fbpx

4 :تفسير جزء قد سمع – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

ذم المنافقين بموالاتهم اليهود، فقال: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ألم تنظر إلى المنافقين الذين والوا اليهود الذين غضب الله عليهم وكانوا ينقلون إليهم أسرار المؤمنين والموالاة ضد المعاداة والمنافق هو الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر {مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ} المنافقون ليسوا من أهل دينكم وملتكم أيها المسلمون ولا من اليهود، بل هم مذبذبون لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} سورة المنافقون أي يحلف هؤلاء المنافقون على الكذب وهو ادعاؤُهم الإسلام وقولُهم لرسول الله ﷺ: نشهد إنك لرسول الله وهم غير مصدقين به ولا مؤمنين به كما قال جلَّ ثناؤه{وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ المُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}(سورة المنافقون) يحلف هؤلاء المنافقون على الكذب وهو ادعاؤهم الإسلام { وَهُمْ يَعْلَمُونَ}بأنهم كَذَبَة إذ حلفوا على خلاف ما أبطنوا. يقولون والله إنا لمسلمون لا منافقون وهم يعلمون أنهم كاذبون منافقون {أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} أعد الله لهؤلاء المنافقين في الآخرة عذابا شديدا في جهنم {إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} أي بئس الأعمالُ أعمالهُم. {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} أي ما يتسترون به ليدفعوا عن أنفسهم القتل فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أي منعوا الناس عن الإسلام إذ كانوا يثبطون من لقوا عن الإسلام ويضعفون أمر الإيمان وأهله فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ أي مذل في الآخرة. {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا} أي إن أموالَ المنافقين وأولادَهم لن تدفع عنهم من عذاب الله شيئًا {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} أي ماكثون في النار إلى ما لا نهاية، {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعًا} وذلك اليوم يوم القيامة عندما يخرجون من قبورهم جميعًا لا يَستثني منهم أحدًا فيحلفون لله تعالى أنهم مؤمنون وهم كاذبون في حلفهم فيحلفون لله تعالى كما كانوا يحلفون للمؤمنين في الدنيا {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ} يظنون وهم في الدنيا أنهم على شئ من النفع بما يفعلونه {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الكَاذِبُونَ} أي فيما يحلفون عليه فلا تنفعهم أيمانهم الكاذبة {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ} أي أحاط بهم من كل جهة وغلب على نفوسهم واستولى عليها بوسوسته في الدنيا {فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ} أي أوامره في العمل بطاعته، والنسيان قد يكون بمعنى الغفلة ويكون بمعنى الترك، والوجهان محتملان هنا قول الكرماني {أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ} أي جنده وأتباعه {أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُون} أي هم الهالكون