شمائل النبي صلى الله عليه وسلم
قال الشيخ سمير القاضي حفظه الله
0024
الحمد لله تعالى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
نسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه نكمل الكلام إن شاء الله تعالى عن أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام في كتاب شمائل النبي صلى الله عليه وسلم للحافظ أبي عيسى الترمذي رحمه الله.
القارئ: بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله بالسند إلى الإمام الترمذي رحمه الله تعالى يقول حدثنا هارون بن موسى بن أبي علقمة المدني قال حدثنا أبي عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" ما عندي شىء ( ما عندي شىء لأعطيك يبين له عذره ) ولكن ابتع عليّ (ولكن ابتع أشتر شيئًا بثمن في الذمة عليّ يعني أنت اشتره وأنا أدفع الثمن) فإذا جاءني شىء قضيته (عندما يأتيني شىء أن أسد منه) فقال عمر:" يا رسول الله قد أعطيته (يا رسول الله أنت أعطيته قبل ذلك) فما كلفك الله ما لا تقدر عليه فكره النبي صلى الله عليه وسلم قول عمر ( ما أعجبه قول عمر لأنه يسبطه عن الإعطاء ما أعجبه ولو لم يكن عنده عليه الصلاة والسلام) فقال له رجل من الأنصار: يا رسول انفق ولا تخف من ذي العرش إقلالا (يا رسول أنفق أعط ولا تخف من الله فقرًا الله تعالى يغنيك) فتبسم رسول صلى الله عليه وسلم (فرح بهذا الكلام) وعُرف في وجهه البشر (ظهر في وجهه السرور صلى الله عليه وسلم) لقول الأنصاري ثم قال: بهذا أُمرت" ( بهذا أمرت بالانفاق وعدم الخوف من الفقر بهذا أمرني ربي هذا طريقي هذا ما أسير عليه) .
وبه قال حدثنا علي بن حجر قال أخبرنا شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الرُبيع بنت عفراء أنها قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بقناع من رطب (بطبق من رطب سبق أن مر معنا هذا الحديث) وأجر زغب (وأجر زغب يعني شىء صغير من القتاء الأجر جمع جرو والجرو هو الصغير من القثاء والباذنجان والرومان وما شابه زغب عليها زغب هذا القتاء الصغير عليه مثل الريش الذي يكون أول ما ينبت للطائر) فأعطاني ملئ كفه حليًا أو ذهبًا (فالنبي عليه الصلاة أعطاها هي جاءته بطبق عليه رطب وعليه قِثاء فرد لها النبي عليه الصلاة والسلام أعطاها قبضة من حلي من ذهب عليه صلاة الله وسلامه).
وبه قال حدثنا علي بن خشرم وغير واحد قالوا حدثنا عيسى بن يونس عن هشام بن عورة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية ويثيب عليها (كان يقبل الهدية عليه الصلاة والسلام ويكافئ عليها هذا معنى ويثيب عليها ويكافئ عليها وينبغي الاقتداء به عليه الصلاة والسلام في قبول الهدية والإثابة عليها لكن إذا كان مال المهدي فيه شبهة حرام قوية أو إذا كان يهديك حياء وليس هو راضيًا في الحقيقة في قلبه بذلك فينبغي أن لا يقبل الهدية فإذا يقتدي بالنبي عليه الصلاة والسلام في قبول الهدية والإثابة عليها إلا إذا كان مال المهدي فيه شبهة حرام قوية أو كان يهدي من يهديه حياء فلا ينبغي أن يقبل ثم إذا عرف الذي يُهدى إليه أن من أهداه يهديه لأجل الثواب يعني يهديه حتى يهديه هو حتى يُعطيه هو بالمقابل فعند ذلك لا يؤخذ أو إذا أخذ يثيب الذي أهداه إذا عرف أنه يهديه للثواب فلا يقبل وإذا قبل لا بد أن يثيبه لا ينبغي أن يترك إثابته وهذا كله يُعرف من القرئان من قرئان الأحوال والأقوال).
وبه قال حدثنا إسحاق بن موسى قال حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن زياد بن أبي زياد عن محمد بن كعب القرضي عن عمرو بن العاص أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه بحديثه على شر القوم ( الإنسان الذي هو شر القوم النبي عليه الصلاة والسلام يقبل عليه بوجهه وحديثه حتى يؤلف قلبه وينتفع من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصلح عوجه) يتألفه بذلك فكان يقبل بوجهه وحديثه عليّ ( قال عمرو بن العاص كان يقبل بوجهه وحديثه عليّ) حتى ظننت أني خير القوم ( لكثرة إقبال النبي عليه الصلاة والسلام عليّ ظننت أني خير القوم انا أحسن واحد بين الموجودين) فقلت يا رسول الله أنا خير أم أبو بكر (فتشجعت فقلت يا رسول الله أنا خير أو أبو بكر) فقال: أبو بكر (لما سأل أجابه النبي عليه الصلاة والسلام بواقع الحال قال: أبو بكر خير منك) فقلت يا رسول الله أنا خير أو عمر فقال: عمر (ثم سأل لأنه يظن أن هو على حال عظيمة لإقبال النبي عليه صلى الله عليه وسلم فقال: عمر خير منك) فقلت يا رسول أنا خير أو عثمان فقال:عثمان فلما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصدقني (أخبرني الأمر على ما هو عليه) فلوددت أني ما كنت سألته ( عند ذلك تمنيت أني ما كنت سألت هذا السؤال هذه الأسئلة وجه الدلالة إقبال النبي عليه الصلاة والسلام بوجه على شر القوم هذا من حُسن خلقه صلى الله عليه وسلم).
وبه قال حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا جُميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي (هذا جُميع بن عمير كما سبق أن بينا) قال حدثني رجل من بني تميم (وهو من بني تيم كما سبق أن بينّا) من ولد أبي هالة زوج خديجة رضي الله عنها يُكنى أبا عبد الله عن ابن لأبي هالة عن الحسن ابن علي أنه قال قال الحسين بن علي رضي الله عنه (أليس كنّا قلنا الحسن بعد أن سأل خاله عن صفة النبي عليه الصلاة والسلام ذكر ذلك للحسين فتبين له أن الحسين كان سبقه إلى سؤاله وأن الحسين سأل أباه عن أشياء من حال النبي عليه الصلاة والسلام هنا الآن أيضًا ذكر شىء مما رواه الحسين عن والده من حال النبي عليه الصلاة والسلام) قال الحسين بن علي رضي الله عنه سألت أبي عن سية النبي صلى الله عليه وسلم في جلسائه (كيف كانت سيرته مع الذين يجالسونه عليه الصلاة والسلام) فقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم البشر ( لا يظهر لهم العبوس) سهل الخلق (ليس صعبًا) لين الجانب (يشبه ما قبله) ليس بفظ ولا غليظ (ليس غليظًا هذا للتأكيد ليس بفظ ولا غليظ الفظ معناه الغليظ الجاف الطبع القاسي القلب ما كان جاف الطباع ماكان قاسي القلب) ولا سخاب ( ولا يكثر الكلام والجلبة) ولا سخابًا ولا فحاش ( ولا يرفع الصوت ولا فحاش لا يتكلم بالكلام الخارج عن الاعتدال المستبشع) ولا عيّاب (ولا يكثر من ذكر عيوب الناّس وتتبعها ) ولا مُشاح ( ولا كان بخيلا عليه الصلاة والسلام) ولا مدّاح ( ولا كان يُكثر مدح الناس) يتغافل عما لا يشتهي (الشىء الذي لا يعجبه يتغافل عنه كأنه لا يراه الشىء الذي لا يستحسنه أحيانًا يتغافل عنه إلا إذا كان الشرع يطلب ذكره يذكره) ولا يُيأس منه ( ولا يُيأس منه الذي يريد منه شيئًا لا يصل إلى حد إلى أنه ييأس منه لا يقول في قلبه لا يأتي منه شىء) ولا يُخيب فيه ( لا يخيب الظن من كان يريد شيئًا منه لا يقنط منه لا يصيبه اليأس من نيل ما يريد بواسطته) قد ترك نفسه من ثلاث (نزه نفسه من أمور ثلاثة) المراء (هو الجدال الذي لا يراد منه أحقاق الحق ولا إبطال الباطل) والإكثار ( الإكثار من الدنيا الإكثار من أمور الدنيا من المال ونحوه) وما لايعينه ( ما لا يهمه ) وترك الناس من ثلاث ( وترك الناس من ثلاث ما أتى الناس ثلاثة أمور لم يأت الناس بها) كان لا يذم أحدًا (إلا ما دعا الشرع إلى ذمه وإلا ما كان يشغل نفسه بذم الناس لا يذم أحدًا بغير حق) ولا يعيبه ( لا يعيبه لا يشغل نفسه بهذا لا يعيبه بغير حق) ولا يطلب عورته ( لا يفتش عن الأمور يستحي الإنسان من إظهارها عادة لا يفتش عن عورات الناس ليكشفها ويظهرها لا يبحث عن الأمور الباطنة التي يُستحى من إظهارها) ولا يتكلم إلا فيما رجى ثوابه ( إلا في خير يعني) وإذا تكلم أطرق جلسائه كأنما على رؤوسهم الطير) يسكنون كأن الطير على رؤوسهم والأصل في هذه الكلمة أن البعير يأتي بعض الطيور يقف على رأسه يأكل القُراط من رأسه فإذا حصل ذلك يجمد البعير لا يتحرك حتى يفعل الطائر ذلك لما يجد البعير من الراحة بسبب ذلك فؤخذت الكلمة من هنا إذا كان حال القوم سكون يقال كأن على رؤوسهم الطير) فإذا سكت تكلموا ( ثم إذا سكت تكلموا عند ذلك بحاجاتهم) لا يتنازعون عنده الحديث ( لا يقطع بعضهم حديث بعض) ومن تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ (إلى أن ينتهي) حديث أولهم ( حديث أفضلهم الأفضل فالأفضل) يضحك مما يضحكون منه (يبتسم من الأمور الذي يضحكون منها يعني سهل الطباع يسيروهم عليه الصلاة والسلام) ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الجفوة (يصبر على ما في الغريب أحيانًا من الجفاء لا سيما الأعراف الذين أهل البادية الذين كانوا يأتون إلى المدينة كانوا أهل جفاء فكان يصبر عليه الصلاة والسلام على ما فيهم من ذلك) ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه وطريقة سؤاله وطلبه (حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم) (حتى إن أصحابه كان يأتون بالغرباء ليسألوه لأن الغريب أجرأ على سؤال النبي عليه الصلاة والسلام فيستفدون من الجواب) ويقول إذا رأيتم طالب حاجة فأرفدوه (أعينوه يعني إذا رأيتم واحدًا له حاجة أعينوه لا تأخروه) ولا يقبل الثناء من مكافئ (ولا يقبل الثناء إلا من إنسان ثنائه مقارب مقارب في الثاناء يعني إنسان لا يبالغ ولا يتعدى في الثناء) ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز (حتى يجوز لا يقطع على أحد حديثه إلا إذا تعدى المتحدث الحق فوقع في الباطل فعند ذلك يقطع عليه حديثه) فيقطعه بنهي أو قيام (إما ينهاه أو يقوم بحيث يُفهم أن هذا لا يرضاه عليه الصلاة والسلام وأن حديثه خارج عن الاعتدال)
وبه قال حدثنا عباس بن محمد الدوري قال حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ قال حدثنا ليث ابن سعد قال حدثنا أبو عثمان الوليد أبو الوليد عن سليمان بن خارجة عن خارجة بن زيد بن ثابت أنه قال دخل نفر (نفر من الثلاثة إلى العشرة) على زيد بن ثابت فقالوا له حدثنا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يعني صف لنا حال الرسول عليه الصلاة والسلام ماذا كان يقول ماذا كان يفعل) فقال ماذا أحدثكم ( يتعجب كيف أحيط بذلك كله عن أيش أخبركم حال هذا شىء كثير حاله وفعله وقوله) كنت جاره فكان إذا نزل عليه الوحي بعث إليّ فكتبته له فكنا إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا ( يعني ذكر أحوال ليس كما يذكر بعض الناس بمجرد ذكرها حبًا بها إنما يذكر من أحوال الدنيا ما يعين على أمر الآخرة هذا معنى ذكرها معنى) وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا (هذا واضح) وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا (أيضًا ذكر من الطعام ما يحصل منه النفع أو الضرر مثل هذا يذكر من حال الطعام حتى يعرف الإنسان بأيش يستعينه من الطعام وما الذي يجتنبه) فكل هذا أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (هذا كله كان في حال النبي عليه الصلاة والسلام)
باب ما جاء في حياء رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هذا الباب معقود لبيان حيائه صلى الله عليه وسلم ما جاء في حيائه الحياء خصلة في القلب بسببها يترك الإنسان ما يُعاب في الدين وما يعاب في عُرف الناس في عرف أهل الفضل الشىء الذي هو عيب في الدين أو عيب عند أهل الفضل الحياء شىء في القب خصلة في القلب تدفع الإنسان لترك هذه المعايب هذا هو الحياء الممدوح)
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت عبد الله بن عتبة يحدث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها (من البكر في خدرها كان كثير من الأبكار لهم في الخدر في البيت في الخيمة في البيت فتضرب لهم كان لهم ستار وكن يبقين خلف هذا الستار يعني حتى الذين يدخل البيت من رجال أو نساء لا يجتمعون بها كن خلف الستار من كانت مثل هذا يقال عنها مخضرة مثل هذه إذا أجتمعت بالناس كم تكون حييه) النبي عليه الصلاة والسلام كان أشد حياء منها من العذراء في خدرها) وكان إذا كره شيئًا عرفناه في وجهه (من شدة حيائه يظهر في وجهه إذا كره شيئًا فورًا يُعرف في وجهه)
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن منصور عن موسى ابن عبد الله بن يزيد الخضمي عن مولى لعائشة رضي الله عنها أنه قال: قالت عائشة رضي الله عنها:" ما نظرت إلى فرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قط ( أي ما فعل النبي عليه الصلاة والسلام فعلا يجعلني أرى فرجه هذا معناه و أي ولا رأى فرجي أيضًا كما جاء في روايات أُخر وقد روي ما يشبه هذا الوارد هنا عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال:" كان النبي يغتسل من وراء الحجرات وما أحد عورته قط من شدة حيائه عليه الصلاة والسلام ما رأى أحد قط عورته ورد في أحد الأحاديث أن عائشة قالت:" ما رأيت منه وما رأى مني" صلى الله عليه وسلم)
باب ما جاء في حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(هذا باب معقود لبيان أمر الحجامة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم والحجامة والفصد كلهما نافع للبدن نفعًا عظيمًا لا سيما أما الحجامة فنفعها أظهر في البلاد الحارة والفصد في البلاد الباردة والحجامة تخرج الدم الفاسد من ظاهر البدن من الجلد ممن تحت الجلد وأما الفصد فمن باطن العروق ولكل منهما منافع كثيرة من نظر في كتب الطب التي عملها الثقاة يجد أشياء كثيرة من منافع الحجامة وكان النبي عليه الصلاة والسلام يحث عليها الكلام هنا الآن فيما جاء في حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وبه قال حدثنا علي بن حُجر قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد أنه قال سئل أنس ابن مالك عن كسب الحجام (كسب الحجام ما يأخذه الحجام أجرة ما حكمه) فقال احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم (احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على فائدة الحجامة نعم ترك التداوي توكلا على الله أفضل على ما يدل عليه ظاهر الحديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب لكن أيضًا التداوي سنة شىء حسن إذا تداوى الإنسان بنية حسنة ولكن ترك التداوي أفضل إذا كان توكلًا على الله والنبي عليه الصلاة والسلام بما أنه أسوة للناس وقدوة تداوى وذلك حتى يكون حاله مثل الذي يسير بالقافلة بسير أضعفهم حتى يبين للناس أن هذا لا بأس به وأن هذا نافع وأن من فعله لا بأس بحاله) حجمه أبو طيبة فأمر له بصاعين من طعام وكلم أهله فوضعوا عنه من خراجه (أبو طيبة كان عبدًا مملوكًا كان أهله أي ملوكه يتركونه يعمل ثم شرطوا عليه مبلغًا من المال كل يوم قالوا له نتركوك تعمل تعطينا كذا وما ذاك لك فقبل فهذا الذي يعطيهم أياه يسمى خراجًا يخرجه لهم النبي عليه الصلاة والسلام أعطاه أجرة صاعين من طعام من قمح ووضع عنه صاعًا كلم أهله فوضعوا عنه في ذلك اليوم صاعًا من خراجه) وقال إن أفضل ما تداويتم به الحجامة أو إن من أمثل دواءكم الحجامة (فهذا على أن الحجامة من أفضل الأدوية نعم هنا لا بد من التنبيه إلى أمر الأحكام الشرعية ما جاء في الشرع أن هذا سنة هذا واجب هذا مكروه إلى آخره الأحكام الشرعية الأصل فيها العموم إلا ما جاء الخصوص بشأنه أما الأحكام الطبية فالأصل فيها الخصوص إلا ما عمّ يعني لا ينبغي أن يسمع الإنسان أن الحجامة حسنة فيحتجم في أي وقت كيف ما كان من غير مراعاة حاله أنما في أمر التداوي ينظر إلى كل إنسان على ما يناسب حاله وقوله عليه الصلاة والسلام:"إن أفضل ما تداويتم به الحجامة" يدل على أن الحجامة فيها منفعة عظيمة بخلاف ما يدّعيه بعض المنتسبين إلى الطب في أيامنا الذين يتكلمون بالآراء فيحسنون الشىء تارة ثم بعد مدة يقبحونه أو يقبحون الشىء ثم بعد مدة يحسونه ما جاء به الرسول عليه صلى الله عليه وسلم فهو على الرأس والعين وهو المقدم على كل كلام يخالفه).
وبه قال حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا أبو داود قال حدثنا ورقاء بن عمر عن عبد الأعلى عن أبي جميلة عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأمرني فأعطيت الحجام أجره (يشبه ما قبله إذا يجوز أجرة الحجام جائزة) .
وبه قال حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني قال حدثنا عبدة عن سفيان الثوري عن جابر عن الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:"إن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم في الأخدعين (الأخدعان عرقان في جانبي العنق) وبين الكتفين (الكاهل أعلى الظهر من فوق) وأعطى الحجام أجره ولو كان حرامًا لم يعطه (يدل على أن أجرة الحجام حلال لكن ينبغي أن يتنزه عنها الإنسان إذا لم يكن عذر فخير للإنسان أن يعمل في غير ذلك في غير هذا العمل أن يكون المال الذي يكسبه من عمل آخر أن لا يتأخذ أجرة له من الحجامة).
وبه قال حدثنا هارون بن إسحاق قال حدثنا عبدة عن ابن أبي ليلى عن نافع عن بن أبن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا حجامًا فحجمه وسأله:" كم خراجك" فقال ثلاثة أصع (كم تعطي أهلك مالكك كل يوم قال ثلاثة أصع) فوضع عنه صاعًا وأعطاه أجره (أعطاه صاعين وكلم أهله فأسقطوا عنه صاعًا في ذلك اليوم كما مر معنا قبل)
وبه قال حدثنا عبد القدوس بن محمد العطار البصري قال حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا همام وجرير بن حازم قالا حدثنا قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في الأخدعين والكاهل" (الكاهل هو أعلى الظهر كما في الحديث الذي قبله هذا مثل الحديث الذي قبله) وكان يحتجم لسبع عشرة (لسبع عشرة ليلة مرت من الشهر يعني في اليوم السابع عشرة من الشهر) وتسعة عشر (واليوم التاسع عشر) وإحدى وعشرين (واليوم الحادي والعشرين فمن أراد الحجامة ينبغي أن تكون حجامته في يوم من هذه الأيام الثلاثة إلا إذا كان هناك ما يستدعي أن تكون في غير هذه الأيام ذاك شىء آخر ).
وبه قال حدثنا إسحاق بن منصور قال أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس ابن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احجتم بملل (بملل ملل موضع يبعد سبعة عشر ميل عن المدينة) على ظهر القدم (وإحتجامه على ظهر القدم وهو محرم ما كان معه إزالة الشعر لأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن له شعر على ظهر قدمه.
بقي أمر أنه لاحظنا أن النبي عليه الصلاة والسلام أحتجم في أكثر من موضع والحجامة يختلف موضعها بحسب العلة التي يراد مداوتها بها.
هذا وسبحان الله والحمد لله والله تبارك وتعالى أعلم.
المنشور:
1 – النبي صلى الله عليه وسلم كان أكرم الخلق كان يقبل الهدية عليه الصلاة والسلام ويكافئ عليها.
2 – قال أبو سعيد لخدري رضي الله عنه:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها"
الإعلانات:
1 – النبي عليه الصلاة والسلام كان يقبل الهدية ويكافئ عليها بأعظم منها صلى الله عليه وسلم فلنستمع إلى فضيلة الشيخ سمير القاضي حفظه اله يحدثنا عن ذلك.
2 – سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان شديد الحياء فلنستمع إلى فضيلة الشيخ سمير القاضي حفظه الله يحدثنا عن ذلك.
3 – ما معنى الحجامة وكيف تفعل الحجامة والنبي عليه الصلاة والسلام احتجم فلنستمع إلى فضيلة الشيخ سمير القاضي حفظه الله يحدثنا عن ذلك.