شرح كتاب الصراط المستقيم
الشيخ سمير القاضي حفظه الله
الرقم: 0021
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمّد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
أما بعد، فكنّا في الدرس الماضي قد ذكرنا كلامًا عن معجزات النبي عليه الصلاة والسلام وأنه الذي جاء بالمعجزة يجب التسليم بما جاء به اليوم إن شاء الله نتكلم عن بعض ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام مما يجب علينا الإيمان به مما أخبر به ويجب علينا الإيمان به
قال المؤلف رحمه الله: الإيمان بعذاب القبر ونعيمه وسؤاله
الشرح: يجب علينا أن نؤمن أن قسمًا من الناس يعذبون في قبورهم وأن قسمًا من الناس يُنعمون في قبورهم ويجب الإيمان بحصول سؤال القبر
قال المؤلف: قال الله تعالى:{ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا}
الشرح: هذا عن الكفار {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا} الان يأتي ما يدل أنها في قوم الكفار
{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}
الشرح: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} يرونها نار جهنم في الغدو وفي العشي وهذا قبل يوم القيامة لأنه جاء في الآية: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} إذًا هذا قبل يوم القيامة متى هو في الدنيا لا تعرض النار على الكافرين إذًا هو في القبر
قال المؤلف: وقال تعالى:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}
الشرح: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} أي من ترك الإيمان بما أنزلت عن نبي هذا معنى من أعرض عن ذكري من تولى وكفر {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} صعبة قاسية شديدة أين هذه المعيشة الضنكا وهذه المعيشة الضنك قبل يوم القيامة لأن الله تبارك وتعالى يقول:{وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} إذًا هذا قبل يوم القيامة أين هو في الدنيا كثير من الكفار أين هذه المعيشية القاسية الشديدة في الدنيا في الدنيا بعض الكفار يكونون متنعمين لا يحسون بالضنك ولا بالجهد ولا بالمشقة إنما هذه المعيشة قبل يوم القيامة في القبر
قال المؤلف: فهاتان الآيتان واردتان في عذاب القبر للكفار
الشرح: وحديث النبي عليه الصلاة والسلام دل على ذلك النبي عليه الصلاة والسلام بينا أن هاتين الآيتين في عذاب القبر للكفار
قال المؤلف: وأما عصاة المسلمين من أهل الكبائر الذين ماتوا قبل التوبة فهم صنفان
الشرح: الذين ارتكبوا الكبائر ولو كبيرة واحدة ثم ماتوا قبل التوبة هؤلاء صنفان ماتوا من غير أن يتوبوا من هذه الكبيرة أو من هذه الكبائر نوعان
قال المؤلف: صنف يعفيهم الله من عذاب القبر
الشرح: صنف يغفر الله لهم لا يعذبهم في القبر برحمته
قال المؤلف: وصنف يعذبهم ثم ينقطع عنهم
الشرح: ينقطع عنهم أي العذاب
قال المؤلف: ويؤخر لهم بقية عذابهم إلى الآخرة
الشرح: يعذبون في القبر مدة ثم بعد ذلك بقية العذاب يؤخر إلى الآخرة هذا الصنف الثاني من عصاة المسلمين
قال المؤلف: فقد روى البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي عن ابن عباس أنه قال مر رسول الله على قبرين
الشرح: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين أي عند قبرين بقرب قبرين
قال المؤلف: فقال:" إنهما ليعذبان"
الشرح: هذان اللذان دفنا وكان القبران حديثين ليس من قبور الكفار بل من قبور الأمة الإسلامية اللذان دفنا فيهما كانا مسلمين قال: إنهما ليعذبان هذان اللذان في القبرين يعذبان إنهما ليعذبان تأكيد أنهما يعذبان
قال المؤلف: "وما يعذبان في كبير إثم قال بلى"
الشرح: يعني والذي يعذبان فيه قد يظنه بعض الناس ليس كبيرًا لكنه كبير كل أمر من الأمرين الذين يعذبان فيه ذنبه عظيم
قال المؤلف: قال: أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة
الشرح: أما أحدهما كان يمشي بالنميمة ينقل كلام زيد إلى عمرو ينقل كلام الناس فيما بينهم حتى يفسد بينهم هذه هي النميمة
قال المؤلف: "وأما الآخر فكان لا يستتر من البول"
الشرح: وأما الثاني فكان لا يستتر من البول يعني لا يتوقاه يلوث نفسه وثيابه بالبول لا يهتم أن يقي نفسه من البول كما يفعل بعض الناس يبول ثم لا يهتم بأن يستنجي إذا كان يلبس السراويل يرفع سراويله إذا كان يلبس غير ذلك يخفضه إذا كان يلبس القميص يسدله من غير أن يراعي إنقطاع البول يلوث جلده وثوبه بالبول لا يبالي هذا ذنب عظيم
قال المؤلف: ثم دعا بعسيب رطب فشقه اثنين
الشرح: جذع نخلة رطب فشقه اثنين
قال المؤلف: فغرس على هذا واحدًا وعلى هذا وحدًا
الشرح: لأن الغصنين ما داما رطبين فإنهما يسبحان الله تبارك وتعالى يذكران الله تبارك وتعالى فينتفع الميت بذكر الله.
قال المؤلف: ثم قال:"لعل الله يخفف عنهما"
الشرح: قال العلماء إذا كان الميت ينتفع بذكر بتسبيح الغصنين الرطبين فكيف بقراءة القرءان لذلك لم يختلف العلماء أن قراءة القرءان عند القبر تنفع الميت من قرأ القرءان عند القبر نفع هذا الميت.
بقي شىء نقوله قبل أن ننتقل أن ما ذكرناه أو ما ذكره شيخنا رحمه الله في قوله قبل ذلك ويؤخر لهم بقية عذابه إلى الآخرة ليس معناه أنه لابد أن يعذبوا في الآخرة قد يعفو الله عنهم قد يُعذب في القبر ثم يعفو الله عنه لكن يؤخر بقية العذاب إلى الآخرة فإما أن يعذب في الآخرة وإما أن يعفو الله عنه
قال المؤلف: واعلم أنه ثبت في الأخبار الصحيحة عود الروح إلى الجسد في القبر
الشرح: بعد أن يُدفن الإنسان ترجع الروح إلى بدنه
قال المؤلف: كحديث البراء وابن عازب الذي رواه الحاكم والبيهقي وأبو عوانه وصححه غير واحد.
الشرح: غير واحد يعني أكثر من واحد أكثر من واحد من علماء الحديث الحفاظ قالوا هذا الحديث صحيح
قال المؤلف: وحديث ابن عباس مرفوعًا:" ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام".
الشرح: أكثر من حديث يدل على أن الروح ترجع إلى الجسد منها هذا الحديث أنك إذا مررت بقبر من كنت تعرفه في الدنيا فسلمت عليه يعرفك ويرد السلام هذا لا يكون إلا برجوع الروح إلى البدن إما كل البدن أو بعض البدن لكن لا بد من رجوع الروح إليه
قال المؤلف: رواه عبد البر وعبد الحق الإشبيني وصححه
الشرح: نعم عبد الحق الإشبيني من حفاظ الحديث
قال المؤلف: فيستلزم ذلك رجوع الروح إلى البدن كله وذلك ظاهر الحديث أو إلى بعضه الشرح: فكيف يسمع ويرد إلا أن تكون الروح قد رجعت إلى البدن كله وهذا هو الظاهر أو إلى بعضه على الأقل
قال المؤلف: ويتأكد عود الحياة في القبر إلى الجسد مزيد تأكد في حق الأنبياء
الشرح: وهذا متأكد أكثر بحق الأنبياء مما يتأكد في حق غيرهم
قال المؤلف: ويتأكد عود الحياة في القبر إلى الجسد مزيد تأكد في حق الأنبياء فإنه ورد من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون"
هنا راح الصوت
قال المؤلف: صححه البيهقي وأقره الحافظ
الشرح: هكذا
قال المؤلف: وروى البخاري ومسلم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه
الشرح: إذا وضع في قبره وغاب عنه إنصرف عنه أصحابه
قال المؤلف: وإنه ليسمع قرع نعالهم إذا إنصرفوا
الشرح: هو يسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا بعد أن ينصرفوا
قال المؤلف: أتاه ملكان فيقعدانه
الشرح: معناه ترجع روحه إلى جسده يرجع إليه وعيه يأتيه ملكان فيقعدانه لما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام الصحابة بذلك أول مرة سمع الصحابة بذلك تعجب قال: أترد علينا عقولنا يومئذ يا رسول الله ترجع الروح إلى البدن قال:" نعم كهيئتكم اليوم" تعجب جدًا سيدنا عمر لأنه لم يكن سمع ذلك قبل.
قال المؤلف: فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل محمد
الشرح: ماذا كنت تقول عن محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام كنت تؤمن به أو كنت تكذبه
قال المؤلف: فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدًا من الجنة فيراهما جميعًا
الشرح: يقال له انظر لو مت على الكفر هذا كان يكون مقعدك من النار لكن أنت مُت على الإسلام فهذا مقعدك من الجنة فيرى الاثنين حتى يزداد فرحًا بنجاته من النار يفرح وبأن هذا مقعده في الجنة يفرح.
قال المؤلف: وأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري
الشرح: الكافر يقال له ماذا كنت تقول في هذا الرجل محمد يقول لا أدري كنت أقول كما يقول الناس كنت أسمع الناس يقولون شيئًا فأقوله
قال المؤلف: فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيه فيقال لا دريت ولا تليت
الشرح: إهانة له يعني ثم هو الآن عندما يُسئل لا يقول عما هو حاله الآن الآن هو يعرف أنه على باطل كان يخبر عن الحال الماضي الذي كان عليه وهو يعلم أن ما كان عليه باطل
قال المؤلف: ثم يُضرب بمطرقة من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين
الشرح: يعني يُضرب ضربة شديدة على رأسه يصيح صيحة شديدة منها لكن هذه الصيحة لا يسمعها الإنس والجن هذان الثقلان إنما يسمعها من حول القبر من غيرهما لو كان دابة عند القبر تسمع من هو قريب من القبر يسمع أما الإنس والجن لا يسمعون الله يُنجينا
قال المؤلف: وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتاني القبر فقال
الشرح: فتاني القبر يعني ذكر الملكين الذين يمتحنان الإنسان في القبر هذا معنى فتناي القبر
قال المؤلف: فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أترد علينا عقولنا يا رسول الله قال: نعم كهيئتكم اليوم قال: فبفيه الحجر.
الشرح: فبفيه الحجر هذه عبارة يذكرها العرب إذا سكت الإنسان وما عاد عنده شيء يقوله يقولون فبفيه الحجر من تعجب عمر سكت ما عاد يقول شيئًا ما كان سمع قبل أن الروح ترجع إلى البدن في القبر ويرد على الإنسان عقله بعدما يُدفن.
قال المؤلف: وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قبر الميت أو الإنسان أتاه ملكان أسودان أزرقان
الشرح: هذا الأسود الأزرق يعني منظرهما مخيف يخيف الكافر أسود أزرق يعني ما نسميه بالعامية الكحلي الغامق هذا معنى أسود أزرق مزيج من اللونين
قال المؤلف: يقال لأحدهما منكر وللآخر نكير فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم فهو قائل ما كان يقول
الشرح: ما كنت تقول فيه
قال المؤلف: فإن كان مؤمنًا قال هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمّدًا عبد الله ورسوله
الشرح: إذا كان مؤمنًا يثبته الله للجواب فينطق بالشهادتين
قال المؤلف: فيقولان له إنّا كنا لنعلم أنك لتقول ذلك
الشرح: هذا تأكيد نحن كنّا نعرف أن هذا الذي كنت تقوله
قال المؤلف: ثم يفتح له في قبره سبعين ذراعًا بسبعين ذراعا
الشرح: يوسع قبره يفتح له في قبره يوسع قبره سبعين ذراعًا طولا في سبعين ذراعًا عرضا
قال المؤلف: وينور له فيه
الشرح: ويجعل له فيه نور وبعض الناس قد يوسع لهم أكثر
قال المؤلف: فيقال له نم فينام كنوم العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه
الشرح: فيقال له نم ينام يرتاح فينام نومًا هنيئًا مثل نوم العروس الذي لا يوقظه إلا أحب زوجاته أحب زوجة إليه توقظه
قال المؤلف: فينام كنوم العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك.
الشرح: إلى ان يُبعث الناس يوم القيامة هو متنعم في قبره طالما ما زال الجسد في القبر أما إذا بلي جسده فروحه تتنعم
قال المؤلف: فإن كان منافقًا قال لا أدري كنت أسمع الناس يقولون شيئًا فكنت أقول
الشرح: كما ذكر في الحديثة الذي قبله
قال المؤلف: فيقولان له إنا كنا لنعلم أنك تقول ذلك
الشرح: نعم نحن كنّا نعرف هذا الأمر منك
قال المؤلف: ثم يقال للأرض التئمي فتلتئم عليه
الشرح: التئمي يعني إنضمي
قال المؤلف: ثم يقال للأرض التئمي فتلتئم عليه حتى تختلف أضلاعه
الشرح: تنضم الأرض عليه حتى تداخل أضلاعه تختلف حتى يدخل بعضها في بعض وتتشابك هذا معنى من الضغط تتداخل أضلاعه
قال المؤلف: فلا يزال معذبًا حتى يبعثه الله تعالى من مضجعه ذلك
الشرح: هكذا الله يرحمنا يبقى معذبًا إذا بلي جسده فإن روحه تتعذب ثم الله تعالى قادر على إيصال العذاب إلى كل ذرة من ذرات بدنه التي تفرقت إلى كل قطعة من قطع بدنه
(هنا قطع الصوت) ذلك القبر كما ان المؤمن التقي يعاد بدنه وتعاد الروح إليه ثم يُبعث من قبره
قال المؤلف: الحديثان صحيحان
الشرح: الحديثات صحيحان رواهما ابن حبان وصححهما
قال المؤلف: ففي الأول منهما إثبات عود الروح إلى الجسد في القبر والإحساس وفي الثاني إثبات استمرار الروح في القبر وإثبات النوم وذلك ما لم يبل الجسد
الشرح: أما إذا بلي الجسد كما قلنا روحه تتنعم روح المؤمن التقي تتنعم ولكن قبل يوم القيامة يُعاد الجسد ويُعاد الروح إليه ثم يبعث الناس بأجسادهم وأرواحهم وسيأتي بيان ذلك
قال المؤلف: وهذا النعيم للمؤمن القوي
الشرح: القوي يعني التقي القوي الإيمان
قال المؤلف: وهو الذي يؤدي الفرائض ويجتنب المعاصي وهو الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه:"الدنيا سجن المؤمن وسنته"
الشرح: الدنيا بالنسبة للمؤمن كالسجن كالسنة كالموضع الذي فيه إنقطاع مطر ومجاعة بالنسبة للمؤمن التقي
قال المؤلف: فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة
الشرح: فإذا خرج من الدنيا إنطلق إلى النعيم الذي لا انتهاء له فارق الدنيا وسجنها
قال المؤلف: حديث صحيح أخرجه ابن حبان يعني المؤمن الكامل
الشرح: هذا هو المقصود الدنيا سجن المؤمن وسنته يعني المؤمن الكامل المؤدي للواجبات المجتنب للمحرمات
قال المؤلف: ثم إذا بلي الجسد كله ولم يبق إلا عجب الذنب
الشرح: عجب الذنب عظم صغير جدًا هذا لا يأكله التراب يكون في أسفل عظام سلسلة الظهر هذا عجب الذنب
قال المؤلف: يكون روح المؤمن التقي في الجنة
الشرح: روح المؤمن التقي يُصعد به إلى الجنة يتنعم فيها
قال المؤلف: وتكون أرواح عصاة المسلمين أهل الكبائر الذين ماتوا بلا توبة بعد بلى الجسد فيما بين السماء والأرض
الشرح: أما أرواح أهل الكبائر المسلمين تكون بأيدي الملائكة بين السماء والأرض
قال المؤلف: وبعضهم في السماء الأولى وتكون أرواح الكفار بعد بلى الجسد في سجين
الشرح: أما الكفار يُنزل بأرواحهم إلى سجين مكان فوق جهنم يُعذب فيه الكفار
قال المؤلف: وهو مكان في الأرض السفلى
الشرح: في الأرض السابعة
قال المؤلف: وأما الشهداء فتصعد أرواحهم فورًا إلى الجنة
الشرح: أما الشهيد فورًا أول ما يموت روحه يُصعد بها إلى الجنة
قال المؤلف: تنبيه يستثنى من السؤال الأنبياءوالشهداء
الشرح: يعني النبي لا يُسأل لا يأتيه الملكان فيقولان له ماذا كنت تقول نفسك لا يُسئل وكذلك الشهيد لا يُسئل شهيد المعركة لأن روحه يُصعد بها فورًا إلى الجنة
قال المؤلف: يستثنى من السؤال النبي والشهدء أي شهداء المعركة وكذلك الطفل الذي مات دون البلوغ
الشرح: كذلك الطفل الذي مات دون البلوغ لا يُسئل لا يسأله الملكان
قال المؤلف: فإن قيل كيف يمكن سؤال عدد كثير من الأموات
الشرح: هنا بعض الناس قد يسأل قد يموت في اليوم آلاف ويدفنون في وقت واحد كيف يأتي منكر ونكير إلى هذا وإلى هذا وإلى هذا؟
هنا جوابان إما أن يقال إن منكرًا ونكيرًا أعطى الله تعالى كلا منهما أجسادًا كثيرة تديرها روح واحدة منكر عنده أشباح كثيرة تديرها روح واحدة ونكير عنده أشباح كثيرة تديرها روح واحدة فيذهب جسد شبح لمنكر إلى هذا وشبح لنكير إلى هذا وشبح آخر لمنكر إلى الثاني الميت الثاني وشبح آخر لنكير إلى الميت الثاني وهكذا الميت الثالث إما أن يقال هذا أو يكون الأمر أن هناك مجموعة من الملائكة كل واحد منهم اسمه منكر ومجموعة كل واحد منهم اسمه نكير فيأتي واحد من هذه المجموعة وواحد من هذه المجموعة لمن يموت إما هذا وإما هذا النبي عليه الصلاة والسلام ما أخبرنا جزمًا بأن الأمر هكذا أو هكذا الله أعلم لكن إما أن يكون هكذا وإما أن يكون هكذا
قال المؤلف: فالجواب كما قال الحليمي إن الأشبه أن يكون ملائكة السؤال جماعة كثيرة يُسمى بعضهم منكرًا وبعضهم نكيرًا فيبعث إلى كل ميت اثنان منهم
الشرح: لكن الحليمي يقول الأشبه الأقرب أن هناك جماعة كثيرة من الملائكة اسم كل واحد منكر وجماعة كثيرة اسم كل واحد نكير فيأتي إلى كل ميت اثنان واحد من هذه الجماعة وواحد من هذه الجماعة هذا هو الأشبه هذا هو الأقوى
قال المؤلف: حكم منكر عذاب القبر
الشرح: هذا الكلام عن حكم الذي ينكر ينفي عذاب القبر وهو شىء كل إنسان كل مسلم يعلم به كل مسلم يعلم أن عذاب القبر حق لذلك من أنكره من قال لأ هذا لا يكون فهو كافر لأنه كذب بأمر معلوم من الدين بالضرورة أمر عذاب القبر متواتر بين المسلمين نقله الخلف عن السلف الذين جاءوا نُقل بينهم جيلا عن جيل إلى النبي عليه الصلاة والسلام فلا يحتمل أن يكون خطأ الذي يُكذب بعذاب القبر معناه يقول إنما رسول الله كذب نعوذ بالله منه
قال المؤلف: يكفر منكر عذاب القبر لقول الله:{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}
الشرح: هو أيضًا كذّب هذه الآية لذلك يكفر الإمام أبو حنيفة قال يكفر من أنكر عذاب القبر وغيره
قال المؤلف: بخلاف منكر سؤاله فلا يكفر إلا أن يكون على وجه العناد
الشرح: أما الذي ينكر السؤال في القبر ينكر أن يأتي ملكان فيسألان هذا لا نكفره إلا إذا كان معاندًا إلا إذا تبين له أنه جاء هذا عن النبي عليه الصلاة والسلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله إذا تبين له أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله ومع ذلك أنكره فهو كافر نعوذ بالله من ذلك
قال المؤلف: البعث حق
الشرح: مما أخبر به النبي عليه الصلاة ويجب علينا الإيمان به البعث هذا معنى قوله البعث حق حاصل ويجب علينا الإيمان بحصوله
قال المؤلف: وهوَ خُروجُ الموتَى من القُبورِ بعدَ إعادَةِ الجسَدِ الذي أكلَهُ التُّرابُ إن كانَ منَ الأجسَادِ التي يأْكلُها التُّرابُ
الشرح: الأجساد نوعان نوع يأكله التراب ونوع لا يأكله التراب جسد الأنبياء لا يأكله التراب جسد الشهداء لا يأكله التراب أما الأجساد الأخرى فيأكل التراب أغلبها إذا كان الجسد من النوع الذي يأكله التراب يرجع الجسد قبل يوم القيامة ويرجع الروح إليه ويخرجه الله تعالى من القبر فيبعثه وإذا كان الجسد لا يأكله التراب يكون الروح والجسد في القبر إلى يوم القيامة فيخرجه الله تعالى من القبر فالبعث هو خروج الموتى من القبور بالروح والجسد من لم يأكل التراب جسده يكون الروح في جسده في القبر ومن أكل التراب جسده يعيد الله الجسد ويعيد الروح إليه ويخرجون من قبورهم هذا هو البعث
قال المؤلف: وهي أجسَادُ غَيرِ الأَنْبياءِ وشُهداءِ المعركةِ وبَعضِ الأولياءِ لِمَا تواتَرَ مِن مُشَاهدَةِ بعضِ الأولياءِ.
الشرح: يعني الأنبياء جاء في الشرع ما يدل على ذلك والشهداء يستدل ببعض الآثار ... أما الأولياء ليش قال بعض الأولياء قال لما تواتر من مشاهدة بعض الأولياء لم يأكل التراب جسدهم أنه حصل كثيرًا أنه رؤي أولياء فتحت قبورهم بعد سنين طويلة فوجودوا كما هم لم يأكل التراب أجسادهم كما حصل مع الشهداء أيضًا الشهداء عدد كثير كبير في أنحاء مختلفة من الدنيا فُتحت قبورهم فرؤوا ما زالوا كما هم
قال المؤلف: وأوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنهُ القَبرُ سيّدُنا محمّدٌ صلى الله عليه وسلم،
الشرح: صلى الله عليه وسلم هو أول من يخرج من القبر لكن هناك استثناء سيدنا موسى لا نعلم يُبعث قبل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أو أنه لا يُغمى عليه عند النفخ لا ندري لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال:" أنا أول من أُبعث أو ينشق عني القبر أو نحو ذلك فأجد إذا بعثت أجد موسى لأن الأنبياء يوم القيامة يُغمى عليهم الذين كانوا ماتوا قبل ذلك وأجسادهم لم يأكلها التراب عندما ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الأولى يُغمى عليهم عندما ينفخ النفخة الثانية يقومون من القبور لكن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قال: لما أقوم لما أخرج من القبر أجد موسى متعلقًا بقوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جُزي بصعقة الطور هل أفاق قبلي وخرج من القبر قبلي أو لأنه كان صُعق في الدنيا لا يصعق يوم القيامة النبي عليه الصلاة والسلام قال لا أدري ونحن أيضًا نقول لا ندري بالأولى كذلك فيما عادى ذلك أول من يفيق هو النبي عليه الصلاة والسلام
قال المؤلف: وأهلُ مكّةَ والمدينةِ والطّائفِ من أوَّلِ من يُبْعَثُ.
الشرح: ويبعث بعد ذلك أهلُ مكّةَ والمدينةِ والطّائفِ من أوَّلِ من يُبْعَثُ
قال المؤلف: الحَشْرُ
الشرح: أيضًا يجب الإيمان بالحشر بعد البعث يأتي الحشر بعدما يخرج الناس من قبورهم يحشرون الحشر معناه الجمع يجمعون هذا معنى الحشر
قال المؤلف: الحشر حق
الشرح: لا بد ان يحصل ويجب الإيمان به
قال المؤلف: وهو أن يُجمَعُوا بعدَ البَعثِ إلى مكانٍ،
الشرح: يوجهون إلى أرض الشام
قال المؤلف: ويكونُ على الأرْضِ المبدَّلَةِ،
الشرح: بعدما يبعثون الناس ينقلون إلى ظلمة عند الصراط هذه الأرض يبدلها الله يجعلها الله منبسطة بيضاء كالفضة لا صعود فيها ولا نزول ثم يُرد الناس إليها ويجمعون عليها هذه الأرض المبدلة ويبدل الله هيئتها وصفاتها
قال المؤلف: وهي أرضٌ مُستَوِيةٌ كالجِلْدِ المَشْدُودِ لا جِبالَ فيها ولا وِدْيَانَ، أكْبَرُ وأَوْسَعُ منْ أَرضِنا هَذه بَيضاءُ كالفِضّةِ.
ويَكُونُ الحَشْرُ على ثلاثةِ أحْوالٍ:
الشرح: الناس يحشرون وهم على ثلاثة أحوال
قال المؤلف: 1 - قِسْمٌ طَاعِمُونَ كَاسُونَ رَاكِبُونَ علَى نُوْقٍ رحَائِلُها مِن ذَهَبٍ الشرح: قسم طاعمون كاسون ليسوا عراة راكبون يركبون على إبل رحائلها أي ما يُقعد عليه من ذهب.
قال المؤلف: وهم الأتقياء
2 - وقسمٌ حُفاةٌ عُراةٌ وهُم المسلمونَ من أهْلِ الكَبائرِ.
الشرح: اما المسلمون من أهل الكبائر فيحشرون حفاة عراة
قال المؤلف: 3 - وقِسمٌ يُحشَرُونَ ويُجَرُّونَ على وجُوهِهم وهمُ الكفّار
الشرح: وقسم يجرون على وجوههم يجرون جرًا على وجوههم وهم الكفار
أعذانا الله وإياكم والله تعالى أعلم.