fbpx

21 :تفسير جزء قد سمع – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا البَيْعَ} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ} أي إذا أَذَّن المؤذن لوقت الصلاة في يوم الجمعة {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ} أي إلى الصلاة. وَذَرُوا البَيْعَ أي اتركوا المعاملةَ من بيع وشراء فيحرم على من تلزمُه الجمعةُ التشاغلُ عن السعي إلى الجمعة ببيع ونحو ذلك كالإجارة بعد الأذان الثاني إلى الفراغ من الصلاة أما من سمع الأذان فقام قاصدا الجمعة فباع في طريقه فإنه لا يحرم لأن هذا ليس فيه تشاغلٌ عن السعي إلى الجمعة فيحرم التشاغل عن الجمعة ببيع ونحو ذلك كالإجارة بعد الأذان الثاني ويكره ذلك قبل الأذان الثاني وبعد الزوال أي بعد دخول وقت الظهر. {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أي السعي إلى الصلاة وتركُ الاشتغال بالبيع خير لكم من البيع والتكسب في ذلك الوقت {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أي إن كان لكم علم بمصالح أنفسكم ومضارّها. {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ} يعني إذا فرغتم من أداء الصلاة فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ هذا أمر إباحة بعد المنع أي هذا إذن من الله تعالى بالانتشار في الأرض للتجارة والتصرف في حوائجكم فمن شاء خرج لذلك ومن شاء جلس في المسجد وغيرَ ذلك وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ أي اطلبوا من فضل الله يعني من رزقه وغيرِ ذلك كعيادةِ مريض وصلةِ صديق واتباعِ جِنازة وأخذٍ في بيع وشراء وتصرفاتٍ دينية ودنيوية وأمر مع ذلك بإكثار ذكر الله فقال عزَّ وجلَّ: {وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} اذكروا الله كثيرا بالطاعة واللسان وبالشكر على ما به أَنْعَمَ عليكم من التوفيق لأداء الفرائض كي تفوزوا وتفلحوا {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائمًا يوم الجمعة، فجاءت عِيْرٌ من الشام فانفتل أي انصرف الناس إليها حتى لم يبقَ إلا اثنا عَشَرَ رجلاً فأُنزلت هذه الآية التي في الجمعة: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} إذا رأى المؤمنون تجارةً أو لهوا والمراد باللهو ضربُ الطبل كان الذي قدِمَ بالتجارة من الشام قد ضربَ لها طبلاً ليُعلِمَ الناسَ بقدومها وهذه عادتُهم إذا قَدِمَت عِيرٌ فحين رأوها انفضوا إليها أي تفرقوا عنك فذهبوا إلى التجارة وتركوك قائما في الخطبة يوم الجمعة{قُلْ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ} قُلْ مَا عِنْدَ اللهِ من الثواب خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ. {وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} أي خير من رَزق وأَعطى فتوكلوا عليه واطلبوا الرزقَ منه واستعينوا بطاعته على نَيْل ما عندَه من خيرَيِ الدنيا والآخرة.