fbpx

تفسير جزء الذاريات – الذاريات – الحلقة: 5

شارك هذا الدرس مع أحبائك

بسم الله الرحمن الرحيـم الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين سنكمل إن شاء الله تعالى في تفسير سورة الذاريات أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} قوم عاد هم قوم ثمود عليه الصلاة والسلام بعد نوح كان قوم عاد ثم جاء قوم ثمود قوم ثمود قوم صالح عليه الصلاة والسلام {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} أنظروا بماذا وصف الله عزّ وجلّ هذه الريح وصفها بأنها عقيم أي هي ريح مهلكة أي ليست ريحًا ينتفعون بها بإنشاء المطر أو تنفع النبات لا هي ريح مهلكة فوصفها الله عزّ وجلّ بأنها ريح عقيم {مَا تَذَرُ مِن شَىْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} ما تترك شيئًا أتت عليه مما شاء الله له أن تسلط عليه إلا جعلته كالرميم إلا جعلته مدمرًا سبحان الله الله عزّ وجلّ لا يعجزه شىء هؤلاء قوم عاد مع أنهم كانوا طوال القامة حاولوا هم أن يمنعوا أنفسهم من هذه الريح لكن مع إجتماع قوتهم كانت تحملهم تطيرهم في الهواء وترميهم في الأرض وينفصل رأس كل واحد عنهم نسأل الله عزّ وجلّ السلامة. {وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ} قوم ثمود الذين هم قوم صالح عليه الصلاة والسلام إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين المراد بذلك ما أخبرهم به سيدنا صالح عليه الصلاة والسلام بعد أن عقروا الناقة العجيب طلبوا منه أن يخرج لهم ناقة من الصخرة وكلبوا فصيلها أيضًا ولدها أخرج لهم ناقة وفصيلة لكن بعد ذلك قتلوها مع أن صالحًا حذرهم من ذلك قتلوها فقال لهم صالح الصلاة والسلام تموتون بعد ثلاثة أيام لذلك نجد قول الله عزّ وجلّ {إِذْ قِيلَ لَهُمْ} الذي قال لهم هو صالح تمتعوا حتى حين ستموتون بعد ثلاثة أيام {فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ}عتوا وتكبروا وتجاوزوا الحد كفروا بالله وقتلوا الناقة فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون أهلكهم الله عزّ وجلّ بصيحة صاحها بهم جبريل هذه الصيحة وصف الله عزّ وجلّ في سورة الحاقة { كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} هذه الطاغية الصيحة التي صاحها بهم جبريل عليه السلام وإنما سميت بالطاغية لأنها تجاوزت الحد المعتاد تجاوزت الحد الذي اعتاد الناس أن يسمعوه فهم من شدتها ماتوا فالله عزّ وجلّ وصفها بالطاغية. {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} هنا وصف آخر للريح التي أهلك بها قوم عاد هنا وصفها بقوله عزّ وجلّ: {صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} الصرصر من العلماء من قال معناها تحرق ببردها كإحراق النار وقيل معنى الصرصر الشديدة الصوت إذًا وصفها الله بأنها صرصر وبأنها عاتية أي شديدة العصف{سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} هنا في هذه الآية بيّن الله عزّ وجلّ الزمان الذي استمرت فيه هذه الريح فقال الله عزّ وجلّ {سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} متتابعة كاملة {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى} بماذا شبههم الله عزّ وجلّ هم طوال القامة فبعد موتهم شبهوا بماذا {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} أعجاز نخل أي كأنهم أصول نخل خاوية خاوية معناه ساقطة على الأرض {فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ} لم يبق لهم أحد لم تبق لهم باقية. فإذًا الله تعالى قال:{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ} هذا في قوم ثمود {فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ} فما استطاعوا من قيام ما استطاعو أن يدفعوا عنهم شيئًا من هذا العذاب ما استطاع أحد أن ينصر أحدًا ما استطاع أحد أن يدفع شيئًا عن الآخر ما أغنى أحد عن أحد شيئًا في هذا العذاب وما كانوا منتصرين ثم قال الله عزّ وجلّ{وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ} معناه أهلكنا قوم نوح من قبل أليس قلنا قوم نوح كانوا قبلهم ثم عاد ثم ثمود فقول الله عزّ وجلّ {وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ} معناه أهلكنا قوم نوح من قبل هؤلاء المذكورين {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} وصفهم الله عزّ وجلّ بأنهم فاسقون والمراد هنا بالفاسقين الكافرين فأنهم خرجوا عن الطاعة ولم يقبلوا الإيمان وتجاوزوا الحد والعياذ بالله نسأل الله عزّ وجلّ والسلامة والله أعلم وأحكم.