fbpx

الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز – سورة العاديات

شارك هذا الدرس مع أحبائك

الشيخ رمزي شاتيلا تفسير سورة العادِيات بسمِ الله الرَّحمن الرَّحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله على سيدِنا محمَّد وعلى آلهِ وصَحبِهِ الطيّبين الطاهرين، سنتكلمُ إن شاء الله تعالى في تفسير سورة العادِيات. أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ﴿وَالعَادِياتِ ضَبحًا﴾العادِيات، الخيل تعدو في سَبيلِ الله والضَّبحُ هُوَ صَوتُ أَنفاس الخيل إذا عَدَون. ثمَّ قال الله عزَّ وجلّ ﴿فالمُورِياتِ قَدحًا﴾ الخيلُ من شِدَّةِ عَدوِها تَقدَحُ النَّار بحَوافِرِها فتوريه. ﴿فالمُغِيرَاتِ صُبحًا﴾ أي الخيلُ التي تغيرُ صباحًا للقتال. ﴿فأَثَرنَ بِهِ نَقعًا﴾ أي رَفَعنا بِهِ غُبارًا. ﴿فَوَسَطنَ بِهِ جَمعًا﴾ أي صارت الخيلُ بمن رَكِبَها وَسَطَ الجَمعِ الذي أغاروا عليه. ثمَّ قال الله عزَّ وجلّ ﴿إنَّ الإِنسانَ لِرَبّهِ لَكَنود﴾ هذا جَوابُ القَسَم، المرادُ بالإنسان هنا الكافِر. ومعنى كنود كفور. ﴿وَإنَّه عَلَى ذَلِكَ لَشِهيد﴾ أي إنَّ الله تعالى شهيدٌ على كُفرِ الكافِرِ، عالم بكفر الكافر، وهذا على سَبيلِ الوَعيد. ﴿وَإنَّهُ لِحُبّ الخَيرِ لَشَدِيد﴾ أي إنَّ الكافِرَ شديدُ الحُبّ للمال. فالخيرُ هُنا مَعناهُ المال. ثمَّ قال الله عزَّ وجلّ ﴿أَفَلَا يَعلَمُ إذَا بُعثِرَ مَا في القُبور﴾ أي أفلا يَعلَمُ الإنسانُ المذكورُ إذا أثير وأُخرِج ما في القبور وذلك لما تَنشقُّ القُبور ويخرُجُ الأمواتُ منها وقد أعادَهم الله أحياء وذلك يوم القيامة. ﴿وَحُصلَ مَا في الصُدور﴾ أي مُيّزَ ما في الصُدورِ من خيرٍ وشر. فلو عَلِمَ الإنسان الكافِرُ ما يكونُ له من العِقابِ في الآخِرة لترك الكُفرَ ودخَلَ في الإسلام. ﴿إنَّ رَبهم بِهِم يَومَئِذٍ لَخَبير﴾ أي إنَّ الله عالمٌ بهم، لا يَخفى عليه شئٌ سبحانه وتعالى. وخَصَّ الله هذا اليَومَ فقال ﴿إنَّ رَبهم بِهِم يَومَئِذٍ لَخَبير﴾ وهو عالِم بِكُلّ شئ بعلمه الأزليّ خصَّ الله هذا اليوم لأنه يَومَئِذٍ يجازيهم على أفعالهم. والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم.