fbpx

الصراط المستقيم – الدرس 18

شارك هذا الدرس مع أحبائك

شرح كتاب الصراط الشيخ الدكتور سمير القاضي حفظه الله الرقم: 0019 الحمد لله ربّ العالمين له النّعمة وله الفضل وله الثنّاء الحسن صلوات الله وسلامه على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين. الله يوفقنا لما يحبه ويرضاه نكمل الكلام إن شاء الله تعالى عن المعجزة كنّا بدأنا بالكلام عن المعجزة اليوم نكمل الكلام بذكر بعض المعجزات التي حصلت لمن قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. قال المؤلف رحمه الله: من المعجزات التي حصلت لمن قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن أمثلة المعجزات التي حصلت لمن قبل محمد صلى الله عليه وسلم عدم تأثير النار العظيمة على إبراهيم صلى الله عليه وسلم الشرح: وكان من شدة هذه النار أنهم لم يستطيعوا الإقتراب منها حتى يرموا إبراهيم عليه السلام فيها فرموه من بعيد لأنها كانت تُحرق من بعيد من شدتها قال المؤلف رحمه الله: حيث لم تحرقه ولا ثيابه الشرح: مع ذلك هذه النار العظيمة ما أحرقت سيدنا إبراهيم ولا أحرقت ثيابه حتى قال المؤلف رحمه الله: ومنها إنقلاب عصا موسى ثعبانًا حقيقيا الشرح: العصا الخشبية إنقلبت ثعبانًا ثعبانًا حقيقيًا فيه حياة قال المؤلف: ثم عودها إلى حالتها بعد أن اعترف السحرة الذين أحضرهم فرعون بمعارضته وأذعنوا فآمنوا بالله وكفروا بفرعون واعترفوا لموسى بأنه صادق فيما جاء به الشرح: كذلك من المعجزات التي حصلت للأنبياء قبل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ما حصل مع سيدنا موسى إذ جمع فرعون السحرة السحرة ألقوا حبالهم تخيلوا لأعين الناس أنها ثعابين أنها أفاعي ثم ألقى سيدنا موسى عصاه فإذا بالعصا تتحول ثعبانًا كبيرًا يلقف ما رموا ما ألقوا السحرة دُهشوا لأنهم عرفوا أن هذا ليس سحرًا فاعترفوا بأن ما جاء به موسى عليه السلام حق وآمنوا بالله وبنبيه عليه الصلاة والسلام قال المؤلف: ومنها ما ظهر للمسيح من إحياء الموتى وذلك أيضًا لا يُستطاع معارضته بالمثل. الشرح: كما أن السحرة وقفوا عاجزين عن معارضة سيدنا موسى بالمثل كذلك في أيام سيدنا عيسى اشتهر الناس بالطب اعتنى الناس كثيرًا بالطب لكن الله تعالى أعطى سيدنا عيسى عليه السلام معجزة إحياء الموتى فاعترف من رآها من شهدها بأنهم عاجزون عن أن يفعلوا مثلها وكذلك من بلغتهم كلهم أقروا أنهم عاجزون عن أن يفعلوا مثل ذلك قال المؤلف: فلم تستطع اليهود الذين كانوا مولعين بتكذيبه وحريصين على الإفتراء عليه أن يعارضوه بمثله الشرح: لذلك ما استطاع اليهود أن يعارضوه بالمثل مع أن اليهود كانوا حريصين على أن يعارضوا سيدنا عيسى كانوا حريصين على أن يظهروا كذبه بزعمهم لكن عجزوا عن أن يعارضوه فيما جاء به قال المؤلف: وقد أتى أيضًا بعجيبة عظيمة وهي إبراء الأكمى فلم يستطع أحد من أهل عصره معارضته بالمثل مع توفر الطب في ذلك العصر الشرح: كان الطب كما ذكرنا متوفرًا في ذلك الزمن الناس مهتمين به مع ذلك أبرئ سيدنا عيسى الذي ولد أعمى لا يرى من أصل ولادته أعمى لا يرى ليس أن الأعمى طرأ له مسح على عينه سيدنا عيسى أو دعا له أحد الأمرين المهم أن الله تبارك وتعالى أبرأه بسبب عيسى عليه السلام وهذا أمر عجز عنه الأطباء في زمانه قال المؤلف: فذلك دليل على صدقه في كل ما يُخبر به من وجوب عبادة الخالق وحده من غير إشراك به الشرح: هذه المعجزة التي لا يستطيع يعجزُ المعارضون عن الإتيان بمثلها هذه دليل على أنه صادق فيما جاء به فيما يبلغه عن ربّه عزّ وجلّ قال المؤلف: من وجوب عبادة الخالق وحده من غير إشراك به ووجوب متابعته في الأعمال الشرح: وجوب متابعته أي وجوب متابعة النبي الذي جاء بالمعجزة قال المؤلف: ووجوب متابعته في الأعمال التي يأمرهم بها من معجزاته صلى الله عليه وسلم الشرح: الآن ننتقل للكلام عن معجزات النبي عليه الصلاة والسلام كما ذكرنا أو كما أشرنا فإن الله تبارك وتعالى كان يُعطي كل نبي من الأنبياء معجزة أو معجزات منها ما هو مناسب لما كان شائعا بين الناس بوقته لما كان السحر شائعًا بين الناس في زمن موسى عليه السلام كانت معجزته قلب العصا ثُعبانًا ونحو ذلك مما يعجز السحرة عن فعله لما كان الطب شائعًا في زمن سيدنا عيسى كانت معجزته أنه دعا الله فأحيا الله الميت أنه سبحانه وتعالى شفى به الذي ولد الأعمى ونحو ذلك. لما كانت الفصاحة والبلاغة هي التي اشتهر بها العرب في زمن النبي عليه الصلاة والسلام كانت معجزة النبي عليه الصلاة والسلام الأشهر والمعجزة الباقية على الأزمان بخلاف باقي معجزات الأنبياء المعجزة التي تبقى ويشاهدها الناس جيلًا بعد جيل كانت هي القرءان الكريم الذي أعجز الفصحاء عن أن يأتوا بمثله فكانت معجزته عليه الصلاة مناسبة لما كان شائعًا بين الناس في زمانه لكن ليس القرءان الكريم معجزة النبي عليه الصلاة والسلام الوحيدة بل كان له عليه الصلاة والسلام معجزات كثيرة حتى إنها بلغت ثلاثة آلاف أو يزيد من المعجزات حصلت على يده صلى الله عليه وسلم الان نذكر أو يذكر شيخنا رحمه الله بعض معجزاته صلى الله عليه وسلم قال المؤلف: وأما محمد صلى الله عليه وسلم فمن معجزاته صلى الله عليه وعلى جميع إخوانه الأنبياء وسلم حنين الجذع الشرح: حنين الجذع أي بكاء الجذع بكى الجذع كالولد الصغير شوقًا إلى نبيّ الله عليه الصلاة والسلام قال المؤلف: وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستند حين يخطب إلى جذع نخل في مسجده قبل أن يُعمل له المنبر الشرح: قبل أن يعمل له الصحابة المنبر كان يخطب مستندًا إلى جذع نخلة ميتة كانت نخلة ميتة في المسجد فكان يستند إلى جذعها عليه الصلاة والسلام. قال المؤلف: فلما عمل له المنبر الشرح: قال له الصحابة لو عملنا لك منبرًا قال:"افعلوا إن شئتم" فعملوا له المنبر قال المؤلف: صعد صلى الله عليه وسلم عليه فبدأ بالخطبة وهو قائم على المنبر فحنّ الجذع الشرح: بكى حنّ الجذع عند ذلك بكى الجذع مثل الطفل الصغير قال المؤلف: فحنّ الجذع حتى سمع حنينه من في المسجد فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فألتزمه أي ضمه واعتنقه فسكت الشرح: ضمه النبي عليه الصلاة والسلام فصار يسكت شيئًا فشيًا كما يسكت الصبي الصغير شيئًا فشيئًا حتى هدأ وإنما فعل النبي عليه الصلاة والسلام ذلك لأن الله جعل حياة في هذا الجذع ليس روحًا لكن حياة بها صار له شوقٌ إلى النبي عليه الصلاة والسلام وبها حنّ إليه بعض السلف كان إذا روى هذا الحديث يقول: "يا ناس الجذع يحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنتم أولى بأن تحنوا" قال المؤلف: ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم إنطقاء العجماء أي البهيمة الشرح: العجماء البهيمة التي لا تنطق لا تتكلم قال المؤلف: روى الإمام أحمد والبيهقي بإسناد صحيح من حديث يعلى بن مرة الثقفي قال بينما نسير مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ مرّ بنا بعير يثنى عليه الشرح: مر بالنبي عليه الصلاة والسلام جمل يثنى عليه يعني يُنقل الماء عليه هذا معناه ينقل الماء عليه قال المؤلف: فلما رآه البعير جرجر الشرح: أصدر صوتًا من عنقه لما رآه لما رأى البعير النبي عليه الصلاة والسلام جرجر أصدر صوتًا من عنقه قال المؤلف: فلما رآه البعير جرجر فوضع جِيرانه الشرح: فوضع جِيرانه يعني خفض رأسه خفض مقدم عنقه قال المؤلف: فوقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم الشرح: وقف عليه ليس معناه صعد عليه وقف عليه أي عنده وقف عنده النبي صلى الله عليه وسلم. قال المؤلف:فقال:" أين صاحب هذا البعير" الشرح: سأل من يملك هذا البعير أين مالكه قال المؤلف: فجاءه فقال:"بعنيه" قال النبي عليه الصلاة والسلام: بعني هذا البعير قال المؤلف: فقال بل نهبه لك يا رسول الله وإنه لأهل بيت ما له معيشة غيره الشرح: قال يا رسول الله لا نبيعك نحن نعطيك إياه هدية مع أنه ليس لنا معيشة إلا من هذا البعير قال المؤلف: فقال النبي:" أما ما ذكرت من أمره" الشرح: يعني بعد أن ذكر له ذلك النبي ما عاد أراد أن يشتريه لأن معيشة هذا البيت منه ما عاد يريد شراءه فقال أما ما ذكرت من أمره قال المؤلف: "فإنه شكى كثرة العمل وقلة العلف فأحسنوا إليه" الشرح: أنت ذكرت أن معيشتكم منه فالذي أقوله لكم إنه يشكو كثرة العمل وقلة العلف فلا تعملوه هكذا أعطوه من الطعام ما يكفي ولا تكثروا عليه العمل بحيث ترهقوه أحسنوا إليه ففهم النبي من البعير شكواه. قال المؤلف: وأخرج ابن شاهين في دلائل النبوة عن عبد الله بن جعفر أنه قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومًا خلفه الشرح: أردفني أركبني على البعير خلفه وكان عبد الله بن جعفر صغير السن ما كان رجلا كبيرًا غلامًا قال المؤلف: فدخل حائطَ رجل من الأنصار الشرح: الحائط معناه البستان دخل بستان رجل من الأنصار وجد هناك جملا. قال المؤلف: فإذا جمل فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم الشرح: حنّ بكى قال المؤلف: حنّ فذرفت عيناه الشرح: نزل الدمع من عينيه قال المؤلف: فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه فسكت الشرح: الذفر أصل الأذن مسح ذفراه أي مسح أصل أُذنه صلى الله عليه وسلم فسكن وضع يده على أصل أُذنه فسكن البعير قال المؤلف : ثم قال:"من رب هذا الجمل" الشرح: من صاحبه ربه يعني مالكه قال المؤلف: فجاء فتًى من الأنصار فقال هذا لي فقال:" ألا تتق الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكى إليّ أنك تجيعه وتدأبه". الشرح: كذلك هذا الجمل شكى إلى النبي عليه الصلاة والسلام أن صاحبه يجيعه ويتعبه في العمل فقال له:" اتق الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها أعطه من الطعام ما يكفي ولا تحمله من العمل ما لا يطيق" صلى الله عليه وسلم. قال المؤلف: وهو حديث صحيح كما قال المحدث مرتضى الزبيدي في شرح إحياء علوم الدين الشرح: نعم حديث ثابت قال المؤلف: ومنها الشرح: ومنها أي من معجزاته عليه الصلاة والسلام أيضًا قال المؤلف: ومنها تفجر الماء من بين أصابعه بالمشاهدة في عدة مواطن الشرح: يعني خروج الماء من بين أصابعه عليه الصلاة والسلام أي منها أي من جسمه عليه الصلاة والسلام في أكثر من موضع في عدة مواطن يعني في أكثر من موضع في مشاهد عظيمة يعني حيث كان كثير من الناس يشهدون ذلك ويرون قال المؤلف: في مشاهد عظيمة وردت من طرق كثيرة الشرح: بروايات كثيرة قال المؤلف: يفيد مجموعها العلم القطعي المستفاد من التواتر المعنوي الشرح: يعني أن هذا كثرة هذه الطرق تدل على أن هذا الأمر حصل قطعًا التواتر المعنوي سنأتي إلى شرحه إن شاء الله تبارك وتعالى لكن معناه أن يروي أُناس كثيرون شيئًا مشتركًا حوادث مختلفة لكن بينها كلها شيء مشترك كلهم رووه هذا يقال له تواتر معنوي عدد كبير من الناس لا يقبلوا أن يجتمعوا على كذبة إذا فعلوا ذلك يقال عن هذا تواتر معنوي وسيأتي إن شاء الله زيادة بيان... قال المؤلف: ولم يحصل لغير نبينا حيث نبع من عظمه وعصبه ولحمه ودمه وهو أبلغ من تفجر المياه من الحجر الذي ضربه موسى الشرح: أعظم هذا أبلغ من خروج الماء من الحجر الذي ضربه سيدنا موسى بالعصا لأن خروج الماء من الأحجار يحصل نراه أحيانًا يحصل خروج الماء من الحجر أما من العصب والدم واللحم هذا ليس معهود. قال المؤلف: لأن خروج الماء من الحجارة معهود بخلافه من بين اللحم والدم رواه جابر وأنس وابن مسعود وابن عباس وأبو ليلى الأنصاري وأبو رافع الشرح: هؤلاء كل هؤلاء رووا هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أي رووا أنهم رأوا خروج الماء من بين أصابعه في مواضع مختلفة وصدقهم غيرهم من الصحابة أيضًا قال المؤلف: وقد أخرج الشيخان من حديث أنس الشرح: هذا مثال عما رووه قال المؤلف: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر الشرح: صار وقت صلاة العصر قال المؤلف: فالتمس الناس الوَضوء الشرح: طلب الناس الماء الذي يتوضئون به الوَضوء بفتح الواو معناه ما يتوضوء به الماء الذي يتوضوء به قال المؤلف: فلم يجدوه الشرح: ما كانوا يجدون ماء قال المؤلف: فأُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوَضوء الشرح: جيء النبي عليه الصلاة والسلام بإناء فيه بعض الماء شىء قليل من الماء جيء به أُتي به إليه قال المؤلف: فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الإناء يده الشرح: أدخل يده في الإناء قال المؤلف: وأمر الناس أن يتوضوء منه الشرح: ثم قال لناس:" توضئوا من هذا الماء" قال المؤلف: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه الشرح: صار الماء ينبع من أصابعه عليه الصلاة والسلام في الإناء والناس يتوضئون من هذا الماء وكلما أخذوا الماء يخرج من أصابعه عليه الصلاة والسلام قال المؤلف: فتوضأ الناس حتى توضئوا من عند آخرهم الشرح: حتى توضئوا كلهم من هذا الإناء الذي كان وضع النبي عليه الصلاة والسلام يده فيه قال المؤلف: وفي رواية للبخاري قال الراوي لأنس: كم كنتم قال ثلاثمائة الشرح: بعض الذين سمعوا هذا من أنس قالوا له كم كنتم قال: ثلاثمائة إنسان كلهم توضئوا من هذا الماء الذي نبع من بين أصابع النبي عليه الصلاة والسلام قال المؤلف: وروى البخاري ومسلم من حديث جابر أيضًا عطش الناس يوم الحديبية الشرح: هذه مرة أُخرى غير المرة السابقة هذه مرة ثانية يوم الحديبية كان النبي عليه الصلاة والسلام ذاهبًا إلى الحج ثم الكفار أرادوا منعه من الحج ثم وقع تفاوض بينه وبينهم ثم اتفقوا على هدنة وأن يرجع النبي عليه الصلاة والسلام للحج في السنة القابلة هذا الأمر يقال له الحديبية هذا الأمر تم في مكان يقال له الحديبية هذا المراد في ذلك الوقت في ذلك الوقت كان مع النبي عليه الصلاة والسلام نحو ألف وخمسمائة من الصحابة ولم يكن معهم سلاح مثل السلاح الذي يؤخذ إلى الحرب إنما كان معهم ما يأخذه المسافر عادة في سفره لأنه عليه الصلاة والسلام ما أراد أن يذهب محاربًا إنما أراد الحج لكن المشركين ما أرادوا ذلك وبلغ النبي والصحابة أنهم يريدون محاربته لما سمع الصحابة ذلك بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الثبات وعدم الفرار فيما لو هاجمهم المشركون وكانت هذه البيعة تحت شجرة هناك فهذه هي البيعة التي تسمى بيعة الشجرة والتي أخبر الله تبارك وتعالى أنه رضي عن المؤمنين الذين بايعوه عليه الصلاة والسلام تحت الشجرة:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} هذه نزلت في ذلك الموقف في ذلك الحدث الذي حصل تحت تلك الشجرة في ذلك الوقت الذين كانوا مع النبي عليه الصلاة والسلام عطشوا ما عندهم ماء ليشربوا قال المؤلف: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة يتوضأ منها الشرح: إناء صغير يتوضأ منه قال المؤلف: فجهش الناس الشرح: أقبل الناس إليه قال المؤلف: فقال: "ما لكم" الشرح: لما رآهم اجتمعوا عنده قال:"ما بالكم" ما لكم ما هو الأمر قال المؤلف: فقالوا يا رسول الله ليس عندنا ما نتوضأ به ولا ما نشربه إلا ما بين يديك الشرح: لا يوجد لهذا الجمع الكبير شىء يشربونه ولا يتوضئون به إلا ما بين يديك نحن وقفنا بسبب الكفار في مكان لا ماء فيه ما عندنا ماء لا للوضوء ولا للشرب قال المؤلف: فوضع يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون الشرح: فوضع النبي عليه الصلاة والسلام يده في هذه الركوة صار الماء يخرج من بين أصابعه مثل العيون في قوته قال المؤلف: فشربنا وتوضوئنا الشرح: كلهم شربوا وتوضئوا قال المؤلف: فقيل: كم كنتم الشرح: سأل بعض الناس جابر كم كنتم في ذلك اليوم قال المؤلف: قال: لو كنّا مائة ألف لكفانا الشرح: لا تسل كم كنّا لو كنّا مائة ألف لكان هذا الماء كفانا قال المؤلف: كنّا خمس عشرة مائة الشرح: كنا خمس عشرة مائة أي الفًا وخمسمائة من الصحابة شربوا كلهم وتوضئوا كلهم من هذا الماء الذي نبع من بين أصابع النبي عليه الصلاة والسلام هنيئًا له قال المؤلف: والتحقيق أن الماء كان ينبع من نفس اللحم الكائن في الأصابع الشرح: ليس أن الماء كان ينبع من الركوة من نفس أصابعه من نفس اللحم بين أصابعه كان ينبع الماء قال المؤلف: وبه صرح النووي في شرح مسلم ويؤيده قول: جابر فرأيت الماء يخرج الشرح: أيش قال جابر:"رأيت الماء يخرج من بين أصابعه" إذًا خروج الماء من بين أصابعه وفي رواية ينبع من بين أصابعه ليس أن الماء الذي في الركوة صار يتكثر من غير أن يخرج شىء من جسد النبي عليه الصلاة والسلام لأ، منبع هذا الماء صار يد النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤلف: وفي رواية ينبع من بين أصابعه الشرح: هكذا صلى الله عليه وسلم قال المؤلف: ومن معجزاته رد عين قتادة بعد انقلاعها الشرح: قتادة بن النعمان رضي الله عنه انقلعت عينه في المعركة الان يذكر قال المؤلف: فقد روى البيهقي في الدلائل عن قتادة بن النعمان الشرح: في الدلائل كتاب للبيهقي رحمه سماه دلائل النبوة جمع فيه ما بلغه بالإسناد المتصل من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم طبع في نحو سبع مجلدات قال المؤلف: أنه أُصيبت عينه يوم بدر الشرح: قتادة عينه يوم بدر بضربة من الكفار قال المؤلف: فسالت حدقته على وجنته الشرح: فسالت خرجت حدقته من محلها نزلت على وجنته قال المؤلف: فأرادوا أن يقطعوها الشرح: لأن الإنسان عادة إذا حصل هذا لا ينتفع بعد ذلك بعينه ما أرادوا أن تبقى العين نازلة على وجنته أرادوا قطعها قال المؤلف: فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال: لا الشرح: لما سألوا النبي عليه السلاة والسلام قال: "لا تقطعوها". قال المؤلف: فدعا به فغمز حدقته براحته الشرح: فدعا بقتادة جاء قتادة إليه فغمز حدقته براحته هذه الراحة (اشار بيده عن الراحة) فعل هكذا النبي له صلى الله عليه وسلم قال المؤلف: فكان لا يدري أيّ عينيه أُصيبت الشرح: بعد ذلك ما عاد يعرف قتادة أي عينيه أصيبت رجعت عينه كما كانت بحيث نسي بعد ذلك هل أُصيبت اليمنى ام اليسرى ما عاد يذكر صلى الله على سيدي رسول الله وسلم قال المؤلف: وفي هاتين المعجزتين قال بعض المادحين: إن كان موسى سقى الأسباط من حجر فإن بالكف معنى ليس في الحجر الشرح: موسى عليه السلام سقى الأسباط من الحجر ضرب بعصاه الحجر انبجثت منها العيون هذه معجزة عظيمة لكن النبي عليه الصلاة والسلام سقاهم من كفه والكف فيها معنى لا يوجد في الحجر الكف جزء شريف من بدنه الشريف عليه الصلاة والسلام منه نبع الماء وليس معتادًا أن يُرى الماء ليس معهودًا أن يرى الماء ينبع من بين اللحم والعظم والدم قال المؤلف: وإن كان عيسى بر الأعمى بدعوته فكم براحته قد رد من بصر الشرح: نعم إذا كان عيسى عليه السلام أبرئ الأعمى بدعوته برى يعني أبرئ شفى إذا كان عيسى شفى بإذن الله تعالى الأعمى بدعوته النبي عليه الصلاة والسلام براحته الشريفة رد البصر إلى عين قتادة عيسى عليه السلام كانت العين ما زالت مكانها معجزة عظيمة لعيسى لكن كانت العين ما زالت مكانها أما عبن قتادة كانت خرجت فالنبي عليه الصلاة والسلام غمزها براحته فردها إلى مكانها فأبصر قتادة رضي الله عنه يعني هاتين المعجزتين أعظم من المعجزتين اللتين حصلتا لموسى وعيسى عليهما صلاة الله وسلامه. قال المؤلف: ومن معجزاته تسبيح الطعام في يده الشرح: كان أحيانًا الصحابة يسمعون الطعام يقول سبحان الله في يده النبي عليه الصلاة والسلام بلفظ عربي صحيح قال المؤلف: أخرج البخاري من حديث ابن مسعود قال:" كنا نأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم الطعام ونحن نسمع تسبيح الطعام " الشرح: وهم يسمعون الطعام يقول سبحان الله سبحان الله قال المؤلف: وهذه المعجزة أعجب من إحياء الموتى الذي هو إحدى معجزات المسيح الشرح: عليه صلاة الله وسلامه لماذا أعجب لأن معجزة المسيح بإحياء الميت فيها إرجاع الميت إلى الحال التي كان عليها فكان هذا الميت على هذه الحال قبل موته وهذا شىء عجيب لكن الطعام قط ما كان يسبح قبل ذلك فلما أخذه النبي عليه الصلاة والسلام بيده سبح فليس أنه رجع إلى حال كان عليها لأ، بل حدثت له حال عجيبة لم تكن له قبل ذلك لذلك هذه المعجزة أعجب من معجزة إحياء الموتى التي حصلت لسيدنا عيسى صلاة الله وسلامه عليه وعلى نبينا محمد وسائر الأنبياء. قال المؤلف: ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم الإسراء والمعراج الشرح: أيضًا هذا من معجزات نبي الله صلى الله عليه وسلم قال المؤلف: الإسراء ثبت بنص القرءان والحديث الصحيح الشرح: الله تعالى قال: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } لا بد يجب الإيمان بأن الإسراء حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤلف: الإسراء ثبت بنص القرءان والحديث الصحيح فيجب الإيمان بأنه صلى الله عليه وسلم أسرى الله به ليلا من مكة إلى المسجد الأقصى الشرح: الله تعالى أسرى بالنبي الإسراء هو السير في الليل لكن الإسراء بالنبي عليه الصلاة والسلام كان ليلا بحيث إنه في أقل من ليلة ذهب إلى بيت المقدس عرج به إلى ما فوق السموات ثم رجع إلى بيته عليه الصلاة والسلام أو ثم رجع إلى مكة حيث كان في أقل من ليلة قال المؤلف: وأما المعراج فقد ثبت بنص الأحاديث الشرح: الأحاديث صريحة في إثباته قال المؤلف: وأما القرءان فلم ينص عليه نصًا صريحًا لا يحتمل تأويلا الشرح: أما القرءان لا يوجد فيه نص صريح يعني عُرج بالنبي إلى ما فوق سبع سموات ما جاء هكذا في القرءان قال المؤلف: لكنه ورد فيه ما يكاد يكون نصًا صريحًا الشرح: لكن جاء في القرءان ما يقرب جدًا من أن يكون نصًا صريحًا: { وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} هذا يعني شبه تصريح قريب جدًا من التصريح بحصول المعراج أين رأى محمد جبريل عند سدرة المنتهى هذا يُفهم منه أنه صُعد به إلى هناك هذا شبه تصريح قال المؤلف: فالإسراء قد جاء فيه قوله تعالى:{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا} أما المعراج فقد ورد فيه قوله تعالى:{ وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى(14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15)} فإن قيل قوله:{وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى} يحتمل أن يكون رؤية منامية الشرح: إذا قال قائل هذا يحتمل أن يكون في المنام قال المؤلف: قلنا هذا تأويل ولا يسوغ تأويل النص أي إخراجه عن ظاهره لغير دليل عقلي قاطع أو سمعي ثابت كما قاله الرازي في المحصول وليس هنا دليل على ذلك الشرح: هذا تأويل إذا قلنا إنه هذه الرؤيا رؤيا منام ولقد رآه الظاهر استعمال لفظ رأى في لغة العرب في استعمال الناس رأى لا يستعملونها للمنام عادة تستعمل للرؤيا في اليقظة إذا أرادوا أستعمالها للمنام يكون معها قرينة تدل على ذلك في أثناء النوم وأنا نائم رأيت منامًا كذا كذا كذا أما إذا لم يكن قرينة شىء يدل على ذلك يحمل العرب اللفظ على ظاهره إذا كان واحد قال لك رأيت زيدًا فقال لي كذا وكذا بس هيك لا يقع في قلبك أنه رآه في المنام لا يقع في قلبك إلا أنه رآه في اليقظة لأن لغة العرب هي هكذا إذا ذُكر اللفظ يحمل على ظاهره إلا إذا كان هناك دليل أو قرينة وفي هذه الآية لا دليل لحمله على غير الظاهر ما في قرينة تدل على أنه في المنام فيبقى على ظاهره ويكون معناه أنه رآه في اليقظة هذا شىء أتفق عليه أهل العلم أن ما جاء في القرءان أو الحديث يُحمل على ظاهره إلا إذا كان هناك دليل يدل على إخراجه عن الظاهر لا يجوز أن نعطيه معنى غير المعنى الظاهر إلا إذا كان هناك دليل يدل على ذلك هذا الذي يوافق الشرع وهذا الذي يوافق لغة العرب فإذًا المعراج كالإسراء كانا في اليقظة بالبدن والروح قال المؤلف: وقد روى مسلم عن أنس بن مالك رضي عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أتيت بالبراق الشرح: يعني جاءني جبريل بدابة اسمها البراق دابة من دواب من الجنة قال المؤلف: وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل الشرح: أكبر من الحمار ودون البغل قال المؤلف: يضع حرفه عن منتهى طرفه الشرح: هذا طول خطوته خطوته طولها عند انتهاء نظره قال المؤلف: قال: فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء الشرح: والبراق لن يفر ولكن ربطه النبي عليه الصلاة والسلام بهذه الحلقة لتعليمنا الأخذ بالأسباب قال المؤلف قال: ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن الشرح: من خمر يعني من خمر الجنة ليس الخمر الذي هو في الدنيا الذي يضيع العقل قال المؤلف: بإناء من خمر وإناء من لبن الشرح: أي الحليب بإناء من لبن المراد باللبن الحليب ليس الرائب قال المؤلف: فاخترت اللبن الشرح: خيرني فأخترت اللبن قال المؤلف: فقال جبريل عليه السلام: اخترت الفطرة الشرح: اخترت التمسك بالدين اخترت ما يدل على ذلك قال المؤلف: قال: ثم عرج بنا إلى السماء إلى آخر الحديث الشرح: هكذا هذا الحديث من جملة الأحاديث التي تدل على حدوث المعراج لنبي عليه الصلاة والسلام قال المؤلف: في الحديث دليل على أن الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة الشرح: نعم هذا يدل على ذلك جاءه جبريل بالبراق ركبه إلى بيت المقدس صلى في المسجد ثم عُرج به كل هذا في ليلة واحدة قال المؤلف: كانا في ليلة واحدة بروحه وجسده يقظة إذ لم يقل أحد أنه وصل إلى بيت المقدس ثم نام الشرح: لا يصح أن يكون المعراج منامًا ذهب من مكة إلى بيت المقدس ثم نام فرأى في المنام المعراج ما أحد قال هذا إنما كان الإسراء والمعراج بالروح وبالجسد. قال المؤلف: رؤية الرسول لربّه بقلبه لا ببصره في تلك الليلة الشرح: وفي تلك الليلة أعطى الله تعالى النبي عليه الصلاة والسلام قوة في قلبه فرأى ربّه ليس أن الله تعالى حلّ في قلبه لا، إنما قوة الرؤيا جعلها الله لقلبه أيضًا فرأى الله بقلبه بفؤاده صلى الله عليه وسلم. قال المؤلف: أما رؤية النبي لربّه ليلة المعراج فقد روى الطبراني في المعجم الأوسط بإسناد قوي كما قال الحافظ بن حجر عن ابن عباس رضي الله عنهما رأى محمد ربّه مرتين وروى ابن خزيمة بإسناد قوي رأى محمد ربّه والمراد أنه رآه بقلبه الشرح: هذا ليس فيه بقلبه رأى محمد ربّه رأى محمد ربّه مرتين ليس فيه أنه رآه بقلبه إذًا لماذا قلنا بقلبه الآن يذكر. قال المؤلف: والمراد أنه رآه بقلبه بدليل حديث مسلم من طريق أبو العالية عن ابن عباس في قوله تعالى:{ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} قال رأى ربّه بفؤاده مرتين الشرح: ابن عباس كان يرى أن هذه الآيات نزلت في رؤية النبي عليه الصلاة والسلام لربّه على كل حال هذا شىء لا يدرك بالإجتهاد إنما ابن عباس لا بد أنه سمع ذلك من النبي عليه الصلاة والسلام حتى قال رأى ربّه بفؤاده مرتين هذا هو القول الأقوى أهل السنة عندهم أقوال في المسئلة قول أن النبي عليه الصلاة والسلام ما رأى ربّه ليلة المعراج وقول أنه رأى ربّه بعيني رأسه أعطاه الله قوة بعيني رأسه فرأى ربّه الذي لا يشبه شيئًا ليس كما يُرى المخلوق لا في جهة أمام ولا خلف ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال رآه ليس كمثله شىء لا نتخيل ذلك وقول ثالث أنه رأى ربّه بقلبه وهذا القول الثالث هو الذي قال به ابن عباس وأبو ذر رضي الله عنهما وهو الأقوى من حيث الدليل. قال المؤلف: تنبيه قال الغزالي في إحياء علوم الدين الصحيح أن النبي لم ير ربّه ليلة المعراج الشرح: هكذا قال الغزالي الصحيح أن النبي لم ير ربّه ليلة المعراج إن كان قصده لا بعيني رأسه ولا بقلبه هذا خطأ لكن الظاهر أنه لم يره بعيني رأسه أما بقلبه فقد رآه قال المؤلف: ومراده أنه لم يره بعينه إذ لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيته بعيني ولا أن أحدًا من الصحابة أو التابعين أو أتباعهم قال رآه بعيني ومراده أنه لم يره بعينه إذ لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيته بعيني ولا أن احدًا من الصحابة قال رآه بعيني رأسه الشرح: لذلك كان الرأي الأقوى القول الأقوى أنه عليه الصلاة والسلام رآه بقلبه لأن ابن عباس رضي الله عنهما صرح بذلك ولأن أبا ذر رضي الله عنه صرح بذلك ويبعد أن يكون ابن عباس وأبو ذر قد قالا ذلك اجتهادًا لأن هذا أمر لا يعرف بالإجتهاد إنما هذا أمر يُدرك بالسماع الظاهر أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخبّر أنه رأى ربّه بقلبه فقالا ذلك بهذا ننهي الكلام على المعجزات. نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا بما سمعنا من ذلك وأن ينفعنا بما جاء به أنبياء الله تعالى والله تعالى أعلم واحكم.