fbpx

16 :تفسير جزء قد سمع – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} أخرج البخاري في صحيحه عن عُروة أن عائشة رضي الله عنها زوجَ النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحنُ من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية بقوله الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} إلى قوله:{ غَفُورٌ رَحِيمٌ} قال عروة، قالت عائشة: فمن أقرَّ بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:”قد بايعتكِ كلامًا“. ولا والله ما مَسَّت يدُه يدَ امرأة قط في المبايعة ما يبايعُهُن إلا بقوله: “قد بايعتكِ على ذلك“ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ} أي بالله ورسوله {يُبَايِعْنَكَ} تقدم أن مبايعة النبي للنساء كانت بالكلام ولم تكن بالمصافحة {عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا} {وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ} نهاهن عن السرقة والزنى. {وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ} نهاهن عن وأد البنات كما كان يُفعل في الجاهلية من دفنهنّ وهنّ أحياء خوف الفقر والعار {وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ} البهتانُ هو الباطل الذي يُتَحَيَّرُ منه وهو من البُهت أي التحير والمعنى لا يُلْحِقْنَ بأزواجِهن غيرَ أولادهم وذلك أن المرأة كانت تلتقطُ ولدًا فتُلحقُه بزوجها وتقول هذا ولدي منك فكان هذا من البهتان والافتراء وقوله:{بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ} 1كناية عن الولد لأن بطنَها الذي تحمل فيه الولد بين يديها وفرجَها الذي تلد منه بين رجليها. {وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} المعروف هو اسم جامع لكلِ ما عُرِفَ من طاعة الله والتقربِ إليه والإحسانِ إلى الناس والمعنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرط عليهن أن لا يعصينه فيما فيه رشدُهن كالنهي عن النياحة وتمزيق الثوب وخمش الوجه والخلوة برجل أجنبي والسفر من غير محرم وما شابه ذلك، {فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} أي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على هذه الشروط فبايعهن. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ القُبُورِ} { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ} هم اليهود أو عامة الكفار ولما افتتحَ هذه السورةَ بالنهي عن اتخاذِ الكفارِ أولياءَ ختَمها بمثل ذلك تأكيدًا لترك موالاتهم وتنفيرًا للمسلمين عن تَوَلِّيهم وإلقاءِ المودةِ إليهم {لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ القُبُورِ} قد يئسوا من ثواب الآخرة كما يئس الكفارُ الأحياءُ من الذين كفروا وماتوا أن يرجعوا إليهم أو يبعثَهم الله قد يئسوا من ثواب الآخرة كما يئس الكفارُ الذين ماتوا من ثواب الآخرة ورحمة الله لأنهم أيقنوا بالعذاب اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر وعذاب النار وفتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجال.