بسم الله الرحمن الرحيـم
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
سنكمل إن شاء الله تعالى في تفسير سورة النجم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33)} أي أعرض عن الإيمان
{وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى (34)} أعطى قليلا وأكدى أكدى أي انقطع من العلماء من نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال إن هذا نزل فيمن آمن ثم ارتد آمن في وقت قصير ثم كفر والعياذ بالله تولى أعرض عن الإيمان {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى} معناه انقطع بعد ذلك انقطع إسلامه هذا ماذا قال عزّ وجلّ فيه {أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35)} كيف يفعل ذلك { أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى} هل أمن على نفسه فيما فعله من الكفر والعياذ بالله كيف يكفر بالله بعد أن آمن كيف يكفر بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن آمن ألا يخاف من العقاب في الآخرة هل هو نظر إلى الغيب ورأى على زعمه أنه لن يعذب في الآخرة نسأل الله السلامة. {أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى} ثم قال الله عزّ وجلّ:{أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى} ألم يُخبر بما ورد في صحف موسى {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}وكذلك في صحف إبراهيم إبراهيم وصفه الله عزّ وجلّ هنا بأنه وفّى ما أمره الله عزّ وجلّ بشىء إلا أداه كما أمره الله عزّ وجلّ به.
ماذا ورد في صحف إبراهيم وموسى {أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} لا تحمل نفس يوم القيامة وزر أي إثم نفس أخرى {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} نعم الرسول صلى الله عليه وسلم بيّن أنه من سنّ في الإسلام سنة سيئة من أحدث أمرًا مخالفًا للشرع هو فعله ابتداء وكان هذا الفعل مخالفًا للشرع ومات بلا توبة من ذلك كان عليه وزرها يعني وزر هذه السنة السيئة ووزر من عمل بها من بعده يعني ويرجع عليه دائم إثم بسبب أنه أول من فعل ذلك ولكن هنا في الآية {أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} معناه يوم القيامة لا تحمل نفس إثم أو وزر نفس أخرى إلا كما قلنا ما كان سببًا هو فيه كما قال عليه الصلاة والسلام:"من سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها",
ثم قال الله عزّ وجلّ:{وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39)} الإنسان يحاسب على سعيه { وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى} أنت تصلي أنت قُبل منك ذلك يُكتب لك ذلك أنت صمت أنت أديت ذلك كما أمر الله عزّ وجلّ سعيت في ذلك أنت يُكتب لك ذلك {وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى} وكذلك ينتفع الإنسان كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته بالدعاء بالعلم الذي علمه إذا كان أوقف شيئًا مثلا أوقف مسجدًا ما دام هذا المسجد قائمًا يعود عليه أو إليه الثواب في ذلك وكذلك إذا قرئ القرءان على الميت أو على القبر كذلك ينتفع الإنسان بهذا العمل ثم قال الله عزّ وجلّ:{وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40)} أي إن ما عمله في هذه الدنيا سيراه في صحائف أعماله يوم القيامة فكل إنسان يوم القيامة يأخذ صحائف أعماله المؤمنون يأخذون صحائفهم بأيمانهم فأما الكفار فيأخذون صحائفهم بشمائلهم نسأل الله السلامة {ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى (41)} أي يُجزى العبد على سعيه الجزاء الأوفى كما قال الله عزّ وجلّ:{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} ثم قال الله عزّ وجلّ:{وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى (42)} من العلماء من فسر هذه الآية { وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى} أي ينتهي إليه الخلق أي إلى حساب الله وإلى قضاء الله يرجعون يوم القيامة إلى الحساب ومن العلماء من فسر الآية { وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى} إليه ينتهي فكر من تفكر وعقل ومن تدبر معناه الله سبحانه وتعالى لا تدركه ألأوهام والأفكار ومهما تصورت بباله فالله عزّ وجلّ لا يشبه ذلك وفقني الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى والله أعلم وأحكم