fbpx

الأربعون النووية – الدرس 45

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ سمير القاضي جفظه الله الحمد لله ربّ العالمين له النّعمة وله الفضل وله الثنّاء الحسن وصلوات رب وسلامه على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين. كلامنا إن شاء الله تعالى على الحديث الحادي والأربعين من الأربعين النووية قال إسماعيل حلاق: الحادي والأربعون الشرح: هذا الحديث الحادي والأربعون قال إسماعيل حلاق: عن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما الشرح: هكذا ذكر اسمه النووي هنا العاصي هذا بناء على أن العاصي هو على وزن فاعل وقال بعضهم هو ليس كذلك إنما اسمه العاص فالمسألة فيها خلاف والأمر سهل من قال عبد الله بن عمرو بن العاص فلا بأس بذلك ومن قال عبد الله بن عمرو بن العاصي فلا بأس بذلك وقال النووي رضي الله عنهما فترضى عن عمرو كما ترضى عن ولده لاعتقاده أن عمرًا قد تاب قبل موته وقد جاء عن عمرو روي عنه ما يدل على أنه قد ندم على ما كان صدر منه من أمور كالخروج على سيدنا علي ومقاتلته ونحو ذلك قبل أن يموت وعبد الله بن عمرو كان كثير الحديث كاتبًا توفي بمكة سنة خمس وستين وله اثنتان وسبعون سنة. قال إسماعيل حلاق: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم الشرح: لا يؤمن أحدكم أي إيمانًا كاملا قال إسماعيل حلاق: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا الشرح: حتى يكون هواه حتى تكون شهوات نفسه حتى يكون ميل قلبه إلى ما يلائم نفسه وطباعها وإعراضه عن خلاف ذلك حتى يكون ذلك منضبطًا حتى يضبط ذلك بحسب الشرع وبإتباعه نعم أعد حتى يكون هواه قال إسماعيل حلاق: حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به الشرح: أي تابعًا للشرع الذي جئت به لا يكمل إيمان أحدكم حتى يغلب إتباعه للشرع هواه هذا معنى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يغلب إتباعه للشرع هواه ويروض نفسه على ذلك حتى يصير هذا الأمر مثل الطبع عنده إذا عرضت عليه الأمور أخذ بما يدل عليه شرع الله تعالى وترك ما سواه ولو كان هواه يميل إليه. ويناسب هذا ما صح من أن الزبير رضي الله عنه كان بينه وبين رجل من الأنصاري خصومة ما الزبير كان يسقي أرضه قبل الأنصاري فتخاصما إحتكما إلى النبي عليه الصلاة والسلام الرسول عليه الصلاة والسلام قال:”اسق يا زبير وسرح الماء إلى جارك” يعني لا تستوفي حقك إلى الأخير إنما اسق وسرح الماء إلى جارك حتى يسقي يحضه بذلك على المسامحة والتيسير لما قال ذلك هذا الآخر قال يا رسول الله أن كان ابن عمتك يعني أنت تقول هذا لأنه ابن عمتك أصاب النبي عليه الصلاة والسلام الضيق الشديد غضب من كلامه حتى تلون وجهه تغير لون وجه النبي عليه الصلاة والسلام من ذلك وقال:”يا زبير اسق حتى يبلغ الماء الجدر” يعني أستوف حقك في الساقية إلى الأخير إلى أن يبلغ الماء الجدر وأنزل في هذا ربُّنا عزّ وجلّ:{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} أنزل الله تبارك وتعالى في هذا هذه الآية. العلماء قالوا هذا الرجل قال ما قال الظاهر أنه كان منافقًا يبطن الكفر ويظهر الإيمان حتى قال للنبي عليه الصلاة والسلام هذه المقالة أن كان ابن عمتك لأن النبي عليه الصلاة والسلام لا يُحابي على حساب الحق. أيضًا يناسبه ما رواه الشيخان أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:” لا يؤمن أحدكم (أي لا يكمل إيمانه) حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين”. ولا يخفى أن هذا الحديث من جوامع الكلم التي أؤتيها رسول الله عليه الصلاة والسلام. لأن أقسام المحبة ثلاثة محبة إجلال كمحبة الولد لوالده ومحبة شفقة كمحبة الوالد لولده ومحبة استحسان ومشاكلة كمحبة سائر الناس فحصر أصناف المحبة فكان معنى ما يقوله عليه الصلاة والسلام إن أحدكم لن يبلغ أعلى درجات الإيمان حتى يحبني المحبة التي تجعله يقدم طاعتي على موافقة والده وولده وغيرهما من الناس فمن استكمل الإيمان علم أن حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضله آكد عليه أكثر تأكدًا عليه من حق أبيه والناس أجمعين لأن الله تبارك وتعالى إنما استنقذه من النار بالنبي عليه الصلاة والسلام الله هداه من الضلال بالنبي عليه الصلاة والسلام الله بيّن له طريق الهدى بالنبي عليه الصلاة والسلام لذلك ينبغي أن تكون محبته على يقتضيه ذلك. ولذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم لا يقصرون في بذل أنفسهم دون رسول الله عليه الصلاة والسلام وهكذا ينبغي للمؤمن أن يكون أن لا يقصر في بذل نفسه دون رسول الله عليه الصلاة والسلام كانوا يبذلون أنفسهم دون رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو قاتلوا أبنائهم ولو قاتلوا والديهم أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه كان في معركة بدر مع المسلمين ووالده كان مع الكافرين فكان والده يتصدى له يقف في وجهه يريد أن يقاتله أبو عبيدة يعرض عنه لما أكثر قصده قتله ولم يبالي لأن والده كان في صف من يحارب رسول الله عليه الصلاة والسلام ويريد الأذى له. وقال عبد الرحمن بن أبي بكر لأبيه قال له رأيتك يوم أحد يعني كنت قادرًا أن أقتلك يوم أحد لأن عبد الرحمن في معركة أحد كان مع الكفار وأبو بكر كان مع المسلمين بلا شك قال رأيتك يوم أحد فصدفت عنك أعرضت عنك كنت قادرًا على أن أقتلك لكنني ما قتلتك تركتك أعرضت عنك فقال له أبو بكر:”ولكني لو رأيتك ما صدفت عنك” أما أنا لو رأيت أنني كنت متمكنًا من قتلك في معركة أحد ما كنت حدت عنك. فمن وجد من نفسه أحس في قلبه ما تقدم فقد كملت محبته وصح أن هواه تبع لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا يخفى أن الله تعالى وصف المشاركين بإتباع الهوى فقال:{ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ} وكذلك البدع إنما تنشأ من اتباع الهوى وتقديمه على الشرع وترك ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام خلف الظهر وكذلك المعاصي إنما يقع الإنسان في أكثرها من باب إتباع الهوى وتقديمه على اتباع ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام فإذا كان الأمر كذلك فينبغي على المؤمن أن يكون على العكس من هذا وأن يقدم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم واتباع شرعه على ما سواه وأن لا يكون متبعًا لهواه في كل تصرفاته فمن أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنعى لله فهذا الذي استكمل الإيمان. قال إسماعيل حلاق: حديث صحيح الشرح: هذا حديث صحيح قال إسماعيل حلاق: رويناه في كتاب الحجة الشرح: الكتاب اسمه الحجة على تارك المحجة لإنسان لُقب بقوام السنة واسمه إسماعيل بن محمد الإصبهاني التميمي قال إسماعيل حلاق: بإسناد صحيح الشرح: رواه من طريق ابن أبي عاصم وابن أبي عاصم أيضًا رواه في كتاب السنة له وخرجه الحافظ ابن نُعيم وخرجه غيرهم وسنده قوي كما ذكر الحافظ العراقي وغيره. والله تبارك وتعالى أعلم.