fbpx

تفسير جزء الذاريات – النجم – الحلقة: 21

شارك هذا الدرس مع أحبائك

بسم الله الرحمن الرحيـم الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين سنكمل إن شاء الله تعالى في تفسير سورة النجم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43)} أي إن الله عزّ وجلّ هو الذي خلق الضحك وخلق البكاء وهو الذي قدّر لمن يضحك ضحكه وقدّر لمن يبكي بكائه سبحانه وتعالى فهو خالق كل شىء {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا 44)} هو الله عزّ وجلّ الذي يحيي ويميت هو خلق الموت وخلق الحياة سبحانه وتعالى القادر على كل شىء {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى (45)} الله عزّ وجلّ خلق الزوجين الزوجين أي الصنفين كلمة الزوج تأتي بمعى الصنف كما قال الله عزّ وجلّ:{فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى} أي الصنفين فالذكر صنف والأنثى صنف {مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى(46)} أي خلقه من نطفة سبحانه وتعالى {إِذَا تُمْنَى} أي إذا تدفق في الرحم إذا تصب في الرحم. {وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى (47)} النشاة الأخرى المراد به الإحياء بعد الإماتة كما وعد الله عزّ وجلّ وهنا قول الله عزّ وجلّ: {وَأَنَّ عَلَيْهِ} معناه هذا وعد مؤكد من الله سبحانه وتعالى الله عزّ وجلّ لا يجب عليه شىء هو الخالق والمالك سبحانه وتعالى فهنا قول الله عزّ وجلّ: {وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى (47)} أي هذا وعد من الله وعد مؤكد لا بد من أن يكون والنشأة الأخرى كما قلنا المراد بذلك الإحياء بعد الإماتة كما وعد الله عزّ وجلّ ثم قال الله عزّ وجلّ:{وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48)} فالله عزّ وجلّ هو الذي أغنى هو الذي أعطى الأغنياء هذا المال وهذا الغنى هو أغناهم ومعنى وأقنى أي هو سبحانه وتعالى أعطى القِنية أي ما يقتنى أي المال الذي يقتنيه الإنسان هو القنية هذا الله عزّ وجلّ هو الذي أعطاه إياه. {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49} الله عزّ وجلّ هو ربّ كلّ شىء هو مالك كلّ شىء لكن ذُكر الشعرى هنا لأنهم كانوا يعبدونه والعياذ بالله هو كوكب معروف أو نجم كانوا يعبدونه لذلك ذكره الله عزّ وجلّ هو الله عزّ وجلّ خالقه لماذا لا يعبدون الله الخالق وحده لماذا يشركون به لماذا يعبدون غير الله والعياذ بالله. {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى (50)} أخبر الله عزّ وجلّ بأنه أهلك قوم عاد عاد الأولى وهم قوم هود عليه الصلاة والسلام. {وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51)} أي أهلك الله عزّ وجلّ قوم ثمود فما أبقى أي ما أبقى منهم أحدًا. {وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52) } أي أهلك الله عزّ وجلّ قوم نوح من قبل قوم عاد ومن قبل ثمود لأن نوحًا عليه الصلاة والسلام كان قبلهم فأهلكهم الله عزّ وجلّ بالطوفان وانظروا معي بماذا وصف الله عزّ وجلّ قوم نوح يعني نحن سمعنا عن قوم عاد وقوم ثمود وقرأنا عنهم في كتاب الله عزّ وجلّ لكن انظروا بماذا وصف الله عزّ وجلّ قوم نوح الذين أيضًا ورد ذكرهم في القرءان {إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى} قوم نوح كانوا أظلم من قوم عاد قوم نوح كانوا أطغى من قوم عاد وثمود. ثم قال الله عزّ وجلّ:{وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53)} الْمُؤْتَفِكَةَ هي قرى قوم لوط عليه الصلاة والسلام الْمُؤْتَفِكَةَ المنقلبة التي قلبها جبريل عليه السلام رفعها ثم رماها من مكان مرتفع رفعها إلى مكان قريب من السماء الأولى حتى صارت الملائكة تسمع نباح الكلاب وصياح الديكة نسأل الله عزّ وجلّ السلامة فجبريل رفعها وأسقطها أهوى أسقطها من فوق إلى تحت نسأل الله عزّ وجلّ السلامة {فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54)} غطاها من أنواع العذاب ما غطاها نسأل الله عزّ وجلّ السلامة. {فَبِأَيِّ ءالاء رَبِّكَ تَتَمَارَى (55)} فَبِأَيِّ ءالاء رَبِّكَ تَتَمَارَى ءالاء النعم بعد كل ما رأيته يا أيها الإنسان من ءايات الله من المخلوقات والنعم التي أنت تعيش فيها فبأي ءالاء ربّك تتمارى بعد أن رأيت الأدلة على قدرة الله وحدانية الله وجود الله بعد كل هذه النعم التي جعلها الله عزّ وجلّ لك بعد كل هذا تتمارى تتشكك تشك فيما يقوله محمد صلى الله عليه وسلم تتردد في إتباع محمد عليه الصلاة والسلام تجادل محمّدًا عليه الصلاة والسلام فيما أمرك به من عبادة الله وحده نسأل الله عزّ وجلّ السلامة. الموفق من وفقه الله عزّ وجلّ نسأل الله السلامة والله أعلم وأحكم