fbpx

الأربعون النووية – الدرس 9

شارك هذا الدرس مع أحبائك

شرح الأربعين النووية الشيخ سمير القاضي حفظه الله الحمد ربّ العالمين له الفضل وله الثناء الحسن صلوات ربّي وسلامه على سيدنا محمد وعلى سائر إخوانه من النبيين والمرسلين وعلى ءال كل وصحب كل والصالحين. أسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يجعل نياتنا خالصة لوجه الآن إن شاء الله نشرع في الكلام على الحديث الخامس من الأربعين النووية قال المؤلف: الحديث الخامس الشرح: هذا الحديث قاعدة عظيمة النفع لتمييز الحسن من القبيح وما هو مقبول في الدين من المردود كما ذكر ذلك الإمام أحمد وابن راهويه وأبو عبيد وغيرهم. قال المؤلف: عن أم المؤمنين الشرح: أم المؤمنين هذه كنية لكل واحدة من أزواج النبي عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى: {وأزواجه أمّهاتهم} معنى ذلك في التعظيم والتكريم وحرمة النكاح ولا يعني ذلك أنه يجوز النظر إليهن كما يجوز النظر إلى الأم ولا أنه يجوز لمسهن كما يجوز لمس الأم ولا يعني ذلك أنه يجوز الخلوة بهن كما يجوز ذلك بالأم لا بل أمر نساء النبي في بعض الأمور أشد فإنه كان لا يجوز للأجنبي أن يرى شيئًا من أبداهن حتى الوجه والكفين لم يكن جائزًا أن يطلعن الأجنبي أن يكشفنه أمام الأجانب قال المؤلف: أم عبد الله عائشة رضي الله عنها الشرح: أم عبد الله هذه كنية السيدة عائشة من غير أن تكون ولدت ولدًا يقال له عبد الله إنما كنيت بذلك. قال المؤلف: أم عبد الله عائشة رضي الله عنها الشرح: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست سنين قبل الهجرة لما كان عليه الصلاة والسلام بمكة ودخل بها في المدينة بعدما انصرف من معركة بدر عليه صلاة الله وسلامه وكانت في سن التسع رضي الله عنها وبقيت مع النبي عليه الصلاة والسلام بعد ذلك تسع سنين وعاشت بعده أربعين سنة وتوفيت سنة سبع وخمسين من الهجرة وكانت رضي الله عنها ذات علم واسع استفادت كثيرًا من مكثها مع النبي عليه الصلاة والسلام في أمور كثيرة حتى في أمور الطب وكانت فصيحة بليغة ذكية رضي الله تعالى عنها. قال المؤلف: قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحدث في أمرنا الشرح: من أحدث أي من أتى بأمر حادث ابتدعه بناء على رأيه المجرد ليس مستندًا إلى دليل شرعي بناء على الرأي المجرد من أحدث. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا الشرح:في أمرنا أي في ديننا في شرعنا كما جاء في بعض الروايات في ديننا يعني من أحدث في الشرع في شرعنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في أمرنا هذا الشرح: من أحدث في أمرنا هذا هذا لماذا جاء عليه الصلاة والسلام باسم الإشارة هذا لأن أمر الدين اكتمل اكتملت أحكامه وصارت ظاهرة فصار الدين كأنه شيء مجسم يُشار إليه كأنه كذلك فقال عليه الصلاة والسلام: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه” يعني أحكام الدين كاملة ظاهرة من أحدث فيها من أحدث أمرًا يخالفها فهو مردود. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ليس منه الشرح: ما ليس منه ما لا يوافقه هذا معنى ما ليس منه ما ليس مستندًا إليه لا كتابًا ولا سنة ولا إجماعًا ما لا يستند إلى الدين لا من حيث الكتاب ولا من حيث السنة ولا من حيث الإجماع إنما بناء على الرأي المجرد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهو رد الشرح: فهو رد أي هذا المحدث مردود رد معناه هنا مردود وهذا الكلام من نبي الله عليه الصلاة والسلام فيه بيان سقوط البدع الخارجة عن حد الشريعة فيه بيان على بطلان كل العقود الممنوعة وعلى عدم وجود ثمراتها يعني إذا أتى الإنسان بعقد مبتدع لا يوافق شرع الله فالثمرات المنتظرة من هذا العقد لا تثبت له كل فعل أتى به الإنسان مبتدعًا غير مستند إلى ما جاء في شرع الله تبارك وتعالى لا يوافق الشرع بل يعارضه فهو مردود. قال المؤلف: رواه البخاري ومسلم الشرح: هذا الحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما أبو داود رواه أيضًا وغيرهم قال المؤلف: وفي رواية لمسلم الشرح: لهذا الحديث مسلم له رواية لهذا الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عمل عملا الشرح: من تلبس بحال أو اعتقد اعتقادًا بالقلب أو عمل طاعة بالبدن أو عمل عملا دنيويًا كل هذا داخل من عمل عملا. قال رسول الله: ليس عليه أمرنا الشرح: ليس لا يأذن فيه شرعنا لا يأذن فيه حكمنا إنما أتى به كما قدمنا على حسب الهوى المجرد ولو أراد بذلك طاعة الله تبارك وتعالى ولو أراد بذلك التقرب إلى الله عزّ وجلّ. قال رسول الله: فهو رد الشرح : فهو رد فهو مردود غير مقبول سواء سبقه أحد إلى هذا الأمر أو لم يسبقه أحد إليه كما صح مرفوعًا في حديث مسلم:”إن أحسن الحديث كتابُ الله وخيرَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشرَ الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة “. وفي بعض الروايات زيادة وكل ضلالة في النار. المحدثة والبدعة في هذا الحديث معناهما ما أحدث بناء على الرأي المجرد يعني عندما يأتي في الحديث عندما يذكر العلماء عندما يأتي في كلام نبي الله عليه الصلاة والسلام ذكر البدعة مطلقة ليست مقيدة بأي قيد أو ذكر المحدثة مطلقةً ليست مقيد بأي قيد ما في قيد يقيدها يكون المراد بالبدعة هنا ما أُستحدث على خلاف الشرع ليس المراد بالبدعة عند الإطلاق كل شيء فُعل لم يكن في زمن النبي عليه الصلاة والسلام لأ إنما المراد بالبدعة عند الإطلاق في نصوص الشريعة إذا جاءت غير مقيدة بقيد في نصوص الشريعة المقصود بالبدعة ما أُستحدث بناء على الرأي المجرد من غير استنادٍ إلى دليل شرعي من غير استناد إلى كتاب ولا سنة ولا إجماع يعني ما يذم لأنه مخالف للأصول مخالف للقواعد ويدل على ما قلنا هذا الحديث نفسه الذي ذكرناه “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”يدل ذلك يفهم من ذلك أن من أحدث في شرعنا في ديننا ما هو منه فهو مقبول لأن النبي عليه الصلاة والسلام جعل المردود ما كان مخالفًا للشرع ما كان ليس موافقًا للشرع إذًا المحدث الذي يحدث على وفق الشرع فهو مقبول: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” إذًا من أحدث شيئًا هو من الشرع من الدين فهو مقبول كما يدل على ذلك حديث مسلم:”من سن في الإسلام سنةً حسنة فله أجرُها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أجورهم شىء من سن في الإسلام يعني من سن في أمور الدين من عمل في أمور الدين عملا لم يسبق إليه لكن هذا العمل من سن في الإسلام سنة حسنة هذا العمل وصفه النبي عليه الصلاة والسلام بأنه يكون سنة حسنة أي لأنه مستند إلى الدليل من الكتاب أو السنة هذا يدل على ما ذكرناه أن البدعة التي ذمها الرسول عليه الصلاة والسلام وذم من أتى بها هي ما أُستحدث على خلاف الشرع أما ما أُستحدث على وفق الشرع فهو ممدوح كما تدل عليه الأحاديث الشريفة ولأجل هذا قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:”ما أُحدث وخالف كتابًا أو سنة أو إجماعًا أو أثرًا فهو البدعة الضلالة وما أُحدث من الخير ولم يخالف شيئًا من ذلك فهو البدعة المحمودة”. فإذًا ليس كل ما أُستحدث ليس كل شىء أُستحدث لم يكن في زمن النبي عليه الصلاة والسلام يعد ضلالة ويعد فاعله ضالا في زمن النبي عليه الصلاة والسلام ما كان الإنسان إذا أُمسك أُسر ثم أُريد قتله ما كان النبي عليه والسلام قال لهم ليصلي ركعتين ما كان النبي عليه الصلاة قال لهم من أمسكه الكفار ثم أرادوا قتله وهو أسير فليصلي ركعتين خبيب بن عدي لما أمسكه الكفار وأسروه لما أرادوا قتله بعدما أمسكه الكفار وأسروه لما أرادوا قتله قال دعوني أصلي ركعتين صلى ركعتين قال أبو هريرة رضي الله عنه: “فكان خبيب أول من سن صلاة ركعتين لمن قُتل صبرًا” لمن قُتل صبرًا أي لمن قُتل وهو مأسور. في زمن النبي عليه الصلاة والسلام ما كان المسلمون يجتمعون لصلاة قيام رمضان خلف إمام واحد النبي عليه الصلاة والسلام أحيانًا كان يصلي يصلي معه جماعة كان الرجل يصلي يصلي معه جماعة ذاك يصلي يصلي معه جماعة حتى إنه عليه الصلاة السلام لم يجمعهم على نفسه ما قال لهم أصلي بكم التراويح جماعة اجتمعوا معي ما قال ذلك. ثم إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته رأى أن يجمعهم على إمام واحد فجمعهم على أُبي بن كعب رضي الله عنه أمره أن يأمهم ويصلي بهم قيام رمضان أولا بثلاث عشرة ركعة ثم بعد ذلك بعشرين ركعة واستمر الأمر على ذلك إلى أيامنا. عمر لما رآهم نظر إليهم مجتمعين يصلون خلف إمام واحد قال:”نعمت البدعة هذه” هذا أمر ما كان أُستحدث الآن لكن له أصل في الشرع يستند إلى دليل شرعي قال نعمت البدعة هذه ما أحسنها من بدعة هذه بدعة حسنة بدعة خير والتي تنامون عنها أفضل يعني ومن أخر صلاة القيام إلى أخر الليل يكون أفضل لكنه مدحها مع أنها بدعة لماذا لأنها بدعة خير موافقة لشرع الله تبارك وتعالى. في أيام النبي عليه الصلاة والسلام ما كانوا يؤذنون أذانين يوم الجمعة في صلاة الجمعة أذان واحد في زمن أبي بكر أذان واحد في زمن عمر أذان واحد . ثم عثمان رضي الله عنه رأى أن يزيد أذانًا فصاروا يؤذنون أذانين قبل صلاة الجمعة عثمان رضي الله عنه ما قال هذا شdء لم يكن في أيام النبي عليه الصلاة والسلام ولم يذكره النبي عليه الصلاة والسلام في خصوصه إذا هو ضلالة لا الصحابة ما اعترضوا عليه إنما سرى هذا الأمر ومشى بينهم إلى أيامنا وما زال الأمر على هذه الحال إلى أيامنا. وأيضًا كتابة شكل المصحف أصلا المصحف ما كانت السور مجموعة في كتاب واحد إنما كانت مفرقة هذا عنده سورة أو سورتان أو أكثر وهذا عنده عدد وهذا عنده عدد وهذا عنده عدد وهذا عنده عدد ثم أبو بكر لما قتل كثير من حفظة القرءان في بعض المعارك رأى أن يجمع المصحف فجمع المصحف من هنا وهنا وهنا وهنا وجمع المصحف في كتاب واحد جمعت السور في كتاب واحد. ثم في زمن سيدنا عثمان عثمان رضي الله عنه عمل نسخًا من هذا الكتاب ووزع في مدن عديدة من المدن الكبيرة من مدن المسلمين هذا شيء ما كان أيام النبي عليه الصلاة والسلام استحدث بعد ذلك كل هذه الأمور لها علاقة بالدين صلاة التراويح من أمر الدين الأذان من أمر الدين المصحف من أمر الدين كلها أمور استحدثت في الدين لكن لما كانت موافقة لشرع الله تبارك وتعالى ولا تخالفه كانت بدعًا حسنة ليست هي البدعة التي ذمها رسول الله صلى الله عليه وسلم. أيضًا مما يشبه ذلك نقط المصحف الفاء ما كان لها نقطة من أعلى الياء ما كان لها نقطتان من أسفل هذا أيضًا استحدث لا في أيام أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي إنما بعد ذلك بزمن بعض التابعين عمله الصحابة الذين كانوا في ذلك الوقت وأهل العلم لم يعترضوا عليه قبِلَ ذلك المسلمون وسرى والآن كل المصاحف منقوطة حتى مصاحف هؤلاء الناس الذين يقولون بدعة بدعة بدعة كل ما استحدث لم يكن في زمن النبي عليه الصلاة والسلام يقولون بدعة مذمومة حرام نحو ذلك حتى هؤلاء مصاحفهم فيها نقط إلى غير ذلك من الأمور. المحاريب المجوفة ما كانت أيام النبي عليه الصلاة والسلام المنارة ما كانت للمسجد أيام النبي عليه الصلاة والسلام الاحتفال بمولد النبي عليه الصلاة والسلام ما كان أيامه صلى الله عليه وسلم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بصوت الأذان بعد الأذان ما كان لكن هذا كله أمور قبلها علماء المسلمين وأحبوها لماذا لأنها مستندة إلى دليل شرعي تستند إلى الدليل الشرعي. أبو شامة هذا الإمام الكبير قال: “ما أحسن ما ابتدع في زماننا كل عام في اليوم الموافق ليوم مولده عليه السلام من الصدقات وإظهار السرور والزينة فإن ذلك مع ما فيه من الإحسان إلى الفقراء يشعر بمحبة خاتم الأنبياء وتعظيم سيد الأصفياء عليه الصلاة والسلام” يعني وما أشعر بمحبته مطلوب مرغوب فيه. سبق أن ذكرنا قصة تلك المرأة روى قصتها الترمذي وابن حبان وغيرهما لما رجع النبي عليه الصلاة والسلام من الغزو قالت إني نذرت أن أضرب بالدف بين يديك قال: “أوفي بنذرك” لولا أن هذا الأمر مندوب فيه ثواب ما كان قال لها:”أوفي بنذرك” والضرب بالدف لمجرده لا ثواب فيه إنما كان في هذا ثواب لأجل نية إظهار الفرح والسرور بالنبي عليه الصلاة والسلام لأجل هذا كان فيه ثواب وهكذا كل ما شابهه من الأمور التي فيها إظهار الفرح والسرور بمولد النبي عليه الصلاة والسلام يكون فعلها مثابًا. هذا عدا عن أنها كلها كل ما يفعل في يوم المولد مأمور به ماذا يفعل وقت المولد يُقرأ القرءان مأمور به تذكر قصة مولده هذا شيء حسن يمدح عليه الصلاة والسلام شيء حسن يطعم الطعام للفقراء وغيرهم لوجه الله هذا شيء حسن فهذا لا يكون إلا سنة حسنة إن شئت قلت سنة حسنة إن شئت قلت بدعة حسنة إن شئت قلت سنة خير كله بمعنى واحد. بالمقابل ما يعمل على خلاف ما استحدث على خلاف ما جاء به شرع الله المحدثات التي لا يشهد لها الشرع الشريف ليس في القرءان ما يشهد لها ولا في السنة ما يشهد لها ولا في الإجماع ما يشهد لها المحدثات التي استحدثت على خلاف ما جاء في القرءان والسنة والإجماع فهذه المحدثات مردودة هذه هي المقصودة بالبدعة عند الإطلاق إذا أطلق لفظ البدعة في الشرع المقصود ما استحدث على خلاف الكتاب والسنة والإجماع وهذا يسمى أيضًا بدعة ضلالة ويسمى سنة ضلالة ويسمى سنة سوء وبدعة سوء كل هذا يجوز إطلاقه عليه. من أمثلة ذلك ما هو شائع في كثير من البلدان في أيامنا أنهم لا يطبقون أحكام الشريعة بل جعلوا بدلها أحكامًا أخرى وضعية تَواضعوا عليها واتفقوا عليها يطبقونها بدل تطبيق أحكام الشرع فهذا من السنن القبيحة والبدع القبيحة وأنا استغرب كيف أن بعض الناس يُمشي ذلك مع أن هذه القوانين توضع بآراء بعض الرجال مثلا خمسة ستة سبعة يجتمعون يعملون لجنة يعملون قوانين مستحدثة تعرض يصوت على قبولها عشرة عشرون مائة مائتان ثم تعمم على كل الناس ويترك ما أوحى به الله وما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يُعمل به العمل بمثل هذه الأحكام من السنن القبيحة. مثلا من السنن القبيحة ما هو جار في بعض البلاد المرأة إذا طلقها زوجها أو طلبت الطلاق من زوجها يحكم القاضي لها ولو كان الزوج لا يريد أن يطلقها بمجرد أنها طلبت لو لم يكن الشرع يجيز فسخ عقدها من زوجها ليس هذا فقط بل إنه يحكم لها بأن تأخذ نصف ماله أيضًا وهذه لو أخذت نصف ماله لا تملكه لا يدخل في ملكها لأنها أخذته بغير حق. كما حصل مع ذلك الرجل الذي زنا ولده بامرأة رجل فقال ماذا على ولدي وكان ولده غير محصن عقوبته كانت الجلد قال ماذا على ولدي قالوا له يرجم القتل قال أفتديه بشيء قالوا نعم بمائة شاة ووليدة ادفع مائة شاة ووليدة أناس جهلة أفتوه بذلك فدفع لزوج المرأة التي زنا بها ولده دفع له مائة شاة ووليدة ثم سأل النبي عليه الصلاة والسلام فكان من جملة ما قال له عليه الصلاة والسلام المائة شاة والوليدة رد عليك ترد إليك ما دخلت في ملك ذلك الرجل لأنه أخذها بغير الوجه الشرعي وهكذا كل ما شابه هذا من الأمور التي لا يقرها الشرع منع الشخص من التصرف فيما يملكه تصرف في الوجوه المباحة الجائزة غير المحرمة إلا أن يأذن له فلان أو فلان أو فلان إلا أن يفعل ذلك بعد دفع مال أو إعطاء مقدار من المال من الرشوة أو غير ذلك كل هذا داخل في هذه البدع المحرمة. ومن أشنع البدع المحرمة في أيامنا بدع ابتدعت ضد عقيدة الإسلام مثل بدعة التجسيم مثل بدعة اعتقاد أن الله تعالى جسم له صورة وهيئة كما أنّ لنا صورة وهيئة له محل يكون فيه كما لنا محلا نكون فيه. منها كذلك بدعة المعتزلة الذين يقولون الله تبارك وتعالى مغلوب في ملكه الله ما أراد حصول الشر في ملكه لكن الشر يحصل في ملكه على ما أراده إبليس غصبًا عن مشيئة الله تبارك تعالى. من البدع القبيحة قول بعض الناس إن الإنسان إذا صار في درجة عالية من الصفاء لا يعود فرضًا عليه أن يصلي ولا يصوم ولا يزكي ولا يحج وصار يجوز له أن ينظر إلى ما يحرم النظر إليه يجوز له أن ينظر إلى عورة الرجال وإلى عورة النساء لأنه بزعمهم نظره هذا يطهر من البدع المحرمة ما شابه ذلك من الاعتقادات كاعتقاد بعض المتصوفة أن الإنسان إذا وصل إلى درجة عالية في الصفاء يدخل الله فيه والعياذ بالله جعلوا الله تبارك وتعالى مثل الروح التي تدخل في الجسد. الخلاصة: أن هذا الحديث يبين أن ما استحدث في الشرع فهو على قسمين ما استحدث مما يوافق الكتاب والسنة والإجماع والأثر فهو مقبول وما استحدث مما يخالف الكتاب والسنة والإجماع والأثر فهو مردود كما قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه وكما تدل عليه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسبحان ربّك ربّ العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين والله تبارك وتعالى أعلم.