fbpx

8 :تفسير جزء قد سمع – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} هم الأنصار استوطنوا الدار وهي المدينةُ المنورة التي اتخذوها سكنًا لهم واستقروا فيها ولزموا الإيمان من قبل هجرة المهاجرين وليس المراد أن الأنصارَ ءامنوا قبل المهاجرين بل المراد أنهم ءامنوا قبل هجرة النبي ﷺ إليهم. {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} أي هؤلاء الأنصار يحبون من هاجر إليهم من إخوانهم في الدين وقد أنزلوا المهاجرين في منازلهم وأشركوهم في أموالهم {وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا} لا يجد الأنصار في أنفسهم غيظًا وحسدًا مما أَعْطَى النبيُ المهاجرين من الفيء دونهم وذلك أن رسول الله ﷺ قسَّم أموال بني النضير بين المهاجرين ولم يعط الأنصار منها شيئًا إلا ثلاثةً فطابت أنفسُ الأنصارِ بذلك {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} هذا وصف للأنصار فإنهم كانوا يعطون المهاجرين من أموالهم وينزلونهم في منازلهم إيثارًا لهم على أنفسهم، والإيثار هو تقديم الغير على النفسِ وحظوظِها الدُنيوية وترغيبٌ في الحظوظ الدينية والأخروية وذلك ينشأ عن قوة اليقين وتوكيد المحبة والصبر على المشقة يفعلون ذلك ولو كان بهم خصاصة أي ولو كان بهم فقر وحاجة. فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار بات به ضيف فلم يكن عنده إلا قوتُه وقوتُ صبيانه فقال لامرأته:” نوِّمي الصبية وأطفئي السراج وقربي للضيف ما عندك”. قال: فنزلت هذه الآية:{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} الوقايةُ حفظُ الشىء مما يؤذيه ويضرُه والمعنى من يُجَنَّب ويُكْفَ شُحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون الفائزون الشح هو البخل الشديد، والبخل هو البخل بما أوجب الله تعالى كالبخل عن أداء الزكاة للمستحقين ومنه البخلُ عن دفع نفقة الزوجة والأطفال والبخلُ عن نفقة الأبوين المحتاجين والبخل عن مواساة القريب مع حاجته، أخرج مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله ﷺ قال: “اتقوا الظلمَ فإن الظلمَ ظُلُمات يومَ القيامة واتقوا الشحَّ فإن الشح أَهْلَكَ من كان قبلكم حَمَلَهم على أن سفكوا دماءَهم واستحلُوا مَحارِمَهم” اهـ. {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} الذين جاؤوا من بعد المهاجرين والأنصار وهم التابعون لهم بإحسان إلى يوم القيامة شأنهم أنهم يدعون لأنفسهم بالمغفرة ولإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان بَعْدِهِمْ {يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا (حقدًا وبغضًا) لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} هم الأنصار استوطنوا الدار وهي المدينةُ المنورة التي اتخذوها سكنًا لهم واستقروا فيها ولزموا الإيمان من قبل هجرة المهاجرين وليس المراد أن الأنصارَ ءامنوا قبل المهاجرين بل المراد أنهم ءامنوا قبل هجرة النبي ﷺ إليهم. {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} أي هؤلاء الأنصار يحبون من هاجر إليهم من إخوانهم في الدين وقد أنزلوا المهاجرين في منازلهم وأشركوهم في أموالهم {وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا} لا يجد الأنصار في أنفسهم غيظًا وحسدًا مما أَعْطَى النبيُ المهاجرين من الفيء دونهم وذلك أن رسول الله ﷺ قسَّم أموال بني النضير بين المهاجرين ولم يعط الأنصار منها شيئًا إلا ثلاثةً فطابت أنفسُ الأنصارِ بذلك {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} هذا وصف للأنصار فإنهم كانوا يعطون المهاجرين من أموالهم وينزلونهم في منازلهم إيثارًا لهم على أنفسهم، والإيثار هو تقديم الغير على النفسِ وحظوظِها الدُنيوية وترغيبٌ في الحظوظ الدينية والأخروية وذلك ينشأ عن قوة اليقين وتوكيد المحبة والصبر على المشقة يفعلون ذلك ولو كان بهم خصاصة أي ولو كان بهم فقر وحاجة. فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار بات به ضيف فلم يكن عنده إلا قوتُه وقوتُ صبيانه فقال لامرأته:” نوِّمي الصبية وأطفئي السراج وقربي للضيف ما عندك”. قال: فنزلت هذه الآية:{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} الوقايةُ حفظُ الشىء مما يؤذيه ويضرُه والمعنى من يُجَنَّب ويُكْفَ شُحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون الفائزون الشح هو البخل الشديد، والبخل هو البخل بما أوجب الله تعالى كالبخل عن أداء الزكاة للمستحقين ومنه البخلُ عن دفع نفقة الزوجة والأطفال والبخلُ عن نفقة الأبوين المحتاجين والبخل عن مواساة القريب مع حاجته، أخرج مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله ﷺ قال: “اتقوا الظلمَ فإن الظلمَ ظُلُمات يومَ القيامة واتقوا الشحَّ فإن الشح أَهْلَكَ من كان قبلكم حَمَلَهم على أن سفكوا دماءَهم واستحلُوا مَحارِمَهم” اهـ. {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} الذين جاؤوا من بعد المهاجرين والأنصار وهم التابعون لهم بإحسان إلى يوم القيامة شأنهم أنهم يدعون لأنفسهم بالمغفرة ولإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان بَعْدِهِمْ {يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا (حقدًا وبغضًا) لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}