قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله:
أسرار ومعاني وبركات أسماء الله الحسنى
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن والاه.
اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا اللهمّ ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والنية ءامين أخلصوا النوايا لله تبارك وتعالى.
المؤمن
من أسماء الله تبارك وتعالى المؤمن وسنتكلم على معناه إن شاء الله وجاء في القرءان وصف الله به وجاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا المؤمن من أسماء الله من خاصيته أن يذكره الخائف ستًا وثلاثين مرة فيأمن على نفسه وماله بإذن الله يا مؤمن يا مؤمن أو بتقول المؤمن المؤمن وكما نذكر دائمًا مع الذكر الصحيح اللفظ الصحيح والنية الصحيحة في القلب فالمناوي رحمه الله يذكر هذه الخاصية لهذا الاسم وهذا الاسم إذا ذكره الخائف يعني من كان يخاف شيئًا عنده فزع من أعداء الله عنده فزع من الهوام ونحوها أو من قاطع طريق فليقرأ ذلك وهذا يورث في القلب القوة والشجاعة والشجاعة من الصفات التي تكتسب فعليكم بذكر الله تبارك وتعالى باسمه المؤمن.
ومعنى اسم الله المؤمن الذي يصدق عباده وعده وعد الله تعالى المؤمنين بالجنة فوعد الله صدق وحق فلا بد أن يدخلوا جنة الله تبارك وتعالى وعد الله حق وعده صدق ووعيده صدق توعد الله أعداءه الكفار بالنيران فلا بد أن يدخلوها إذًا الله ضمن الله تعالى وعد بما يفي ما ضمن به لهم كما قال الله:{السَّلامُ الْمُؤْمِنُ} (سورة الحشر).
فإذا الله صدق أنبياءه كذلك ما معنى صدّق أو صدق أنبياءه؟
أظهر على أيدي الأنبياء المعجزات الدالة على صدقهم عليهم السلام فهؤلاء أنبياء الله حين تخرق لهم العادات بالمعجزات كأن الله يقول للناس هؤلاء صدقوا فيما يبلغوا عني صدق عبدي فيما يبلغ عني يعني هذا مرسل من عند الله مؤيد بهذا فصدقوه.
فكل نبي أعطاه الله معجزة وكان نبينا عليه الصلاة والسلام أكثر الأنبياء وعجزة كما قال الشافعي رضي الله عنه:”ما أعطى الله نبيا معجزة ما أعطى محمّدًا” يعني كان نبينا أكثر الأنبياء معجزة فما هي المعجزة؟
هي الأمر الخارق للعادة يظهر في الدنيا على يد إنسان ادّعى النبوة مؤيدًا من الله تدل على صدقه فيما ادعاه ولا يستطيع الكافرون والمعاندون أن يعارضوه لا يستطيعون أن يأتوا بمثل ما أتى به وتكون صالحة للتحدي.
إذًا الله أكرم عباده الأنبياء صفوة خلقه الأنبياء بالمعجزات عليهم السلام هذا معنى الله تعالى صدق أنبياءه والله تعالى يصدق عباده يعني بما ضمنه لهم من الثواب في الآخرة الله قال في القرءان الكريم:{جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} (سورة البينة) إذًا الله تعالى ضمن للأنبياء الذين كانوا صفوة الناس وأئمة الأتقياء عليهم السلام بهذا الوعيد الله تعالى أكرمهم وأكرم الأتقياء والله تعالى صدق المؤمنين بما ضمنه من حفظ القرءان كما قال الله:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (سورة الحجر) فأنزل الله القرءان وحفظه من التحريف لو كان بعض الناس اليوم صاروا يحرفون بعض المعاني لكن محفوظ من التحريف ويبقى في الأمة من يعرف المعنى الموافق الذي يوافق شرع نبينا صلى الله عليه وسلم ويصدق عبادَه بما ضمنه لهم من الرزق في الدنيا هذا من معاني اسم الله المؤمن يقول الله تعالى:{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (سورة هود). فلن ننال إلا ما كُتب لنا من الرزق فالواحد منّا ليتوكل على الله في أمر الرزق وغيره علمت أن رزقي لن يأكله غيري فاطمأن قلبي ومن معاني اسم الله المؤمن يصدق عباده بما ضمنه لهم من الأمن يوم الدين يقول الله تعالى:{لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} (سورة الأنبياء) فإذا الله تعالى يسلمهم من الفزع الأكبر وهذا يكون يوم القيامة هذا يومكم يقول لهم الملائكة الكرام هذا يومكم الذي كنتم توعدون وقد وعد الله الكافرين نارًا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ولذلك الناس يوم القيامة فريقان فريق إلى الجنة وفريق إلى العذاب إلى جهنم ولا يمهلون ولا يخفف عنهم العذاب ولا يكونون في أمن بل المؤمن يكون في أمن إذًا المؤمن في أمان وفي أمن يوم القيامة من الخلود الأبدي في النار لا يحصل له أما هؤلاء فيحصل لهم التي هذه النار أُعدت للكافرين الله تعالى قال:{فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (سورة البقرة) أُعدت فإذًا هي مهيئة موجودة الآن مخلوقة بخلاف ما يقوله المعتزلة والعياذ بالله.
والله تعالى صدق عباده المؤمنين نصره وعدهم بالنصر فقال: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (سورة الروم). وكان وعدًا منا ليس معناه يجب على الله فالله تعالى نصر أنبياءه ونصر المتقين من خلقه ونصر أولياءه ولو كان ظاهرًا قُتل بعضهم النصرة يوم القيامة نصر أبا بكر الصديق في الغار رضي الله عنه وأرضاه ونصره بعد وفاة النبي حين ارتدت القبائل ونصر صحابة النبي رضوان الله عليهم ونصر إبراهيم على النمرود الذي طغى وتجبر وقال الله:{وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} (سورة الصافات).فنجى الله موسى وهارون وصدق موسى وهارون وعدَه تعالى والله فعال لما يريد والله يقول: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} فما وعد الله عباده لا بد أن يحصل وما توعد لا بد أن يحصل ينفذ في خلقه مراده فلا مانع لما أعطى الله قال:{وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} (سورة البقرة) إذا يا أحباب الله قادر على إيجاد وإبراز ما قدّره وما علم أنه سيكون.
فعليكم بالمواظبة على حفظ اسم الله المؤمن على الذكر باسم الله المؤمن فإن معناه كذلك واهب الأمن الله المؤمن واهب الأمن وانتبهوا لا يسمى الله مسلما كما يتلفظ به بعض الجهال الله لا يقال عنه مسلم لأن المسلم هو المنقاد لغيره المستسلم لغيره والله تعالى السلام السالم من كل نقص وعيب فلا يقال عنه مسلم يقال رضي الله لعباده الإسلام الدين عند الله الإسلام الدين السماوي الإسلام أمرنا الله بالإسلام هكذا لكن لا يقال عنه مسلم أما المؤمن ورد ذكره في القرءان ومن أسماءه السلام وليس المسلم فحافظوا على هذا وتنبهوا.
اللهم يا مؤمن يا الله ارزقنا قوة في اليقين وتصديقًا وثباتًا على دينك يا أرّحم الراحمين وءاخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.