم أنا فيهم أنت وعدت أن لا تعذبهم وأنا فيهم") رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرون ({وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} لأجل هذه الآية أيضًا) ونحن نستغفرك فلما صلى ركعتين أنجلت الشمس فقام ( بعد أن صلى خطب) فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال:"إن الشمس والقمر ءاياتان من ءايات الله". ( في بعض الروايات زيادة لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ءاياتان أي عظيمتان من ءايات الله) فإذا انكسفا ففزعوا إلى ذكر الله تعالى (ففزعوا أي فلجأوا إلى ذكر الله تعالى أي إلى الصلاة كما في رواية أُخرى يبين أن ذكرى الله هو الصلاة في بعض المواضع يكون ذكرى الله معناه الصلاة).
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو أحمد قال حدثنا سفيان عن عطاء بن السائد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم ابنتًا له تقضي (تقضي أي تخرج روحها أشرفت على الموت) فاحتضنها (احتضنها جعلها في حضنه عليه الصلاة والسلام ) فوضعها بين يديه فماتت وهي بين يديه فصاحت أم أيمن (صاحت أم أيمن حاضنة النبي عليه الصلاة والسلام صياحًا على هيئة الجزع بمصيبة الموت) فقال يعني النبي صلى الله عليه وسلم:" أتبكبن عند رسول الله ( أتبكين هذا البكاء الممنوع منه أتبكين بهذه الطرقة الممنوع أمام النبي أيضًا) فقالت ألست أراك تبكي (قالت أنت تبكي أيضًا) أنا لست أبكي (أنا لست أبكي مثلك بطريقة ممنوعة) إنما هي رحمة (إنما ابكي رحمة لها ) إن المؤمن بكل خير على كل حال (إن المؤمن الكامل يكون على خير بكل حال في أحواله الغالب عليه أنه كيف ما تقلبت به الأحوال يكون على خير ) إن نفسه تنزع من بين جنبيه وهو يحمد الله عزّ وجلّ ( حتى إنه عند النزع عندما تقبض روحه يكون يحمد الله تبارك وتعالى ومن هذا ما روي عن الجنيد رضي الله عنه أنه حين قبضت روحه في حال النزع لما قرب موته دخل عليه إنسان وجده يصلي فلما أنهى ما كان الركعتين اللتين كان يصليهما مد رجله ما عاد يستطيع إلا أن يمدها فقال: رجل ما هذا هذا قال: ما هذا قال: نعم الله ثم دخل في الصلاة فاستمر يصلي على هذه الحال وروحه تنزع رضي الله عنه مصداق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا حال المؤمن لا ينفك عن حمد الله وشكره المؤمن الكامل في أحواله كله في أغلب أحواله يكون على حال الشكر لله لا يستعمل نعم الله في معصية الله ويحمد الله تعالى على نعمه).
وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبّل عثمان بن مظعون وهو ميت وهو يبكي ( عثمان بن مطعون من سادة المهاجرين رضي الله عنه ) وهو ميت وهو يبكي أو قال عيناه تهرقان (أي ينزل منهما الدمع أي يبكي فيدل هذا على أن البكاء عند موت الميت لا بأس به إنما الذي منعوا منه البكاء على صورة الجزع وعدم الصبر هذا الذي من منعوا منه)
وبه قال حدثنا إسحاق بن منصور قال أخبرنا أبو عامر قال حدثنا فليح وهو ابن سليمان عن هلال بن علي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: شهدنا ابنتًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم (شهدنا دفنها) ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر (أي عند القبر) فرأيت عينيه تدمعان فقال:"أفيكم رجل لم يُقارف الليلة (أفيكم رجل لم يقارف هذه البنت هي ابن كلثوم ومن قال رقية قد وهم أم كلثوم رضي الله عنها كانت زوجة عثمان وكان عثمان رضي الله عنه قد جامع أمة له فالنبي عليه الصلاة والسلام أراد معاتبته بهذه الطريقة لأنه ترك الإنتباه الاعتناء على الوجه الذي كان يرغبه بزوجته المريضة وانشغل بجماع أمة له وعثمان رضي الله عنه ما كان يظن أنها تتوفى في تلك الليلة على كل حال النبي عليه الصلاة والسلام فيكم رجل لم يجامع فقال أبو طلحة انا فقال: انزل فأنزلها أبو طلحة في قبرها ولم ينزلها عثمان عليه رضوان الله تعالى) قال أبو طلحة انا قال أنزل فنزل في قبرها (وقال بعضهم ربما يكون النبي عليه الصلاة والسلام قال هلمنكم من لم يقارف الليلة أي لم يجامع لأن نفسه تكون أزكًا وأكثر اطمئنانًا ربما لأجل هذا)
باب ما جاء في فراش النبي صلى الله عليه وسلم:
(هذا الباب معقود لبيان كيف كان فراشه الشىء الذي كان ينام عليه لا يظن أحد أن المراد بفراشه شىء فخم كما هو بعض الفرش في أيامنا التي تكون للأسرة يُنام عليها لا ليس كذلك)
وبه قال حدثنا علي بن حجر قال أخبرنا علي بن مشهر قال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت: إنما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه أدمًا حشوه ليف ( والفراش ولم يأخذ النبي عليه الصلاة والسلام من الفراش إلا ما يحتاج إليه وقد جاء في الحديث "فراش للرجل فراش لإمرأته فراش لضيف فراش للشيطان" فراش لك فراش لامرأتك وفراش إذا جاءك ضيف أما زيادة على ذلك فأنت لا تحتاج والرابع لشيطان لأنه لا حاجة إليه هكذا قال عليه الصلاة والسلام) قالت: إنما كان فراش النبي عليه الصلاة والسلام الذي ينام عليه أدمًا ( أدمًا يعني جلدًا هكذا كان فراشه قطعة جلد عليه الصلاة والسلام ) حشوه ليف (حُشيت ليف الليف هو الذي يكون في أصل غصن النخل أول ما يطلع يكون في أصله شىء هذا هو الليف كانوا يحشون منه يحشونه يعملون منه الحبال يعملون منه السلال ما شابه ذلك هذا هو الليف المعروف عندهم كان فراشه عليه الصلاة والسلام جلدًا حُشي من هذا الليف)
وبه قال حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري قال حدثنا عبد الله بن ميمون قال حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه ( عن أبيه عن محمد الباقر) أنه قال سئلت عائشة رضي الله عنها ما كان فراش النبي صلى الله عليه وسلم في بيتك قالت من أدم حشوه من ليف( كما في الذي قبله في الحديث الذي قبله) وسئلت حفصة ما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتك قالت مسحى (مسحى يعني ثوب خشن من صوف قطعة صوف) نتنيه تنيتين (قطعة منسوجة من صوف خشن نتنيه تنيتين) فينام عليه فلما كان ذات ليلة قلت لو ثنيته أربع ثنيات كان أوطئ له ( أكثر راحة له أكثر وطائة له يرتاح أكثر) فثنيناه له بأربع ثنيات فلما أصبح قال: ما فرشتموني الليلة قلنا إنه فراشك إلا أننا ثنيناه بأربع ثنيات (بدل ثنيتين جعلناه أربع ثنيات وهو فراشك الذي تنام عليه) وقلنا وهو اوطئ لك قال ردوه لحاله الأولى فإنه منعتني وطائته صلاة الليلة ( منعتني وطائته صلاة الليلة ما استيقظت على الوجه الذي أريد للصلاة في الليل بسبب وطأته ردوه كما كان على عكس ما يفعل اكثر الناس أكثر الناس يسعون أن يكون فراشهم أكثر راحة ثم أكثر راحة والنبي عليه الصلاة والسلام إنما أراد أن يكون فراشه كما كان ثنتين حتى لا يكثر من النوم عليه صلاة الله وسلامه.
الهمنا الله تعالى حسن الاقتداء به صلى الله عليه وسلم والله سبحانه وتعالى أعلم.