شمائل النبي صلى الله عليه وسلم
قال الشيخ سمير القاضي حفظه الله
0020
الحمد لله تعالى وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين نكمل إن شاء الله من حيث كنّا وصلنا في كتاب شمائل النبي صلى الله عليه وسلم للحافظ الترمذي
القارئ: بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله بالسند إلى الإمام الترمذي رحمه الله تعالى قال باب ما جاء في صلاة الضحى.
( صلاة الضحى أقلها ركعتان وأفضلها ثمان ويجوز أن تُصلى اثنتي عشرة ركعة وأكثرها اثنتا عشرة ركعة وسيذكر في هذا الباب غير صلاة الضحى أيضًا).
قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا شعبة عن يزيد الرشك قال سمعت مُعاذة أنها قالت قلت: لعائشة أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى الضحى قالت:"نعم أربع ركعات ويزيد ما شاء الله عزّ وجلّ".
وبه قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثني حكيم بن معاوية الزايدي قال حدثنا زياد بن عبيد الله بن ربيع الزايدي عن حُميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى ست ركعات ( هذا مما يدل على أنها يجوز أن تصلى أربعًا ويجوز أن تُصلى ستًا وورد ثمانية وورد ركعتين كل ذلك وارد).
وبه قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه قال ما أخبرني أحد (أحد من الصحابة) قال ما أخبرني أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى إلا أم هانئ (أم هانئ أخت علي بن أبي طالب رضي الله عنها ام هانئ بنت أبي طالب) فإنها حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة فأغتسل فسبّح ثماني ركعات (وهذا يدل على سنية الإغتسال لدخول مكة سبح أي صلى نفلا) فسبح ثماني ركعات ما رأيته صلى الله عليه وسلم صلى صلاة قط أخف منها (صلى صلاة خفيفة من أخف ما صلى عليه الصلاة والسلام) غير أنه كان يتم الركوع والسجود ( ولم يمنعه ذلك من أن يتم الركوع والسجود عليه صلاة ربي وسلامه لم ينقل عنه أنه خفف غير تلك المرة في صلاة التراويح ما نُقل عنه أنه داوم على التخفيف).
وبه قال حدثنا ابن أبي عمر قال حدثنا وكيع قال حدثنا كهمس بن الحسن عن عبد الله ابن شقيق أنه قال قلت لعائشة رضي الله عنها أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى قالت لا إلا أن يجيء من مغيبه (إلا أن يجيء من مغيبه وذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا سافر لم يدخل المدينة إلا ضُحى يعني لو وصل قريبًا من المدينة ليلا مثلا لا يدخل في ذلك الوقت ينتظر إلى ضحى اليوم الثاني ثم يدخل المدينة ضحى فيصلي ركعتين أول دخوله لذلك قالت إنها ما رأت النبي عليه الصلاة والسلام يصلي الضحى إلا إذا جاء من سفره وهذا من عائشة رضي الله عنها على حسب ما رأت وقد رأى غيرها من النبي عليه الصلاة والسلام أنه صلى الضحى في غير مجيئه من السفر وما تقدم من الأحاديث يدل على ذلك كما يدل عليه أحاديث أخرى كما يدل عليه ما سيأتي بل بالحديث الأول عن عائشة ما قد يدل على خلاف ما ذكرت هنا لأنها سئلت أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟
قالت: نعم أربع ركعات ويزيد ما شاء الله عزّ وجلّ ولم تقل إنه كان يصلي ذلك فقط إذا رجع من السفر الله وأعلم لعلها لم تذكر في المرة الثانية أو لعلها أرادت يصلي أربع ركعات أي عند رجوعه من السفر الله وأعلم)
وبه قال حدثنا زياد بن أيوب البغدادي قال حدثنا محمد بن ربيعة عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى حتى نقول لا يَدعها (يصلي الضحى حتى نقول لا يدعها أبدًا يعني يداوم عليها حتى نظن أنه سيستمر في صلاتها من غير أن يتركها ) ويدعها (وأحيانًا يدعها حتى نقول لا يصليها يعني يتركها في بعض الأحيان حتى نقول يمكن لا يرجع إلى أن يصليها النبي عليه الصلاة والسلام) ويدعها حتى نقول لا يصليها (والمقصود أنه لم يكن يداوم عليها عليه الصلاة والسلام لذلك صلاة الضحى ليست من السنن المؤكدة).
وبه قال حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا هُشيم قال أخبرنا عبيدة عن إبراهيم عن سهم بن منجاب عن قرسع الطبي أو عن قزَعَة عن قرسع عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُدمن أربع ركعات عند زوال الشمس (كان يداوم على صلاة أربع ركعات بعد أن تزول الشمس بعد زوال الشمس يصلي أربع ركعات يداوم على ذلك يدمن هذا معناه يداوم عليها) فقلت يا رسول الله إنك تدمن هذه الأربع ركعات عند زوال الشمس فقال:" إن أبواب السماء تُفتح عند زوال الشمس (إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء) ولا ترتج ( لا تغلق) ولا ترتج حتى تصلى الظهر ( ولا تغلق إلا بعد أن تُصلى الظهر حتى تُصلى الظهر فأنا أحب أن أصلي هذه الركعات وأبواب السماء مفتوحة وهذا دليل على أن مراعاة الأوقات الفاضلة بالصلوات التي هي من النوافل شىء حسن يدخل في ذلك ليلة النصف من شعبان وغير ذلك من الأوقات الفاضلة لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يراعي هذا الوقت الفاضل عندما تفتح أبواب السماء حتى يتطوع فيه فمثله كل وقت فاضل يراعيه ينبغي للإنسان أن يراعيه حتى يصلي فيه ليلة النصف من شعبان وليلة العيد وما شابه ذلك) فأحب أن يصعد لي في تلك الساعة خير (بما أن تلك الساعة ساعة فاضلة أحب أن يصعد إلى السماء عمل خير أقوم به ) قلت أفي كلهن قراءة قال:"نعم (في كلهن قراءة للقرءان قال: نعم) قلت هل فيهن تسليم فاصل قال: لا ( وهذا هل فيهن تسليم فاصل قال لا استدل به الحنفية على أن الأفضل في صلاة النهار إذا صلى أربع ركعات أن يصليهن من غير تسليم في الركعتين الأوليين استدل الحنفية بهذا الحديث لأنه قيل هل فيهن تسليم فاصل قال:" لا" وأما الشافعية فقالوا إذا نظرنا إلى كثير من الأحاديث التي وردت فإن فيها أن صلاة النهار ركعتان ركعتان قبل كذا ركعتان قبل كذا ركعتان عند كذا ركعتان كثير من صلوات النهار ركعتان لو كان الأفضل أن يصلي أربع لوردت الصلوات بأربع ركعات في النهار بدل ركعتين ثم إذا دخل المسجد مثلا يصلي ركعتين قبل الظهر ركعتين بعد الظهر ركعتين بعد الجمعة ركعتين إذا قدم من السفر قبل أن يدخل بيته يصلي في المسجد ركعتين وهكذا صلوات كثيرة على ذلك هذا يدل على أن الأفضل في نفل النهار أن يُصلى ركعتين لا أربع قالوا وهذا الحديث في إسناده ما فيه فإذا كان الحديث في إسناده شىء وكان أغلب الأحاديث وردت بصلاة ركعتين في النّهار قلنا الأفضل أن يُصلى ركعتان في النهار لا أربع).
وبه قال أخبرني أحمد بن منيع قال حدثنا أبو معاوية قال حدثنا عبيدة عن إبراهيم عن سهم بن منجاب عن قزعة عن القرثعي عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه (قال الشافعية ثم هذه الرواية التي فيها هل فيهن تسليم فاصل قال: لا هذه الرواية تخالف باقي الروايات التي ليس فيها ذكر هذه الجملة هذا أيضًا مما ذكروا أنه يقوي أن الأفضل في صلاة النهار أن تكون ركعتين ركعتين لا أن تكون أربع ركعات).
وبه قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن مسلم بن أبي الوضاح عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد عن عبد الله بن السائد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعًا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر (قبل أن يصلي الظهر بعد زوال الشمس قبل أن يصلي فرض الظهر الشافعية قالوا يصلي ركعتين يسلم ثم يصلي ركعتين ثم يسلم الحنفية قالوا يصلي أربعًا بتسليمة واحدة) وقال:" إنها ساعة تفتح أبواب السماء فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح" ( وهذا فيه بيان أن يخص الإنسان الساعة الفاضلة بعمل خير أن هذا شىء حسن).
وبه قال حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف قال حدثنا عمر بن علي المقدمي عن مسعر بن كدام عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه أنه كان يصلي قبل الظهر أربعًا (بعد زوال الشمس وقبل صلاة الظهر) وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصليها عند الزوال (أي بعد الزوال) ويمد فيها ( ويطول فيها وهذه الأحاديث هذه الروايات الأخيرة كما هو ظاهر لا علاقة ليست في صلاة الضُحى لا ندري لماذا أدخلها الترمذي في هذا الباب ولعلها لأجل قرب وقتها من آخر وقت الضحى وضعها معها الله أعلم).
باب صلاة التطوع في البيت:
(ماذا كان يصلي النبي عليه الصلاة والسلام هل كان يصلي النبي عليه الصلاة والسلام التطوع في البيت الجواب نعم)
وبه قال حدثنا عباس العنبري قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن حرام بن معاوية عن عمه عبد الله بن سعد أنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في بيتي والصلاة في المسجد ( عن صلاة النافلة الصلاة في البيت أو في المسجد أيّتهما أفضل) فقال: قد ترى ما أقرب بيتي من المسجد (أنت ترى كم أن بيتي قريب من المسجد النبي عليه الصلاة والسلام كان يخرج من بيته يصير في المسجد هكذا) فلئن أصلي في بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة (فإذا صليت في بيتي أن أصلي في بيتي أحب إليّ ثوابها أعظم من أن أصلي النفل في المسجد إلا المكتوبة فالصلاة في المسجد أعظم ثوابًا من أن يصلي الرجل في بيته يعني إلا ما جاء الشرع ودل على أن الصلاة في المسجد أفضل هذا من حيث الإجمال صلاة النفل في البيت أفضل إلا ما دل الشرع على أن الصلاة في المسجد أفضل كسنة الطواف مثلا فإن أداء الركعتين في المسجد أفضل من أن يصليها في البيت كذلك ما تُطلب فيه الجماعة النوافل التي تطلب فيها الجماعة فصلاتها في المسجد أفضل من أن تصلى في البيت).
باب ما في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(هذا الباب معقود لبيان ماذا كان يصوم النبي عليه الصلاة والسلام من النفل)
وبه قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا حمّاد بن زيد عن أيوب عن عبد الله بن شقيق أنه قال سألت عائشة رضي الله عنه عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم (يريد صوم النفل) قالت كان يصوم حتى نقول قد صام (كان يصوم من الشهر حتى نقول قد صام الشهر كله حتى نظن أنه سيصوم كل الشهر) ويفطر حتى نقول قد أفطر (وأحيانًا لا يصوم حتى نقول قد أفطر كل الشهر معناه لم يكن النبي عليه الصلاة والسلام يخص الشهر بنظام يتبعه دائمًا بالنسبة للصيام وذلك توسعة على الأمة حتى يعرف المسلمون أنه إذا صام في أول الشهر في وسطه أغلب الشهر أو ليس أغلبه بعض أيامه كل ذلك فيه خير ) قالت: وما صام رسول الله صلى الله عليه شهرًا كاملا منذ قدم المدينة إلا رمضان (ما صام شهرًا نفلا كاملا إلا رمضان صام الفرض أما شهرًا كاملا يصومه صيام نفل ما صام عليه الصلاة والسلام)
وبه قال حدثنا علي بن حُجر قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سئل عن صوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال كان يصوم من الشهر حتى نُرى أن لا يريد أن يفطر منه (نظن نُرى أن لا يريد يعني نظن أنه لا يريد هذه أن مخففة من أنه ليست ناصبة ) ويفطر منه حتى نُرى أنه لا يريد أن يصوم منه شيئًا وكنتَ لا تشاء أن تراه من الليل مصليًا إلا رأيته مصليًا ولا نائمًا إلا رأيته نائمًا (أي فلم يجعل عليه الصلاة والسلام لنفسه وقتًا لا يصلي إلا فيه توسعة على الأمة حتى يعرف المسلمون أنهم إذا صلوا في أي وقت من الليل تنفلوا بصلاة الليل أن هذا خير من غير أن يجعل لنفسه وقتا لا يصلي إلا فيه ومن أن يجعل لنفسه وقتًا لا يصوم إلا فيه تعليما للأمة في فعله وتركه أن في الأمر سعة بالنسبة للصيام وبالنسبة للصلاة).
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو داود قال أخبرنا شعبة عن أبي بشر قال سمعت سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول ما يريد أن يفطر منه ويفطر حتى نقول ما يريد أن يصوم منه وما صام شهرًا كاملا منذ قدم المدينة إلا رمضان (هذا تقدم بيانه).
وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان (نعم هذا قولها إلا شعبان ورمضان يعني أغلب كان يصوم أغلب شعبان كان الذي لا يصومه منه شيئًا قليلا ) قال أبو عيسى هذا إسناد صحيح وهكذا قال عن أبي سلمة عن أم سلمة وروى غير واحد هذا الحديث عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن يكون أبو سلمة بن عبد الرحمن قد روى هذا الحديث عن عائشة وأم سلمة جميعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم ( يعني روي هذا الحديث عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها وروي عن أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها ولعله سمع هذا الحديث من عائشة ومن أم سلمة مرة رواه عن عائشة مرة رواه عن أم سلمة رضي الله عنهما)
وبه قال حدثنا هنّاد قال حدثنا عبدة عن محمد بن عمرو قال حدثنا أبو سلمة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر أكثر من صيامه في شعبان كان يصوم شعبان إلا قليلًا بل كان يصومه كله (بل كان يصومه كله وفي رواية البخاري كان يصومه كله بعدها قالت كان يصومه إلا قليلا فدل هذا على أن مرادها بقولها كله يعني أغلبه إلا الشىء القليل القليل وكان عليه الصلاة والسلام أكثر ما يصوم النفل في شعبان مع أن صيام النفل في بعض الأشهر الأخرى الأشهر الحرم أفضل لكن كان عليه الصلاة والسلام له أشغال تمنعه من ذلك أما في شعبان فكان يناسبه أكثر كان ما يشغله عن الصوم أخف في شعبان فكان يصوم أكثر عليه الصلاة والسلام).
وبه قال حدثنا القاسم بن دينار الكوفي قال حدثنا عبيد الله بن موسى وطلق بن غنام عن شيبان عن عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من غرة كل شهر (من أول كل شهر) يصوم من غرة كل شهر ثلاثة أيام وقلّ ما كان يفطر يوم الجمعة (هكذا روي عن عبد الله وهذا بحسب ما لاحظ كان النبي عليه الصلاة والسلام يصوم غير ذلك من الأيام).
وبه قال حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال حدثنا عبد الله بن داود عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن ربيعة الجُرشي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس (انظر الذي قبله ثلاثة أيام من أول شهر وكان قل ما كان يفطر يوم الجمعة أي ويصوم قبله أو بعده حتى لا يفرده بالصيام وهذا كان يصوم يوم الاثنين والخميس وسيأتي غير ذلك).
وبه قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا أبو عاصم عن محمد بن رِفاعة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم" (هذا بعض الحفاظ يقول لم يذكر هذه الجملة في هذا الحديث وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم في هذه الرواية من طريق أبي هريرة لم يذكر هذه الجملة إلا محمد بن يحيى الدُّهلي كأنه وهم يقول بعض الحفاظ كأنه وهم فأدخلها من حديث آخر في هذا الحديث).
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو أحمد ومعاوية بن هشام قالا حدثنا سفيان عن منصور عن قيثمة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين ( من هذا الشهر يصوم السبت والأحد والاثنين) ومن الشهر الآخر (الذي بعده) الثلاثاء والأربعاء والخميس ( يصوم الثلاثاء والأربعاء والخميس في شهر يصوم هكذا الشهر الذي بعده يصوم هكذا قبل ذكرنا الاثنين والخميس قبل ذكرنا ثلاثة أيام من أول الشهر قبل ذكرنا يوم الجمعة مع يوم قبله أو يوم بعده كل هذا يدل على أنه عليه الصلاة والسلام كان يصوم في أوقات مختلفة حتى يظهر للأمة أن المسلم إذا صام في أي وقت من أيام السنة إلا ما نُهي عن صومه أن له ثوابًا في ذلك).
وبه قال حدثنا أبو مُصعب المدني عن مالك بن أنس عن أبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر أكثر من صيامه في شعبان". ( كما تقدم هذا تقدم مثله).
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن يزيد الرشك قال سمعت مُعاذة أنها قالت: قلت لعائشة أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر قالت: نعم (نعم كان النبي عليه الصلاة والسلام يصوم ثلاثة أيام من كل شهر) قلت من أيّه كان يصوم ( يعني من أي جزء من الشهر كان يصوم من أوله من وسطه من آخره من أي ) قالت: كان لا يبالي من أيّه صام ( لا يبالي أحيانًا يصوم من أوله أحيانًا يصوم الأيام البيض أحيانًا يصوم غير ذلك لا يبالي كل هذا بيان للأمة أنه إذا صام الإنسان في أي وقت إلا ما نُهي عن صومه من الأيام فله ثواب) قال أبو عيسى يزيد الرشق ويزيد الضبعي البصري وهو ثقة روى عنه شعبة وعبد الوارث بن سعيد وحماد بن زيد وإسماعيل بن إبراهيم وغير واحد من الأئمة وهو يزيد القاسم ويقال القسام أيضًا ( الرشق معناها القاسم يقال يزيد القاسم ويزيد القسام ويزيد الرشق كلها بمعنى واحد ) والرشق بلغة أهل البصرى هو القاسم (كان يقسم بين الناس المواريث وما شابه ذلك).
وبه قال حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني قال حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:"كان عاشوراء يومًا تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صام وأمر بصيامه (لما قدم المدينة فُرض صوم يوم عاشوراء قبل ذلك كان العرب معتادين أن يصوموا عاشوراء في الجاهلية قريش كانت تصومه النبي عليه الصلاة والسلام لما قدم المدينة نزل عليه فرضية صوم عاشوراء صار صوم عاشوراء فرضًا) فلما أُفترض رمضان ( ثم في السنة الثانية من الهجرة أُفترض صوم شهر رمضان لما صار صوم رمضان فرضًا ما عاد فرضًا صوم عاشوراء لكن بقي مستحبًا) كان رمضان هو الفريضة وترك عاشوراء (تُرك عاشوراء يعني تُركت فرضيته ما عاد فرضًا صومه) فمن شاء صامه من شاء تركه (من شاء صامه من غير أن يكون فرضًا ومن شاء تركه من غير أن يكون عليه إثم في ذلك).
وبه قال حدثنا محمد بن مشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة أنه قال سألت عائشة رضي الله عنه أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص من الأيام شيئًا (هل كان يخص بعض الأيام بقيام دون غيرها هل كان يخص بعض الأيام بصيام دون غيرها) قالت: كان عمله ديمة (أي مستمرًا مثل المطر الدائم مع السكون الذي تنتفع به الأرض كان عمله ديمة) وأيّكم يطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيق (من الذي يطيق منكم الكمية التي كان يطيقها النبي عليه الصلاة والسلام ومن الذي يطيق منكم الكيفية التي كان يطيقها النبي عليه الصلاة والسلام من الخشوع وغيره لكن يفهم من هذا الحديث أن مداومة الإنسان أن يعمل الإنسان عمل الطاعة بحيث يداوم عليه شىء حسن قالت: كان عمله ديمة هذا شيء حسن كما يقولون قليل مداوم عليه خير من كثير منقطع).
وبه قال حدثنا هارون بن إسحاق قال حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي إمرأة فقال: من هذه قلت
فلانة لا تنام الليل ( ما أعجبه لما قالت ما تنام الليل ما أعجبه يعني كل الليل تصلي) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" عليكم من الأعمال ما تطيقون (لا تعملوا من الأعمال ما لا تطيقون المداومة عليه إذا قامت كل الليل لا تطيق المداومة على ذلك فلتعمل ما تطيق المداومة عليه) فوالله لا يمل الله حتى تملوا" ( معناه الله لا يملوا من إثابتكم لكن أنتم تملون إذا توقفتم عن العمل الصالح يتوقف الثواب إذا استمررتم على العمل الصالح يستمر الثواب الله لا يملوا حتى تملوا الله تعالى لا يملوا من إثابتكم إذا عملتم الأعمال الصالحة لكن أنتم تملون) وكان أحب ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يدوم عليه صاحبه (هذا الذي ذكرناه قبل وإذا كان كذلك بما أن أحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يدوم عليه صاحبه لماذا يُنكر الوهابية إذن على أهل السنة أن يداوم الواحد منهم على ورد من الذكر يقرأه كل يوم ويداوم عليه طالما أن النبي عليه الصلاة والسلام كان أحب العمل إليه الذي يدوم عليه صاحبه إذًا إذا دام الإنسان على عمل صالح داوم عليه ففعله كل يوم ففعله موافق لما حثه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأي شىء ينكرون مثل ذلك).
وبه قال حدثنا أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي قال حدثنا بن فضيل عن الأعمش عن أبي صالح أنه قال سألت عائشة وأم سلمة أيّ العمل كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (يعني هل الكثير المنقطع كان أحبَّ إليه أو القليل المداوم عليه) قالتا: (كلتاهما) ما ديم عليه وإن قل (ما داوم عليه صاحبه ولو كان قليلا إذا داوم الإنسان كل يوم على أن يستغفر الله تعالى مائة مرة وأن يصلي على النبي مائة مرة وأن يهلل مائة مرة أيّ بئس في ذلك إنما هذا يكون قائمًا بما دل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم بما أشارت إليه أم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين أم سلىمة رضي الله تعالى عنهما)
وبه قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني معاوية بن صالح عن عمرو بن قيس أنه سمع عاصم بن حميد قال: سمعت عوف بن مالك يقول كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فاستاك ثم توضأ ثم قام يصل فقمت معه فبدأ فاستفتح البقرة فلا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل ( بدأ بقراءة البقرة وكان يقرأ بترسل إذا مر بآية فيها ذكر يسأل الله تعالى الرحمة) ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ ( وإذا مر بآية فيها ذكر العذاب تعوذ من العذاب) ثم ركع فمكث راكعًا بقدر قيامه ( بقي راكعًا قدر قيامه ) ويقول في ركوعه سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة (ومرّ معنا تفسيرها قلنا الملكوت الملك العظيم الجبروت الجبر العظيم أي القهر العظيم الكبرياء أي التنزه عن المعايب العظمة أي العلو علو القدر علو الرتبة) ثم سجد بقدر ركوعه ويقول في سجوده سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة (نعم مر معنا هذا قبل مثل هذا الحديث ) ثم قرأ ءال عمران ثم سورة سورة يفعل مثل ذلك ( ثم قرأ سورة أخرى في الركعة الثالثة ثم سورة أخرى في الركعة الرابعة هذا معنى ثم سورة سورة يفعل مثل ذلك صلى الله عليه وسلم)
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا القدرة ويوفقنا للقيام بأنواع الطاعات التي كان يقوم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبحان ربّك ربّ العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.