fbpx

18 :تفسير جزء قد سمع – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} أي مؤلم. وإنما سمى اللهُ العملَ الذي فيه النجاةُ يومَ القيامة تِجَارَةٍ لأنهم يربحون فيه رضا الله عزَّ وجلَّ ونيلَ جنته والنجاةَ من النار ثم بيّن تلك التجارة فقال تعالى: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} أي داوموا على الإيمان الذي فيه نجاتكم لأن الخطاب للمؤمنين وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم. {خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أي هذا الفعل من الإيمان والجهاد خير لكم إن كنتم تعلمون لأنكم إذا علمتم ذلك واعتقدتموه أحببتم الإيمان والجهاد فوق ما تحبون أموالَكم وأنفسَكم فتُخْلِصُون وتُفْلِحُون {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} أي إن فعلتم ذلك يغفرِ الله لكم ذنوبَكم ويدخِلْكم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار أي تجري من تحت أشجارها وغُرفها الأنهار وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ العدن الإقامة والثبوت والمعنى أنهم مقيمون بالجنة ومستقرون فيها إلى ما لا نهاية {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ذلك المذكور من غفرانِ الذنوب وإدخالِ الجناتِ المذكورة هو الْفَوْزُ الْعَظِيمُ أي النجاةُ من نكالِ الآخرةِ وأهوالِها ونيلُ السعادة الدائمة هو الفوزُ الكبير. {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا} أي ولكم إلى هذه النعمة المذكورة نعمةٌ أخرى عاجلةٌ تحبونها ثم بيّنها سبحانه وتعالى فقال: {نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ} أي نصر من الله على أعدائكم وفتح قريب أي عاجل وهو فتح مكة قاله ابن عباس وقال عطاء: فتح فارسَ والروم {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} بشر المؤمنين بالنصرِ والفتحِ في الدنيا وبشرهم بالجنة في الآخرة ثم حضَّ الله المؤمنين على نصر دينه فقال عزَّ وجلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ أي انصروا دين الله {كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ} وهم أصفياؤُه وخواصُّه من أتباعِه {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} أي من يكون معي في نصرة دين الله. {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ} { قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ} ثبتوا مع عيسى عليه السلام وأعانوه على نشر الإسلام في الآفاق {فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ} {فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ (بعيسى) وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ (منهم به) {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} فقوينا الذين ءامنوا بعيسى عَدُوِّهِمْ وهم الذين كفروا به فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ أي فأصبح الذين ءامنوا بعيسى عالين غالبين بالحجة والبرهان والله ولي المؤمنين