fbpx

تفسير جزء الذاريات – الطور – الحلقة: 13

شارك هذا الدرس مع أحبائك

بسم الله الرحمن الرحيـم الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمّد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين سنكمل إن شاء الله تعالى في تفسير سورة الطور. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35)} الله سبحانه وتعالى بيّن في كتابه العزيز بأنه لا يصح أن يكون هذا العالم وجد من غير خالق لا يقبل العقل السليم أن يكون الإنسان وجد من غير خالق الله عزّ وجلّ قال:{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ} هل يصح أن يكونوا خلقوا أي وجدوا من غير خالق لا يصح ذلك معناه لا بد لهم من خالق أم هم الخالقون معناه لا يصح أن يكونوا هم خلقوا أنفسهم إذًا لا بد لهم من خالق ولا يصح أن يكونوا هم خلقوا أنفسهم لماذا لا يؤمنون لماذا لا يصدقون بما أتى به محمد صلى الله عليه وسلم هو الرسول بماذا أمرهم أمرهم بعبادة الله وتوحيد الله وترك عبادة الأصنام. {أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ} هل هم الذين خلقوا السموات والأرض لا، الله عزّ وجلّ هو الذي خلق السموات والأرض {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}. ثم قال الله عزّ وجلّ :{بَل لاَّ يُوقِنُونَ (36)} حالهم أنهم لا يصدقون لا يوقنون لا يؤمنون. {أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ(37)} هل عندهم خزائن رزقي هل عندهم هذه الخزائن ليست عندهم هل هم المصيطرون هل هم الغالبون هل هم الذين يدبرون أمور الخلق لا، الله عزّ وجلّ هو الذي يدبّر الأمر سبحانه وتعالى الله عزّ وجلّ هو مالك كل شىء سبحانه وتعالى. ثم قال الله عزّ وجل: { أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} ألهم سلم يصعدون فيه إلى السماء ويكونون عليه ويستمعون إلى كلام أهل السماء يستمعون إلى كلام الملائكة ليس عندهم ذلك {فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (38)} فليأتي مستمعهم بحجة بينة على أنه إستمع إلى أهل السماء هم ماذا كانوا يقولون الكفار كانوا يقولون لا بعث ينكرون البعث وكانوا يقولون لو كان هناك بعث نحن لا نعذب من أين أتوا بهذا هل صعدوا إلى السماء واستمعوا إلى كلام الملائكة وأتوا بهذا الكلام لا، لم يحصل ذلك فالله عزّ وجلّ قال: {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (38)} لا حجة لهم لا دليل لهم على ما يقولون كيف يدعون أنهم سيدخلون الجنة مع تكذيبهم محمّدًا صلى الله عليه وسلم مع تكذيبهم بالقرءان والعياذ بالله. ثم قال الله عزّ وجلّ:{أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39) } كانوا يقولون والعياذ بالله الملائكة بنات الله نعوذ بالله من الكفر { أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39)}وكان الواحد منهم إذا أخبر بأن زوجته ولدت بنتًا يحزن حزنًا شديدًا بل منهم من كان يدفن بنته حية فهم لا يحب الواحد منهم أن تولد له بنتٌ مع ذلك يقولون الملائكة بنات الله فالله عزّ وجلّ قال:{ أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39)} أتدعون أن الله له بنات والعياذ بالله تعالى الله عن ذلك وأنتم لا تقبلون لأنفسكم إلا الأبناء الذكور. {أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ (40)} الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يسألهم أجرًا ما كان يطلب منهم أن يلتزموا دفع شىء يثقلهم بحيث يقولون نحن لا نتبع محمّدًا لأنه أمرنا بدفع شىء أثقلنا فمنعنا ذلك من إتباعه ما كان يسألهم أجرًا على ذلك فالله عزّ وجلّ:{ أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ (40)} هل طُلب منهم أن يدفعوا شيئًا أثقلهم فامتنعوا بسبب ذلك عن إتباعك لا، الرسول ما كان يطلب منهم أجرا سبحان الله. {أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (41)} الغيب هنا المراد به اللوح المحفوظ هل عندهم اللوح المحفوظ ينظرون إليه ويكتبون منه ما يدعونه معناه ما يدعونه من أنه لا بعث وأنه لو كان هناك بعث هم لا يعذبون من أين أتوا بهذا هل عندهم اللوح المحفوظ ونظروا إليه وكتبوا هذا منه لا ليس عندهم فهم ليس عندهم دليل ولا حجة على ما يدعونه من أنهم لو كان هناك بعث هم لا يعذبون على زعمهم. نسأل الله السلامة. {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا} كانوا يريدون إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم ويكيدون له عليه الصلاة والسلام {فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (42)} هم المجزيون على كيدهم هم الذين يعاقبوهم الله عزّ وجلّ على هذا الكيد الذي كانوا يكيدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. {أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ} لا إله إلا الله لا خالق إلا الله لا أحد يستحق أن يعبد إلا الله {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43} تنزه الله سبحانه وتعالى عما يشركون تنزه الله عزّ وجلّ عن الشريك تنزه الله عزّ وجلّ عن الولد تنزه الله عزّ وجلّ عن الزوجة سبحانه لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. نسأل الله عزّ وجلّ السلامة والله أعلم وأحكم.