بسم الله الرحمن الرحيـم
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
سنكمل إن شاء الله تعالى في تفسير سورة القمر
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33)} ذكر الله عزّ وجلّ قوم لوط وتكذيبهم سيدنا لوطًا عليه الصلاة والسلام {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلاَّ ءالَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ (34)} من العذاب الذي سُلط على قوم لوط ريح ترميهم بالحجارة فقال الله عزّ وجلّ: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا} أي ريحًا تحصبهم أي ترميهم بالحجارة {إِلاَّ ءالَ لُوطٍ} إلا لوطًا ومن آمن به لم يصبهم شىء من ذلك.
{نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ (34)} نجاهم الله عزّ وجلّ من ذلك حيث خرج لوط ومن معه ممن آمن به في الليل وقت السحر {نِعْمَةً مِّنْ عِندِنَا} أي كان ذلك نعمة من الله عزّ جلّ على لوط ومن آمن به { كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ (35} كم صبر لوط عليه الصلاة والسلام وكم صبر من كان معه من المؤمنين مع قلتهم إلا أنهم صبروا وثبتوا على الحق وكانوا لوط عليه الصلاة والسلام ينذرهم ويخوفهم ويأمرهم بالإيمان وترك الفواحش التي يفعلونها كما قال الله عزّ وجلّ:{وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ} أنذرهم لوط عليه الصلاة والسلام بالعقاب إن لم يمؤمنوا {وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا} أي عقابنا وعذابنا ومعنى قول الله عزّ وجلّ:{فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ} معناه كذبوا وشكوا بما أنذرهم به لوط عليه السلام.
ثم قال الله عزّ وجلّ:{وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37)}{ وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِه} عندما أتته الملائكة متشكلين بصور رجالا الملائكة ليسوا ذكورًا ولا إناثًا نعم قد يتشكل الملك بصورة رجل من غير آلة الذكورة عندما جاء الملائكة إلى لوط عليه الصلاة والسلام ماذا ظنّ هؤلاء الناس ماذا ظن قومه هؤلاء ظنوا أن هؤلاء من الإنس فبعد أن دخل الملائكة بيت لوط وعلم قومه بذلك أتوا مسرعين وصاروا يدقون الباب ويحاولون فتح الباب يريدون أخد الأضياف الذين عند لوط عليه السلام فالله عزّ وجلّ قال: {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ} كانوا يحاولون فتح الباب يريدون أخذ الضيف أي الأضياف الذين كانوا عنده ماذا حصل جبريل عليه السلام ضربهم بجناحه فطُمست أعينهم طمس العين معناه أن يذهب هذا الشق الذي في الوجه فما عاد يوجد أثر للعين في جوههم كما قال الله عزّ وجلّ:{ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ} هم فقدوا البصر ولكن أيضًا ذهب هذا الشق الذي يكون في الوجه للعينين { فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ} نسأل الله عزّ وجلّ السلامة.
{وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ (38)} وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً آتاهم في أول النهار عذاب مستقر ثابت نزل بهم نسأل الله عزّ جلّ السلامة.
{فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ(39) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} إذًا قوم لوط عليه السلام نزل بهم أكثر من نوع من العذاب طمس جبريل أعينهم بعد أن ضربهم بجناحه أُرسلت عليهم الحجارة أُرسلت عليهم الريح التي تحصبهم ترميهم بالحجارة وصباحًا في أول النهار رفعهم جبريل عليه السلام بجناحه وألقاهم من مكان مرتفع نسأل الله عزّ وجلّ حسن الختام والله أعلم وأحكم.